اطبع هذه الصفحة

http://www.saaid.net/Doat/alrajhi/s31.htm?print_it=1

ساءت نفسيتي بسبب إهمال زوجتي!

علي بن عبدالعزيز الراجحي


بسم الله الرحمن الرحيم

السؤال :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أنا متزوج ولي 22سنة لي من الأبناء 6 وخلال زواجي لاحظت عدم اهتمام الزوجة بي وحتى في النوم تأتيني وقت الحاجة دائما تقول أنها تتمنى الإنسان الذي رسمها لها عقلها.
دائما احترمها وأقدرها وأعطف عليها أكلمها بهدوء وهي ترفع صوتها علي أحزن إذا مرضت جربت طريقة معها كي تحسب طلقتها طلقة واحدة للتأديب.
والآن أولادي كبروا وتحملت السنوات الماضية على شأنهم والآن حالتي النفسية سيئة وأعصابي متعبة وهي تسهر الليل حتى الفجر مع أهلها بحكم أنني ساكن معهم في عمارتهم وعندما آتي إلى المنزل من العمل متعبا أريد الغداء لا أجد شيئا أو من المطعم..

أفيدوني جزاكم الله خيرا


الجواب :
و عليكم السلام ورحمة الله وبركاته :ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
أخي العزيز جميل منك أن تستشير غيرك في مثل هذه القضايا الهامة كما قيل ( ما خاب من استشار ) .
و أقترح لعلاج مشكلتك الحلول الآتية :ـ
1ـ استعن بالله تعالى قبل كل شيء، فإن هو أعانك فلا تلبث هذه المشكلة أن تتلاشى، وإن حبس عنك عونه فمهما بذلت فسوف تذهب محاولاتك أدراج الرياح .
إذا لم يكن عون من الله للفتى فأول ما يجني عليه اجتهاده.

2 ـ الجلوس مع زوجتك لمناقشة الدوافع لمثل هذا التصرفات لقوله تعالى : ( واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن ) سورة النساء آية 34
3ـ الانتقال من المنزل حتى يكثر بقاء زوجتك عندك .
4ـ تذكير الزوجة بعظم حقك من خلال الكلمات الطيبة وبالأساليب الجميلة كما قال سبحانه وتعالى : ( فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ) سورة آل عمران آية 159 .
وقال عز وجل : ( وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا ) سورة الإسراء آية 53 .
وقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (إِنَّ اللَّهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ ، وَيُعْطِي عَلَى الرِّفْقِ مَا لَا يُعْطِي عَلَى الْعُنْفِ ، وَمَا لَا يُعْطِي عَلَى مَا سِوَاهُ ) رواه مسلم (6766).
وتتأكد هذا النصوص الشرعية إذا كان التخاطب بين الزوجين ، لما بينهما من الرابطة العظيمة ، والحقوق الكبيرة المتبادلة .
5ـ لكل إنسان نقطة ضعف تستطيع التأثير عليه عن طريقها، ومعرفتك لزوجتك، ابحث عن هذه النقطة واستخدمها بذكاء لحل مشكلتك.
6ـ استخدم أسلوب الوعظ والتذكير بالمسؤولية والأمانة والتخويف بالله والتذكير بثوابه فإن لذلك أثراً كبيراً في ترقيق القلوب وإزالة سيطرة الشيطان عليها.
7ـ قد يكون من المناسب أن يتدخل بعض الأقارب (العقلاء) لحل المشكلة، أركز على (عقلاء) لأن هناك من يزيد المشكلة ضراماً بتدخله غير الحكيم بدل أن يخمدها..
8ـ عليك بإحضار الكتب الإسلامية والنشرات الدعوية والشرائط الإسلامية النافعة، والتي تتناول هذه المشكلة وتتحدث عن الحياة الزوجية السعيدة، ووسائل تحقق ذلك والتي تتحدث أيضاً عن الحقوق الزوجية بين الطرفين، وتذكِّرها كذلك أن ما تفعله هي من الأسباب التي تجعلك تغضب عليها، وقد أتى الوعيد الشديد للزوجة التي تعمل على إغضاب زوجها.
9ـ ربما أن زوجتك تعاني من حالة نفسية أو مرضية، فعليك أن تعرضها على مختصين في ذلك دون أن تجرح مشاعرها.
10ـ لعل هناك أموراً أنت مقصر فيها نحوها، أو أنك تفعل أموراً تضايقها وتحملها على هذه التصرفات، وهي لا تبوح لك بذلك، فإن كان الأمر كذلك فعليك أن تجلس معها.
11ـ لا يمنع أن تجعل إحدى أخواتها - وتكون عاقلة رشيدة - تقوم بنصحها وتبين لهال مغبة هذا الأمر، وأن عواقبه وخيمة عليها وعلى بيتها وأبنائها.
12ـ أن تمنعها من الخروج إلا بأذنك مع تذكرها بأن طلب رضا الزوج من الطاعات التي يتقرب بها إلى الله تعالى، فقد أمر الشرع المرأة بذلك وحثها عليه ، لما رواه الحاكم عن أبي سعيد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ) حق الزوج على زوجته أن لو كانت به قرحة، فلحستها ما أدت حقه ) قال الألباني : صحيح رقم (3148) في صحيح الجامع.
وما رواه الترمذي عن أبي أمامة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( ثلاثة لا تجاوز صلاتهم آذانهم :العبد الآبق حتى يرجع ، وامرأة باتت وزوجها عليها ساخط ، وإمام قوم وهم له كارهون ) قال الألباني: حسن (1122) في تخريج المشكاة.
وما رواه الطبراني في معجمه الكبير عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لو تعلم المرأة حق الزوج، لم تقعد ما حضر غداؤه ، وعشاؤه ، حتى يفرغ ) قال الألباني :صحيح (5259 )في صحيح الجامع.
13ـ لم تفيد الحلول السابقة فيمكن التفكير بالزواج بأخرى.

