صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







إيضاح مسائل العربية على متن الأجرومية 24

اضغط هنا لتحميل الكتاب على ملف وورد

خالد بن سعود البليهد

 
بسم الله الرحمن الرحيم
 

بابُ العَطْف

 

 (باب العطف، وحروف العطف عشرة: وهي الواو، والفاء، وثم، وأو، وأم، وإما، وبل، ولا، ولكن، وحتى في بعض المواضع، فإن عطفتَ على مرفوع رفعتَ، أو على منصوب نصبتَ، أو على مخفوض خفضتَ، أو على مجزومٍ جزمتَ، تقولُ قام زيدٌ وعمرُو، ورأيتُ زيداً وعمراً، ومررتُ بزيدٍ وعمرو، وزيدٌ لم يقمْ ولم يقعدْ ).

هذا النوع الثاني من التوابع والمؤلف لم يتناول تعريف العطف لأنه قد يكون واضحًا، وذكرَ حروف العطف العشرة، وذكرَ حُكمَ العطف والمعطوف.  

تعريفه:

ومعناه في اللغة: الرجوع إلى الشيء بعد الانصراف عنه.

والعطف نوعان:

النوع الأول: عطف بيان: بغير حرف ولم يذكره المصنف لأنه في معنى البدل.

النوع الثاني: عطف نسق: وهو ما كان بحرفٍ. وهو ما ذكره المصنف وهو المراد عند الإطلاق.

تعريف عطف البيان:

هو التابع لما قبله المشبه للنعت في توضيح متبوعه لكن الفرق بين عطف البيان والنعت أن عطف البيان يكون جامدا والنعت يكون مشتقا. 

حكم عطف البيان:

1-يأتى عطف البيان للمعرفة لإيضاحها وللنكرة لتخصيصها.

(أ) عطف بيان لمعرفة: قول الشاعر: (أَقْسَمَ بِاللهِ أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ"). فعُمَر": عطف بيان للاسم العلم الذي قبله: "أبو حفص"؛ أتينا بكلمة تُبَيِّنُ ما قبلها وتوضحه، لأن أبو حفص قد يكون غير واضح لبعض الناس. وتابعه في: رفع، وإفراد، وتذكير، وتعريف.

(ب) عطف بيان لنكرة: قال تعالى: (وَيُسْقَى مِن مَّاءٍ صَدِيدٍ) فـماء وُضِّحَ وَبُيِّنَ بأنه صديد وكلاهما نكرة المعطوف والمعطوف عليه، عطف بيان، ومثاله: قولنا: (هذا بابٌ حديدٌ).فنعرب حديد هنا بأنه عطف بيان لأنه بين ماهية الباب ولا يجوز أن نعربه نعتا لأن شرط النعت أن يكون مشتقا وحديد جامد ليست مشتقة. ولو قلنا:(هذا بابُ حديدٍ). لكان باب مضاف وحديد مضاف إليه.

 

2- وعطف البيان كالنعت يتبع متبوعه المعطوف عليه في أربعة من عشرة: فيتبعه في:  1- حكم الإعراب: في رفع و نصب و خفض، وجزم،  2- الإفراد و التثنية و الجمع،    3- التذكير و التأنيث،     4- التعريف و التنكير.

ويجوز في عطف البيان أن يُعرب بدل كلٍ من كل إلا في حالتيْن:

1-إذا كان التابعُ ذكره واجبًا: نحوُ: (هندٌ قامَ زيدٌ أخوها). فهندٌ: مبتدأ. وجملة: (قامَ زيدٌ أخوها) خبر. ولابد أن يكون بين الخبر والمبتدأ رابطٌ والرابط هنا: أخوها فلا يجوز أن تقول: هندٌ قامَ زيدٌ لأن المعنى ناقصٌ حينئذٍ والكلامُ غيرُ تامٍ فلذلك لابد أن يكون في هذه الجملة الفعلية رابطٌ يربطها بالمبتدأ والرابط هنا الضمير في أخوها وهو تابعٌ لزيد فإذا أسقطنا الرابط لن يصحَ الكلامُ فوجب إعرابه عطف بيان ولا يجوز أن نعربه هنا بدلا لأن البدل يجوز حذفه في الكلام. وإعرابه: قام فعل. زيدٌ فاعل. أخوها عطف بيان لزيد يتابع المعطوف عليه مرفوعٌ مثله. والهاء ضمير متصل مبنى على السكون في محل جر للإضافة.

