اطبع هذه الصفحة

http://www.saaid.net/Doat/faisal/k/1.htm?print_it=1

لماذا خلقت ؟
1/6/1424هـ

د. فيصل بن سعود الحليبي

 
الحمد لله ، له النعم التي لا تحصى ، والآلاء التي لا تعد ، سبحانه يغفر الذنب ، ويستر الخطيئة ، ويعفو عن السيئات ، وهو الرحيم الغفور ، وهو شديد العقاب ، أشهد ألا إله إلا هو وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله ، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرا .
أما بعد :{ يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا } .

معاشر المسلمين
: حينما يتأمل المسلم اليوم في أحوال نفسه وأحوال من حوله في الجملة، سيعرف كم أشغلته نفسه التي بين جوانحه عن الغاية التي خلقه الله من أجلها ، تلك الغاية التي أصبح قليل منا من يسأل نفسه بين الحين والآخر عنها ، هل سلك طريقها ، وهل توخى وسائلها ، وطمع في جوائزها ، إنها غاية ليست كالغايات التي تفنى ثمارها ، وتنسى نتائجها ، نعم : ربما تفكر طويلاً يا رعاك الله في الغاية من عملك ، والغاية من تجارتك ، والغاية من دراستك ، ولا أشك أنك ستبحث عما يوصلك إلى تلك الغايات الشريفة ، ولكن كم مرة سألنا أنفسنا : لماذا خلقنا ؟ لماذا خلقنا الله على هذه الأرض ؟ هل خلقنا لنتمتع بالشهوات ، غرائزها .. طعامها .. شرابها .. وزينتها وزخرفها .. هل خلقنا لنقضيها كما يقضيها أي مخلوق جماد أو غيره .. ؟ هل خلقنا لنقضي أيامها بأي شيء منتظرين الموت والتراب ثم ينتهي كل شيء .. لماذا خلقنا .. ؟ إنه سؤال ربما نعيد في التأمل فيه كثيرًا من حساباتنا .. كل حساباتنا الدنيوية منها .. والأخروية .
أراك تعرف الجواب على السؤال .. أو تنتظره ، اسمع حفظك الله الجواب الذي تكفل الله تعالى ببيانه في قوله : { وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ } .
فقط ليعبدوه فحسب ولا شيء آخر .. لا تستثقل هذه الغاية على عاتقك .. فإن الإنسان يميل بطبعه إلى المتع ، وتهفو نفسه إلى الدعة والراحة ، ويشتاق بتكوينه إلى ما يرضي دنياه .. هكذا خلق الإنسان عجولاً تغره الثمار القريبة ولو كانت فانية حتى تشغله عن الباقية لأنها بعيدة .. لكن الإسلام _ أيها الأحبة _ لم يأمر بالعبادة ليحجزك عن متعك ، ولم يأمرك بالعبادة ليحرمك من شهواتك .. ولم يأمرك بالعبادة لينغص عليك حياتك .. كلا .. بل أمرك بالعبادة لتعيش بها هانئًا سعيدًا مرتاح البال والضمير ، { فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى(123) وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى(124) قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا(125) قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى(126)وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى } .
أرأيت كيف كانت العبادة راحة للنبي صلى الله عليه وسلم فهو الذي إذا تعب ونصب قال : ( أرحنا بالصلاة يا بلال ) رواه أحمد .
أرأيت كيف يلجأ النبي صلى الله عليه وسلم إلى الصلاة حينما تشتد عليه الكروب ، وتزيد عليه الهموم ، فعن حُذَيْفَةَ رضي الله عنه قَالَ : كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا حَزَبَهُ أَمْرٌ صَلَّى ) رواه أبو داود .
