اطبع هذه الصفحة

http://www.saaid.net/Doat/fahd/2.htm?print_it=1

صنم الحرية

فهد بن سعد أبا حسين

 
* تهافت الحرية عند الغرب ودعاة التغريب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه .... وبعد :
لقد كان من أخطر أسلحتهم . سلاح تغيير المصطلحات .
وإدخال المصطلحات التي تحمل حقاً وباطلاً . وإشاعتها ونشرها بين المسلمين .
فأدخلوا مصطلح الحرية . ونادوا إلى شعار الحرية .
طالما دندنت حوله وسائل الإعلام .. ولطالما سطرته الجرائد والمجلات .
فجعلوا الحرية الغربية من الثوابت التي لا تتغير .. ولا يجوز المساس بها .
وجعلوا حريتهم المزعومة من التقدم والتطور والحضارة .
لقد نادى دعاة التغريب لشعار الحرية .. وكأننا لا نفهم بأن رفعهم لشعار الحرية إنما هو سلمٌ يمررون عليه الفكر الغربي إلى عقول المسلمين .
وكأن المسلمين في سجن بسبب الإسلام ينتظرون فيه الفكر الغربي الكافر حتى يحرر عقولهم بشعاراتهم المزيفة .
(( ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا ))

فماذا يريدون بشعار الحرية ؟
إن دعاة التغريب يريدون بشعار الحرية حصر الدين في زاوية معينة ..
يريدون بمصطلح الحرية .. و " حرية الرأي " أن يتخطوا أحكام الشريعة !
وأن يتجاوزوا من يحكِّم بالشريعة .
نادوا لشعار الحرية لكي يمزقوا عقيدة المسلمين ودينهم .. لكي يدمروا قيمهم حتى يبقى المسلمون بلا هوية !
وهل تحطم هذه القيم إلا بمثل هذه الشعارات فسلوا دعاة التغريب والحرية المزعومة !
قولوا لهم : ما الفرق بين الحرية والانحلال من القيم ؟؟؟
وقبل أن ندخل في هذا الموضوع لابد أن نحذر جميعاً علماء ودعاة وأفراد.

لابد أن نحذر من أن تنقلنا هذه المصطلحات إلى ساحةٍ خارج ساحة الكتاب والسنة.
لنحذر من أن نجعل هذا المصطلح
( شعار الحرية ) هو الثوابت التي لا تتغير . وهو الدليل الذي يقف أمام الكتاب والسنة .
ولذلك لقد استطاع دعاة التغريب أن يزرعوا في عقول البعض ، مصطلح الحرية ومصطلح التطور ليكون دليلاً ثابتاً مواجهاً للكتاب والسنة ، وهذه من أخطر المراحل في حرب دعاة التغريب للإسلام .
فإن الكتاب والسنة هي الثوابت التي لا تتغير وهو النهر الذي لا ينضب .. وهو الحبل الذي من تمسك به نجا ومن تركه هلك .
أما شعاراتهم التي رفعوها ، فهي داخلة تحت قول الله جل وعلا : (( ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا )).
فهم يقاتلونكم بأسلحتهم وأقلامهم ، وكلماتهم وشعاراتهم .
(( يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم .. )).
إنهم يريدون أن يطفئوا النور العظيم في قلوب المسلمين إنهم يريدون نزع الكتاب والسنة من قلوبهم واستبدالها بتلك الشعارات .
(( ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواءاً فلا تتخذوا منهم أولياء حتى يهاجروا )).
والعجب أنهم يقولون نريد حرية مثل حرية الغرب ؟ ولا يقول ذلك إلا صاحب القلب المعلب بأفكار الغرب ؟
وإلا فمن قال أن هناك حرية عند الغرب ؟
من قال ذلك ؟
ألا يوجد في الغرب أنظمة تقيد الناس !
ألا يوجد نظام للسير هناك .
ألم يتدخلوا في الشؤون الخاصة بالإنسان .
أي حرية تلك الحرية التي يزعمون .
أي حرية تلك الحرية .. التي تمنع المسلم من أن يتزوج امرأة ثانية مع أنها راضية ؟؟
لماذا تتدخل الدولة الغربية لتقييد هذه الحرية !!
في الوقت الذي يباح فيه لهذا الشخص معاشرة نساءٍ أخريات . خارج إطار الزوجية .
مادام ذلك يتم برضاهن ، وحتى لو كان مخالفاً لدينه .
المسلم عندهم له أن يعتقد ، ولكنه لا يستطيع أن يمارس بالحرية تطبيق ما يعتقده .
الحرية التي ينادون إليها منعت حرية المسلمات من ارتداء الحجاب الشرعي في فرنسا ..
ومنعت الذبح الشرعي في أكثر من دولة غربية ، وصودرت كتب إسلامية وغير إسلامية من بعض المكتبات هناك .
أهذه الحرية التي نرى لها الدعايات .

