صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







أصغوا إليَّ ... يا أحباب محمد صلى الله عليه وسلم

إبراهيم بن محمد الهلالي

 
الحمد لله معز من أطاع أمره ورضاه ، ومذل من خالف أمره وعصاه ، والصلاة والسلام على النبي الأمي وآله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً ... أما بعد :
كلنا يتألم عندما ينال أحدٌ من مقام الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم فداه روحي ونفسي وأهلي ومالي ، ولكن الحدث إنما كان بأمر الله لحكمة يعلمها الله تعالى وإلا فإنه سبحانه وتعالى أشد غيرة على أنبيائه ورسله فكيف بعرض أشرف الخلق وأحب العباد صلى الله عليه وسلم ، ولكنه الابتلاء لعدونا ليمحقه والابتلاء لنا ليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب نسأل الله تعالى اللطف بنا وأن لا يفضحنا بين خلقه .

ولي مع هذا الحدث وقفات أُذكر فيها نفسي وإخواني لعلنا نستلهم العبرة فأقول وبالله التوفيق :


1- ليس من أحدٍ يُقدم على سبِّ آخر إلا وهو يعترف ضمناً _ ولو أظهر إنكار ذلك_ بقوة من يسبه ويتجنى عليه ، فإنه ليس سراً أن الغرب الصليبي إلى عهدٍ قريبٍ كان يرى أن الحديث عن العرب خاصةً والمسلمين عامة يُعتبر مضيعة للمال والوقت ، إذ ينظر لنا شزراً ، ويتهكم بحالنا وأراضينا فسبحان من أحوجه إلى ثرواتنا وحضارتنا وربَّ منحٍ منطوية في ثنايا المحن.

2- الدنمارك وأضف إليها بلجيكا لم يعترفا بالدين الإسلامي في بلديهما كديانة يعترف بها القانون رسمياً _ كبقية دول الاتحاد الأروبي _ فهالهم انتشار الديانة المسلمة بين رعاياهم الأصليين والمهاجرين على حدٍ سواء وهذا يُعتبر تحدٍ صارخٍ رغم التضييق والتعنت ، فلا تستغرب _ أخي المبارك أن يتولى الحزب الحاكم اليميني المتطرف النشر لهذه الإساءة والتغطية القانونية لها وصدق الله إذ يقول : ( قد بدت البغضاء من أفوههم وما تُخفي صدورهم أكبر ).

3- لا يُستغرب الإساءة من قومٍ تجرأوا على سبِّ الذات الإلهية فنسبوا لله _ تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً _ الصاحبة والولد فهل نستغرب بعد ذلك سبهم للمخلوق ، ولكن هذه آخر ما في جعبتهم من السهام ، وسيرتد كيدهم دماراً عليهم فهذه القوارع تحل بدارهم أو قريباً منها فاستبشروا يا أولي الألباب فإن سبهم لمقام النبوة أكبر أسباب دمارهم ، فإن السلف المجاهدين كان إذا استعصت الحصون الكافرة عليهم واستغلقت ثمَّ تجرأ اصحابها على سب النبي صلى الله عليه وسلم اسبشر المسلون لأن هذا مؤشر الفتح والمقت لهم وهذا ما يحصل وقد ذكر ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية _ رحمه الله _ في كتابه السيف المسلول على شاتم الرسول.

4- الوقفة الرابعة والأخيرة هي معكم _ أحبة محمد صلى الله عليه وسلم من المؤمنين والمؤمنات _ فأقول هذه المحنة امتحانٌ لنا قبل أن تكون لعدونا فنظهر عظيم الموالاة لحبيبنا وندافع عنه ، وننشر شرعته ، ونقيم سنته في الجليل والحقير فانتصار المبادئ أعظم من انتصار الجيوش ، وأنكى في كبت العدو ، ولكن هل نحن على مستوى الحدث ؟ وهل حمل كلٌ منا على عاتقه نصرة المبادئ النبوية الخالدة ؟ الإجابة بحق مؤسفة في الجملة وعندي على ذلك أمارات:

أولاها :
اقتصرت مواقفنا على ردود الأفعال فلم نلحظ تغيراً في واقعنا _ إلا طفيفاً _ فكم هم التائبون والتائبات ، والعائدون والعائدات من طريق الغي إلى طريق الهدى والسنة ؟ وعليك الإجابة.

ثانيها : كم هي الأرتال والأعداد الهائلة من خريجي التخصصات الشرعية في جامعاتنا الإسلامية من الذين حملهم الله أمانة التبليغ للدين والآثار التي علمهم الله ، يا للأسف اكتفوا بأن يأكلوا بشهاداتهم الأرزاق ، وينزوون في التكايا يحللون أحداث الساحة مع المحللين المتخاذلين القاعدين ، والأمة تغص في الجهل المطبق ، والمخالفة الصريحة لآثار النبوة فهل هذا طريق النصر ياقوم ؟ فهل نعي أن الدعوة إلى إحياء الدين في نفوس الأتباع هو أول خيوط العزة ؟

ثالثها :
وهو أسوأ مما سبقه أن نرى نماذج مؤسفة وهو انتكاسات بعض المستقيمين عن استقامتهم ، أو انخراطهم في دنيا مشغلة دون تأمل يسير أنهم بهذا قدوة سوء لكل من يُفكر في التوبة والانضمام إلى ركب السائرين في دروب الانتصار على النفوس والأعداء.

يارب أصلح أحوال أمة محمد صلى الله عليه وسلم وخذ بناصيتها لكل خير واستنقذها من كل ذلة واربأ بها عن كل نقيصة ، وأرنا في أعداء دينك وسنة نبيك عجائب القدرة وعظيم الصنع آمين ، وما أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب.

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
إبراهيم الهلالي
  • مقالات ورسائل
  • الصفحة الرئيسية