صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







الأمير نايف ولياً للعهد.. دلالات الاختيار

محمد بن ابراهيم بن سعود السبر


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وبعد ،
فإن اختيار خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، صاحبَ السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز، ولياً للعهد وتعيينه نائباً لرئيس مجلس الوزراء ووزيراً للداخلية، له دلالاته وأصداؤه الإيجابية ، فهو اختيارٌ موفقٌ وصائب وثقةٌ في محلها لرجلٍ قيادي يملك الحكمة والحنكة والعقل والخبرة وسداد الرأي والوفاء والإخلاص ، فهذا الاختيار يصب في مصلحة البلاد والعباد ، لمواجهة التحديات وتحقيق التطلعات ومواكبة المتغيرات ، وهو تكريسٌ لمزيدٍ من الإخلاص والعطاء والعمل الجاد في المرحلة القادمة - بإذن الله تعالى -

إنه اختيار ممن يحسن الاختيار جاء موافقاً لتطلعات الشعب السعودي والعالم العربي والإسلامي، فسمو الأمير نايف – يحفظه الله - يمتلك مؤهلات القيادة والحكم - ولا غرو- فقد نشأ في كنف والده المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل - يرحمه الله- وتربّى على يده، وسار على نهجه، في الرؤية الصحيحة للمملكة وتطبيقها للإسلام، وعاصر ملوك المملكة وكافح معهم في تنميتها وأداء رسالتها.
إن هذا القرار من القرارات الحكيمة التي سعد بها الجميع من طبقات المجتمع وأطيافه ، لما حبا الله الأمير نايف من خبرةٍ وكفاءةٍ وحكمةٍ وسدادٍ في الرأي وهو امتدادٌ لنظرة ولي أمرنا وقائدنا خادم الحرمين الشريفين الصائبة والثاقبة التي عوّدنا عليها، والتي تسعى إلى ضمان أمن البلاد واستمرار رفاهية العباد والنهوض بالأعباء والمسؤوليات على وجهها من خلال إسناد الأمور إلى أهلها فالأمير هو الرجل القوي الأمين فالرجل رجل دولة بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى فلقد كان لسموه جهودٌ موفقةٌ في خدمة الوطن والمواطنين والمقيمين؛ من خلال نهوضه بأعباء وزارة الداخلية والحفاظ على أمن البلاد والوقوف بحزم وعزم ضد المفسدين والمخربين في مواقف عصيبة تحتاج أمثاله من الرجال القلائل ..

وأبرز جهود الأمير نايف بن عبدالعزيز في تحقيق الأمن وحماية الوطن وأهله وممتلكاته تمثل في التصدّي لأصحاب الأفكار الضالة والمنحرفة الذين يريدون زحزحة هذه البلاد وإخلال أمنها وتفريق جماعتها ووحدتها من خلال الأعمال الإرهابية والإجرامية التي تم تفكيك شبكاتها ودحر فلولها ولله الحمد والمنة ، ولم يقف الأمر على هذا بل كذلك مواجهة الفكر بالفكر والحجة بالحجة من خلال المحاورة و المناصحة لأهل هذا الفكر وأربابه ورد جنوحهم إلى الصواب والعقل والجادة وأطرهم على الحق أطراً .. حتى تحقق - ولله الحمد - للأمن في بلادنا نجاحٌ كبيرٌ شهد به القاصي والداني، وكانت التجربة في هذا الباب مضرب مثل - ولله الحمد -

كما كان لسموه الكريم اليد البارزة في مواسم الحج والحفاظ على أمن الحجاج والمعتمرين والزائرين وسلامتهم والسهر على رعايتهم وتيسير السبل لهم ليؤدوا شعائرهم في أمن ويسر واطمئنان.

ومع هذه الأعباء والمسؤوليات فقد ضرب نايف في الخير والعلم بسهام وكان عظيم الاهتمام والرعاية بالعلم والعلماء ظهر ذلك جلياً في عنايته بخدمة السُّنة النبوية الشريفة، وما جائزة نايف بن عبدالعزيز للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة ، وجائزة مسابقة الأمير نايف بن عبدالعزيز لحفظ الحديث النبوي إلا مثال من أمثلة على عنايته - يحفظه الله - بسنة النبي صلى الله عليه وسلم وسيرته ونشرها والذب عنها وإنشاء المسابقات بشأنها وتشجيع الدراسات الخاصة بها ودعم إعداد الكتب في موضوعاتها وتمويل نشرها.