ونسمع من أبناء جلدتنا من ينظِّر لها ؟.
أي عقول هذه العقول التي تسخر بعقول الناس وتستهجن عقولهم باسم الحرية !!!
لقد اختلفت دول الغرب في كثير من القضايا . هل هي من الحرية أم لا .
بل إن الحرية تختلف من شخص لآخر .
فما يراه الإنسان حرية لا يراه الآخر حرية .
فالحرية إذا نسبية .. في كل بلد لها نسبة معينة ، بحسب توجه ذلك البلد .
فالذي يقول بأنه يوجد في بلدٍ ما حريةٌ مطلقة فهو غالط .
فدعاة التغريب إنما رفعوا شعار الحرية حتى ينقلوك من سماحة ويسر الإسلام إلى سجن حرية دعاة التغريب والغرب .
دعاة التغريب ينادون إلى الحرية بالمفهوم الغربي ينادون إلى أن تكون التقييدات تقييدات غربية لا إسلامية .
إنهم ينادون إلى حرية الغرب الأنانية .
حرية تجعل الفرد يعيش بلا مجتمع .. تجعل الفرد يعيش لوحده .. فلا يلتفت إلى المجتمع بعين الرحمة والشفقة والتعاون .
حريةٌ فيها تعدي على الآخرين .. فإن لم يكن فيها تعدي على الآخرين صارت حرية على حساب الآخرين .
يا دعاة الحرية الغربية ... إذا دخل أحدٌ بيت مسلم بلا استئذان فهل له ذلك ؟
وهل لصاحب البيت إخراجه من البيت .
ومن الحر هنا ! صاحب البيت أم هذا الداخل ؟
وهل يوجد قانون يحمي هذا الحق ؟
وهل هذا القانون من البشر أو من رب البشر !

يا دعاة الحرية الغربية :
هل ينبغي أن يحترم الجميع حق القاذف في حرية التعبير ؟
أم يحترم حق المقذوف في عدم الإيذاء بالتعبير !
هل يحترم حق الطاعنين في التعبير الحر عن آرائهم !
أم يحترم حق المطعونين ، فيعيشوا بلا إيذاء في أوطانهم !
يا دعاة الحرية ! أين عقولكم !
هل ترون وضع قيود على التعبير المستفز ؟
هل ترون وضع القيود على التعبير الباعث لانتشار الكراهية والأحقاد بين المجتمع أم لا ؟
أسئلة فمن يجيب عنها ؟

يقول باكنيون :
إن البالغين كافة . يجب أن يصبحوا أحرار بحيث يمارسون التعبير عن كل الآراء !
حتى ولو كانت أغراضها غير أخلاقية ، بل حتى من أجل الدعوة إلى تدمير الحرية . أهـ.
كتاب تسامح الغرب مع المسلمين ص126
إن هذه الكلمة من باكنيون تبين لنا ، أن مجتمعه لا يمكن بتاتاً أن يحترم الرأي الآخر .. ولا الفكر الآخر .. ولا التعبير من الآخر .
إن وجود الحرية المطلقة التي يريدونها .. ويحاولون تصورها وتصويرها لنا . تعني عدم وجود نظام يحكم الفرد والمجتمع ، فيكون المجتمع كالبهائم .
يكون مجتمع كالغابة .. يأكل فيها القوي الضعيف .
هل يتصور أن بلداً ليس فيه نظام للبيع والشراء .. ليس فيه نظام للعلاج ... ليس فيه نظام لحق التملك .. هل يعقل أن سائق سيارة يأتي ويخالف الطريق السريع .
أي فوضى هذه الحرية ..
إذا عرفتم ذلك عرفتم جيداً كيف وضع الغرب القيود وسماها باسم الحرية !
فعاشت تلك الشعوب الغربية مصدقة لهذا الشعار فصارت تلك الشعوب لا تنقصهم الحرية المطلقة للتعبير فقط بل وتنقصهم الحرية المطلقة للتفكير أيضاً .

