اطبع هذه الصفحة

http://www.saaid.net/Doat/dhafer/27.htm?print_it=1

مسألة: هل يجوز قول (الرسول يرحمه الله)؟

ظَافِرُ بْنُ حَسَنْ آل جَبْعَان

 
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم النبيين وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
فلا بأس أن يدعو الإنسان بهذا الدعاء للنبي - صلى الله عليه وسلم - لأنه قد ورد في دعاء التشهد أن يقول الداعي: « السَّلاَمُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ » أخرجه البخاري(831)، ومسلم(402) من حديث ابن مسعود - رضي الله عنه -؛ فمعنى (وَرَحْمَةُ اللَّهِ) معطوفة على السلام، فتعني ورحمة الله عليك؛ وجاء من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ:« لَنْ يُدْخِلَ أَحَدًا عَمَلُهُ الْجَنَّةَ ». قَالُوا: وَلاَ أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟! قَالَ:« لاَ، وَلاَ أَنَا إِلاَّ أَنْ يَتَغَمَّدَنِي اللَّهُ بِفَضْلٍ وَرَحْمَةٍ فَسَدِّدُوا وَقَارِبُوا، وَلاَ يَتَمَنَّيَنَّ أَحَدُكُمُ الْمَوْتَ إِمَّا مُحْسِنًا فَلَعَلَّهُ أَنْ يَزْدَادَ خَيْرًا، وَإِمَّا مُسِيئًا فَلَعَلَّهُ أَنْ يَسْتَعْتِبَ» أخرجه البخاري(5673) واللفظ له، ومسلم(7289).

إلا أن الأولى أن تستخدم معه الألفاظ الشرعية التي جاءت في الكتاب والسنة ومن ذلك ما جاء في قوله تعالى:{إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً }[الأحزاب:56]، وكذا تعليمه - صلى الله عليه وسلم - أصحابه كيف يصلون ويسلمون عليه فعن أبي حميد السَّاعِدِيُّ - رضي الله عنه - أَنَّهُمْ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ نُصَلِّى عَلَيْكَ؟ قَالَ:« قُولُوا اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى أَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى أَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ »؛ فالأصل عند ذكره أن نصلي ونسلم عليه - عليه الصلاة والسلام -، وأما الدعاء له بالرحمة فالأصل فيه الإباحة.
والله تعالى أعلم وأحكم

 

ظَافِرُ آل جَبْعَان
  • الفوائد القرآنية والتجويدية
  • الكتب والبحوث
  • المسائل العلمية
  • سلسلة التراجم والسير
  • سلسلة الفوائد الحديثية
  • المقالات
  • منبر الجمعة
  • الصفحة الرئيسية