اطبع هذه الصفحة

http://www.saaid.net/Doat/binbulihed/f/052.htm?print_it=1

كيف أتعامل مع أقاربي الذين يسيئون إلي

خالد بن سعود البليهد

 
السؤال :

شيخنا الجليل:
عندى مشلكة تتلخص فى كلمتين وهى صلة رحمى يسؤن معاملتى عندما أذهب إليهم لأودهم و غير ذلك فأنا يتيمة الأب ولا أحد منهم يهتم بى ولا يرعانى منهم ومن يرعانى يعيش بالخارج فإنى أذوق الأمرين بسبب معاملتهم لى وجحودهم معى وأنا أعيش مع أمى بمفردنا ولا أحد يزورنا أو يتصل بينا ولا يسأل علينا إلا قليلا حتى فى الآعياد الكبرى لايفعلون ذلك و أمى لا تريدونى أن أذهب إليهم لأننى قد أمرض بسبب تصرفاتهم معى و أنا حساسة جدا وأى شيئ يجرح شعورى هذه هى ملخص مشكلتى بالرغم من كبرها بالنسبة لى فأنا لاأعلم هل أنقطاعى عنهم خير أم اذهب إليهم وألقى ما ألاقيه من جرح للشعور والكرامة .
ارجوا منكم شيخنا الجليل الرد على مشكلتى وقتل حيرتى بسكين اليقين الذى لا رجوع فيه .
وشكرا لكم


الجواب :
الحمد لله. لا شك أن صلة الرحم من أعظم القربات ، وأن قطيعة الرحم من أعظم الكبائر . وإذا كان الإنسان له أقارب يسيئون إليه ويقطعونه فينبغي له أن يصلهم ويحسن لهم ويصبر على أذاهم وأن يتحمل ذلك في سبيل رضا الله. وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلاً قال يا رسول الله إن لي قرابة أصلهم ويقطعونني، وأحسن إليهم ويسيئون إلي، وأحلم عليهم ويجهلون علي، فقال: ( لئن كنت كما قلت، فكأنما تسفهم المل، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك ) رواه مسلم. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ليس الواصل بالمكافئ ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها ) رواه البخاري.
فيستحب لك أختي الكريمة أن تقومي بصلتهم وأن تدفعي بالتي هي أحسن وأن تتوددي إليهم بالإحسان والمعروف وأن تعلمي أن كل ما تلاقيه قي سبيل ذلك من الأذى وصبرك مكتوب في موازين حسناتك ، وأما موقفك منهم ففيه تفصيل:
1- إن كنت تقوين على صلتهم وتحمل أذاهم فاستمري في ذلك ولو بزيارتهم في المناسبات العامة ولا تطيلي الجلوس معهم .
2- إن كنت تجدين مشقة في صلتهم ويلحقك منهم أذى يسبب لك ضررا في نفسك وأمك فلا تزوريهم واقتصري بالسلام عليهم والسؤال عنهم عن طريق الهاتف وتكوني قد وصلتيهم و فعلت الأكمل والإثم عليهم.

و ينبغي للمؤمن أن يحسن إلى كل من أساء إليه وألا يقابل الإساءة بالإساءة ويقلل من المشاكل ويكون صدره سليما لا يحمل الغل والحقد على أحد من المسلمين وأن يعفو عمن ظلمه وهذا السلوك هو عنوان السعادة في تعاملنا مع الآخرين وحياتنا الإجتماعية قال تعالى ( وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ).
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.


بقلم : خالد بن سعود البليهد
عضو الجمعية العلمية السعودية للسنة
binbulihed@gmail.com

 

خالد البليهد
  • النصيحة
  • فقه المنهج
  • شرح السنة
  • عمدة الأحكام
  • فقه العبادات
  • تزكية النفس
  • فقه الأسرة
  • كشف الشبهات
  • بوح الخاطر
  • شروح الكتب العلمية
  • الفتاوى
  • كتب
  • الصفحة الرئيسية