* التوازن بين حقوق الفرد وحقوق المجتمع في الإسلام
وقبل أن نتحدث عن الحرية في الإسلام لابد أن نعلم أن القضية عندنا هي قضية دين وتسليم لله رب العالمين.
فالله جل وعلا لم يترك مناهج إصلاح البشر للبشر بشكل مطلق . بل تولى ذلك سبحانه بنفسه فأرسل الرسل.. وأنزل الكتب (( يا أيها الناس قد جاءكم برهان من ربكم وأنزلنا إليكم نوراً مبيناً ، فأما الذين آمنوا بالله واعتصموا به فسيدخلهم في رحمة منه وفضل ويهديهم إليه صراطاً مستقيماً)).

فالله جل وعلا ما خلقك عبثاً .. ولم يتركك هملاً وإنما خلقك لغاية عظيمة .. تفرح بهذه الغاية إذا حققتها .. (( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون )).

يا عبد الله .. إن هذه السماء لم تخلق باطلاً وهذه الأرض لم تخلق عبثاً (( وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما باطلاً ذلك ظن الذين كفروا فويلٌ للذين كفروا من النار * أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض أم نجعل المتقين كالفجار )).

لقد دعا دعاة التغريب إلى شعار الحرية .. شعار التفلت شعار اللاحدود شعار التمرد على التعاليم وفرحوا بذلك كثيراً .

أما نحن فقد رفعنا شعار العبودية لله رب العالمين وفرحنا أن لم نسجد إلا لله ولم نركع إلا لله ولم نعبد إلا الله .. فالفرق بيننا وبين دعاة التغريب وحرية التمرد على الخالق هو أننا لم ولن نعبد عقولنا .. ولم نعبد أهواءنا (( ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار )).

جئنا لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة الله رب العباد ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام ومن ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة ..
وحينما يحقق المؤمن العبودية لله ... فإنه يتحرر من المخلوقين .

وكلما عظمت هذه العبودية وارتفعت في نفس المسلم .. كلما ازداد تحرره من المخلوقين فيتحرر بدنه من عبادة المخلوقين ويتحرر قلبه من رق المخلوقين .. من رق هواه .. بل يتحرر من استعباد الدنيا له ..

فثوابتنا هي : تحقيق العبودية لله رب العالمين .
أما عند دعاة التغريب فالحرية والتحرر من كل القيود وإشباع الشهوات .

إن الحرية التي يدعون إليها اقتصرت على تلبية الغرائز الدنيا في الإنسان ، دون أدنى اعتبار للقيم العليا التي من أجلها كرم الله بني آدم وحملهم في البر والبحر ، وفضلهم على كثير ممن خلق تفضيلا ً .

إنهم يعيشون منفلتين من كل القيود ؟
يعيشون بلا رادع من دين أو أسرة أو مجتمع أو دولة ؟
(( إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل ))

إن دعاة التغريب الذين يدعون إلى هذه الحرية . يعيشون في عبادة لا شعائر لها يعيشون في عبادة غير واضحة المعالم .. يسيرون هوجاء في طرق مظلمة .. يبحثون عن سعادة مفقودة ... وغاية غير موجودة .

إنهم يعبدون أنفسهم وأهواءهم .

ائتمروا بأمر أهوائهم .. وانتهوا عما نهتهم عنه أهواؤهم (( أفرأيت من اتخذ إله هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون)).

