اطبع هذه الصفحة

http://www.saaid.net/Doat/alrajhi/s25.htm?print_it=1

أمور حياتنا الخاصة ما تهمه

علي بن عبدالعزيز الراجحي


بسم الله الرحمن الرحيم

السؤال :
زوجي اكبر مني بتسع سنوات لا يعمل والده يصرف علينا مختلفين في كل شي في تفكيرنا ورغباتنا كل شي لا يستطيع أن يتحمل المسؤولية لازم أنا أقول له لازم تعمل كذا وتسوي كذا حتى في أمور حياتنا الخاصة ما يهمه أي شي قصرت معاه ماقصرة مهاة كل شي عادي احيانا اعمل اشياء ابغى استفزة لكن مافي فايدة وازعل واتنكد واهم شي اذا كلمتة يقول ماادري انا اسف مادريت انة لازم كذا اعذار تتعبني انا ملي احد ولا اثق في احد مالي الا الله ثم انتم اجو توجهي والحوار معي ارجوكم .


الجواب :
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته : ـ
أختي الفاضلة يسر القائمين على هذا الموقع أن يرحب بك في موقعك ( مشروع ابن باز الخيري) ، أهلاً وسهلاً بك ، وكم يسعدنا اتصالك بالموقع في أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يصلح لك زوجك وأن يغفر له وأن يتوب عليه .
فمن نعم الله جل وعلا أن من عليك بنعمة الزواج الذي تتمنه كثير من النساء والذي يستقرئ الواقع يجد مصادقاً لذلك ، والدنيا مليئة بالأفراح والأتراح وفيها من النعم وفيها من المصائب ،
والحل في نظري يمكن أن يكون على النحو التالي :ـ
1ـ هل زوجك لديه عمل وما طبيعة عمله ، وإذا كان لا يعمل شجعيه على العمل ولا يخفى أن الرجل الذي يسلك عمل من الإعمال المباحة يكون له دور عند أسرته .
2ـ اقتربي من زوجك من خلال خدمته بفرح وسرور وتفنن في التخلق بالأخلاق الجميلة والآداب الرفيعة .
3ـ جعل الزوج يعيش راحة نفسية معك من خلال التحدث في أحاديث عامة تناسب ميوله واهتماماته .
4ـ تهيئه الزوج عند الخروج والانصراف مصحوبا بالطيب و الابتسامة والدعاء له بالسلامة عاملاً مع عوامل تماسك الأسرة وسعادتها وقلة الخلاف وتفرقها، وذهاب الرتابة الزوجية .
5ـ استقباله حال دخوله المنزل من خلال لبس أجمل الثياب ، وتقبّله وسؤال عن حاله وظروفه اليومية ، أحضر له كأساً من الماء ، احرصي على ألا يشم إلا رائحة طيبة .
6ـ لا أرى أبداً ترك هذا الزوج بأي شكل من الأشكال ولا التهرب منه بل التقرب منه .
7ـ عدم التمنع عنه عندما يطلب أمر من الأمور العامة أو الخاصة .
8ـ الثناء على الزوج أمام الغير سواء أهله أو غيرهم .
9ـ أن الزوج لو أدرك طبيعة دوره التربوي في الأسرة وعظم المسؤولية الملقاة على عاتقه أمام الله عز وجل لما فرط فيها، لما ورد في النصوص من الحث والإحسان إلى الأولاد وأداء الأمانة إليهم، محذرة من إهمالهم والتقصير في حقوقهم كما قال سبحانه وتعالى :(إِنّ الله يأمركم أن تؤدوا الأمانَات إلى أهلها) سورة النساء آية 58.
وقال تعالى :(يا أيُها الَذِين آمنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ) سورة التحريم آية 6.
وعن معقل بن يسار رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: (ما من عبد يسترعيه الله رعية، يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة ) متفق عليه .