ومن منطلق إيمانه - يحفظه الله - بأهمية بلادنا الغالية في خدمة الإسلام والمسلمين كونها قبلة المسلمين ومهبط الوحي ومنبع الرسالة وحاضنة الحرمين الشريفين فقد كانت له جهوده وإسهاماته المباركة في نشر الدعوة الإسلامية ودعم مؤسساتها ومناشطها في العالم، من خلال إقامة ودعم المعاهد والكراسي العلمية التي تعنى بخدمة الإسلام والمسلمين والدفاع عن دين الله وبيان صورته الوسطية والمعتدلة للعالم أجمع، ومنها قسم الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود للدراسات الإسلامية واللغة العربية في جامعة موسكو، ومعهد الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود للبحوث والخدمات الاستشارية في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وكرسي الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود لدراسات السنة النبوية في جامعة الملك سعود، وكرسي الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود لدراسة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الجامعة الإسلامية ، وغيرها مما لا يحضرني ذكره ولا يخفى على الجميع خبره وأثره.

إن المتتبع لسيرة الأمير نايف ومواقفه ليرى أنه يجمع بين الأصالة ومواكبة الحضارة فقد حافظت بلادنا - ولله الحمد - على مواكبة تطورات العصر والأخـذ بأسباب القوة والمنعة والنهضة والنمو دونما مساسٍ بثوابت الدين والعقيدة ، وهذا ما يُحسَب لبلادنا وقادتها ..

كما كان لسموه الكريم وقفاته المشهودة وكلماته المعهودة في نصرة الحسبة ورجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والذب عنهم ودعمهم ماديا ومعنويا.

والثقة بالله تعالى بأن هذا القرار المبارك سيدفع بالبلاد إلى مزيدٍ من التقدم والرقي في جميع المجالات، لما يملك سمو ولي العهد من خبرةٍ كبيرةٍ وعريضةٍ في مجالات إدارات الحكم المحلي من خلال الإشراف المباشر على أعمال إمارات المناطق، وتلمس احتياجات المواطنين والمقيمين، والوقوف برفق وحرص على شؤونهم مع قربه من الناس وقضاء حوائجهم.

إننا نحسب أن هذا القرار من لدن ولي الأمر - يحفظه الله - ، ومبايعة أعضاء هيئة البيعة بالإجماع لسموه دلالة على وحدة وتماسك الأسرة المالكة الكريمة وحرصها على استتباب الأمور والانتقال السلس والآمن للمسؤوليات والتفاف الشعب حول مليكه وولي عهده ما يدل على وحدة الصف واجتماع الكلمة والأمر، والسمع والطاعة في المنشط والمكره ، والمحافظة على المنجزات والمكتسبات ,,
إن مشاهد العزاء ومشاعر المواطنين في ولي العهد الراحل تغمده الله بواسع رحمته ، ووفود البيعة لخلفه ولي العهد الأمين الأمير نايف لهي أكبر رد على خزعبلات وأراجيف الحاقدين والمارقين والمغرضين الذين يريدون بالأمة ووحدتها شراً ويتربصون بها الدوائر..

إن البيعة الشرعية من أعضاء هيئة البيعة والأمراء والعلماء والدعاة والوزراء والوجهاء والمواطنين لهي أكبر دليل على تمسك الأسرة الحاكمة ومحبة الشعب وولائه لقادته والسمع والطاعة في المعروف لولاة الأمر وحرص الجميع على المحافظة على الجماعة واستقرار البلاد في ظل الظروف والمتغيرات المحيطة بها انطلاقاً من قول الله تعالى " واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا " ، وقوله جل وعلا : " وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم " وتحقيقا لقول النبي صلى الله عليه وسلم : " من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله، ومن يطع الأمير فقد أطاعني ومن يعص الأمير فقد عصاني " أخرجه البخاري ، وقوله عليه الصلاة والسلام : " على المرء المسلم السمع والطاعة فيما أحب وكره، إلا أن يؤمر بمعصية فإن أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة " متفق عليه ، وهذا هو منهج علماء هذه البلاد منهج أهل السنة والجماعة في التعاون معهم على الخير والبر والتقوى صلى الله عليه وسلم قال: " ثلاثٌ لا يغِلّ عليهن قلب امرئ مسلم: إخلاصُ العمل لله ومناصحة ولاةِ الأمر ولزومُ جماعة المسلمين " رواه أحمد والدارمي.

وإننا نهنّيء صاحب السمو الملكي نايف بن عبد العزيز، على الثقة التي أولاها إياه خادم الحرمين باختياره ولياً للعهد وتعيينه نائباً لرئيس مجلس الوزراء وزيراً للداخلية ونبايعه على السمع والطاعة في المنشط والمكره ، وندعو الله مخلصين أن يوفقه لخدمة دينه ومليكه ووطنه، وأن يديم على هذه البلاد نعمة الأمن والإيمان، وأن يمتع خادم الحرمين الشريفين بالصحة والعافية وان يحفظ بلادنا من كل سوء ومكروه.

* إمام وخطيب
جامع الأميرة موضي السديري بالعريجاء بالرياض


 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
محمد السبر
  • خطب دعوية
  • مقالات دعوية
  • تحقيقات وحوارات صحفية
  • الصفحة الرئيسية