صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







أهلي يُرغِمونني على ابنِ عمِّي!

ظَافِرُ بْنُ حَسَنْ آل جَبْعَان

 
بسم الله الرحمن الرحيم


ومنه المعونةُ والتَّسديدُ

أهلي يُرغِمونني على ابنِ عمِّي!

السُّؤالُ:
السَّلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُه.

أنا فتاةٌ أبلغُ من العمرِ 23 عامًا, والحمدُ للهِ أنا ملتزمةٌ, مُعاناتي بدأتْ منذُ 6 سنواتٍ عندَما أجبَرني أبي على عَقْدِ نِكاحي (بدونِ دخولٍ) من ابنِ عمِّي الَّذي لا يُصلِّي، بالإضافةِ لإدمانِه المُخدِّراتِ! وطلبتُ من ابنِ عمِّي تطليقي لكنَّه رفَض, فحاولتُ عدَّةَ مرَّاتٍ وبكُلِّ السُّبُلِ معَ أبي وأخي وعمِّي وجميعِ أقاربي على أن يُجبِروه على طلاقي، لكنَّهم يرفضون وينظرون للقرابةِ على أنَّها رابطٌ مُقدَّسٌ أكثرَ من الدِّينِ والخُلُقِ!
وسؤالي: ماذا أفعلُ؟
هل أذهبُ للمحكمةِ وَحْدِي، أم أُتِمُّ مراسمَ الزَّواجِ رغمَ قناعتي بفشلِ هذا الزَّواجِ؟
أرجو منكم الدُّعاءَ لي, وجزاكم اللهُ خيرًا.


الجوابُ:

وعليكم السَّلامُ ورحمةُ اللهِ وبركاتُه.

بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ

الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، وصلَّى اللهُ وسلَّم على رسولِه الأمينِ، وعلى آلِه وصحبِه أجمعينَ.
أمَّا بعدُ:

أختي الفاضلةَ:
أسألُ اللهَ أن يُصلِحَ شأنَكِ، وأن يُيسِّرَ أمرَكِ، وأن يختارَ لكِ الصَّالحَ مِن أمرِكِ.

أمَّا بالنِّسبةِ لمُعاناتِكِ الَّتي طال أَمَدُها؛ فإنْ كان الأمرُ كما ذكرتِ بأنَّه لا يُصلِّي، وأنَّه مُدمِنٌ للمُخدِّراتِ؛ فإنَّ الشَّرعَ لا يُجِيزُ لكِ الزَّواجَ منه، ولا لِوَلِيِّكِ أن يُزوِّجَكِ إيَّاه. يقولُ اللهُ تعالى:
{ولا تُنكِحُوا المُشِرِكِينَ حتَّى يُؤْمِنُوا ولَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِن مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُولَـئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ واللهُ يَدْعُوَ إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ} [البقرة: 221]، وقال سبحانه: {وَلَن يَجْعَلَ اللهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا} [النِّساء: 141].
وقد أَفْتَتِ اللَّجنةُ الدَّائمةُ للبحوثِ العلميَّةِ والإفتاءِ بمنعِ مِثلِ هذه الصُّورةِ.
ولو لم يكنِ الأمرُ كما ذكرتِ، وكنتِ لا تَرْغَبِينَه؛ فلا يجوزُ لِوَلِيِّكِ أن يُجبِرَكِ على النِّكاحِ به؛ لأنَّ من شروطِ النِّكاحِ التَّراضيَ بينَ الزَّوجينِ، فإذا كنتِ مُجبَرةً عليه؛ فلا يَحِلُّ لأحدٍ أن يُجبِرَكِ عليه.


وما دام أنَّه لا يُصلِّي؛ فقد فُسِخَ العَقْدُ الَّذي عقَدَه عليكِ، وأُشِيرُ عليكِ في هذا الموضوعِ بأمورٍ، منها:
1- أَخبِري والدَيْكِ بأنَّ هذا الأمرَ لا يجوزُ شرعًا،
ولا يَحِلُّ لهما أن يُجبِراكِ على مِثلِ هذا الشَّابِّ.
2- إنْ لم يَستجِبْ لكِ؛
فعليكِ بإخبارِ مَن تَرَيْنَ له عقلًا وكلمةً في أهلِكِ بأن يَتدخَّلَ في مِثلِ هذا الموضوعِ.
3- إذا لم يَستجِيبوا لكِ؛ فلكِ أن تُراجِعي المحكمةَ الشَّرعيَّةَ،
وتَعرِضِي عليهم مُعاناتَكِ.
4- أَكثِرِي من دعاءِ اللهِ بأن يختارَ لكِ الصَّالحَ،
وأن يُيسِّرَ لكِ الخيرَ، ويصرفَ عنكِ السُّوءَ. واعلَمِي أنَّ العَلاقةَ باللهِ تعالى هي الرُّكنُ المتينُ، والصِّراطُ المستقيمُ الَّذي لا يَخِيبُ سالكُه، ولا يُخذَلُ مَن تمسَّك به.

وخِتامًا:
أسألُ اللهَ العظيمَ ربَّ العرشِ العظيمِ أن يُيسِّرَ أمرَكِ، ويُفرِّحَ قلبَكِ، ويكشفَ همَّكِ، ويُعِينَكِ على أمورِ دِينِكِ ودُنياكِ.

واللهُ تعالى أعلى وأعلمُ.

أشار بها
الفقيرُ إلى عفوِ سيِّده ومَوْلاه

د. ظافرُ بنُ حسنٍ آلُ جَبْعانَ

www.aljebaan.com


 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
ظَافِرُ آل جَبْعَان
  • الفوائد القرآنية والتجويدية
  • الكتب والبحوث
  • المسائل العلمية
  • سلسلة التراجم والسير
  • سلسلة الفوائد الحديثية
  • المقالات
  • منبر الجمعة
  • الصفحة الرئيسية