وفي حديث ابن عمر في الصحيحين: (كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته؛ الإمام راع ومسئول عن رعيته، والرجل راع في أهل بيته ومسئول عن رعيته، والمرأة راعية في بيتها ومسئولة عن رعيتها، والخادم راع في مال سيده ومسئول عن رعيته، ألا فكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته ).
10ـ حاولي أن تسندي بعض المسؤوليات التربوية لزوجك واتفقي معه على أنها من واجباته مثال : أخذ الأولاد الذكور لحضور الصلوات المفروضة في المسجد
11ـ حضور بعض مجالس العلم معه لسماعه و الاستفادة والإقتداء به.
12ـ مصاحبة لبعض أعماله التي تكسب أولاده خبرة ووعي وثقافة.. إلى غير ذلك.
13ـ اجعليه مشاركاً لك في بعض أعباء المنزل كقضاء لوازم المنزل من مأكولات وملابس معك، أو متابعة ومذاكرة لبعض أولاده معك.
14ـ أن تذكري زوجك ببعض النصوص الوارد في حسن الخلق بالأسلوب المناسب والعبارة الجميلة مثل قول علي رضي الله عنه : ( حسن الخلق في ثلاث خصال : اجتناب المحارم وطلب الحلال والتوسعة على العيال ) .
فقد رغب الرسول صلى الله عليه وسلم في حسن الخلق بان بين بأن صاحب الخلق الحسن من أحب الناس إليه يوم القيامة وأقربهم منه مجلسا , فقد قال عليه الصلاة والسلام : ( إن من أحبكم إلى وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة، أحاسنكم أخلاقا ) حسنّه الترمذي ، كما أخبر بأنه أكثر ما يدخل الجنة عندما سئل عن أكثر شيء يدخل الجنة فقال عليه الصلاة والسلام : ( فأكثر ما يدخل الناس الجنة تقوى الله وحسن الخلق ) صححه الترمذي وقال غريب.
فعلى المسلم أن يدرس سيرته في كل جوانب حياته ليعلم كيف كان تأدبه مع ربه ومع الناس ومع أهله وأصحابه وغير المسلمين
ومن حسن الخلق معاشرة الزوجة بالإكرام والاحترام،وبشاشة الوجه وطيب الكلام، قال : صلى الله عليه و سلم :( خيركم خيركم لأهله؛ وأنا خيركم لأهلي ).
15ـ الجلسات الهادئة بين الزوجين، وجعل وقت للحوار والحديث، يتخلله بعض المرح والضحك، بعيدًا عن المشاكل، وهذا له أثر كبير في الأُلفة والمحبة بين الزوجين
16ـ ما مدى علاقتك بأهل زوجك سواءً والديه أو أخوته ؟ أن تعزيز تقوية العلاقة بينك وبين أهل زوجك يساعدك في جانب من مشكلتك من حيث تشجع الزوج على الذهاب إلى أهله ودعوتهم إلى المنزل ، وأيضاً أدخلهما في حل المشكلة .
17ـ لا أرأى الانفصال عن الزوج والبعد عنه .
18ـ إقامة سبل التواصل مع بعض العائلات لزيارة وجعل زوجك ينطق نحو إقامة علاقات تنفعه في حياته .
19ـ تفهمي وضعه الصحية والنفسي فقد يكون بحاجة إلى الوقوف معه من خلال علاجه في بعض المصحات الصحية أو النفسية .
20ـ عليك بالمداومة على الأذكار وقرأت القرآن الكريم مع زوجك .
21ـ التقرب من المولى جل وعلا بالإكثار من النوافل من العبادات والدعاء في أوقات الإجابة كالأسحار بتوفيقه للعمل وأن يكون قريب منكم .
ومسك الختام أسال الله أن يديم عليكما السرور والمحبة والإنس وأن يجعلكما محابين ومترابطين وصلى الله على حبيبنا محمد على أفضل الصلاة وأتم التسليم .



 

علي الراجحي
  • مقالات دعوية
  • رسائل وبحوث
  • علم الفرائض
  • علم أصول الفقه
  • سلسلة الفوائد
  • الاستشارات التربوية
  • مختارات متنوعة
  • الصفحة الرئيسية