صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







حكم إلزام الطالب بالصلاة على النبي بعد الفراغ من التسميع

خالد بن سعود البليهد

 
السؤال :

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا على جهودكم شيخنا
أود سؤالكم عن حكم من يعلم القرآن أو أي علم شرعي ويطلب من الطالب الصلاة على النبي بعد ختم القرآن أو المتن
بعدد ما كل مرة يتغير لكن يطلب منه أن يكثر الصلاة ك 500 مرة مثلا ويقول من باب التذكير بوجوب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ولست أبتدع.

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الحمد لله. فلا شك أن الصلاة على النبي عمل مشروع ومن أجل القربات وأحسن الأذكار التي ينبغي على المؤمن المداومة عليها في سائر الأحوال قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً). وتتأكد في مواضع مشروعة وردت في السنة الصحيحة كذكر الوضوء والأذان والصلاة ويوم الجمعة وليلتها وقبل الدعاء وعند سماع ذكره وتجب في موضعين عند الدخول في الإسلام وفي التشهد الأخير عند طائفة من أهل العلم وما سوى ذلك فمستحب الإتيان بها ولا تجب وقد ورد فضل عظيم في السنة في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم والإكثار منها كما في الحديث: (من صلى علي واحدة صلى الله عليه بها عشرا). رواه مسلم. وورد في السنة ذم من يبخل في الصلاة على النبي عند سماع ذكره كقوله: (البخيل من ذكرت عنده فلم يصل علي). رواه الترمذي. وهذا على سبيل الكراهة عند أهل العلم وليس للتحريم ولا ينبغي للمؤمن أن يزهد ويفرط في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.

أما إلزام الطلاب بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بعدد معين أو بغير عدد بعد الفراغ من تسميع الورد أو المتن على سبيل الدوام فهذا عمل محدث ليس له أصل في السنة وليس من عمل الصحابة والأئمة المعروفين بالإتباع. وإنما يستحسن بالشيخ أن يذكر تلاميذه دائما بفضل الصلاة عليه عند سماع ذكره ومطلقا ويعظهم في ذلك من غير التزام مناسبة أو عدد.
وكذلك التزام الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بعد صلاة الفريضة أو غيرها من العبادات بكيفية مخصصة أو بعدد معين جماعة أو فرادى مما لم يرد في السنة واعتقاد الأفضلية في ذلك عمل غير مشروع لأن العبادة ينبغي أن تكون موافقة للشرع وهذا من الصور البدعية التي أحدثها المتصوفة.

ولم يرد في السنة الصحيحة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بعدد مقيد لكن ورد في حديث أبي الدرداء عند الطبراني التقييد بعدد العشر بعد الصبح والمساء وهو حديث ضعيف لا يصح للجهالة والانقطاع وقد ضعفه العراقي وغيره والتزام عدد مائة أو خمسمائة أو ألف أو أكثر مما شاع في أوراد الطرق الصوفية فمحدث لا أصل له والنبي صلى الله عليه وسلم حث على الإكثار من غير تحديد بعدد معين كما جاء في حديث أبي بن كعب عند الترمذي. أما إذا انشرح صدر المؤمن وأقبل على العبادة وجعل يكثر من الصلاة على النبي في مجلس واستعان على ذلك بالعد لينشط على العبادة فهذا حسن إذا كان عارضا ولم يلتزمه و يعتقد فيه الأفضلية.

ومحبة النبي صلى الله عليه وسلم لا تسوغ للمؤمن أن يجتهد ويغلو ويحدث عبادة على غير هدي النبي صلى الله عليه وسلم وهدي الصحابة رضي الله عنهم إنما المحبة الشرعية المنضبطة ما كانت موافقة للشرع وعليها دليل من السنة.

والمتبع للسنة لا يستحسن برأيه ولا يجتهد خلاف السنة ويتأول بالرأي المذموم بل الواجب عليه أن يتبع الكتاب والسنة ويقتدي بأئمة السلف.
والله أعلم وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.

خالد سعود البليهد
12/6/1434



 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
خالد البليهد
  • النصيحة
  • فقه المنهج
  • شرح السنة
  • عمدة الأحكام
  • فقه العبادات
  • تزكية النفس
  • فقه الأسرة
  • كشف الشبهات
  • بوح الخاطر
  • شروح الكتب العلمية
  • الفتاوى
  • كتب
  • الصفحة الرئيسية