اطبع هذه الصفحة

http://www.saaid.net/Doat/binbulihed/323.htm?print_it=1

خاطرة: (بغض الصالحين شعار البطالين)

خالد بن سعود البليهد
@binbulaihed


بعض العامة قد ابتلي في قلبه بدسيسة سوء ومقصد خبيث قد أبطن في قلبه بغض جملة أهل الديانة وذمهم ويسعى في الظاهر إلى تتبع سقطاتهم فإن وجدها فرح بها وانشغل بذكرها وصاح بأعلى صوته مظهرا ذم التدين وذم طريق الصالحين ولو كان عاقلا منصفا لاقتصر ذمه على الفاعل ولم ينسبه لجملة أهل التدين ولم يستعمل هذه الواقعة في الطعن في حملة الشريعة كما أن خطأ الطبيب لا يحمل على ذم الطب وأهله وخطأ الشرطي لا يحمل على جميع الشرط. ومما يدل على هواه وعدم إنصافه أنه إذا وقع من بعض المتدينين سوء خلق أو خيانة أو تعد على حرمة الغير جعل يذم سائر أهل الديانة ويستهزئ بمظاهر السنة وإن وقعت زلة من العوام اعتذر عنهم وستر زلتهم. والحق الظاهر بالأدلة المستقر في فطر المسلمين لا يسقط بقدح جاهل وعيب حاقد كما أن الشمس في رابعة النهار لا تحجب بغربال. والمقصر في نفسه والمفرط في أمانته والظالم في تعامله لا يسيء إلا لنفسه ولا ينفعه الانتساب للصالحين والدين بريء من فعلته وإن كانت جنايته عظيمة لأنه استغل عباءة الدين وإظهار السمت الحسن في التعدي على حقوق الآخرين واستغلال ثقتهم وحسن ظنهم به وهم والحمد لله شذاذ في الناس. ومن كان مولعا بتتبع أخطاء الصالحين وإظهار ذنوبهم في المجامع والفرح بمعايبهم فهذا يدل على مرض قلبه وسوء قصده نسأل الله السلامة قال مالك بن دينار: (كفى بالمرء خيانة أن يكون أمينا للخونة وكفى المرء شرا ألا يكون صالحا ويقع في الصالحين). والإستهزاء بطائفة الصالحين وإظهار عيوبهم والفرح بمصيبتهم والحزن لفرحهم من سمات المنافقين قال الله فيهم: (إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا). والله ستير يحب الستر لعباده في ستر عوراتهم وستر ذنوبهم وقد ورد في السنة الأمر بالستر والنهي عن تتبع العورات وهذا عام في كل مسلم إلا من عرف بإظهار الفجور وأذية المسلمين وإفساد المجتمع فلا يزيده الستر إلا طغيانا. والشيطان يحب الفضيحة ويزينها لأتباعه.

 

خالد البليهد
  • النصيحة
  • فقه المنهج
  • شرح السنة
  • عمدة الأحكام
  • فقه العبادات
  • تزكية النفس
  • فقه الأسرة
  • كشف الشبهات
  • بوح الخاطر
  • شروح الكتب العلمية
  • الفتاوى
  • كتب
  • الصفحة الرئيسية