صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







جواز الاستسرار للخائف

خالد بن سعود البليهد


حديث حُذَيْفَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم (اكْتُبُوا لِي مَنْ تَلَفَّظَ بِالإِسْلاَمِ مِنَ النَّاسِ فَكَتَبْنَا لَهُ أَلْفًا وَخَمْسَمِائَةِ رَجُلٍ فَقُلْنَا نَخَافُ وَنَحْنُ أَلْفٌ وَخَمْسُمِائَةٍ فَلَقَدْ رَأَيْتُنَا ابْتُلِينَا حَتَّى إِنَّ الرَّجُلَ لَيُصَلِّي وَحْدَهُ وَهُوَ خَائِفٌ). متفق عليه.

الشرح:

في الحديث بيان حال الصحابة السابقين بالدخول في الإسلام أول الأمر وما كانوا فيه من الضعف والهوان والخوف من الكفار فلما زادوا وبلغوا ألفا ونصف ظنوا أن شوكتهم قوت وأنهم قادرون على دفع كيد الكفار وقهرهم فأظهروا إيمانهم فابتلوا ابتلاء عظيما وعذبوا في ذات الله ثم لم يطيقوا ذلك فأسروا بإيمانهم وهذا فيه دليل صريح على جواز أن يخفي المؤمن إيمانه إذا كان يقيم في بلد الكفر وخشي على دينه من فتنة الكفار ودل القرآن على جواز المجاهرة بالكفر إذا أكره على ذلك كما في قوله تعالى: (إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ). وأخرج الحاكم عن محمد بن عمار بن ياسر عن أبيه قال: (أخذ المشركون عمار بن ياسر فلم يتركوه حتى سب النبي صلى اللّه عليه وسلم وذكر آلهتهم بخير ثم تركوه.فلما أتى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال له عليه الصلاة والسلام: ما وراءك. قال: شر يا رسول اللّه. ما تُرِكت حتى نلت منك وذكرت آلهتهم بخير. قال: فكيف تجد قلبك؟ قال: مطمئناً بالإيمان، قال: فإن عادوا فعد). ولا يشرع للمؤمن أن يعرض نفسه ما لا يطيقه من البلاء حتى لا يذل نفسه ولا يشرع له أن يتمنى لقاء العدو وإذا ابتلي فليصبر. فينبغي للمؤمن في هذه الأحوال أن يستتر بدينه ويصبر ويتنسك خفية ويسأل ربه النجاة بدينه حتى يأتيه الفرج من الله إما بانتشار الإسلام في بلده أو بلحوقه بجماعة أهل الإيمان وفراره بدينه. وإن وجد سبيلا للهجرة وجب عليه في الحال أن يهاجر ويترك ماله وقومه في سبيل صيانة دينه وحفظه وإن ترك الهجرة كان عاصيا ومرتكبا لكبيرة عظيمة لا توجب خروجه من الدين. وإن قتله المسلمون مستضعفا مع الكفار بعث مؤمنا لأنه معذور. أما إذا كان في منعة في قومه الكفار ولا يخشى سوطا أو قتلا وجب عليه أن يظهر إيمانه ويعتز بدينه ولو لحقه لوم وأذى بالكلام كحال النبي صلى الله عليه وسلم في حماية عمه أبي طالب. وتأول قوم من الخوارج أدلة الاستسرار حال الخوف في هذا الزمان وحرفوها عن موضعها فاستدلوا بها على إخفاء الرجل دينه ومذهبه في بلاد الإسلام في تكفير المسلمين واستباحة أموالهم ودمائهم.


خالد بن سعود البليهد
binbulihed@gmail.com
1432/10/26


 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
خالد البليهد
  • النصيحة
  • فقه المنهج
  • شرح السنة
  • عمدة الأحكام
  • فقه العبادات
  • تزكية النفس
  • فقه الأسرة
  • كشف الشبهات
  • بوح الخاطر
  • شروح الكتب العلمية
  • الفتاوى
  • كتب
  • الصفحة الرئيسية