صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







ظاهرة الانحراف في الإعلام الإسلامي (قناة بداية نموذجاً)

عبدالرحمن بن عبدالله الصبيح
@asbeeh

 
بسم الله الرحمن الرحيم


ظهرت بوادر انحراف في الإعلام الإسلامي ككل، وغابت الهوية واختلت الرسالة عند بعض العاملين، ودخل في الإعلام المحافظ من ليس من أهله، للأرباح الطائلة من وراءه.

حتى نظرة كثير من الناس تغيرت، فأصبح خلو الشاشة من الموسيقى والنساء يعني أن الإعلام إسلامي بالضرورة.

هل شيخ يلقي كلمة هناك وآخر هناك يعني أن الإعلام إسلامي؟
للأسف أن قنوات ماجنة كروتانا والإم بي سي أصبحت تقدم برامج إسلامية -في بعص الأحيان- أكثر جدية وفائدة من التي تقدمها بعض القنوات الإسلامية!

غياب الهدف والرسالة، وضعف الاحترافية، واختلاط النوايا، مؤذن بسقف ينخر علينا من فوق رؤوسنا في بيوتنا بعد أن استئمناه على أعراضنا برهة من الزمن.

لهذا الإنحراف مسالك تدل عليه، وعلامات تشير إليه، منها:

فِرق الإنشاد للإطفال، وفيما وراء كواليسها ما يندى له الجبين، وما زالت النفس تتجرع مشهد اغتيال براءة طفلات القصيم حين ظهر منهن كل شيء إلا سوءاتهن غصصاً.

ويشير إليه مشهد الساحة الإنشادية، وما وصلت إليه من تردي، يقول أ. محمد المساعد: هناك من المنشدين من يود أن يكون مطربا، ولكن لأن المجتمع لا يقبل به، لجأ إلى الإنشاد.!

وفي الإعلام المرئي: ظاهرة قناة بداية، ولولا ما شاهدته بنفسي في أوقات مختلفة متفاوتة ما تحدثت، ولولا ما حدثني بعض من كان يعمل بها ويقدم برامجها ما تحدثت، وما تحدثت إلا بعد ما استوثقت.

لا رسالة ولا هدف، ولو توقف الأمر عند هذا لهان الأمر، ولكنه تعداه لتمرير رسائل سلبية، وتعزيز سلوكيات سيئة.

يحدثني أحد كبار المؤسسين فيها، وقدم عدة برامج على شاشتها، وممن شارك في زد رصيدك، يقول:
بداية الآن ليست بدايتنا، تغيرت، أغلب المؤسسين غادروها، يقوله بأسف شديد. وللأسف أنه يرفض الحديث في العلن.

تحدث أ. خالد العجمي عن انحراف القناة، ولكنه يرى النصح، وألا تترك، وهو ممن غادرها، وقد يفتح قناة أخرى قريبا.
غرم البيشي غادرها، قال عنه مالك القناة عبدالعزيز العريفي: ضرره أكثر من نفعه، لذا فصلناه!
وبعضهم لم يغادر وإنما طُرد. وهناك أمور أفضل عدم الحديث عنها، لكنها ستخرج في وقتها.

أما مسألة التعلق ... الخ، وقد أثارت جدلا كبيرا، والحق التوسط في الموضوع.
ولكن هل الإعلام لا يتحمل أي مسئولية في الموضوع، وهو الذي يصنع النجوم؟ ويقدمهم؟
لماذا لم نر هذا التعلق -بهذا الشكل- في النسخ الأولى للبرنامج والتي من خلالها عرفنا القناة؟ فمن الذي صنعهم وقدمهم بهذه الصورة؟

السؤال الأهم، ما هي شروط المتسابق؟
يستدل الأب على فساد ابنه وصلاحه من خلال صحبته.

من الذي اختار هؤلاء المتسابقين؟
هل يستحقون أن يكونوا قدوة لأبنائنا وفتياتنا؟
ألا تتحمل القناة وزر تصديرهم، ولبعضهم قبل وبعد مشاركته غزل وكلام ممجوج ساقط؟

سيتابع بناتكم المراهقات هؤلاء النجوم في مواقع التواصل، تابعوهم وتعرفوا ما الذي يقولونه لهم بعيدا عن عدسة القناة.
ماذا لو كان أحد هؤلاء يحمل فكرا غاليا، هل كنا سنعتذر للقناة، أم كنا سنطالب القناة إخراجه من البرنامج وتحميل القناة المسئولية استمراره؟

ماذا عن الطاقم العامل، كالمخرج مثلا، أليس المخرج وطاقمه هو من يرفع هؤلاء النجوم في سماء بيوتاتنا؟
هل المخرج برنامج (زِد رصيدك) ممن يستأمن على أخلاق بيوتنا، والله يقول: {إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ}، هل هو قوي أمين؟ ما الذي يدل عليه اختياره هو بالذات؟

لا أحد يمنع القناة من التربح، بل الواجب أن تربح حتى تستمر، ولكن لا يكون الربح هو الرسالة.

في صحيح مسلم: "اقرأوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم، فإذا اختلفت في فقوموا عنه".

وهو قرآن، أمرنا أن نقوم عنه إذا ترتب على الجلوس له مفسدة، فكيف بقناة تحققت مفسدتها، إما لضعف رسالتها ومضمونها، أو لخلل فيمن يتابعها.

كان ينبغي للقناة (الإسلامية) أن تعالج أخطاء من يتابعها، وتحد من المفاسد المترتبة -كالتعلق وغيره- لا أن تعزز من هذه القيم الفاسدة.

لما ظهرت بعض هذه المفاسد على شاشة المجد حاولت قدر المستطاع علاجها.
وأوجدت حلولا للباس، وضوابط للتصوير والإخراج، فضلا عن الرسالة والهوية الواضحة.
غفر الله لمن شيد المجد، وجزاه خيرا. ما أصدقه لرسالته.

واجبنا: نصح القناة في السر والعلن والإنكار عليها، حفاظا على هوية الإعلام الإسلامي الهادف التي بدأت -للأسف!- تضمحل، ثم حفاظا على بيوتنا.

وأما إخراجها من البيت، فهو خيار شخصي لولي المنزل، فمن يرى ألا أثر سلبي منها على فتياته المراهقات، والشابات، فليُبقها، ويَقر عينا بها، ولكن.. ليعلم أنه مسئول عن هذا القرار.

١٤٣٧/٤/١٣
عبدالرحمن الصبيح

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
عبدالرحمن  الصبيح
  • الخطب المنبرية
  • رسائل ومقالات
  • الصفحة الرئيسية