إنها تلك الحياة التي تفلتت فيها النفس من كل المعايير الثابتة .
إنها تلك الحياة التي تخضع فيها النفس لهواها . وتتعبد لشهواتها .
ولذلك كانت أغيظ كلمة ينفر منها دعاة التغريب هي كلمة ( الثوابت ) و ( العقيدة ).
لأن سجيتهم إتباع الأهواء .
لقد كان أصحاب هذا الفكر الغربي ردة فعل للفكر الشيوعي .
لقد سقط الشعار الشيوعي الذي جعل الفرد وعمل الفرد ليس له وإنما للمجتمع .

وفي المقابل تهافتت الحرية الغربية .. حرية الفرد التي تأمر وتجرح فرداً آخر .. حرية الفرد على حساب المجتمع ولم تبقى الحياة الحقيقية .. والحياة المتوازنة بين حقوق الفرد وحقوق المجتمع إلا في الإسلام .

لقد جاءت الشريعة بمنهج متوازن لا يقيد طاقات الفرد ... حتى يحقق مصلحته ومصلحة المجتمع.
ولم تطلق الشريعة للفرد نزواته وشهواته المنحرفة لتؤذي حياة المجتمع .. أو تسخرها لإمتاع فرد أو أفراد ..
جاءت الضوابط للحرية في الإسلام .. حتى يحمى هذا الإنسان وحتى يحمى المجتمع من الإنسان.
(( ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيراً لهم وأشد تثبيتاً )).

جاء الإسلام ليحافظ على الإنسان ..

ليحافظ على عقله وملكه وعرضه .. بل ليطالبه على أن يحافظ على هذه الأمور .. قال صلى الله عليه وسلم : (( من قتل دون ماله فهو شهيد ، ومن قتل دون دمه فهو شهيد ، ومن قتل دون دينه فهو شهيد ، ومن قتل دون أهله فهو شهيد )) . رواه أحمد .

وفي مسند الإمام أحمد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( من قتل دون مظلمته فهو شهيد )) .
(( وجاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم يطلب حقاً من حقوقه فقال صلى الله عليه وسلم : دعوه فإن لصاحب الحق مقالاً )).

انظر إلى نظرة الإسلام في معاملات الفرد المالية ، إن الإسلام يهدف إلى صلاح الفرد والمجتمع معاً في توازن دون أن يطغى أحدهما على الآخر .
فهو لا يريد بناء مجتمع بلا فرد . ولا بناء فرد يطغى على المجتمع .
لقد أقر الإسلام حرية التملك للفرد . وحرية التملك الجماعية في توازن واعتدال .
أما الأنظمة الاقتصادية المعاصرة .
فإما أن تميل إلى إيثار مصلحة الجماعة وإهدار حقوق الأفراد أو جعلها تبعاً . كما في النظام الشيوعي .
وإما أن تطلق للفرد التصرف والحرية ، ويتاح له أن يسعى ما يستطيع لتحصيل المنفعة الذاتية كما في النظام الرأسمالي .
أما الإسلام فإذا لم يمكن الجمع بين مصلحة الفرد ومصلحة الجماعة يؤثر الإسلام مصلحة الجماعة على مصلحة الفرد .
ولذلك قعد العلماء بقاعدة : " يتحمل الضرر الخاص لدفع الضرر العام " .
جاء الإسلام فأقر الملكية للفرد .. وأن له حق التملك فاندفع الناس إلى زيادة الإنتاج .
حتى إذا بلغ الإضرار بالمجتمع جاء التقييد لهذا الفرد .
فأنت لك حق التملك .. وحرية التملك .. ولذلك أمر الله بحراسة الأموال .. وحافظة الشريعة على حرية التملك بما شرع الله من الحدود .
كقطع يد السارق وغير ذلك .
ولكن هذا التملك يكون من الحلال الطيب .. لا يكون على حساب الآخرين فلا يخدع الأيتام وتؤخذ أموالهم .
ولا يستغل فقر الفقير وحاجة المحتاج فترابي معهم وتأكل أموالهم بالربا.
ولا القمار الذي يسبب العداوة بين المجتمع .. والتفكك بين أفراد المجتمع ... فلا تأكل أموال الناس بالباطل .. (( ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل )).
لك الحرية في مسكنك .. لكن لابد من احترام الجيران .. فلا تؤذيهم ولا تزعجهم ولا تطلع على عوراتهم . وليس من حقك أن تُضِرَّ بجارك بأي شيء تفعله .
أما تلك الحرية التي تجعل الفرد يعيش لوحده .. ويؤذي الآخرين .. أو يعيش على حساب الآخرين فالإسلام لا يعرف هذه الحرية التي تقيد الآخرين .
بل إن الإسلام يحارب هذا المفهوم من الحرية .
فنحن لا نريد حرية الغرب الزائفة .. وإنما نريد حرية الإسلام .