همسة في أذن الزوجة:

أيتها الزوجة الفاضلة أود أن ألقي على مسامعك بعض الكلمات، فاقبليها فإني لك ناصح وعليك مشفق.
1ـ يجب أن تعلمي أن زوجك يكِن لك كل الحب والاحترام والتقدير، وإلا ما تحمَّل منك هذا كله.
2ـ يجب عليك بذل ما في وسعك لتهيئي لزوجك حياة هادئة طيبة، لابد وأن يشعر بالهدوء والسكن والراحة والود والرحمة معك؛ لأن الزواج شرعه الله من أجل ذلك. قال تعالى: ( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ) سورة الروم آية 21 بالله عليك هل حياتك مع زوجك - وبهذه التصرفات التي تقومين بها من إهمال وخروج متكرر - حياة فيها سكن ومودة ورحمة ؟ . أظن الإجابة واضحة .
3ـ لو نظرت حولك لرأيت أنك في نعم يجب عليك أن تشكري عليها الله في كل وقت، فزوجك لم يقصِّر معك في أي شيء، متواجد معك في أغلب الأحيان يلبى لك طلباتك، يعمل ويتعب ويجتهد من أجل أن يوفر لك ولأبنائك حياة طيبة كريمة، فهل يكون هذا جزاؤه ( هل جزاء الإحسان إلا الإحسان ) سورة الرحمن آية 60.
4ـ اعلمي أنك لو استمريتِ على هذا الحال ستكون العاقبة وخيمة لك أنت وحدك ولأبنائك ، وعندها لا ينفع الندم ولا يفيد العقاب ، فالعاقل بصير نفسه ، واللبيب بالإشارة يفهم، والظمآن يكفيه من الماء اليسير ، والسعيد من وعظ بغيره .
5ـ احذري من غضب الله عليك إذا أغضبت زوجك، فاجتهدي في إرضاء زوجك؛ فإنما هو جنتك ونارك، كما ثبت ذلك عن النبي - صلى الله عليه وسلم-.
وقبل الختام أتمنى أن تعرض هذه الحلول على زوجتك بعد طباعتها .
والله أسأل أن يفرج همك ويكشف كربك ويذهب حزنك، ويجمع شملك.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

10/4/1431هـ
(تم نشرها في موقع لها أون لاين)


 

علي الراجحي
  • مقالات دعوية
  • رسائل وبحوث
  • علم الفرائض
  • علم أصول الفقه
  • سلسلة الفوائد
  • الاستشارات التربوية
  • مختارات متنوعة
  • الصفحة الرئيسية