صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







نادي "كينجز يونايتد" النسائي بجدة و التنمية و المتشددون!

حامد خلف العُمري

 
من أبرز ما يتميز به المتشددون في بلادنا أنهم يقفون دائماً ضد المرأة , بل لو تولى أحدهم زمام الأمور لساعات , لأباد كل نساء الوطن , حتى لا يشاهدهن احد !
هذه النظرة السوداوية المتسلطة هي التي تجعلهم دائما يحاربون كل ما فيه فائدة للمرأة , و من ذلك الأندية النسائية , و هم يتذرعون في ذلك بحجج واهية , ناسين أو متناسين أثر مثل هذه المناشط في دفع عجلة التنمية في البلاد, ومتجاهلين الكثير من الدراسات ( التي ستكون محور هذا المقال ) والتي تؤكد أهمية الرياضة النسائية و فوائدها على الفرد و المجتمع.
و من هذه الدراسات , دراسة حديثة بعنوان " الاقتصاد الصيني وآفاق المستقبل" ,
و قد وقفت الدراسة بدقة على أسباب ازدهار الاقتصاد الصيني , إذ استعرضت القفزات الاقتصادية المتلاحقة التي حققتها الصين منذ عام 1978حيث بدأ إنتاجها الاقتصادي بالنمو بمعدل 9.4، ليبلغ في الربع الأول من هذا العام نسبة 10.2%. , ومنذ عام 1982 ولغاية 2002، تضاعف الناتج الكلي للفرد فيها بنسبة 5 أضعاف. كما أن لديها 61 بليون دولار من الاستثمار الأجنبي المباشر حسب إحصاءات عام 2004، وقد بلغت تجارتها الخارجية نحو 851 بليون دولار لتصبح ثالث أكبر دولة في العالم من ناحية التجارة الخارجية, وقد أنشأت الصين نحو 20 ألف مرفق صناعي جديد العام الماضي، وبات لديها 442.000 مهندس جديد خلال عام 2005، بالإضافة إلى 48 ألف مهندس حاصل على درجة الماجستير، و8 آلاف دكتور. مقارنة بـ 60 ألف مهندس جديد فقط العام الماضي في أمريكا.
ولدى الصين 750 بليون دولار من احتياطي العملات الأجنبية ,و تضم مدينة شنغهاي الصينية 4 آلاف ناطحة سحاب، وهو ضعف عدد ناطحات السحاب في مدينة نيويورك (حسب مجلة وول ستريت، عدد 19 نوفمبر 2005 , بل أنه وحسب تنبؤات الاقتصاديين العالميين، فإن الصين ستتفوق تماماً على الاقتصاد الأمريكي في جميع مناحيه عام 2041 على أبعد تقدير.

والمثير حقاً أن تلك الدراسة توصلت إلى أن كل تلك الإنجازات المذهلة ما كان لها أن تكون لولا الدعم الحكومي لقطاع الرياضة و بخاصة النسائية , حيث أن المرأة هناك تشارك في جميع الألعاب دون استثناء , بل أكدت الدراسة على أن أسباب تراجع النمو الصناعي الصيني إلى مستوى قياسي في بداية العام , وكذلك تباطؤ مبيعات التجزئة في أول شهرين من العام , لم يكن بسبب الأزمة الاقتصادية العالمية , و إنما كان بسبب اعتزال مجموعة من السباحات الصينيات , و إصابة أربع لاعبات سلة , و الأهم هو ما قامت به هيئة الأمر بالمعروف الصينية من إغلاق تعسفي لبعض الأندية النسائية .