بل تأمل كيف كانت العبادة سلوته في أشد الخطوب خطورة ، فهاهو ذا النبي صلى الله عليه وسلم يَوْمَ بَدْرٍ ينظر إِلَى الْمُشْرِكِينَ وَهُمْ أَلْفٌ وَأَصْحَابُهُ ثَلَاثُ مِائَةٍ وَتِسْعَةَ عَشَرَ رَجُلًا فَاسْتَقْبَلَ نَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْقِبْلَةَ ثُمَّ مَدَّ يَدَيْهِ فَجَعَلَ يَهْتِفُ بِرَبِّهِ اللَّهُمَّ أَنْجِزْ لِي مَا وَعَدْتَنِي اللَّهُمَّ آتِ مَا وَعَدْتَنِي اللَّهُمَّ إِنْ تُهْلِكْ هَذِهِ الْعِصَابَةَ مِنْ أَهْلِ الْإِسْلَامِ لَا تُعْبَدْ فِي الْأَرْضِ فَمَا زَالَ يَهْتِفُ بِرَبِّهِ مَادًّا يَدَيْهِ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ حَتَّى سَقَطَ رِدَاؤُهُ عَنْ مَنْكِبَيْهِ فَأَتَاهُ أَبُو بَكْرٍ فَأَخَذَ رِدَاءَهُ فَأَلْقَاهُ عَلَى مَنْكِبَيْهِ ثُمَّ الْتَزَمَهُ مِنْ وَرَائِهِ وَقَالَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ كَفَاكَ مُنَاشَدَتُكَ رَبَّكَ فَإِنَّهُ سَيُنْجِزُ لَكَ مَا وَعَدَكَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ( إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ ) فَأَمَدَّهُ اللَّهُ بِالْمَلَائِكَةِ ) رواه مسلم .
إنه النصر يوم الكريهة ، نتاج للغاية التي خلقنا من أجلها ، ويشعر جملة منا بثقلها على نفسه !!
هل تأملت في السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ؟ إن من بينهم شاب نشأ في عبادة ربه فاستحق يوم تنكب الشمس على الخلائق فتلجمهم في عرقهم أن يحظى صاحب العبادة بظل مميز ، إنه ظل الله يوم لا ظل إلا ظله .
فيالله العجب كم للعبادة من حلاوة في قلب المؤمن يجد فيها راحته وسلوته ، ويالله العجب كم لها من طمأنينة يجد فيها المهموم أنسه وبرد فؤاده ، { ألا بذكر الله تطمئن القلوب } .
إنها تطمئن .. حتى لا تشعر بغم .. وتطمئن حتى لا تحس بهم .. وتطمئن حتى تشعر بأن مصائب الدنيا مهما بلغت عظمتها فإنه هينة أمام ذكر الله .. وسهلة أمام قدرة الله .. فهي لا تستحق منك أن تغرق نفسك في حزن من أجلها ما دمت مع الله تعبده فترضى بقضائه وقدره ، وتعبده لتعلم أنك بعبادتك لن يضيع صبرك ، ولن ينسى إيمانك .
أيها الأحبة : لا تستغرب حينما أقول لك بأننا كما نستلذ بالطعام والشراب أن هناك من عباد الله من يستلذ بمناجاة ربه ، وبالصدقة في وجوه الخير ، وبالإحسان إلى الناس ، والتخلق بأحسن الأخلاق ، وبكل أنواع العبادة وأشكالها المشروعة ، إنه يستلذ ويحس بطعم الحلاوة الإيمانية يسري في جوانحه ، إنه ربما أجهد بدنه ، وترك الدنيا من خلفه ، وزهد في مناصبها ومتعها في سبيل أن يتذوق طعم العبادة لربه .
قيل للحسن البصري : ما بال المتهجدين بالليل من أحسن الناس وجوهًا ؟ قال : لأنهم خلوا بالرحمن فألبسهم نورًا من نوره )) .
وقال سفيان : (( ترى صاحب قيام الليل منكسر الطرف ، فرح القلب )) .
وكان الحسن بن صالح يقوم الليل هو وجاريته ، فباعها لقوم فلما صلت العشاء افتتحت الصلاة فما زالت تصلي إلى الفجر ، وكانت تقول لأهل الدار كل ساعة تمضي من الليل : يا أهل الدار قوموا ، يا أهل الدار قوموا ، يا أهل الدار صلوا ، فقالوا لها : نحن لا نقوم إلى الفجر ، فجاءت إلى الحسن بن صالح الذي باعها وقالت له : بعتني لقوم ينامون الليل كله وأخاف أن أكسل من شهود نومهم ، فردها الحسن رحمة بها ووفاءً بحقها )) .
لقد أصبحت لبعض سلف الأمة مع العبادة عشرة حتى يذرف بعضهم الدموع على فراقها إذا الموت قاربه ، فإنه لما احتضر الموت العابدة أم الصهباء بكت ، فقيل لها : مم تبكين ؟ فقالت : بكيت حينما تذكرت مفارقة الصيام والصلاة والذكر )) .
بل كانوا يتهمون أنفسهم بالذنوب إذا ما أصابهم الكسل عن العبادة ، قال الثوري : (( حرمت قيام الليل خمسة أشهر بذنب أذنبته )) .
وجاء رجل للحسن البصري : يا أبا سعيد ، إني أبيت معافى ، وأحب قيام الليل وأعد طهوري فما بالي لا أقوم ؟ فقال : ذنوبك قيدتك .

