بسم الله الرحمن الرحيم

الحج عن الغير


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الشيخ عبدالرحمن ..جزاك الله عنا خيرا وجعله في ميزان حسناتك
لدي عدد من الاقارب المتوفين .. وارغب بالحج عنهم في البدايه.. هل يجوز ان اجمعهم جميعا بحجه واحده ؟
وكم عدد المرات التي استطيع الحج فيها عن اشخاص متوفيين ..او العمره عنهم ؟
---------------
المساله الثانيه
فتاه سالتني ..وتقول حججت منذ عام ..وبعد عودتي الي بلدي بفتره انقطعت عن الصلاه بدون عذر
والتفت علي نفسي وعدت الي ربي فهل علي تجديد اسلامي ؟
وهل يجب علي الحج مره اخري ؟

الجواب :
حيّاك الله وبيّاك أخي الحبيب
وعذرا على التأخير

بالنسبة للمسألة الأولى :
وهي الحج عن الغير ، فلها شروط :
1 – أن يكون من أراد الحج عنهم قد حجّ عن نفسه
فقد سَمِعَ النبي صلى الله عليه وسلم رجلا يقول : لبيك عن شبرمة . قال : مَنْ شبرمة ؟ قال : أخ لي أو قريب لي . قال : حججت عن نفسك ؟ قال : لا . قال : حُجّ عن نفسك ، ثم حج عن شبرمة . رواه أبو داود وابن ماجه وغيرهما .
2 - أن يكونوا أموات ، أو أحياء غير قادرين على الحج بأنفسهم لِكِبر أو مرض ونحوه .
بدليل أن امرأة جاءت تسأل النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : يا رسول الله ان فريضة الله على عباده في الحج أدركت أبي شيخا كبيرا لا يستطيع أن يثبت على الراحلة ، أفأحج عنه ؟ قال : نعم . رواه البخاري ومسلم .
3 – أن يكون مَنْ أريد الحج أو العمرة عنه قد مات على الإسلام
فإن كان مات على غير ملّة الإسلام ، كأن يكون مات وهو يُشرك بالله أو يكون مات وهو لا يُصلّي ( تاركا للصلاة ) فإن مَن مات على غير ملّة الإسلام لا يصح أن يُحجّ عنه ولا يُعتمر ولا يُدعا له بالرحمة والمغفرة .

وبالنسبة للحج عن الغير بعد توفر الشروط السابقة
تستطيع أن تحج عن كل شخص مرة واحدة ، إذ لا يمكن أن تجمع بين أكثر من حجة في سفرة واحدة في عام واحد .
وتستطيع كل سنة أن تحجّ عن شخص واحد .
أما العمرة فتستطيع فعل ذلك ، إذ الصحيح أنه يجوز تكرار العمرة في السفر الواحد كما جاء ذلك عن الصحابة رضي الله عنهم
فإذا أردت العمرة عن نفسك – مثلاً – فتنوي ذلك بقلبك وتُلبّي من الميقات أو من مُحاذاته وموازاته
ثم إذا فرغت من عمرتك فإنك لا تحلق شعر رأسك بل تُقصّر
ثم تخرج إلى أدنى الحِلّ أو إلى التنعيم ( موضع معروف على طريق المدينة ) وتُحرم بعمرة جديدة لمن أردت أن تعتمر عنه ، ويجوز أن تُكرر هذا الفعل بشرط وجود شعر يمكن حلقه أو تقصيره .
وإذا أردت الخروج إلى التنعيم بعد قضاء عمرتك فلا يُشترط خلع أو تبديل ملابس الإحرام
بل تتم العمرة بالطواف بالكعبة سبعة أشواط وصلاة ركعتين والسعي بين الصفا والمروة سبعة أشواط وتقصير الشعر أو حلقه .
[ تركت نقل كلام وفتاوى الصحابة في ذلك خشية الإطالة ]

وبالنسبة للمسألة الثانية
فإن الصحيح من أقوال أهل العلم أن مَنْ تَرك الصلاة بدون عذر فهو كافر ولو لم يجحد وجوبها .
ومن ترك الصلاة مدة من الزمن فقد ترك دينه
لقوله صلى الله عليه وسلم : بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة . رواه مسلم .
وقال عليه الصلاة والسلام : إن العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر . رواه ابن حبان وغيره .
والصلاةُ قد جعلها اللهُ حداً فاصلاً بين الإسلام والشرك ، وهي السبيلُ الوحيد لقبول توبة أهل الشرك والأوثان ، لقوله تعالى : ( فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ ) .
والأحاديث في هذا الباب كثيرة معلومة
ويكفي أن نعلم أن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ما كانوا يَرون شيئاً من الأعمال تركه كفرٌ غير الصلاة ، كما نقله عنهم شقيق بن عبد الله البلخي . رواه ابن أبي شيبة والترمذي وغيرهما .
وقال أيوب السختياني : تركُ الصلاةِ كفرٌ لا يُختلف فيه .

فإذا كان الأمر كذلك فإن من ترك الصلاة فقد كفر
وعليه أن يُجدد إسلامه ، وإن كان حجّ حجة الإسلام فعليه الحج مرة ثانية إن استطاع .
وتجديد الإسلام يكون بشهادة التوحيد والتوبة النصوح . والله أعلم .

كتبه
عبد الرحمن بن عبد الله بن صالح السحيم
assuhaim@al-islam.com

الصفحة الرئيسة   |    صفحة الشيخ عبد الرحمن السحيم