و من الدراسات كذلك دراسة بعنوان ( التفوق الألماني في مجال الطب.. العوامل و المسببات) , وقد توصل الباحثون إلى أن السبب الحقيقي و الذي جعل من ألمانيا مقصداً للكثير من المرضى حول العالم , لم يكن بسبب تاريخ ألمانيا الطويل في مجال الاكتشافات الطبية, و إن كان الفضل في اكتشاف أمراض كثيرة و العلاجات والتقنيات اللازمة لمعالجتها يعود لعلماء ألمان، و إنما هو بسبب وجود أندية نسائية في ألمانيا , قادرة على إحراز المراكز المتقدمة على مستوى القارة الأوربية و العالم في مختلف الألعاب , بل أن ا لبروفيسور الألماني " ايرش موها Erich Mühe " رئيس قسم الجراحة بجامعة بوبلنجن الألمانية, و الذي يعتبر أول من طور تقنية الجراحة بالمناظير , عندما قام عام 1985باستئصال المرارة بالمنظار ,أكد أن الذي جعله يتوصل إلى هذا الانجاز, إنما هو بسبب أن زوجته لاعبة كرة قدم , و أخته لاعبة كرة سلة , و أمه مدربة كاراتيه و وخالته ( لقاطة كُوَرْ ) , و ( حريم الجيران ) يسكُنَّ المدرجات.

و هناك دراسات أخرى مشابهة في أمريكا و أوربا و اليابان , توصلت إلى أهمية زيادة الأندية و الرياضات النسائية , و ربطت بين ما تعيشه هذه الدول من تقدم على الأصعدة التكنولوجية و العسكرية و الأمنية و بين مقدار أعداد الرياضيات في تلك البلدان.

أما على الصعيد المحلي , فقد توصلت دراسة محلية بعنوان " الآثار الإيجابية للأندية النسائية " , إلى انه و منذ إنشاء نادي "كينجز يونايتد" النسائي بجدة منذ أشهر قليلة , تقلصت نسبة البطالة في السعودية من 25% بحسب بعض الدراسات إلى 3% , و كذلك تقلص عدد العانسات من أكثر من مليون عانس إلى 2958 , ( و إن شاء الله يبشرون بالخير مع التقدم الحاصل ) ,كذلك فقد انخفض معدل الجريمة إلى ما تحت الصفر !

أما على صعيد الفساد المالي و الإداري , فقد تقدمت السعودية حسب تقرير منظمة الشفافية الدولية , من المركز 80 في عام 2008 إلى المركز 2 لهذا العام , و على مستوى الخدمات و المشاريع , فقد انتهت مشكلات المشاريع المتعثرة و بخاصة في جدة حيث يقع النادي , و كذلك مشكلة انقطاع المياه المتكررة , أما بالنسبة للحُفر التي كانت تؤرق كل من يسكن جدة , فقد اختفت تماما منذ إنشاء هذا النادي , بل أن الدراسة أثبتت أن السبب في انتهاء مشكلة حمى الضنك , و انتقالها إلى مكة المجاورة , إنما هو بسبب افتقار مكة لمثل هذه الأندية, بل أن المتابعين ذكروا أن إيران أبدت قلقها الشديد من هذه الخطوة , لعلمها أن مثل هذا العمل فيه تهديد حقيقي لطموحاتها النووية الهادفة إلى السيطرة على المنطقة .

و أخيراً , فهل يستطيع احد من المتشددين أن يزايد او أن يشكك في حسن قصد صحفنا الوطنية و بالذات صحيفة الوطن , و التي تبنت إبراز هذا الوجه الحضاري الذي افتقدناه كثيراً؟ هل يستطيع المتشددون بعد هذه الدراسات و الإحصائيات الدقيقة أن يتهموا صحفنا في مهنيتها ووطنيتها ؟
إلى الأمام يا صحيفة الوطن يا رمز الإعلام الوطني الهادف .
وإلى الأمام يا نادي "كينجز يونايتد" , فأنت بحق ما نحتاجه في هذه المرحلة و أنت بحق العلاج الحقيقي لجميع مشكلاتنا الاقتصادية و الأمنية و الاجتماعية , و أنت بحق بوابتنا التي سنعبر منها إلى العالم المتحضر.

( مقال ساخر)

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
حامد العُمري
  • المقالات
  • القصائد
  • الصفحة الرئيسية