صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







لا نملك ثلاجة هل يلزمنا أضحية

خالد بن سعود البليهد

 
السؤال :

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
انني متزوجة منذ 4 اشهر و انني اعمل و لدي راتب شهري و كذا زوجي و قررنا ان نشتري كبش العيد لكن في الفترة الاخيرة تعطلت الثلاجة و اانا الان ليس لدينا واحدة و ثمن الثلاجة يفوق ثمن الكبش الذي قررنا شراءه و عندما نشتريه لا نجد اين نضع اللحم و لهذا قررنا ان لا نشتري الكبش و ان نذهب الى عائلة زوجي اي والديه و نعيد معهم فهل اانا قصررنا في اداء السنة المؤكدة ام اانا ليس لدينا المال لشراء الكبش و لا نريد ان نستلف المال من اجل ذلك اريد منكم الاجابة و جزاكم الله كل خير.


الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الحمد لله. الأضحية شعيرة عظيمة من شعائر الدين من ملة إبراهيم الذي شرع للرسول صلى الله عليه وسلم وأمته إتباعه والاقتداء به في هذا النسك ، وقد فعلها الرسول كما في الصحيحين وواظب على فعلها عشر سنين كما ثبت عند أحمد وحث عليها ورغب فيها. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من ذبح بعد الصلاة فقد تم نسكه وأصاب سنة المسلمين). رواه البخاري. وقد اختلف الفقهاء في حكمها فمنهم من قال بالوجوب ومنهم من استحبها وهم الجمهور والصحيح أن ذبح الأضحية سنة مؤكدة ينبغي على المسلم المواظبة عليها وعدم التساهل في تركها إلا من عذر أو مشقة. فمن كان مالكا لقيمتها فوق قوته وأهله وحوائجه الأصلية التي تليق به عرفا شرع له أن يضحي ومن كان فقيرا عادما لقيمتها بالكلية أو يجد في ذبحها مشقة بحيث تؤثر على معيشته ويجد حرجا في ذلك سقطت عنه ولم تشرع في حقه.

أما توفر قيمة الثلاجة أو تحقق ملكها لا يؤثر أبدا على حكم الأضحية ولا مدخل لها في هذا الباب لأن الشارع لم يعلق حكم الضحية على مؤونة حفظ اللحم ونفقة ذلك بل علقها على قيمة الضحية ، ولأن حفظ اللحم وسيلة من باب الكماليات ليست من باب الضرورة ، ولأنه يمكن حفظ اللحم بطريقة أخرى علما بأنه لم يكن معروفا حفظها بالثلاجة إلا عن قريب والعبادات الثابتة لا تتغير وتزول بالأمور الطارئة التحسينية. والمعروف عند الفقهاء أن الأضحية تقسم أثلاثا ثلث للبيت وثلث للفقير وثلث للصديق ولو تصدق بها جميعا أجزأه ذلك.

فعلى هذا إذا كنتم تملكون قيمة الأضحية ضحيتم ولو لم تملكون قيمة الثلاجة فلا تسقط عنكم ويمكنكم التصرف بأي طريقة في حفظها أو التصرف بها ، وإن كنتم ما تملكون الأضحية سقطت عنكم. ولا حرج على المسلم الذي له مصدر رزق يتكسب به من تجارة أو وظيفة أن يقترض من غيره ليضحي ثم يرد القرض إذا أيسر ولا يجب عليه ذلك لكن إن فعل حرصا على اتباع السنة فحسن. قال ابن تيمية: (إن كان له وفاء فاستدان ما يضحي به فحسن ، ولا يجب عليه أن يفعل ذلك).
والله أعلم وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.

خالد بن سعود البليهد
عضو الجمعية العلمية السعودية للسنة
1/12/1430

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
خالد البليهد
  • النصيحة
  • فقه المنهج
  • شرح السنة
  • عمدة الأحكام
  • فقه العبادات
  • تزكية النفس
  • فقه الأسرة
  • كشف الشبهات
  • بوح الخاطر
  • شروح الكتب العلمية
  • الفتاوى
  • كتب
  • الصفحة الرئيسية