اطبع هذه الصفحة

http://www.saaid.net/Doat/badabood/26.htm?print_it=1

إن للموت سكرات

عبدالله بن محمد بادابود

 
بسم الله الرحمن الرحيم


قال تعالى : ( وجاءت سكرت الموت بالحق * ذلك ماكنت منه تحيد )

وإذا جاء الموت حاولنا الخلاص وحاول من حولنا أن يخلصونا منه ولكن هيهات هيهات لا مفر فالمصير إما لجنة عرضها كعرض السماوات والأرض ( نسأل الله من فضله ) وإما نار ( أعاذنا الله منها ) محرقة ومؤلمة .

فريق يساق للجنان وفريق يساق للنيران .

فريق يسعد برؤية الرحمان وفريق يشقى في أسفل النيران .

فريق يتنعم في النعيم وفريق يتألم في الجحيم .

فريق صدق فصدق الله معه , وفريق كذب وكفر فخذله الله .

فريق سعى لرضوان الكريم وفريق تفنن في إغضاب الحليم .

سكرات الموت ،، لحظات مخيفات مفزعات مؤلمات موجعات .

فماذا أعددنا لها ، حين ترقى الروح لتغادر الجسد ، عندها تشخص العينان ويسكت اللسان وتبرد اليدان وتكتب نهايتك أيها الإنسان ، نهاية لسكنى دار الفناء وبداية لسكنى دار البقاء .


لذا أنصح نفسي وإياكم أحبتي بالله ببعض الأمور منها :

1/ إدمان قول لا إله إلا الله محمد رسول الله ، في جلوسنا و وقوفنا وفي سيرنا في كل لحظة لنردد هذه الشهادة العظيمة ، حتى يكتب لنا الموت ، عندها سنرى الأثر في الدنيا والآخرة إن نحن أخلصنا لله عز وجل .

2/ تخفف أخي وتخففي أختي من مظالم العباد ، فمن له حق عندك الآن سارع بإرجاعه واطلب السماح من كل من ظلمت و تعلم أن تعتق نفسك من حقوق الناس في كل لحظة فمن عقوبات المظالم أن يشدد في السكرات على من كانت عليه مظالم فالله الله في الخوف والعودة .

3/ كن من المصلين الخاشعين المخبتين المنيبين لرب العالمين ، عندها لا تخف ولا تفزع فالمحافظة على الصلاة بخشوع وطمأنينة يعطيك انشراح الصدر في الدنيا والخير في الآخرة والتخفيف من السكرات في الموت يا له من خير عظيم كم نحن عنه غافلون و لاهون ، تزود بالصلاة والعمل الصالح .

4 - أكثر من الصلاة على النبي الكريم - عليه الصلاة والسلام - فصلاتك عليه تفرح قلبك وتزيل همك وتشرح صدرك .

5 - كن يداً بالخير ممدودة متصدقاً على الفقراء ، جابر عثرات المنكسرين ، معين على قضاء حوائج المعسرين .

6- ليكن لك ورداً من كتاب الكريم ، القران العظيم ، الذي هو شفاء ونور ويقين ، حفظاً وقراءةً وتدبراَ .

7- البر البر والصلة الصلة ، بر بأب حنون وأم رؤوم وصلة لقريب وتواصل مع جار وحسن خلق مع عباد الله عز وجل .

8 - تابع بين العمرة والحج لتتخفف من الذنوب وأسأله سبحانه أن يستر العيوب .


هذه أمور سهلة لمن جاهد نفسه وعزم على التجهيز ليوم الرحيل ، لنتعلمها ونعلمها ننشرها و نطبقها .

اسأل الله أن يجمعنا وإياكم في الفردوس الأعلى من الجنة .

من القرآن :
(( فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ )) [الأعراف:34].

نور من السنة :

قال النبي – صلى الله عليه وسلم - : { إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر } [الترمذي وابن ماجة وصححه الحاكم وابن حبان].

من الأدب :

فما لك ليس يعمل فيك وعظ *** ولا زجر كأنك من جماد
ستندم إن رحلت بغير زاد *** وتشقى إذ يناديك المنادي
فلا تأمن لذي الدنيا صلاحا *** فإن صلاحها عين الفساد
ولا تفرح بمال تقتنيه *** فإنك فيه معكوس المراد
وتب مما جنيت وأنت حس *** وكن متنبها قبل الرقاد
أترضى أن تكون رفيق قوم *** لهم زاد وأنت بغير زاد؟!

صور من سوء الخاتمة:

قيل لرجل عند الموت: قل لا إله إلا الله، وكان سمساراً، فأخذ يقول: ثلاثة ونصف.. أربعة ونصف.. غلبت عليه السمسرة.

صور من حسن الخاتمة :

قال محمد بن ثابت البناني: ذهبت ألقن أبي وهو في الموت فقلت: يا أبت! قل لا إله إلا الله. فقال: يا بني، خل عني، فإني في وردي السادس أو السابع!!

قالوا عن سكرات الموت :

حينما حضرت الحسن البصري المنية حرك يديه و قال :هذه منزلة صبر و استسلام .

دعــــــــــاء :

اللهم استرنا فوق الأرض واسترنا تحت الأرض واسترنا يوم العرض ، اللهم هون علينا سكرات الموت وأحسن خاتمتنا .

عبدالله بن محمد بادابود


 

عبدالله بادابود
  • مقالات
  • كتب
  • دورات
  • الصفحة الرئيسية