صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







حكم التخلف عن الجماعة للإشتغال بصيد البحر

خالد بن سعود البليهد

 
السؤال :

عدد من البحارة يرتادون البحر بقصد طلب الرزق وتفوتهم صلاة الجماعة وبخاصة فالمسجد لانهم في عرض البحر فيقضون الساعات الطوال فهل صلاتهم في موقع الصيد اي في القارب سواء كانت فردية او جماعة تعادل اجر صلاة الجماعة في المسجد ولو افترضنا ان الشخص بنفسه يصلي منفردا احيانا لعدم وجود احد معه بالقارب فأود الإفادة الواضحة هل اترك الصيد ام اواصل العمل فقصد سؤالي الأجر هو ان قول بعض الاخوة ان وجودك فالبلد والصلاة جماعة افضل من الصلاة فردا في البحر وانا اعمل بمهنة البحر وجزاكم الله كل الخير.



الجواب :
الحمد لله. يجب على المسلم أن يلتزم بالحضور إلى جماعة المسجد في الصلوات الخمس ما لم يقم فيه عذر يمنعه من الحضور من نوم ومرض ومطر ونحوه مما ورد في السنة. ورخص الفقهاء في التخلف عن الجماعة لمن كان يخشى على نفسه أو ماله أو أهله الضرر أو كان يخشى الفساد على طعامه أو كان حارسا على مصلحة مهمة يترتب على تركه ضررا ظاهرا.

أما الاشتغال بالصيد في البحر في مسافة دون القصر وترك الجماعة لذلك فهذا له حالتان:
1- أن يكون الانسان قادرا على الجمع بين حضور الجماعة في وقتها والصيد في الأوقات التي لا صلاة فيها فحينئذ يجب عليه شهود الجماعة وركوب البحر في الأقات الأخرى التي لا توافق إقامة الصلوات الخمس لقوله تعالى: (رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ).
2- أن يكون محتاجا لطلب الرزق في البحر ولا يستطيع التوفيق غالبا بين الصيد وشهود الجماعة فحينئذ يكون معذورا بترك الجماعة في الأوقات التي يكون مشتغلا بصيد البحر لقوله تعالى: (لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا). ولأن تركه طلب الرزق والحالة هذه فيه حرج ومشقة عليه والحرج منفي في الشريعة ولأن سعيه مباح والواجب عليه إذا دخل الوقت الصلاة على حسب حاله واستطاعته فإن كان معه جماعة صلى معهم وإن كان منفردا صلى وحده وأجزأته صلاته لأنه اتقى الله ما استطاع وبذل وسعه. وقد نص الفقهاء على صحة الصلاة في السفينة مع إمكان أدائها في البر لفعل جابر وأبي سعيد وأبي هريرة رضي الله عنهم.

فعلى هذا لا حرج عليك في ركوب البحر لأجل الصيد لحاجتك للرزق ولو أدى ذلك إلى تخلفك عن الجماعة. ولكن لا تعدل صلاتك في البحر ثواب صلاة الجماعة في المسجد لأن النبي صلى الله عليه وسلم فضلها في أحاديث صحاح من أشهرها قوله: (صلاة الرجل في جماعة تزيد على صلاته في بيته وصلاته في سوقه بضعا وعشرين درجة وذلك أن أحدهم إذا توضأ فأحسن الوضوء ثم أتي المسجد لا ينهزه إلا الصلاة، لا يريد إلا الصلاة فلم يخط خطوة إلارفع له بها درجة وحط عنه بها خطيئة حتى يدخل المسجد،فإذا دخل المسجد كان في الصلاة ما كانت الصلاة هي تحبسه والملائكة يصلون على أحدكم ما دام في مجلسه الذي صلي فيه يقولون: اللهم ارحمه، اللهم اغفر له اللهم تب عليه ما لم يؤذ فيه ما لم يحدث فيه). متفق عليه.

أما إذا كان السير بالسفينة مسافة ثلاث وثمانين كيلو فأكثر فهو مسافر يترخص برخص السفر من قصر وجمع وفطر وغيره ولا تشمله نصوص وجوب الجماعة والجمعة لإن من شرطها الإقامة وقد انتفت في حقه.
والله أعلم وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.

خالد بن سعود البليهد
عضو الجمعية العلمية السعودية للسنة
binbulihed@gmail.com
16/10/1430


 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
خالد البليهد
  • النصيحة
  • فقه المنهج
  • شرح السنة
  • عمدة الأحكام
  • فقه العبادات
  • تزكية النفس
  • فقه الأسرة
  • كشف الشبهات
  • بوح الخاطر
  • شروح الكتب العلمية
  • الفتاوى
  • كتب
  • الصفحة الرئيسية