2-أن يكون التابع غير صالحٍ أن يوضعَ في مكان المتبوع: نحوُ: (يا خالدُ الحارثُ). الحارثُ عطف بيان و لا يصح أن يكون بدلا لأنه لا يحل محل الأول لأن ذلك يستلزم اجتماع ال مع حرف النداء وهو ممتنعٌ في اللغة فلا يجوز في اللغة أن نقول: يا الحارث لأنه يجب إذا نادينا إسما معرفا بـ ال أن نحذف ال حال النداء، مثل: (الوليد، الحارث، الليث). نقول: يا وليدُ، يا حارثُ، يا ليثُ.

 

تعريف عطف النسق:

هو التابع المتوسط بينه وبين متبوعه أحد حروف العطف.

 

عطف النسق يتبع المعطوف عليه في جميع وجوه الإعراب:

1-عطف الاسم على الاسم حال الرفع: قال تعالى: (وَصَدَقَ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ). وإعرابه: صدَقَ فعل ماض مبنى على الفتح. اللَّهُ فاعل مرفوع مضموم الآخر. الواو حرف عطف. رَسُولُهُ معطوف على اسم الجلالة مرفوع مثله.

2- عطف الاسم على الاسم حال النصب: قال تعالى: (وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ).  اسم الجلالة الله مفعول به منصوب بالفتحة ورسوله معطوف على الله منصوب مثله.

3-عطف الاسم على الاسم حال الخفض: قال تعالى: (آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ). آمِنُوا فعل أمر مبنى على حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. بِاللَّهِ جار ومجرور. وَ رَسُولِهِ معطوف على بالله مجرور مثله.

4-عطف الفعل على الفعل حال الجزم: قال تعالى: {وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ وَلَا يَسْأَلْكُمْ أَمْوَالَكُمْ} الواو حرف عطف. إِنْ حرف شرط جازم يجزم فعلين. تُؤْمِنُوا فعل الشرط مجزوم بأداة الشرط وعلامة جزمه حذف النون لأنه  من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. وَتَتَّقُوا الواو حرف عطف. تَتَّقُوا معطوف على تُؤْمِنُوا مجزوم مثله. يُؤْتِكُمْ جواب الشرط مجزوم بأداة الشرط وعلامة جزمه حذف حرف لعلة.

 

يجوز عطف الاسم على الفعل بشرط كون الاسم في معنى الفعل: مثاله: (يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ). عطف الاسم مخرج على فعل يخرج.            

ويجوز عطف الفعل على الاسم: مثاله: (إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ). عطف الفعل أقرضوا على اسم الفاعل المتصدقات.

 

بيان حروف العطف العشرة:

1-الواو: تفيد مطلق الجمع دون التقيد بترتيب فالأصل في دلالتها أنها لو جاءت في كلام الله أو كلام النبي صلى الله عليه وسلم فلا تفيد الترتيب إلا إذا دلت قرينة أخرى لفظية سواء كانت داخلية أو خارجية. مثاله:(جاء زيدٌ وعمرو).، يفيد أن زيدًا وعمرًا اشتركا في المجيء من غير تحديد السابق منهما بالمجيء. ونحو: (ألقى الشيخ درسي الفقه والحديث). يفيد الجمع ولا يفيد الترتيب. ولذلك لما سُئل النبي صلى الله عليه وسلم عن المذي فقال: (اغسل ذَكَرَكَ وتوضأ). وفى رواية عند مسلم: (توضأ واغسل ذَكَرَكَ). فالحديث في دلالته لا يفيد وجوب تقديم أحدهما على الآخر وإنما يستفاد تقديم الغسل على الوضوء من أدلة أخرى.

