بسم الله الرحمن الرحيم

شيّـك على الإيميل ... وشوف المسج على الموبايل !


كم هي الكلمات الأعجمية التي نسمعها كل يوم وباستمرار ؟
وليست مُسمَّيَات لمخترعات العصر التي لم تُفلح المجمعات اللغوية في استنطاق اللغة وتسميتها بلغة القرآن التي قال على لسانها حافظ إبراهيم :
أنا البحر في أحشائه الدرّ كامن ..... فهل ساءلوا الغوّاص عن صدفاتي ؟
وسعت كتاب الله لفظـا وغـاية.....
أليس باستطاعتنا أن نقول بدل شيّـك على الإيميل أن نقول : تفحص بريدك أو تفحص البريد أو افحص البريد ؟ وما شابهها .
أوَليس باسطاعتنا أن نقول
رسالة بدل ( مسج ) ؟
وأن نستبدل كلمة (
موبايل ) بكلمة عربية فصحى كـ( جوّال ) أو نقّال
وكم هائل من الكلمات الأعجمية لدى مستخدمي الشبكة العالمية
إن استعمال مثل تلك الكلمات يُزري بلغة القرآن .
ويُشعر بضعف أهل الإسلام .
ويُوحي بالهزيمة النفسية .
وقد كان عمر رضي الله عنه يقول : لا تعلّموا رطانة الأعاجم .
أي من دون حاجة لها فيكون تعلمها مدعاة للرطانة بها ، وإظهار التفاخر بها حينا ، والتباهي أحيانا أخرى ، وهجر لغة القرآن .
وأذكر أننا كنا في مجلس عام يكثر فيه عوام الناس وكان في المجلس أحد المتخاذلين وكان قد ذهب إلى أمريكا ، فأخذ يتحدّث عن سفره وأنه لو بقي خمس سنوات لحصل على ( القرين كارت ) !!!!! وكرر هذه الكلمة عدة مرات ، وهو يعني البطاقة الخضراء .
وقد كره السلف التحدّث بلغة الأعاجم من غير حاجة .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – : وأما الخطاب بها ( أي بلغة الأعاجم ) من غير حاجة في أسماء الناس والشهود كالتواريخ ونحو ذلك فهو منهي عنه مع الجهل بالمعنى بلا ريب ، وأما مع العلم به فكلام أحمد بين في كراهته أيضا .
ونقل عن الشافعي قوله : سمى الله الطالبين من فضله في الشراء والبيع تجارا ، ولم تزل العرب تسميهم التجار ، ثم سماهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بما سمى الله به من التجارة بلسان العرب ، والسماسرة اسم من أسماء العجم ، فلا نحب أن يسمى رجل يعرف العربية تاجرا إلا تاجرا ولا ينطق بالعربية فيسمى شيئا بالعجمية ، وذلك أن اللسان الذي اختاره الله عز وجل لسان العرب ، فأنزل به كتابه العزيز وجعله لسان خاتم أنبيائه محمد صلى الله عليه وسلم ، ولهذا نقول ينبغي لكل أحد يقدر على تعلم العربية أن يتعلمها لأنها اللسان الأوْلى بأن يكون مرغوبا فيه من غير أن يحرم على أحد أن ينطق بالعجمية . انتهى .
وأما أن يتكلم الرجل بالكلمة الواحدة من دون أن يكون هناك اعتزاز بلغة القوم كأن يكون الحامل له على ذلك الكلام أن يكون المُخاطَب يفهم تلك اللغة أكثر من غيرها ، وعليه يُحمل ما رواه البخاري في الصحيح من حديث أم خالد بنت خالد رضي الله عنها أنه عليه الصلاة والسلام كساها خميصة سوداء ثم قال لها : يا أم خالد هذا سنا . والسنا بلسان الحبشة الحَسَن .
وقد وُلِدت أم خالد هذه بأرض الحبشة .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – : وفي الجملة فالكلمة بعد الكلمة من العجمية أمرها قريب ، وأكثر ما كانوا يفعلون إما لكون المخاطب أعجميا أو قد اعتاد العجمية يريدون تقريب الأفهام عليه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لأم خالد بنت خالد ابن سعيد بن العاص وكانت صغيرة قد ولدت بأرض الحبشة لما هاجر أبوها فكساها النبي صلى الله عليه وسلم قميصا وقال : يا أم خالد هذا سنا .
وقال – رحمه الله – : فإن اللسان العربي شعار الإسلام وأهله ، واللغات من أعظم شعائر الأمم التي بها يتميزون . انتهى .
فأهيب بنفسي وبإخواني الحرص على لغة العرب ما أمكن ، لا لأنها لغة العرب بل لأنها لغة القرآن ولغة نبي الإسلام صلى الله عليه وسلم .

كتبه
عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
assuhaim@al-islam.com

الصفحة الرئيسة