بسم الله الرحمن الرحيم

(27) القتل عندهم أهون الخطبِ


قبل كم شهر جاءني خبر مقتل أبوالخطاب .. ليلاً ..
ثم تأكدت بأن الخبر مجرد إشاعة بفضل الله و منه و كرمه .. صباحاً ..
و كان بين الخبر الأول و نفيه ..
فترة قصيرة ..
و لكنها كانت كافية لأن تخرج مكنون الصدر تجاه هذه الفاجعة ..
عندما تأكدت من عدم صحة الخبر .. حفظت هذا المقال ..
و قد أخرجته الآن مع بعض التعديل لعله يكون من باب
و حرض المؤمنين على القتال ..


نمر مفترس .. لم يستأنس
حرٌ نادر .. ليس كبقية الصقور .. التي تصيد لغيرها .. و ترضى من الغنيمة بقطعة
أسد .. لم يحتويه قفص .. و لم ترمى له قطعة لحم
ذئب وحشي .. لا يمل من الركض
لهفي عليك أبا الخطاب .. تعب الحديد و لم تتعب
و إذا كانت النفوس عظام .. تعبت في مرادها الأجسام
أما آن لك .. أن تضع سلاحك .. و تنفض الغبار عن جسدك المنهك
سنشهد لك .. نحن الذين قصرت هممنا عن مجاراتك
سنشهد بأنك واصلت المسيرة و تخاذلنا .. صبرت و لم نصبر .. فزت و خسرنا
قصقصت الدنيا جناحنا .. و عصى ريشك على المقص .. نفس حر .. و همة غيور
.. ستشهد لك كل أرض غبرت فيها قدمك في سبيل الله
ستشهد لك صحراء غزني .. و جبال تورغر .. و سيشهد لك نهرا الجنة .. سيحون و جيحون
ستبكيك كل أرض نزفت فيها قطرة دم .. دفاعاً عن حمى الإسلام .. و أعراض المسلمات
و ستتنازع فيك .. كل أرض نكأت فيها عدواً .. و رفعت فيها راية الإسلام
ها هي صحراء غزني ما زالت تبحث عن الفتى الجريح الطريد الذي ضل طريقه بين قراها
و جلال آباد تطالب بحقها في تلك الكلوم التي فديت بها ثراها
أما بلاد الطاجيك فقد رضيت ببعض بنانك .. و آثرت السلامة
فهل تفوز بك أخيراً .. أرض الشيشان
خذل الله بلاداً زهدت بك .. و لها عذرها
فمن يجرؤ على إيواء أسد مثلك .. يأبى على الترويض .. في زمن الجبن الدولي
ليت شعري أين سوف تضع رحلك .. و متى تنهي غربتك
.. فعمّ تبحث أبا الخطاب ؟؟ .. و إلى أين تمضي ؟؟
أتنفر إلى كل أرض ينتهك فيها عرض مسلمة ؟؟ .. تطول الغربة إذاً .. و يشط المزار
أركضاً خلف العيناء التي سحرتك بنصيفها الذي هو خير من الدنيا و ما فيها
أم هي الحوراء التي لو أطلت على الدنيا لطمست نور الشمس و لملأت ما بين السماء و الأرض ريحاً
و هل يطفأ ظمأك سوى ريقها .. الذي لو قطر في البحر المالح لأصبح عذباً فراتاً
.. قالوا .. قتل أبو الخطاب .. قلت .. ذاك عنده أهون الخطب
و هل يبالي مثله .. أوقع على الموت .. أم وقع الموت عليه
لقد ألف الموت أبا الخطاب ..فهو يأكل و يشرب و ينام معه .. منذ سنين
أهي الشهادة التي أحفيت قدميك في طلبها ؟؟
أبا الخطاب .. هل تفرحون بالشهادة .. ؟؟ .. هنيئاً لكم
عادي .. نحن أيضاً نفرح باللاندكروزر
أبا الخطاب .. هل سمعت عن الجهاد الإلكتروني؟؟
نعم ..لم لا تبيع سلاحك و تشتري كمبيوتر لتدك مواقع اليهود كما نفعل ..
و لكن اغسل يديك حتى لا تلطخ الماوس بالدماء .. فجهادنا لا شوكة فيه
لا تضحك منى أبا الخطاب .. فقد حملت السلاح معك يوماً
ألا تذكرني أبا الخطاب .. ؟؟ .. لازلت أذكرك .. تلومني على الرجوع
و من يطيق ما تطيق أبا الخطاب .. من يطيق ما تطيق
لله بطناً حواك .. و ثدياً أرضعك .. أحليباً رضعت أم عزةً ؟؟
سبحان ربي .. لم تلتفت خلفك يوماً .. كم كنا نعجب منك و من جلدك
سألتني : بالله عليك هل يسعك القعود ؟؟ .. بل .. كيف تطيق القعود ؟؟ .. تريد الجواب
.. إنه الوهن أبا الخطاب .. الوهن .. حب الدنيا .. و كراهية الموت
الوهن .. المرض العضال الذي فتك بالأمة .. و لم ينجو منه إلا من رحم ربي
.. و لكن أبشر .. فقد لاح فجر جديد
فالأمة بفضل الله اليوم .. انتبهت من رقادها .. و تفقدت جسدها الممزق
لتعرف مواقع الخلل .. و مواضع التقصير .. و أسباب الخذلان
فعرفت الداء و الدواء .. و وضعت يدها على العلاج
إنه .. سوق الخضار
فبدأت بتدريب الشباب .. على بيع الخضار
فأبشر بالنصر

همام

الصفحة الرئيسة