صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







شرح رسالة فضل علم السلف على الخلف 7

اضغط هنا لتحميل الكتاب على ملف وورد

خالد بن سعود البليهد

 
بسم الله الرحمن الرحيم


(وقد يكون إنكارهم أو إنكار بعضهم لذلك لأن الرسل لم تتكلم في هذا وإن كان أهله يقطعون به وإن كان الاشتغال به ربما أدى إلى فساد عريض. وقد اعترض بعض من كان يعرف هذا على حديث النزول ثلث الليل الآخر وقال ثلث الليل يختلف باختلاف البلدان فلا يمكن أن يكون النزول في وقت معين. ومعلوم بالضرورة من دين الإسلام قبح هذا الاعتراض. وأن الرسول صلى الله عليه وسلم أو خلفاءه الراشدين لو سمعوا من يعترض به لما ناظروه بل بادروا إلى عقوبته وإلحاقه بزمرة المخالفين المنافقين المكذبين).

بين المصنف رحمه الله أن إنكار بعض علماء السلف على أهل الفلك هذه المسائل باعثه سببان:

1-الإمساك عن الخوض فيما سكت عنه الرسل عليهم الصلاة والسلام من باب الورع والاحتياط وترك الاشتباه وهذا أصل مشهور درج عليه السلف نص عليه كثير من الأئمة كما قال الإمام أحمد: (إياك أن تتكلم في مسألة ليس لك فيها إمام). ولا خلاف فيه من حيث الأصل وإنما النظر والبحث في تطبيقه في بعض المسائل وقد أشار المصنف إلى ثبوت هذه المسائل عند أهل الدنيا وقد اجتهد طائفة من السلف وتكلموا في مسائل حادثة وأقوال لما دعت الحاجة إليها مع كون الرسول صلى الله عليه وسلم أمسك عنها فالأمر في هذه القاعدة يحتاج إلى تفصيل ونظر وتقدير للأمور بحسب طبيعة المسألة وحال الزمان ودعاء الحاجة.

2-السبب الآخر لردهم تلك المسائل وهو أن إثبات هذا القول يفضي إلى اعتقاد خاطئ من رد الشرع وتحريفه في باب صفات الله وعلامات الساعة وغيرها من الحقائق الثابتة بالشرع لا سيما والغالب على الفلكيين قلة تعظيم الشرع وعدم اتباع السنة وقد مثل لذلك بتذرع بعض المنجمين بقولهم اختلاف وقت الزوال ودخول الليل وخروج الصبح بنفي صفة نزول الرب في الثلث الأخير من الليل فهؤلاء قدموا الحس والعقل القاصر على الشرع ومعلوم أن الله عز وجل هو خالق الليل والنهار قد أحاط بكل شيء ولا يعجزه شيء في السموات والأرض ولا يحده زمان ولا مكان وهو الأول والآخر والظاهر والباطن قادر على كل شيء ولا يمكن للعقل أن يكيف ويتصور كنه ذاته وصفاته على حقيقتها كما لا يطيق عقل المخلوق أن يتصور أحوال الروح والبرزخ والآخرة وإنما الطريق الوحيد في هذه المسائل التسليم بالحقائق الشرعية الثابتة وهذا هو مسلك الأنبياء وأتباعهم أما مخالفوهم من الفلكيين والفلاسفة والعقلانيين فعقولهم قاصرة عن إدراك هذه المسائل لزيغهم وانطماس فطرتهم. وإنكار القول المباح إذا ترتب على إثباته رد الشرع أصل حسن له شواهد في الشريعة ومن هذا الباب إنكار الماديين من الأطباء في هذا العصر حديث الذبابة وإنكار أهل الطب النفسي تلبس الجني بالإنس وتزهييد الخلق بالرقية الشرعية ومنهم من ينكرها بالكلية وكذلك إنكارهم لعلم تعبير الرؤى وتفسير الرؤى بحديث النفس والعقل الباطن مما يؤول إلى إنكار الرؤيا بالكلية وكذلك تشكيك كثير من الفلكيين اليوم في ثبوت رؤية الهلال بالعين بناء على الحسابات الفلكية. والمقصود أن كل من اشتغل بعلوم الدنيا وكلف به وانفتن بنتائجه ولم يشاهد قلبه دلائل الشرع ولم يقتف هدي الرسول صلى الله عليه وسلم أدى علمه إلى إنكار شيء من الحقائق الشرعية ودخل في العلم الذي استعاذ منه الرسول صلى الله عليه وسلم وهو علم لا ينفع. وقد بين المصنف رحمه الله أن من يعترض على الثابت في الكتاب والسنة فاعتراضه باطل لا يلتفت إليه ولا يشتغل برده ولو سمع اعتراضه الرسول صلى الله عليه وسلم وخلفاؤه الراشدون لألحقوه بالمنافقين وشددوا في عقوبته ونكاله ولم يشتغلوا بمناظرته ليحموا المسلمين من شره وبدعته لأنه في حقيقة الأمر هو مكذب لله ورسوله وقد ثبت هذا المنهج العملي في السنة ، ولا شك أن فتح المجال للمكذبين ونشر أقوالهم والاشتغال بمجادلتهم فيه شر عظيم على المجتمع وفتنة للعوام وهو يدل على ضعف الأمة وخفاء نور السنة وضعف الولاة في السياسة الشرعية كما هو مشاهد اليوم في كثير من بلاد المسلمين يسب الله تعالى ويستهزأ بالرسول وسنته ويستهزأ بأتباعه وأوليائه وينكر أحكام الشرع جهارا نهارا من غير نكير ومنع باسم الحرية الفكرية والانفتاح على ثقافة الآخر والله المستعان. أما من اشتغل بعلم الفلك وغيره من العلوم التجريبية واسترشد به إلى النتائج النافعة والبرامج المفيدة واجتنب الفاسد منه مع تعظيم الشريعة ولم يحمله ذلك على إنكار شيء من الدين أو التشكيك فيه فلا جناح عليه لا يلحقه ذم وإن قصد بذلك نفع الأمة فيؤجر على نيته الحسنة.
 

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
خالد البليهد
  • النصيحة
  • فقه المنهج
  • شرح السنة
  • عمدة الأحكام
  • فقه العبادات
  • تزكية النفس
  • فقه الأسرة
  • كشف الشبهات
  • بوح الخاطر
  • شروح الكتب العلمية
  • الفتاوى
  • كتب
  • الصفحة الرئيسية