صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







شرح عمدة الأحكام (3)

خالد بن سعود البليهد

 
عن عبد الله بن عمرو بن العاص وأبي هريرة وعائشة رضي الله عنهم قالوا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ويل للأعقاب من النار).

هذا الحديث في التحذير من التهاون والتقصير في أمر الوضوء. وسبب الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى أناسا قصروا في غسل أعقابهم في الوضوء فرفع صوته منكرا عليهم ثلاثا.

مسائل الحديث:

الأولى: في الحديث دليل على وجوب غسل الرجلين وأنه لا يجزئ مسح القدمين خلافا للرافضة وغيرهم ممن شذ من أهل العلم. قال البخاري: (باب غسل الرجلين ولا يمسح القدمين). وقال ابن خزيمة: (لو كان الماسح مؤديا للفرض لما توعد بالنار). وقال عبد الرحمن بن أبي ليلى: (أجمع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على غسل القدمين). وإنما يشرع مسح القدمين في حالة سترهما بحائل كما تواتر في السنة. وكل ما روي في مسح القدمين مكشوفتين شاذ لا يصح منه شيء مهجور عند الأئمة.

الثانية: فيه وجوب الاعتناء بأعضاء الوضوء وتعميمها بالغسل وعدم الإخلال بشيء منها وأن حكمها بالغسل كالقدمين وأن الوعيد عام في التقصير في جميع الأعضاء وليس خاصا بالقدمين وإنما اقتصر النبي صلى الله عليه وسلم على ذكرهما موافقة لواقع الحال. وأخرج مسلم عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (أن رجلا توضأ فترك موضع ظفر على قدمه فأبصره النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (ارجع فأحسن وضوئك فرجع ثم صلى). قال ابن حجر: (إنما خصت الأعقاب بالذكر لصورة السبب كما تقدم في حديث عبد الله بن عمرو فيلتحق بها ما في معناها من جميع الأعضاء التي قد يحصل التساهل في إسباغها). والمتأمل في تصرفات الناس يجد أنهم يتساهلون في ثلاثة أعضاء في غسل المرفقين واستيعاب الرأس بالمسح وغسل العقبين. فينبغي على المسلم أن يكون متأكدا من إيصال الماء إلى جميع الأعضاء ويجب عليه إزالة كل ما يمنع من وصول الماء إليها من صبغ وطين وعجين ونحوه. فإن ترك غسل عضو أو شيء منه وجب عليه غسله في الحال ما لم يطل الفصل فإن طال أعاد الوضوء.

الثالثة: فيه دليل على جواز رفع الصوت بالإنكار إذا دعت الحاجة إلى ذلك من بعد وزحام وغيره من الدواعي المعتبرة وذلك خارج المسجد أما داخل المسجد فلا ينبغي رفع الصوت فيه احتراما وتكريما له وخشية إيذاء المصلين وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن رفع الصوت بالقراءة.

الرابعة: وفيه مشروعية تكرار الكلام مرتين وثلاثا ليتبين ويفهم المراد من قبل السامع وقد كان هذا من هدي النبي صلى الله عليه وسلم في كثير من الأحوال. ففي البخاري من حديث أنس رضي الله عنه: (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا تكلم بكلمة أعادها ثلاثا وإذا سلم سلم ثلاثا). وهذا محمول عند خشية عدم حصول الفهم أو الاشتباه أو إرادة تأكيد الكلام في الأمور المهمة ونحو ذلك من الأغراض الصحيحة.

خالد بن سعود البليهد
binbulihed@gmail.com
الرياض: في 7/4/1429

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
خالد البليهد
  • النصيحة
  • فقه المنهج
  • شرح السنة
  • عمدة الأحكام
  • فقه العبادات
  • تزكية النفس
  • فقه الأسرة
  • كشف الشبهات
  • بوح الخاطر
  • شروح الكتب العلمية
  • الفتاوى
  • كتب
  • الصفحة الرئيسية