اطبع هذه الصفحة

http://www.saaid.net/Doat/alkulify/18.htm?print_it=1

الكلام على حديث لعن لاوي الصدقة

عبدالله بن فهد الخليفي

 
بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه

أما بعد :
فقال ابن خزيمة 2250 - حدثنا علي بن سهل الرملي حدثنا يحيى بن عيسى عن الأعمش عن عبد الله بن مرة عن مسروق قال : قال عبد الله آكل الربا و موكله و شاهداه إذا علماه و الواشمة و الموتشمة ولاوي الصدقة و المرتد أعرابيا بعد الهجرة ملعونون على لسان محمد صلى الله عليه و سلم يوم القيامة.

أقول : يحيى بن عيسى التميمي قال فيه الحافظ في التقريب : صدوق يخطيء
وقد خالفه من هو أوثق منه فروى الحديث عن الأعمش عن عبد الله بن مرة عن الحارث الأعور الكذاب عن ابن مسعود
قال الإمام أحمد 3881 - ثنا عبد الرزاق أنا سفيان عن الأعمش عن عبد الله بن مرة عن الحارث بن عبد الله الأعور قال : قال عبد الله آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهداه إذا علموا به والواشمة و المستوشمة للحسن ولآوي الصدقة والمرتد أعرابيا بعد هجرته ملعونون على لسان محمد صلى الله عليه و سلم يوم القيامة قال فذكرت لإبراهيم فقال حدثني علقمة قال : قال عبد الله آكل الربا وموكله سواء

وكذا خالفه وكيع عند ابن أبي شيبة في المصنف (22431)
ومعمر عند عبد الرزاق (5100) فرووه كرواية سفيان
وغيرهم أيضاً خالفه
جاء في علل الدارقطني :" س : 692- وسُئِل عَن حَدِيثِ الحارِثِ بنِ عَبدِ الله الأَعوَرِ ، عَنِ ابنِ مَسعُودٍ ، قال : إِنّ آكِل الرِّبا ومُوكِلَهُ وكاتِبَهُ وشاهِدَهُ والواشِمَة والمُستَوشِمَة ، ولاَوِي الصَّدَقَةِ والمُرتَدّ أَعرابِيًّا بَعد هِجرَتِهِ مَلعُونُون عَلَى لِسانِ مُحَمدٍ صَلَّى الله عَلَيه وسَلم.
فَقال : يَروِيهِ الأَعمَشُ واختُلِف عَنهُ ؛ فَرَواهُ أَبُو مُعاوِيَة ، ووَكِيعٌ ، ويَحيَى القَطّانُ ، وعَبد الله بن نُمَيرٍ ، وحَفصُ بنِ غِياثٍ ، وجَرِيرُ بن عَبدِ الحَمِيدِ ، عَنِ الأَعمَشِ ، عَن عَبدِ الله بنِ مُرَّة ، عَنِ الحارِثِ الأَعوَرِ ، عَن عَبدِ الله.
وَرَواهُ الثَّورِيُّ واختُلِف عَنهُ ، فَقال عَبد الرَّزّاقِ ، ومُعاوِيَةُ بن هِشامٍ ، وقَبِيصَةُ بِخِلاَفٍ عَنهُ , عَنِ الثَّورِيِّ ، عَنِ الأَعمَشِ ، عَن عَبدِ الله بنِ مُرَّة ، عَنِ الحارِثِ ، عَن عَبدِ الله.
وَقال شُعَيبُ بن أَيُّوب , عَن قَبِيصَة فِيهِ ، عَن عَمرِو بنِ مُرَّة ، ووَهِم فِيهِ.

وَقال ابن إِسحاق : عَنِ الأَعمَشِ ، عَن عَبدِ الله بنِ سَخبَرَة ، عَن عَبدِ الله بنِ الحارِثِ بنِ نَوفَلٍ ، عَنِ ابنِ مَسعُودٍ ، ووَهِم فِيهِ وهمًا قَبِيحًا.
وَقال يَحيَى بن عِيسَى الرَّملِيُّ : عَنِ الأَعمَشِ ، عَن عَبدِ الله بنِ مُرَّة ، عَن مَسرُوقٍ ، عَن عَبدِ الله.
وَقال عَمرو بن ثابِتٍ : عَنِ الأَعمَشِ ، عَن إِبراهِيم ، عَن مالِكِ بنِ مالِكٍ ، عَن أَبِي مَسعُودٍ.
وَقال المَسعُودِيُّ : عَنِ الأَعمَشِ ، عَن أَبِي وائِلٍ ، عَن عَبدِ الله.
والصَّوابُ قَولُ أَبِي مُعاوِيَة ، ووَكِيعٍ ، ومَن تابَعَهُم ، عَنِ الأَعمَشِ ، عَن عَبدِ الله بنِ مُرَّة ، عَنِ الحارِثِ ، عَن عَبدِ الله .اهـ

