صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







لم استطع قضاء الصوم لعذر

خالد بن سعود البليهد

 
السؤال :

 السلام عليكم
أختي كانت نفساء في رمضان فلم تصم وبعد الولادة لم تستطع القضاء لأنها كانت في حالت إرضاع وكانت تشرب دواء فأدركها رمضان المولي فهي تسأل عن طريقة القضاء هل تقضي مع صدقة.

الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الحمد لله. إذا أفطر الإنسان أياما لعذر وجب عليه قضاء تلك الأيام التي أفطرها قال تعالى: (فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ). فإن قضاها برئت ذمته ولم يلحقه إثم لأنه كان معذورا في فطره والله جعل الفطر رخصة منه لمن يشق عليه الصوم وجعل كفارة فطره القضاء فقط ولم يلزمه بشيء آخر كالنائم والناسي للصلاة لا يلزمه إلا القضاء. لكن يلزم من أفطر يوما من رمضان أن يقضيه في نفس العام قضاء موسعا يفعله متى ما تيسر له حسب نشاطه وفراغه إلى أن يأتي رمضان الآخر ويستحب التتابع في القضاء ولا يلزمه ذلك على الصحيح. فإن أخر القضاء إلى العام الثاني فله حالتان:
1- أن يكون تأخيره لعذر منعه من التمكن من القضاء كمرض وسفر دائم وضعف واشتغال بإرضاع أو حمل ونحو ذلك من الأعذار المعتبرة فهذا يكفيه أن يقضي ما تركه من الصيام ولا شيء عليه غير ذلك بإجماع الفقهاء لأنه معذور في تأخيره.
2- أن يكون تأخيره لغير عذر بتفريط وتكاسل حصل منه فهذا آثم وعليه التوبة من ذنبه وعليه القضاء واختلف الفقهاء فيه فأوجب عليه جمهور الأئمة مالك والشافعي وأحمد إطعام مسكينا عن كل يوم أخر قضاؤه ولم يوجب عليه أبو حنيفة الإطعام والأظهر أن عليه الإطعام لأنه قضاء الصحابة ابن عباس وابن عمر وأبوهريرة لم يعرف لهم مخالف ولأن في ذلك جبرا للتفريط الذي حصل منه وهو قياس الشرع في إيجاب الإطعام في مسائل في باب الصوم ولأنه لا يساوى بمن أخر القضاء لعذر فإلزامه بالإطعام له معنى ظاهر. وذكر يحيى بن أكثم: (أنه وجب في هذه المسألة الإطعام عن ستة من الصحابة لم يعلم لهم منهم مخالفا). فعلى هذا يتوب ويقضي ويطعم عن كل يوم مسكينا نصف صاع من طعام البلد كالأرز والقمح وقدره كيلو ونصف تقريبا. والصحيح أنه لا يجزئ دفع القيمة عن هذا الإطعام بل يجب عليه أن يخرج طعاما.
أما المرأة المسئول عنها فيلزمها أن تقضي الأيام التي أفطرت فيها ولا يلزمها الإطعام ولا إثم عليها في ذلك لأنها معذورة في تأخير القضاء وفضل الله واسع.
والله الموفق وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.


خالد بن سعود البليهد
binbulihed@gmail.com
الرياض: في 4/7/1429


 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
خالد البليهد
  • النصيحة
  • فقه المنهج
  • شرح السنة
  • عمدة الأحكام
  • فقه العبادات
  • تزكية النفس
  • فقه الأسرة
  • كشف الشبهات
  • بوح الخاطر
  • شروح الكتب العلمية
  • الفتاوى
  • كتب
  • الصفحة الرئيسية