صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







كيفية خرور المصلي في سجوده

خالد بن سعود البليهد

 
السؤال :

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فضيلة الشيخ حفظكم الله كيف يكون بروك البعير هناك أقوال كثيرة وأخطاء شائعة عند المصلين.

الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الحمد لله. هذه المسألة مما اختلف فيها الفقهاء في فقه الصلاة على قولين مشهورين فذهب المالكية إلى أن الأفضل للمصلي أن يقدم يديه قبل ركبتيه في الخرور للسجود وذهب الحنابلة والشافعية والحنفية وأكثر أهل العلم إلى أن الأفضل للمصلي أن يخر في سجوده أولا على ركبتيه ثم يديه وهو الصحيح لما روى أبو داود والترمذي والنسائي عن وائل بن حجر وقال : (رأيت النبي صلى الله عليه وسلم إذا سجد وضع ركبتيه قبل يديه وإذا نهض رفع يديه قبل ركبتيه) والحديث أعل بالإرسال وروي مسندا من وجه آخر فيه انقطاع مما يشهد أن له أصل وضعفه مقارب ومع القول بأنه مرسل يشهد له ما ثبت عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه : (أنه كان يضع ركبتيه قبل يديه). رواه عبد الرزاق في مصنفه ويشهد له المعنى أن الوضع الطبيعي أن يمس الأرض ما كان قريبا منه وهو الركبتان ثم اليدان كما أن الوضع الطبيعي عن الارتفاع عن الأرض رفع اليدين ثم الركبتين.

وأما أقوى ما استدل به من قال أن الأفضل تقديم اليدين قبل الركبتين حديث أبي هريرة المخرج في السنن ولفظه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا سجد أحدكم فلا يبرك كما يبرك البعير ، وليضع يديه قبل ركبتيه). فهذا الحديث ضعيف لا تقوم به حجة فقد أعله البخاري والدارقطني والترمذي وقال: (غريب لا نعرفه من حديث أبي الزناد إلا من هذا الوجه). وعلته تفرد محمد بن الحسن عن أبي الزناد دون سائر أصحابه الكبار وهو متكلم في سماعه ولا يحتمل تفرده بمثل هذه السنة. ثم أن المحفوظ في لفظ الحديث النهي عن البروك كبروك البعير فقط أما زيادة: (وليضع يديه قبل ركبتيه) شاذة تفرد بروايتها عن محمد بن الحسن عبد العزيز الدراوردي وهو متكلم في حفظه فيكون النهي فقط عن التشبه ببروك البعير كما في رواية الترمذي والنسائي. وعلى فرض صحة الحديث فالمقصود النهي عن التشبه بهيئة البعير عند خروره والبعير إذا خر قدم يديه قبل رجليه فيبدأ بمقدمه قبل مؤخره والمصلي إذا خر على ركبتيه قبل يديه كان مخالفا له في الهيئة وليس المقصود بالنهي مخالفة البعير في ركبتيه. وقد أعل ابن القيم هذا الحديث بالقلب في آخره وبين أن الصواب في لفظه: (وليضع ركبتيه قبل يديه).

فعلى هذا السنة للمصلي في سجوده أن يخر على ركبتيه قبل يديه فإن كان كبيرا أو عليلا أو يشق عليه ذلك فلا بأس أن يقدم يديه لأن النهي عن ذلك على سبيل الكراهة لا التحريم.

وعلى كل حال فالخلاف في مثل هذه المسألة سهل وسائغ وتحتمله الأدلة والآثار والأمر فيه واسع فلا ينكر على أحد اختار مذهبا على غيره ولا ينبغي لأهل السنة أن يتخذوا هذه المسائل سبيلا للخلاف والفرقة.
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.

خالد بن سعود البليهد
binbulihed@gmail.com
الرياض: في 8/5/1429

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
خالد البليهد
  • النصيحة
  • فقه المنهج
  • شرح السنة
  • عمدة الأحكام
  • فقه العبادات
  • تزكية النفس
  • فقه الأسرة
  • كشف الشبهات
  • بوح الخاطر
  • شروح الكتب العلمية
  • الفتاوى
  • كتب
  • الصفحة الرئيسية