صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







إيضاح مسائل العربية على متن الأجرومية 15

اضغط هنا لتحميل الكتاب على ملف وورد

خالد بن سعود البليهد

 
بسم الله الرحمن الرحيم
 

رابعاً: الخبر

  

تعريف الخبر:

الخبر هو الجزء الذي تتم به فائدة الكلام. فهو عمدة في الكلام في الجملة الاسمية لا يصح تركه و لا يصح الإعراض عنه و عدم ذكره في الكلام فلا بد أن يذكر فإن دل الكلام عن معنى الخبر جاز حذفه كما سيأتي في بعض الأمثلة.

 

أقسام الخبر:

الخبر قسمان: مفرد و غير مفرد.

فالمفرد: هو قسيم الجملة و شبه الجملة، وليس قسيم المثنى والجمع، مثاله: (زيد قائم ، الزيدان قائمان ، الزيدون قائمون). فزيد مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة على آخره و قائم خبر مرفوع بالضمة الظاهرة في آخره. وكذلك الإعراب في المثالين الآخرين.

 

وغير المفرد ثلاثة أنواع :

1-الجملة الاسمية: وهي ما اشتملت على مبتدأ و خبر كما في قوله تعالى: (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ). وإعرابه: قُلْ فعل أمر مبني على السكون و الفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت. هو ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ أول. الله مبتدأ ثاني مرفوع و علامة رفعه ضمة ظاهرة في آخره. أحد خبر المبتدأ الثاني مرفوع بضمة ظاهرة في آخره والجملة الاسمية (الله أحد) في محل رفع خبر للمبتدأ الأول.

 

2-الجملة الفعلية: و هي ما صُدرت بفعل، كقول الله عز وجل: (وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ). وإعرابه: الواو حرف عطف. رب مبتدأ مرفوع و علامة رفعه الضمة على آخره وهو مضاف. والكاف ضمير متصل مبني في محل جر مضاف إليه. يخلق فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة على آخره و فاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. وما اسم موصول بمعنى الذي مبني على السكون في محل نصب مفعول به. يشاءُ فعل مضارع مرفوع بالضمة وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. وجملة يشاء صلة الموصول. والجملة الفعلية (يخلق ما يشاء).خبر لمبتدأ وربك.

 

3-شبه الجملة: و شبه الجملة شيئان: إما ظرف زماني ومكاني و إما جار و مجرور. مثاله: قال تعالى:

 (الْحَمْدُ لِلَّهِ). وإعرابه: الحمدُ مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة في آخره. لله اللام لام جر. الله لفظ الجلالة مجرور بالكسرة في آخره والجار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر. وقال تعالى: (وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ). وإعرابه: الواو ابتدائية. الركب مبتدأ مرفوع بالابتداء وعلامة رفعه الضمة في آخره. أسفل ظرف مكان و لك أن تقول مفعول فيه منصوب و علامة نصبه الفتحة في آخره. ومنكم جار ومجرور. و شبه الجملة متعلق بمحذوف في محل رفع خبر.

  

ضابط في إعراب شبه الجملة:

شبه الجملة (الجار و المجرور ، الظرف). لا بد أن يتعلقان بشيء لضعفهما. فإذا ذكر المتعلق لهما كانا متعلقان به، مثاله: (الشيخ مقيم في الرياض). الشيخ مبتدأ ومقيم: خبر، والجار و المجرور متعلقان بمقيم. وتقول: (الشيخ يقيم أعلى الوادي). فأعلى متعلق بفعل يقيم. فإن لم يذكر الخبر في الكلام وجب أن نقدر الخبر ونعلقهما به. مثاله: (أنس في الدار) فأنس مبتدأ وفي الدار جار و مجرور يفيدان استقرار أنس في الدار وصحيح أن المعنى واضح لكن من جهة الصناعة النحوية ليس منضبطا ولذلك قدر النحاة المتعلق فقالوا: إن في الدار جار ومجرور متعلقان بخبر محذوف وجوبا تقديره مستقر أو كائن.

 
الخلاصة أن الخبر أربعة أنواع:

النوع الأول: مفرد.              

النوع الثاني: الجملة الاسمية.

النوع الثالث: الجملة الفعلية.   

النوع الرابع: شبه الجملة.

 

لا يجوز الإخبار بظرف الزمان عن الذات و يجوز الإخبار به عن المعنى. فلا يجوز أن تقول: (زيد اليوم). أو تقول: (عمرو غدا).، لأن الفائدة لا تتم بهذا. لكن إذا كان المبتدأ معنى و ليس ذاتا جاز الإخبار عنه بظرف الزمان تقول مثلا : (الدرس غدا ، الحج السنة). و النبي صلى الله عليه و سلم قال في الحديث: (الحجُ عرفةُ). فأخبر بظرف مكاني أو بالركن الذي يفعل في عرفة. وأما قولهم: (الليلة الهلال). فتأولوها وقالوا إن في الكلام حذفٌ والمعنى: (الليلة رؤية الهلال). وما ورد من كلام العرب مخالف للقواعد مما يستشكل وجب تقديره بكلمة محذوفة لينسجم مع القاعدة وهذا مسلك البصريين غالبا وهو مذهب صحيح إلا في مواطن يسيرة.

 

يتقدم الخبر على المبتدأ وجوباً في أَربعة مواضع:

1- إذا كان الخبر مما له صدر الكلام كأسماء الاستفهام:  مثاله: (أين منزلك).

2- إذا التبس الخبر بالصفة: مثاله: (في القوم فارس). فإذا أخرت الجار والمجرور لم يعرف السامع أَأَنت تصف المبتدأ بها وإِذاً فلينتظر الخبر، أَم أنت تخبر بها. فمنعاً للالتباس وجب تقديم الخبر على المبتدأ في هذا الموطن.

