بسم الله الرحمن الرحيم

إهداء ثواب الأعمال للميت


تردد عند بعض الناس ان ثواب الاستغفار والتسبيح والتكبير له ولوالديه وللمسلمين
ارجو افادتنا بذالك

الجواب :
سئل شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – عمن يقرأ القرآن العظيم أو شيئا منه ، هل الأفضل أن يُهدى ثوابه لوالديه ، ولموتى المسلمين ، أو يجعل ثوابه لنفسه خاصة .
فأجاب – رحمه الله – :
أفضل العبادات ما وافق هدى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهدي الصحابة كما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول في خطبته : خير الكلام كلام الله ، وخير الهدى هدى محمد ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل بدعة ضلالة . وقال : خير القرون قرني ثم الذين يلونهم . وقال ابن مسعود : من كان منكم مستنا فليستن بمن قد مات فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة ، أولئك أصحاب محمد . فإذا عُرف هذا الأصل فالأمر الذي كان معروفا بين المسلمين في القرون المفضلة أنهم كانوا يعبدون الله بأنواع العبادات المشروعة فرضها ونفلها من الصلاة والصيام والقراءة والذكر وغير ذلك ، وكانوا يَدْعون للمؤمنين والمؤمنات كما أمر الله بذلك لأحيائهم وأمواتهم في صلاتهم على الجنازة وعند زيارة القبور وغير ذلك ... ومع هذا فلم يكن من عادة السلف إذا صلوا تطوعا وصاموا وحجوا أو قرءوا القرآن يهدون ثواب ذلك لموتاهم المسلمين ولا لخصوصهم بل كان عادتهم كما تقدم ، فلا ينبغي للناس أن يعدلوا عن طريق السلف فإنه أفضل وأكمل ، والله أعلم . انتهى كلامه – رحمه الله – .

والخلاصة : أن الدعاء للميّت هو الأصل لقوله عليه الصلاة والسلام : إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة : إلا من صدقة جارية ، أو علم ينتفع به ، أو ولد صالح يدعو له . رواه مسلم .
والولد يشمل الذكر والأنثى .

وإهداء الثواب للميّت لم يكن من هدي النبي صلى الله عليه وسلم ولا من هدي أصحابه من بعده .


لدي سؤال يا اخي:
هل يجوز ان يدعو الإنسان لأبيه وامه و يقرأ القرآن عنهما سواء كانوا احياء ام اموات
و هل ما يفعله البعض من قرأت القرآن و يقول ما قرأت عن أبي المتوفى
اللهم أجعل ثواب ما قرأت لأبي  ، فما في هذا ؟

الجواب :
بورك فيك أُخيّــه

الدعاء للميت من أنفع ما يكون ، خاصة إذا كان الداعي من أولاد الميّت ، لقوله – عليه الصلاة والسلام – : إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة : إلا من صدقة جارية ، أو علم ينتفع به ، أو ولد صالح يدعو له . رواه مسلم .

ولا يجوز الدعاء لمن مات على غير ملة الإسلام لقوله تعالى : ( مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَن يَسْتَغْفِرُواْ لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُواْ أُوْلِي قُرْبَى مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ )

وقد قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : استأذنت ربي أن أستغفر لأمي فلم يأذن لي ، واستأذنته أن أزور قبرها فأذن لي . رواه مسلم .

فالدعاء للوالدين اللذين ماتا على الإسلام من أنفع ما يكون
ثم يأتي من بعد ذلك الصدقة عنهما وبرّ صديقهما وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما

أما إهداء ثواب القراءة ونحوها فلم يكن من عمل السلف ولا عليه العمل .

فالذي يظهر أنه مُحدث لا أصل له في الشريعة .
والله أعلم .

كتبه
عبد الرحمن بن عبد الله بن صالح السحيم
assuhaim@al-islam.com

الصفحة الرئيسة   |    صفحة الشيخ عبد الرحمن السحيم