صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







توقفت عن الصلاة لمدة شهر

خالد بن سعود البليهد

 
السؤال :

السلام عليكم فضيلة الشيخ لقد توقفت عن الصلاة منذ شهر بتهاون منى و أود الرجوع إليها هل يغفر الله لي تهاوني ولا افهم سبب هذا التهاون.


الجواب :
وعليكم السلام ورحمة وبركاته.
الحمد لله. ما فعلتيه من تركك للصلاة مدة شهر جرم عظيم وكبيرة من الكبائر لأن الصلاة عمود الإسلام وهي صلة العبد بربه ولا دين لمن لا صلاة له وأول ما يسأل عنه العبد يوم القيامة الصلاة وتارك الصلاة قاطع للصلة مع ربه واقع في غفلة عظيمة فريسة سهلة لوساوس الشيطان وهمزه وكيده لأنه لم يتحصن بالذكر الذي يحفظه منه.

وقد ذهب جماعة من المحققين إلى كفر تارك الصلاة تهاونا. قال تعالى: (فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ). وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( بين الرجل وبين الكفر ترك الصلاة ) رواه مسلم . وفي السنن ( العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر ). وقال عبد الله بن شقيق قال:" كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يرون شيئا من الأعمال تركه كفر إلا الصلاة ".

والذي يدعو المسلم إلى ترك الصلاة والعياذ بالله أسباب كثيرة من أهمها الركون إلى الدنيا وتفضيلها على الآخرة. وضعف اليقين بالنعيم والثواب. والانغماس في الملذات والإكثار من الذنوب. وصحبة أهل البطالة والغفلة. وضعف الإيمان والوازع الديني وغير ذلك.

فينبغي عليك أن توقظي الإيمان في نفسك وتحركي اليقين وتستشعري نهاية الدنيا ووقوفك بين يدي الله وشدة الحساب وهول الموقف وعظم الجزاء. ولتستعيني في ذلك بالدعاء والتدبر والندم والبكاء والحسرة على ما فات من شبابك في الغفلة. وتذكري الواعظ الأكبر الموت فتصوري أن أجلك قريب ونهايتك دنت فماذا أنت فاعلة.

ويجب عليك أن تتوبي الآن توبة صادقة مما حصل منك من تفريط وتواظبي على أداء الفرائض وتكثري من فعل النوافل والصالحات حتى يكفر الله عنك ولا يلزمك غير ذلك على الصحيح من أقوال العلماء.

وإذا تبت توبة صادقة وندمت على تفريطك وعزمت على أن لا ترجعي إلى هذا الذنب مرة أخرى غفر الله لك وتجاوز عن سيئاتك وأبدلها حسنات وتاب عليك ووفقك للعمل لمرضاته. فالله يغفر الذنب مهما عظم وتكاثر ويعفو عن السيئات ويقبل التوبة ويفرح بتوبة عبده فرحا عظيما ورحمته سبقت غضبه. فلا تيأسي من رحمة الله ولا تقنطي من عطاء الله وأحسني الظن بربك ولا تتعاظمي عليه أمرا وأبشري وأملي خيرا وأقبلي على الرب الكريم المنان. قال تعالى: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ). وقال تعالى: (وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ). وقال صلى الله عليه وسلم: (إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، حتى تطلع الشمس من مغربها). رواه مسلم.
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.

خالد بن سعود البليهد
binbulihed@gmail.com
الرياض: في 13/3/1429

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
خالد البليهد
  • النصيحة
  • فقه المنهج
  • شرح السنة
  • عمدة الأحكام
  • فقه العبادات
  • تزكية النفس
  • فقه الأسرة
  • كشف الشبهات
  • بوح الخاطر
  • شروح الكتب العلمية
  • الفتاوى
  • كتب
  • الصفحة الرئيسية