أقول : بعدما تبين لك أن الحديث حديث الحارث الأعور فإليك نبذةً عن حاله
لحارث الأعور متهم بالكذب
وغاية ما اعتمد عليه معدلوه

ما رواه ابن سعد في الطبقات (6/168) عن الشعبي قال : لقد رأيت الحسن والحسين يسألان الحارث الأعور عن حديث علي .اهـ
قلت : وهي الرواية لا تصح ففي سندها جابر الجعفي والكلام فيه معروف

ثم إنها لو صحت ما دلت على تعديله فإن مجرد سؤال الحسن والحسين له لا يدل على أنهما يثقان به بل ربما كان سؤالاً على وجه الاختبار وابن سعد نفسه لم يعتد بهذه الرواية وضعف الحارث .
وإليك أسماء من ضعف الحارث الأعور فمنهم من حكم عليه بالكذب أو حكى اتهامه بذلك وسكت
وهم :
1- الشعبي
قال مسلم في مقدمة صحيحه ثنا قتيبة ثنا جرير عن مغيرة عن الشعبي : حدثني الحارث الأعور وكان كذاباً
2- إبراهيم النخعي
قال منصور عن إبراهيم : إن الحارث اتهم [ كذا في التهذيب ]
وقال البخاري في التاريخ الكبير 1/273 : قال لنا ابن يونس عن زائدة عن إبراهيم أنه اتهم الحارث.
3- أبو إسحاق السبيعي
قال أبو معاوية عن محمد بن شيبة الضبي عن أبي إسحاق : زعم الحارث الأعور وكان كذاباً

4- علي بن المديني
قال الجوزجاني سألت علي بن المديني عن عاصم والحارث فقال : مثلك يسأل عن ذا الحارث كذاب
قسمٌ من الأئمة ضعفوه دون اتهام بالكذب وهم

1- عبدالرحمن بن مهدي
قال عمرو بن علي الفلاس : " كان يحيى وعبد الرحمن لا يحدثان عنه غير أن يحيى حدثنا يوماً عن شعبة عن أبي إسحاق عن الحارث يعني عن علي : " لا يجد عبد طعم الإيمان حتى يؤمن بالقدر .
فقال هذا خطأ من شعبة حدثنا سفيان عن أبي إسحاق عن الحارث عن عبد الله وهو الصواب .اهـ
2- أبو زرعة الرازي حيث قال : لا يحتج بحديثه

3- أبو حاتم الرازي حيث قال : "ليس بقوي ولاممن يحتج بحديثه "

4- النسائي حيث قال : " ليس بالقوي " وهذا الجرح يقدم على التعديل المنقول عنه
5- الدارقطني حيث قال : ضعيف
6- يحيى بن معين حيث قال : "ضعيف , وهذا الجرح الموافق لما عليه الجمهور مقدم على التعديل المنقول عنه
7- ابن سعد حيث قال : كان له قول سوء وهو ضعيف في روايته .اهـ

وتوسط ابن حبان وابن عدي بين الفريقين فضعفه جداً

قال ابن حبان : كان الحارث غالياً في التشيع واهياً في الحديث وهو الذي روى عن علي قال لي النبي صلى الله عليه وسلم " لا تفتحن على الإمام في الصلاة , رواه الفريابي عن يونس بن أبي إسحاق عن أبيه عنه وإنما هو قول علي .اهـ
وقال ابن عدي : عامة ما يرويه غير محفوظ
وأبعد أحمد بن صالح المصري النجعة فوثقه [ انظر هذه الأقوال في ترجمة الحارث من تهذيب الكمال ]
فإن قيل : أليس للحديث شواهد ؟
قيل : ذكر لعن لاوي الصدقة لم يرد إلا في هذا الحديث ، وحتى لعن المرتد أعرابياً بعد الهجرة لم يرد إلا في هذا الحديث - حسب علمي القاصر - والله أعلم

وقال الطبراني في الأوسط 8303 - حدثنا موسى بن زكريا نا أحمد بن عبدة ثنا عمر بن علي عن سعد بن طريف عن شقيق بن سلمة عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه لعن عشرة الواشمة والموشومة و السافعة وجهها والواصلة والموصولة وآكل الربا وشاهده ومانع الصدقة والرجل المتشبه بالنساء والمرأة المتشبهة بالرجال
أقول : سعد بن طريف متروك كما نص عليه الحافظ في التقريب

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

 


 

عبدالله الخليفي
  • مقالات
  • كتب
  • الصفحة الرئيسية