من قصص الشهداء العرب
أبو زياد النجدي... 5
1


أبو زياد النجدي........
ظافر الهاجري.....من السعودية...من مدينة الرياض.......
كان متدينا من صغره بحكم تربية العائلة الصالحة.....
والتحق بحلقات تحفيظ القرآن باكرا.....حتى أكرمه الله بحفظ القرآن كاملا......
كانت له المشاركات الفعالة في المراكز الصيفية والمناشط الدعويه......
طلب العلم على يد فضيلة الإمام عبدالعزيز بن باز رحمة الله عليه....
على قدر كبير من الخلق والعلم والتواضع.....وله هيبة وضعها الله له عجيبه.....
التحق بعد الثانوية بكلية الهندسة ودرس بها سنتين ومن ثم حول الدراسة إلى كلية الشريعة....
وبينما هو في في الدراسة وكان متفوقا اذ سمع أنين الثكالى ....وصياح الأطفال...
وطلب النصرة القادم من بلاد يحاصرها الروم الصرب....
لم يهنأ بالجلوس بل فعل المستحيل للذهاب إلى البوسنة وكانت محاصره في عام1993م......
حتى أكرمه الله هو وأبو عمر الحربي رحمه الله وبعض المجاهدين بدخول كرواتيا....
مكثوا في زاغرب قرابة الشهرين مرابطين بها إلى ان ييسر الله لهم الدخول إلى البوسنة.....
وفعلا تيسر الطريق واستطاع الدخول إلى البوسنة والهرسك والتحق بكتيبة المجاهدين....
حينما رأيته ...وتمعنت به كان مميزا من بين إخوانه المجاهدين.....
الخلق الرفيع...التواضع الجم ....الهيبة العجيبة من الله له....العلم الشرعي....
وكان ابيض البشرة متوسط الطول نحيل الجسم ذو شعر طويل وناعم وسيم الشكل....
يتشح دائما بالسواد .....تعرفه بلباسه القندهاري ...وعمامته السوداء....ونظاراته المميزة....
أكرمه الله بالمشاركة في عملية بردو وعملية فيسوكو قلافا.....
وبعدها استقر المجاهدون بجبهة شريشا.....
كانت له الدروس الشرعية المتنوعة للعرب والبوسنويين.....
فلا تسل عن أسلوبه السلس والسهل...وعلمه المتمكن منه.....وإخلاصه ولا نزكيه على الله...
تولى إمارة المعسكر في الجبهة وكان اهلا لها...ونعم الأمير....
وبعدها بفترة تولى إمارة العرب في الجبهة ..هو ورفيق دربه أبو همام الشرقي رحمه الله...
دخلت عليه ذات ليلة في الخندق الخلفي للجبهة ...فرأيته منتصبا قائما يصلي لله....
الخشوع والخضوع والبكاء ....والطمأنينة تلحظها كلها عليه رحمه الله...
فرسان في النهار .....رهبان في الليل......صوام قوام من عباد الله الصالحين ....
أتت المعارك الكبيرة في عام 1995م الفتح المبين والكرامة وبدر البوسنة.....
وأكرمه الله بالمشاركة فيها....فكانت له الصولات والجولات.....
وحينما تقدم المسلمون الى مدينة دوبوي الصربية ...وكانت مدينة كبيرة وإذا سقطت فهي السد المنيع للصرب فلا سد بعده ....
وحاصر المجاهدون المدينة ووضعوا الخطط لاقتحامها سمع الصرب بذلك ففروا مذعورين من المدينة وهي مدينة كبيرة وتركوا كل شي خلفهم....
فلما علم بذلك أعداء الله البريطانيين والفرنسيين والأمريكان أعلنوها صراحة دون حياء....
لن نسمح للجيش البوسنوي بدخول المدينة مع العلم انها للمسلمين في الأصل....
واتت الأوامر بإيقاف المعارك والأمر للرؤساء بالحضور إلى أمريكا لتوقيع اتفاقية دايتون...
وفعلا توقفت المعارك وهدأت الجبهات ...وانقذوا الصرب من الهلاك.....
عندها اجتمع الشيخ أنور شعبان رحمه الله بقيادات المجاهدين في الكتيبة وتشاورا ماذا يفعلون في المرحلة المقبلة....
وأرادوا العبور من زافيدوفيتش الى زينيتسا عبر مدينة جيبتشا الكرواتيه وكانت الثلوج تغطي المكان...وهذا هو الطريق الوحيد وكان الجيش البوسنوي يمر عبر هذا الطريق بموجب اتفاق مع الكروات...فطلب المجاهدون من الجيش ان يعبروا ورتبوا لهم مع الكروات...
وصلت الأخبار إلى الأمريكان والكروات فأرسلوا قوات خاصة كرواتيه أتوا بها من مناطق بعيده..
واخذوا موقعا لهم تحت الجسر....وكمنوا للمجاهدين....
وحين مر المجاهدون بسيارتهم خرج لهم الكروات بكمين محكم وأمطروا سيارتهم بوابل من الرصاص...
حتى قتلوا كلهم...الشيخ أنور شعبان وأبو زياد وأبو همام وأبو حمزة الجزائري....
واقترب الكروات من سيارتهم وأطلقوا طلقات عليهم من قريب أمعانا في الحقد عليهم...
وهكذا قتل أبو زياد رحمة الله عليه وتقبله الله ..
اللهم اغفر لهم وارحمهم وتقبل منهم....
فوداعا أبي زياد.....
وداعا ظافر...

قاله وكتبه/ م. حمد القطري
qatari93@hotmail.com