2-الفاء: وتفيد الترتيب مع التعقيب مع إضافة إلى الاشتراك في الحكم والتعقيب هو أن يكون الثاني يتلو الأول ويقع عَقِبَه مباشرة بلا مُهْلَة انتظار. مثاله: (ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ). فقبر الميت يكون بعد موته مباشرة من غير تراخي. وإعرابه: أَمَاتَهُ فعل ماض مبنى على الفتح والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو الله. والهاء ضمير متصل مبنى على الضم في محل نصب مفعول به. فَأَقْبَرَهُ الفاء حرف عطف أَقْبَرَهُ فعل ماض مبنى على الفتح والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو الله. والهاء ضمير متصل مبنى على الضم في محل نصب مفعول به.

3-ثم: تدل على الاشتراك في الحكم والترتيب مع التراخي بين حدوث الفعل من الأول وحدوثه من الثاني بحيث يتأخر عنه: مثاله: (أمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ ثُمَّ إِذَا شَاءَ أَنْشَرَهُ). فالنشر يكون يوم القيامة بعد الموت والقبر لكن هذا السياق يفيد التراخي والتأخير.

4-حتى العاطفة: تفيد الجمع بين المتعاطفيْن والغاية والتدريج فوجب أن يكون ما بعدها جزءًا لما قبلها وهي تدخل على الأسماء فتجر وتدخل على الأفعال فتنصب، والمراد هنا حتى العاطفة وهذا قليل في استعمالها.

وحتى تكون عاطفة بشروط:

الشرط الأول: أن يكون المعطوف بها اسما.

الشرط الثاني: أن يكون الاسم ظاهراً. 

الشرط الثالث: أن يكون جزءً من المعطوف عليه.

الشرط الرابع: أن يكون المعطوف غاية له.

مثال ما اجتمع فيه الشروط الأربعة: (أكلت السمكة حتى رأسها).  وإعرابه: أكلت فعل وفاعل. السمكة مفعول به. حتى عاطفة. رأسها معطوف على السمكة منصوب مثله وهى جزء منها.

 

5-أم العاطفة: يستفهم بها عندما يعلم السائل بحصول الأمر من أحد المعادلين بـأم ولكن لا يعلم عينه فالجواب يكون بتعيين إما المعطوف أو المعطوف عليه.

وتنقسم أم إلى قسمين:

متصلة: أي ما بعدها متصل بالمعنى بما قبلها وتكون مسبوقة بـهمزة التسوية التي تأتي بعد كلمة سواء أو يستوي وما بعد (أم) يستوي مع ما قبلها نحو: (سواءٌ عليَّ أجاءَ زيدٌ أم عمرٌو). ويصح أن يقع بعدها مصدر مؤول نحو: (سواءٌ عليَّ مجيءُ زيدٍ أم مجيءُ عمرٍو). وإما أن تكون أم مسبوقة بـهمزة التعيين نحو :(أَخالد عندك أم حسان). وأنت تَعْلَم أن أحدهما عنده يقينًا لكن لا تعلم أيهما والجواب يكون عن أم  بتعيين أحدهما فتقول خالد أو حسان.

منقطعة: وهي ليست من العواطف وما بعدها مقطوع عن ما قبلها في المعنى ومعناها الإضراب أي الإعراض عن الشيء الأول وإثبات الحكم للثاني ومثاله: (زارني طارق بل زياد). ربما ذكرت الزائر طارقا من باب الخطأ أو النسيان ثم أضربت فصححت الخبر بأن الذي زارك هو زياد.

 

6-أو: وهي تفيد في كلام العرب خمسة معان:

التخيير: بين المتعاطفين: نحو: (تزوجْ هندًا أو أُختَهَا). فيختار واحدة من الاثنتين لأنه لا يجوز شرعا الجمع بين الأختين في النكاح.

الإباحة: في حال جواز الجمع بين الأشياء: نحو: (جالسْ العلماءَ أو الزهادَ).

الشك: كقوله تعالى: (قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ).وإعرابه: لَبِثْنَا فعل ماض مبنى على السكون. ونا فاعل. ويَوْما مفعول به منصوب. أَوْ عاطفة. وبَعْضَ معطوف على يوما منصوب مثله وهو مضاف ويَوْمٍ مضاف إليه مجرور.

