صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







عيد فرحة وألم !

عبدالله بن محمد بادابود

 
لنا أحلام كثيرة .

رسمت في مخيلتنا ، في دواخلنا .

لنا طموحات عالية ، قد تكون حسب إمكانياتنا فنكون عقلاء , وقد نطمح لأمور فوق إمكانياتنا فنكون أقل منهم ودونهم .

ننتظر الغد بفرح وسرور وتفاؤل وهذا هو الأصل فالمسلم يتفاءل ويرضى بما قسم له الآن أو غداً أو ما قدر له في الماضي .

ننتظره بفرحة تملى قلوبنا التي بين جنباتنا وتشرح صدورنا .

ننتظره ببسمة ترتسم كصورة مشرقة على وجه كل منا .

ننتظره بسرور و فرح و سعادة .

فغداً هو المستقبل المنتظر ، الذي رسمنا فيه كل الصور مع إيماننا الكامل ويقينا الكامل أن اليوم هو يومك ف ولكن لابد أن نشرح صدورنا بغد .

وعندما يكون الغد هو يوم تميز عن غيره .

وعندما يكون الغد هو يوم مختلف عن غيره .

وعندما يكون الغد هو يوم توشّح برداء السعادة .

كيف لا ..

وهو يوم توزيع الجوائز .

وهو يوم الفرح والسعادة .

السعادة لمن كتب له العتق من النيران لمن صام الشهر إيماناً و احتساباً .

لمن أطال السجود والقيام والركوع لمن بكى وتضرع لرب الأنام .

لمن فطّر صائماً وتصدق على فقير و أغاث ملهوف .

لمن رطب شفتيه بكلمات القرآن كلام رب السموات و الأراضين .

وتتجلى صوره في مصلى العيد وما أدراكم ما هو مصلى العيد عندما يكون هذا المصلى

هو الحرم المكي الشريف .

والصور تتجلى في أبهى الحلل والجمال ينتشر ابتداء من جمال النفوس و انتهاء بجمال اليوم العظيم .

و أنا أرقب هذا اليوم و أتذكر نفس اليوم نعم هو هو .

في العام الماضي القريب .

نعم هو هو في الأعوام السابقة البعيدة .

نعم هو هو في نفس المكان ونفس الجو العام ولكن قد يكون هنا اختلاف في المتواجدين

بيننا ومن كانوا في القريب الماضي أو البعيد الماضي معنا واليوم ليسو معنا .

أيها العيد .

كم نشعر بسعادة كبيرة وفي نفس الوقت ألم كبير .

اختلاط في المشاعر وعدم توازن في الأحاسيس فلا سخط ولا اعتراض .

كيف أكون أنا الإنسان الضعيف الذليل الخاضع لمولاه ، من يشكو مولاه ، رحمنا الله و إياكم من تجاوز الحدود مع الرب المعبود .

كيف يكون ذلك .

عندما نكون على يقين تام ، بتمام السنوات التي تنقضي وبتمام كل ذلك و أكثر من ذلك .

إننا في عيد مختلف .

عيد فرحه نعم ، بسمة نعم ، سعادة نعم .

عيد ألم نعم , ولكن ألم له طعم خاص ونكهة خاصة .

هو عدم وجود والدي العزيز ، نعم العيد هو هو ولكن والدي لم يكن موجود ولم يكن في الموعد

ولم يكن في المكان ، فهو في عالم الأموات رحمه الله

هل سيكون عيد سعيد .

وإن فاتنا تقبيل يده الحانية ورؤية الفرحة ترتسم على محياه .

نتذكره في كل مكان في البيت وفي الحي وفي المسجد وفي كل مكان .

ويتذكره رفقته و أصدقاؤه وصحبته و ياله من عيد سعيد وحزين في نفس الوقت ولكن

لنكون صادقين مع ربنا ، مؤمنين بقضائه ، صابرين على ما يصيبنا .

عندها ننام قريري العين لأن البشرية جمعاء لو حزنت أو تعاطفت أو ساعدت ولم يكتب لنا شي لن يكتب ولو بكينا على ميت لم يعد ولكن علينا بالدعاء له في كل لحظة .

آه من ضعف الإنسانية ومع ذلك تطغى .

ربنا اجعل حياتنا أعياداً في طاعتك وارحم موتانا وموت المسلمين وكل عزيز غاب عنا .

طهر قلوبنا من النفاق و أعمالنا من الرياء و ألسنتا من الكذب و أعيننا من الخيانة .

وأخيراً..

كل عام وانتم بخير وكل عيد و السعادة ترتسم على تلك الوجوه النيرة المليئة بنور الطاعة .
جعلها الله يوم القيامة ناضرة وأظلها تحت ظل عرشه وجمعنا في الفردوس الأعلى

آمين أمين آمين ..

هــــدى :~

قال تعالى { كل نفس ذائقة الموت ثم إلينا ترجعون }

نور من السنــــة :~

قال صلى الله عليه وسلم : [ ما من عبد تصيبه مصيبة فيقول: إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيرا منها إلا بدله الله خيرا منها ] رواه غير واحد ، حديث صحيح .

توضيح : هذه المقالة كتبتها من سنوات ورأيت نشرها الآن لعلها تكون سبب في دعوة صادقة من قلب صادق لوالدي العزيز بالرحمة ولموتى المسلمين ولوالدتي الكريمة بطول العمر على الطاعة والخير .
بقلم : عبدالله بن محمد بادابود
A.Badabood@gmail.com


 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
عبدالله بادابود
  • مقالات
  • كتب
  • دورات
  • الصفحة الرئيسية