أيا أحبتاه : متى نشعر بالسعادة حينما نلقي بجباهنا على الأرض لله تعالى ، متى نعود أنفسنا أن نشتاق للقاء ربنا في صلاتنا وذكرنا ، متى تحلق قلوبنا في السماء طربًا وفرحًا حينما نبذل الصدقة السخية لا نبالي الفقر أو المسكنة ، ومتى نعود على صدورنا بالراحة حينما نخفض جناح الذل لوالدينا وأهلينا ؟
إنها العبادة لله تعالى طريقنا إلى الفلاح والنصر والشفاء ، فهنيئًا لنا سلوكها ، وتوخي طريقها ، فنزينها لأنفسنا و أزواجنا وأولادنا ، فإن الله يقول : { وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ } .
اللهم ارزقنا شكرك وحسن عبادتك ، واحعلنا فيها من المخلصين ، أستغفر الله فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو التواب الرحيم .
 

الخطبة الثانية :
الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من نبي بعده ، وعلى آله وصحبه أجمعين .
أما بعد : فيا أيها المسلمون ، رحمة من الله تعالى أن جعل لنا من أمرنا كله عبادة نتقرب بها إليه ، ألسنا نأكل .. ألسنا نشرب .. ألسنا ننام .. ألسنا نسعى لطلب الرزق والمعيشة ، ألسنا نقوم على النفقة على الأهل والذرية .. كل هذه الأمور إذا سرت فيها على منهج النبي صلى الله عليه وسلم تتحول إلى عبادة تؤجر عليها ، فقط إنها تحتاج منك إلى الإخلاص لله تعالى في اكتساب هذا الأجر ، فما أنفع تلك الأمور إذا قصدت بها أن تعينك بعد الله على طاعته والقيام بأمانته،أرأيت حتى وطرك الذي تقضي به شهوتك لك به أجر كما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم .
يقول النبي صلى الله عليه وسلم : إِنَّكَ لَنْ تُنْفِقَ نَفَقَةً تَبْتَغِي بِهَا وَجْهَ اللَّهِ إِلَّا أُجِرْتَ عَلَيْهَا حَتَّى مَا تَجْعَلُ فِي فَمِ امْرَأَتِكَ ) رواه البخاري .
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( وَفِي بُضْعِ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيَأتِي أَحَدُنَا شَهْوَتَهُ وَيَكُونُ لَهُ فِيهَا أَجْرٌ قَالَ أَرَأَيْتُمْ لَوْ وَضَعَهَا فِي حَرَامٍ أَكَانَ عَلَيْهِ فِيهَا وِزْرٌ فَكَذَلِكَ إِذَا وَضَعَهَا فِي الْحَلَالِ كَانَ لَهُ أَجْرًا ) رواه مسلم .
وإن مما يعينك أخي الكريم على العبادة أن تعلم ما أعده الله تعالى من جزاء عليها ، فهذا يعينك على رفع الهمة في المواصلة عليها فمن منا يتخيل كم أعده الله تعالى للمسلم من أجر في زيارة المريض على سبيل المثال ، اسمع ما يقول النبي صلى الله عليه وسلم : مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَعُودُ مُسْلِمًا غُدْوَةً إِلَّا صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ حَتَّى يُمْسِيَ وَإِنْ عَادَهُ عَشِيَّةً إِلَّا صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ حَتَّى يُصْبِحَ وَكَانَ لَهُ خَرِيفٌ فِي الْجَنَّةِ ) رواه الترمذي .