الإبهام: بحيث لا يُظهر المتكلم ما في نفسه للمُخاطَب كقول المؤمنين للمشركين في قوله تعالى (وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَىٰ هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ).وإعرابه: الواو حرف عطف. إِنَّا حرف توكيد ونصب تنصب الاسم وترفع الخبر. ونا اسم إنّ في محل نصب. أَوْ حرف عطف. إِيَّا ضمير منفصل في محل نصب معطوف على اسم إنّ وهو مضاف. وكُمْ مضاف إليه. لَعَلَىٰ اللام للابتداء وعلى حرف جر. وهُدًى مجرور والجار والمجرور متعلقٌ بواجب الحذف تقديره كائن في محل رفع خبر إن.

التفصيل بعد الإجمال:  كقوله تعالى: (وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَىٰ). وإعرابه: الواو استئنافية. وقالوا فعل ماض مبني على الضم والواو فاعل. وكونوا فعل أمر ناسخ مبني يرفع الاسم وينصب الخبر والواو في محل رفع اسم كان. هودا خبر كان منصوب. أو عاطفة. نصارى معطوف على هودا منصوب مثله بفتحة مقدرة.

 

7-إما: وهي مثل أو تماماً في المعنى والعمل تفيد خمسة معانٍ:

التخيير: بين المتعاطفيْن: نحو: (تزوجْ إما هندًا وإما أُختَهَا). فيختار واحدة منهما.

الإباحة: في حال جواز الجمع بين الأشياء: نحو (تعلم إما حديثًا وإما فقهً).

الشك: نحو: (جاء إما سفيان وإما حسان).

الإبهام: نحو: (قام إما خالدٌ وإما أنسٌ).

التفصيل بعد الإجمال: كقوله تعالى: )إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا).

 

8-بل: وهي تفيد الإضْرَاب وهو إثبات الحكم لما بعدها بعد إثباته للأول ويكون الأول مسكوتا عنه ومثاله: (قام عبد لله بل عبد الإله).  

 

9-لكن: وتفيد الاستدراك وهو إثبات نقيض ما قبلها لما بعدها.

ويُشترطُ للعطف بها ثلاثة أمور:

الشرط الأول: إفراد معطوفها فيجب أن يكون المعطوف بعدها مفرداً أما إذا كان جملة فلا تكون لكن عاطفة وإنما تكون ابتداءً واستدراكًا كقوله تعالى: (وَلَٰكِنْ كَانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ). فلكن هنا ليست عاطفة والعاطفة هنا هى الواو.

الشرط الثاني: أن تكون مسبوقة بنفي أو نهي فإن لم تسبق لم تكن عاطفة.

الشرط الثالث: عدم اقترانها بـالواو لأن الواو أقوى مفعولا منها فإذا اجتمعت الواو مع لكن أبطلت عملها في العطف.

ومثال لكن المسبوقة بنفي: (ما مررتُ برجلٍ صالحٍ لكنْ طالحٍ).

ومثال لكن المسبوقة بنهي: (لا تكرم جعفراً لكن محمداً).

 

10-لا: وتفيد نفي الحكم عما بعدها والأصل فيها النفي أو النهي لكنها قد تأتى عاطفة وهذا قليل في استعمالها.

ويُشترطُ للعطف بها ثلاثة أمور:

الشرط الأول: إفراد معطوفها.

الشرط الثاني: عدم اقترانها بعاطف أما إذا اقترنت بعاطف فلا تكون عاطفة نحو: (جاء زيدٌ لا بل عمرٌو). لأنّ العاطف هنا: بل.

الشرط الثالث: تَغاير مُتعاطفيْها بألا يَصْدُقْ أحدهما على الآخر ومثاله: (جاء زيدٌ لا عمرٌو). فالمتعاطفان متغايران لا يصدق أحدهما على الآخر لكن لو قلت: (جاء رجلٌ لا ماجدٌ). فلا يصح أن تكون لا عاطفة هنا لأنّ ماجداً يَصْدُقْ عليه هنا أنه رجلٌ.

 

 

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
خالد البليهد
  • النصيحة
  • فقه المنهج
  • شرح السنة
  • عمدة الأحكام
  • فقه العبادات
  • تزكية النفس
  • فقه الأسرة
  • كشف الشبهات
  • بوح الخاطر
  • شروح الكتب العلمية
  • الفتاوى
  • كتب
  • الصفحة الرئيسية