اطبع هذه الصفحة

http://www.saaid.net/Doat/arrad/47.htm?print_it=1

حتى تُقام الصلاة ..!!

الدكتور صالح بن علي أبو عرَّاد
أستاذ التربية الإسلامية بكلية المعلمين في أبها
ومدير مركز البحوث التربوية بالكلية

 
  الحمد لله الذي أمرنا بأداء الصلاة في بيوت أذن الله أن تُرفع ويُذكر فيها اسمه ، والصلاة والسلام على خير من سار إلى المساجد وأدى الفرائض والنوافل ، وعلى آله الأخيار ، وصحابته الأطهار . وبعد ؛ 

فيشكو كثير من أئمة المساجد المواظبين على إمامة المصلين في مساجدهم ، والمتفقدين لأحوال جماعة المسجد من تأخر بعض المصلين عن إتيان المسجد ؛ فمنهم من لا يأتي إلى المسجد إلا قبيل إقامة الصلاة ، وهناك من يتحين وقت إقامة الصلاة ليحضر إلى المسجد ، والبعض تفوته تكبيرة الإحرام ، أما البعض الآخر فلا يدرك من الصلاة مع الإمام إلا ركعة أو ركعتين ، وهكذا تتعدد الصور وتختلف الحالات التي يرجع سببها في الأصل إلى عدم مبادرة بعض المصلين ـ هدانا الله وإياهم ـ إلى إتيان المسجد عند سماع المؤذن فيفوتهم بذلك الأجر الكثير والفضل العظيم الذي أخبرنا عنه معلم الناس الخير صلى الله عليه وسلم  فيما صحّ عن أبي هريرة  رضي الله عنه  أن الرسول  صلى الله عليه وسلم  قال :
 " لو يعلم الناسُ ما في النداء والصف الأول ، ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا ، ولو يعلمون ما في التهجير لاستبقوا إليه ، ولو يعلمون ما في العتمة والصبح لأتوهما ولو حبواً " ( رواه مسلم ، الحديث رقم 981 ،  185 ) .

فأي فضل أعظم من هذا الفضل الذي حثنا الرسول  صلى الله عليه وسلم  على المسارعة إليه ، والمسابقة في تحصيله ، والتنافس عليه ؟

ولا يكون ذلك إلا بالحرص على إتيان المساجد مبكراً وعدم التأخر في ذلك .

وليس هذا فحسب ؛ فقد بيَّن لنا  عليه السلام  أن التأخر عن الصلاة وعدم المسابقة إلى الصفوف الأولى دليل على الشر والعياذ بالله  ( فعن أبي هريرة  رضي الله عنه   قال : قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم  : " خير صفوف الرجال أوَّلها ، وشرُها آخرها ، وخير صفوف النساء آخرها ، وشرها أولها  " ( رواه مسلم ، الحديث رقم 985 ، ص 186 ) .

فيا رواد المساجد ، عليكم - بارك الله فيكم - بالحرص على إتيانها مبكراً وبذل الأسباب لذلك .
وإياكم والتأخر عن الصلاة ، أو الانشغال عنها بشواغل الدنيا ؛ فلا خير في عملٍ أو شغلٍ يشغل العبد عن صلاته أو يؤخره عنها .
وهنيئاً ثم هنيئاً لمن وفقه الله تعالى فلم تفته تكبيرة الإحرام خلف الإمام ، والحمد لله رب العالمين  .

  

صالح أبوعرَّاد
  • كتب وبحوث
  • رسائل دعوية
  • مقالات تربوية
  • الخطب المنبرية
  • الصفحة الرئيسية