صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







قوافل الحرية الايرانية لكسر الحصار عن اسرائيل !

حامد خلف العُمري

 
أعلنت بعض وسائل الإعلام عن عزم ايران ارسال سفينتي مساعدات إلى غزة , بهدف كسر الحصار المفروض عليها من قبل اسرائيل - كما تقول الحكومة الايرانية - و أحب أن أقول بهذه المناسبة : لا مرحباً بك يا ايران في غزة , و لا مرحباً بسفنك!
قد يغضب هذا الكلام بعض بسطاء الإسلاميين , و قد يشتبه بعضهم بأن كاتب هذه السطور أحد الليبراليين الصهيوسعوديين , الذين دأبوا على محاولة تشويه القضية الفلسطينية , بوصفها بأنها قضية ايرانية , و أن كل ما يقوم به الفلسطينيين من مقاومة أو مناهضة للإحتلال , أو عدم استسلام تام غير مشروط لإسرائيل , بل و عدم رضا و ابتهاج بممارساتها الهمجية بحقهم , إنما ذلك كله خدمة للمشروع الايراني!
و الحقيقة أنه و بقدر علمنا بأن أصحاب هذه النظرية , إنما ينطلقون فيها من رؤية صهيوأمريكية , هدفها تشويه صورة المقاومة و الجهاد الفلسطيني " الجميلة" بربطها بالمشروع الايراني " البالغ القبح " , و ذلك خدمة للمشروع الإسرائيلي , فإننا نعلم أيضاً أن كل ما تقوم به ايران من تمثيليات الدعم للقضية الفلسطينية , و أفلام العداء ( المدبلجة ) لإسرائيل , إنما ذلك متاجرة رخيصة بالقضية الفلسطينية , و محاولة مفضوحة للإقتيات عليها , بهدف تحسين الصورة "القبيحة" لمشروعها التوسعي الشعوبي الدموي في المنطقة .

و لعل شعور ايران بتنامي الدور التركي - الذي من شأنه سحب البساط من تحت أقدامها الملوثة بدماء أكثر من مليون من أهل السنة العراقيين, و كذلك الفلسطينيين اللاجئين في العراق – هو ما دفعها إلى اتخاذ هذه الخطوة .

إن خطوة ارسال السفينتين الايرانية من شأنها إلحاق الضرر بالقضية الفلسطينية , بل إنها و بلا شك ستصب و بقوة في صالح الطرف الاسرائيلي , ذلك أن هذه المزايدة الايرانية ستعطي انطباعاً لدى الرأي العالمي بصحة تصريحات اسرائيل - و كذلك بعض الليبراليين "الصهيوعرب"- , الزاعمة بأن حماس إنما تدافع عن المشروع الايراني في غزة , مما يعطي شرعية أكبر لما تقوم به اسرائيل من حصار و غيره , و لذلك فإن هذه السفن هي في الحقيقة أشبه ما تكون بسفن كسر الحصار عن اسرائيل نفسها , و التي وجدت نفسها محاصرة بانتقادات جميع دول العالم , بما فيها بعض حلفاءها الكبار , , و لذلك فليس من المستغرب أن تبتهج اسرائيل بهذه الخطوة , و أن تستغلها كما ينبغي .

ليت أن الأخوة في حماس يدركون فداحة الخطأ الاستراتيجي الكامن في السماح لايران بالإقتراب من القضية الفلسطينية , و ليتهم يعلمون أن الكاسب الوحيد من ذلك إنما هو ايران فقط , بينما لن يجنوا هم من ذلك سوى تصريحات فارغة من أحمدي نجاد , و تشويه لقضيتهم العادلة لدى أحرار العالم , الذين يعرفون حقيقة ايران التوسعية.

قد يكون من حق أي حركة مقاومة البحث عن التحالفات , و محاولة اللعب على التوازنات الإقليمية و الدولية , إلا ان الحال مع ايران مختلف تماماً , فإيران لا يمكن أن تفيد القضية الفلسطينية بشئ , بل على العكس , و يدرك هذا كل من استعرض تاريخ ايران مع جيرانها العرب و مع القضية الفلسطينية تحديداً , منذ بداية الثورة الخمينية و إلى الآن .

يا أهلنا في غزة , اعلموا أن الايرانيين لا يريدون من ارسال هذه السفن وجه الله , وو الله إنهم لا يريدون مساعدتكم , بل ما يريدونه بالدرجة الأولى هو الدعاية لمشروعهم التوسعي الشعوبي الدموي.

أيها المجاهدون في غزة , قولوا للإيرانيين شكراً لا نحتاج إلى مساعدتكم , و اعلموا أنكم بذلك إنما تحمون مشروعكم الجهادي الإسلامي , و لا تغرنكم دعايات بعض بسطاء الإسلاميين , الذين جنوا على الأمة بتضليلهم وتقصيرهم في فهم حقيقة نوايا ايران - بخلاف بعض القوميين و للأسف – بل أنهم لا يرون فيها عدواً , بالرغم من احتلالها – بالتعاون مع امريكا- لشعب مسلم , و تنكيلها به امام سمع العالم و بصره! , و ما ذاك إلا لأنها أعمت أبصارهم بتقيتها السياسية الكبرى ( حزب الله).

يا أهل فلسطين : لئن قصّر اخوانكم العرب في نصرتكم , و لئن تعاون بعضهم و تآمر مع عدوكم و شارك في حصاركم , فلقد أبدلكم الله بحليف خير من ايران الشعوبية التوسعية الدموية , و لعل ذلك بسبب صبركم و ثباتكم , فلا تسمحوا لها بأكل "كعكة" جهادكم و ثمرة مقاومتكم , و قولوا لها, إن كانت جادة في نصرة قضيتنا الفلسطينية , أن تبتعد , فإن الخير في بُعدها , و إن الشر كل الشر في قربها .

كما أتمنى من جميع الناشطين و الأحرار الراغبين في المشاركة في كسر حصار غزة , ألا يشاركوا في هذه السفن الايرانية , و أخص بالذكر الإسلاميين منهم , لسهولة انخداع البعض منهم بشعارات ايران و دعاياتها المضللة , و لأنهم أكثر من تحرص ايران على كسبهم .

فيا من تسعون إلى كسر الحصار عن غزة , لا تساهموا في كسر الحصار عن اسرائيل!

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
حامد العُمري
  • المقالات
  • القصائد
  • الصفحة الرئيسية