صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







لن أبكي بن جبرين !

حامد خلف العُمري

 
نعم لن أبكي الشيخ بن جبرين رحمه الله , وإن كان بفقده خسرنا عالما قلَّ نظيره في هذا الزمن !
لن أبكي بن جبرين , و إن كان فقده مصيبة كبرى!
لن أبكي بن جبرين, و إن كان له في سويداء القلب مكانة تليق بأمثاله من الأئمة!

بل سأقول:
إنا لله وإنا له راجعون , اللهم آجرنا في مصيبتنا و اخلفنا خيرا منها .
وسأقول أيضا :
إذا مات منا سيد قام سيد ... قؤول لما قال الكرام فعول

لن أبكيه لعدة أسباب :

الأول : لأني أرجو لشيخنا ما هو خير له من بقاءه بيننا , فمن كان له مثل عمل و عبادة و جهاد بن جبرين , و جلده و صبره في نشر العلم , فإنه يُرجى له أن يكون من الأبرار ,( و ما عند الله خير للأبرار )

الثاني :
لعلمي الأكيد بأن الله لن يضيع دينه , فقد مات من هو خير من شيخنا رحمه الله , أعني محمد صلى الله عليه و سلم و أصحابه ,و مع ذلك حفظ الله هذا الدين العظيم .

الثالث :
لأني سأحاول أن يكون حزني على فقد الشيخ إيجابيا , و ذلك بالوقوف على سيرة هذا العلم , و الخروج بأهم الصفات التي جعلت من هذا الرجل رمزا , ليس في العلم و العمل فقط , و إنما في الثبات و القوة في الحق , و كذلك عدم التلون و تغيير المواقف.

الرابع :
لأفسد فرحة أعداء الشيخ و شانئيه الذين رقصوا طربا لموته , و لأعلمهم بأن الشيخ لم يمت , بل هو باق فينا و بيننا بعلمه و مواقفه التي ستذكي فينا الحماسة و الإصرار على السير على طريقته , و لأقول لهم : على رسلكم! , لا تسرفوا في الفرح , فإن بن جبرين ليس شخصا يموت بانتهاء أجله , بل هو مدرسة باقية ما بقى المصدر الذي استقى منه منهجه .

لن أبكي بن جبرين , بل سأحاول أن أفعل مثل ما فعل هو بعد فقده لمشايخه و أقرانه ( بن إبراهيم , بن باز , بن عثيمين , و غيرهم ) , حيث لم يجلس الشيخ باكيا حزينا , بل مضى يغذ السير على نهج أولئك و من سبقهم من أتباع محمد صلى الله عليه و سلم , و راح يقدم ما يستطيع لخدمة هذا الدين الخالد .

لن أبكي بن جبرين , لأني احسب انه لو قُدِّر له لأحب بدلا عن ذلك أن أدعو له بالرحمة و المغفرة, في صلاة خاشعة أو ساعة سحر أو يوم جمعة .

لن أرثي بن جبرين , لأني و غيري أعجز من أن نوفيه حقه.

اللهم ارحم شيخنا بن جبرين و اخلفه في عقبه في الغابرين و اجمعنا به في جنتك جنة النعيم ... آمين

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
حامد العُمري
  • المقالات
  • القصائد
  • الصفحة الرئيسية