لقد انتشر عند الغرب شرب الخمر .. فتلفت العقول حتى قال قائلهم في إحدى مؤتمراتهم : إن نصف حوادث السيارات هناك . بسبب شرب الخمور .
وظهر الزنا عندهم .. فانتشرت عندهم الأمراض المستعصية التي عجزوا عن علاجها وكان من أعظم تلك الأمراض مرض الإيدز . الذي كان بسبب حرية الشهوات التي دعوا إليها .

وظهر الربا في بلاد الغرب فظهرت الطبقية بين الناس واستضعف الفقير .. واسترق هذا الفقير بالربا بلا رحمة ولا شفقة ولا بأدنى نظرة من ذلك الفرد للمجتمع .

حتى صار حال هؤلاء الأنانيين كما قال سقراط : لقد أصبح الأغنياء ينفرون من سائر الطبقات الأخرى ، يفضلون معه أن يلقوا بثرواتهم في البحر عن أن يعينوا بشيء منها المحتاجين . أهـ .
المدخل إلى فقه المعاملات ص84.

أما الإسلام فقد أنهى هذه القضايا كلها وحرم الربا والزنا والخمر والسرقة .
الفرد والمجتمع في توازن دقيق وحياة سعيدة .. (( ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيراً لهم وأشد تثبيتاً )).

* رسالة إلى من يرى حرية التعبير بالرأي :
تذكر:
أن الكلمة أمرها عظيم .. وستحاسب عليها (( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد )).
قال صلى الله عليه وسلم لمعاذ :(( وهل يكب الناس على وجوههم أو قال على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم )).
تذكر أن الكلمة إما أن تكون كلمة طيبة أو كلمة خبيثة (( ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ... )) الآية.
(( ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار ... )) الآية .
(( إن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله تعالى ، ما يظن أن تبلغ ما بلغت ، فيكتب الله عليه بها سخطه إلى يوم القيامة )) رواه أحمد .
فاحذر أن يكون رأيك وكلمتك في مواجهة الإسلام ودعاته .
تذكر أن الإسلام أمر بالقول الحسن (( وقولوا للناس حسناً )) قال صلى الله عليه وسلم : (( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت )).
ونهاك عن الكلمة السيئة (( لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم )).
تذكر أن الله جل وعلا قد قال : (( يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله ))
لا تقدموا بين يدي الله ورسوله لا باسم حرية التعبير عن الرأي ولا غيره .
لا تقدموا بين يدي الله ورسوله كونوا محترمين له مبجلين موقرين له .
قال ابن عباس رضي الله عنه : لا تقولوا خلاف الكتاب والسنة كونوا تبعاً له في جميع الأمور
إنه منهج التلقي للكتاب والسنة .
إنه منهج العمل بالكتاب والسنة .
الذي انبثق من تقوى الله جل وعلا .
ثم تذكر أن الله ختم هذه الآية بقوله (( إن الله سميع عليم )).
سائلاً المولى جل وعلا أن يهدينا سُبُل الرشاد .
وأن ينور بصائرنا ويرزقنا علماً وهدىً وتوفيقاً .

وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

 

فهد أبا حسين
  • مقالات دعوية
  • الصفحة الرئيسية