3- إذا كان في المبتدأ ضمير يعود على بعض الخبر: فتقدم الخبر حتى لا يعود الضمير على متأَخر لفظاً ورتبة مثاله: قال تعالى: (أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا). وإعرابه: أم حرف عطف بمعنى بل. على قلوب جار ومجرور متعلقان بخبر محذوف. أقفال مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة في آخره وهو مضاف. والهاء ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. والجملة معطوفة على ما قبلها.

4- إذا قُصر الخبر على المبتدأ بـ((إلا)) أَو ما في معناها: مثاله: تقول: (مَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ). وإعرابه: ما نافية. على حرف جر. الرسول اسم مجرور بالكسرة في آخره والجار والمجرور متعلقان بخبر محذوف. إلا حرف حصر. البلاغ مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة في آخره. والجملة مستأنفة.  

 

يجوز تعدد الخبر إذا كان الخبر مستقلا يعني أن يكون كل خبر يدل على معنى مستقل في ذاته. تقول مثلا: (محمد فارس كاتب شاعر). فكل خبر هنا يفيد معنى مستقلا فلذلك جاز أن يتعدد. أما إذا لم يكن الخبر مستقلا فلا يجوز التعدد ولا نعرب الكلمة الثانية على أنها خبر كقولك مثلا: (الشراب حلو حامض). أي أنه مزٌ ليس بتام الحلاوة ولا تام الحموضة فلا يجوز لنا أن نعرب حامض على أنه خبر ثاني.

قال تعالى : (وهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ).  وإعرابه: الواو حرف عطف. هو ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. الغفور خبر أول مرفوع و علامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره. الودود خبر ثاني مرفوع مثله. ذو العرش ذو خبر ثالث مرفوع بالواو لأنه من الأسماء الخمسة و هو مضاف. والعرش: مضاف إليه مجرور بالكسرة. المجيد خبر رابع مرفوع بالضمة الظاهرة في آخره. فعال: خبر خامس مرفوع بالضمة الظاهرة في آخره من صيغ المبالغة يعمل عمل الفعل. لما جار ومجرور متعلقان بفعال. يريد فعل مضارع مرفوع بالضمة في آخره والفاعل مستتر فيه. والجملة الفعلية صلة الموصول.

  

يجب حذف الخبر في أربع مواضع:

الأول : بعد لولا حرف امتناع لوجود. مثاله: قال تعالى: (لَوْلَا أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ). أصل الكلام: لولا انتم موجودون لكنا مؤمنين كما تقول لولا أنت لزرتك والمعنى لولا أنت موجود لزرتك. و إعرابه: لولا حرف شرط غير جازم. أنتم ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ وخبره محذوف وجوبا و التقدير لولا انتم موجودون. لكنا اللام رابطة لجواب الشرط. كنا كان فعل ناسخ مبني. نا ضمير متصل في محل رفع اسم كان. مؤمنين خبر كان منصوب بالياء لأنه جمع مذكر سالم.

 

الثاني: بعد القَسَم الصريح كما في قوله تعالى: (لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ). وأصل الكلام لعمرك قسمي، فحذف الخبر. وإعرابه: لعمر: اللام للابتداء. عَمْرُ مبتدأ مرفوع بالابتداء وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره وهو مضاف. الكاف مضاف إليه. والخبر محذوف وجوبا تقديره قسمي. إنهم لفي سكرتهم : إن حرف توكيد و نصب. الهاء ضمير متصل في محل نصب اسمها. لفي سكرتهم اللام لام الابتداء. في حرف جر. سكرتهم اسم مجرور مكسور الآخر وهو مضاف. الهاء ضمير متصل في محل جر بالإضافة. والجار والمجرور متعلقان بخبر إن محذوف وجوبا. يعمهون فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة واو الجماعة فاعل. والجملة الفعلية في محل نصب حال.

 

الثالث: إذا كان الخبر واقعا بعد واو المعية العاطفة لاسم آخر على المبتدأ مثاله: (كل صانع و صنعته). حُذف الخبر وجوبا و تقديره كل صانع و صنعته مقرونان. وإعرابه: كل مبتدأ مرفوع بالضمة وهو مضاف. صانع مضاف إليه مجرور بالكسرة في آخره. الواو حرف عطف دال على المعية. صنعته معطوف على كل مرفوع مثله بالضمة في آخره وهو مضاف. الهاء ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. وخبر المبتدأ محذوف وجوبا تقديره مقرونان.

 

الرابع: أن يكون الخبر واقعا  قبل الحال التي لا تصلح أن تكون خبرا كقولك: (ضربي زيدا قائما).  حُذف الخبر و التقدير: ضربي زيدا حاصل إذا كان قائما فحاصل خبر المبتدأ. وإعرابه: ضربي: مبتدأ مرفوع بالابتداء وعلامة رفعه الضمة المقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بالكسرة المناسبة لياء المتكلم وضربي يعمل عمل الفعل وهو مضاف. الياء ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. زيدا مفعول به منصوب و علامة نصبه الفتحة الظاهرة.  وخبر المبتدأ محذوف وجوبا تقديره حاصل إذا كان قائما. إذا ظرف زماني. كان فعل ماض تام فاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. قائما حال من الضمير المستتر في كان منصوب و علامة نصبه فتح آخره.


 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
خالد البليهد
  • النصيحة
  • فقه المنهج
  • شرح السنة
  • عمدة الأحكام
  • فقه العبادات
  • تزكية النفس
  • فقه الأسرة
  • كشف الشبهات
  • بوح الخاطر
  • شروح الكتب العلمية
  • الفتاوى
  • كتب
  • الصفحة الرئيسية