صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







حكم نية الطلاق

خالد بن سعود البليهد

 
السؤال :

السلام عليكم
ارجو منكن المساعدة
لدي تسال انا متزوجه منذ سنه و نصف خلال هذه الفترة كنت لدي مشاكل مع زوجي المهم كثرة بيننا المشاكل الى انه في يوم تشاجرنا فقال لي زوجي انا لا أقدر ان استحمل هذا الوضع ......احسن حل هو الطلاق اتصلت بأبي و اتفقا حاول ان يصلح الامر لكن دون جدوى
واتفقا على الطلاق و ذهبنا الى المحكمة وقدمنا اواق الطلاق لكن الحمد لله تصلحنا بعد يوم واحد و سحبنا الاوراق
وتكلمت مع بعض الاخوات عن حكايتي الا انها قالت زواجك باطل و انت في حكم المطلقة مع ان زوجي لم ينطق كلمة طالق
فسؤالي هل انا مطلقه فعلا و زواجي باطلا منه مع انه لم يتلفظ بها مجرد انه نوى ؟؟؟ وشكرا

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الحمد لله. إذا نوى الزوج الطلاق وعزم عليه لكنه لم يتلفظ به فلا يعتبر هذا طلاقا في قول عامة أهل العلم كما قال ابن قدامة: (وجملة ذلك أن الطلاق لا يقع إلا بلفظ فلو نواه بقلبه من غير لفظ لم يقع في قول عامة أهل العلم). لأن الله رتب حكم الطلاق على النطق به لفظا صريحا مفهوما في دلالات كلام الناس ولم يعتبر النية في هذا الباب كما جاء صريحا في القرآن والسنة وكلام السلف قال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاء فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ). وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مره فليراجعها ثم ليتركها حتى تطهر ثم تحيض ثم تطهر ثم إن شاء أمسك بعد وإن شاء طلق قبل أن يمس فتلك العدة التي أمر الله أن يطلق لها النساء). متفق عليه. والناوي لم يطلق حقيقة ولأن الشارع لم يرتب حكما على مجرد النية من غير فعل أو قول ولم يؤاخذ الانسان على ذلك كما جاء في الصحيحين: (إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم). ولأن باب النيات والمقاصد في الطلاق من غير قول لا يمكن ضبطه والعمل به فكان اللائق اطراحه وعدم الالتفات إليه بالكلية ولأن عقد الزوجية محكم له حرمة ثابت بيقين فلا يزول إلا بيقين مثله والنية ليست بيقين لأن من نوى قد يطلق وقد يتراجع ولا يطلق.
فينبغي على الزوج والزوجة ألا يلتفتا بالكلية إلى مجرد النية بالطلاق ولا يسترسلا في التفكير بذلك حتى لا تتغلب عليهم فكرة الطلاق وتأسرهم وتؤدي بهم إلى الطلاق حقيقة. ومن الناس من هو مبتلى بوسواس الطلاق يحدث نفسه بالطلاق دائما ثم تستولي هذه الفكرة عليه فينتقل معه الشيطان إلى العزم على الطلاق ثم يعيش في عذاب وشك في حصول الطلاق من عدمه ثم يعمد إلى التلفظ بالطلاق صريحا ليرتاح من هذا الجحيم وقد مر بي حالات في باب وسواس الطلاق فعلى من كان مبتلى بذلك التوبة وإغلاق هذا الباب وقطع التفكير والإيقان بأن هذا لغو لا فائدة منه.
فعلى هذا فزواجك باق ولم يحصل الطلاق بينكما بمجرد النية بالطلاق والحمد لله فلا تأخذي بقول الجهال وتفسدي حياتكم الزوجية بمجرد الشكوك والوساوس.
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

خالد بن سعود البليهد
28/10/1433


 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
خالد البليهد
  • النصيحة
  • فقه المنهج
  • شرح السنة
  • عمدة الأحكام
  • فقه العبادات
  • تزكية النفس
  • فقه الأسرة
  • كشف الشبهات
  • بوح الخاطر
  • شروح الكتب العلمية
  • الفتاوى
  • كتب
  • الصفحة الرئيسية