بسم الله الرحمن الرحيم

(28) رؤيا صادقة


"من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه
فمنهم من قضى نحبه و منهم من ينتظر ، و ما بدّلوا تبديلاً "
أبو العباس الحايلي أحد هؤلاء الرجال الذين قضوا نحبهم .
شاب صغير السن من أهل حائل هجر الدنيا و لذاتها و فارق أهله و أحبابه
و نفر إلى الجهاد في سبيل الله
و لم يمكث إلا فترة وجيزة - ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء -
حتى اختاره الله تعالى و قتل في معارك فتح خوست ( 1410 أو 1411 لا أذكر )
له قصة عجيبة ، و الأعجب أنه قتل و لم يسمع بتلك القصة

أبو القعقاع مجاهد من الأردن من أهل معان
ليلة المعركة أتاه آت في المنام و قال له أن الله سيفتح على المجاهدين و هذه أسماء الشهداء
يقول أبو القعقاع و لم يثبت في ذهني من القائمة إلا شيئين :
عدد الشهداء ، و اسم (أبو العباس الحايلي )
يقول صحوت من النوم و اسم أبو العباس الحايلي في رأسي
من هو ، لم أسمع بهذا الاسم من قبل
ذهب إلى مركز المجاهدين العرب ( مركز أبو الحارث في تورغر ) و سألهم
هل تعرفون أحداً باسم أبو العباس الحايلي
قالوا نعم هو مجاهد معنا من السعودية و قد ذهب لتوّه مع المجاهدين إلى العملية
قال فقد رأيت في المنام أنه سيقتل اليوم مع عدد من إخوانه

فكان أن فتح الله على المجاهدين مدينة خوست بعد قتال عنيف و اختار الله لجواره عدداً من المجاهدين العرب
بنفس العدد الذي أخبر عنه أبو القعقاع و كان من بينهم أبو العباس الحايلي

فكانت الشهادة أسرع إليه من البشارة .

و لقد سألت أبو القعقاع بنفسي عندما قابلته في خوست عن القصة و أعادها علي بحذافيرها
و قال و الله لم أعرف أبو العباس و لم أقابله و لم أسمع باسمه في حياتي
إلا ما كان من ذلك المنام

رجع المجاهدين و بقي أبوالعباس هناك
تحت التراب في مكان ما بين تلك الجبال قريباً من مدينة خوست
لا أحد يعلم مكانه
و قليل من يعلم قصته
ربما لا أحد يزور قبره
أو ربما جرفته السيول أو واسته بالأرض
نسيه الناس ، و ربما نسيه أهله و أحبابه
و لكن الله يعرفه " و ما كان ربك نسياً "
" و اللذين قتلوا في سبيل الله فلن يضل أعمالهم
سيهديهم و يصلح بالهم
و يدخلهم الجنّة عرّفها لهم "
وا حُرَّ قلباه ……أبو العباس …… ليتنا خُلِّفنا معكم

همام

الصفحة الرئيسة