ولنحرص على التوسط في العبادة ، فنعمل كما عمل النبي صلى الله عليه وسلم من غير إفراط ولا تفريط ، فعَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ عَلَيْهَا وَعِنْدَهَا امْرَأَةٌ قَالَ مَنْ هَذِهِ ؟ قَالَتْ فُلَانَةُ تَذْكُرُ مِنْ صَلَاتِهَا [ أي من كثرة صلاتها ] ، قَالَ : مَهْ عَلَيْكُمْ بِمَا تُطِيقُونَ فَوَاللَّهِ لَا يَمَلُّ اللَّهُ حَتَّى تَمَلُّوا وَكَانَ أَحَبَّ الدِّينِ إِلَيْهِ مَادَامَ عَلَيْهِ صَاحِبُهُ ) رواه البخاري .
ولنتذكر أخير أن علينا أن نعرف أننا ما خلقنا إلا لعبادة ربنا في كل أحوالنا ، فلنعبده ولنصطبر على عبادته ، فإن الله قال : (قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَاي وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين . لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ .
اللهم اجعلنا ممن يحيون على عبادتك ، ويموتون وهم يعبدونك ، ويحشرون مع عبادك الصالحين .
هذا وصلوا وسلموا على حبيب الله ومصطفاه ، كما أمركم ربكم فقال : ( إن الله وملائكته يصلون على النبي ، يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ) .
اللهم صل على عبدك ورسولك محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين . اللهم أعز دينك ، وأعل كلمتك ، وأبرم لهذه الأمة أمر رشد يعز فيه أهل طاعتك ، ويذل فيه أهل معصيتك ، ويؤمر فيه بالمعروف ، وينهى فيه عن المنكر ، اللهم اجعل خير أعمارنا أواخرها ، وخير أعمالنا خواتيمها ، وخير أيامنا يوم نلقاك فيه ، برحمتك يا أرحم الراحمين . اللهم حرر المسجد الأقصى من براثن اليهود ، وارزقنا فيه صلاة مباركة قبل الممات ، يا ذا الجلال والإكرام ، اللهم أرنا في اليهود وأعوانهم من الصليبين يومًا أسودا ، اللهم زلل عروشهم ، ودمر عليهم مساكنهم ، واشف صدورنا فيهم ، اللهم ردنا إليك ، واجعل توكلنا عليك ، واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين الأحياء منهم والميتين . اللهم وفق ولي أمرنا إلى ما تحبه وترضاه ، وارزقه البطانة الصالحة الناصحة ، التي تعينه على الخير ، وتدله عليه . وربنا اغفر لنا إنك أنت الغفور الرحيم ، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم ، وتقبل منا إنك أنت السميع العليم . وقوموا إلى صلاتكم يرحمكم الله
 

د.فيصل الحليبي

  • مقالات
  • حوار مع القلوب
  • استشارات أسرية
  • كتب دعوية
  • الخطب المنبرية
  • مختارات صوتية
  • الصفحة الرئيسية