من قصص الشهداء العرب
أبو الشهيد الشرقي (كردستان)    ..
69


 من قصص الشهداء العرب ...
أبو الشهيد الشرقي.....
سهيل بن جاسم السهلي.....
من أهل ارض الحرمين ........
من شباب هذه الأمة الصالحين والمخلصين ......
ولا نزكي على الله أحدا......
نشأ نشأة صالحه بين والدين صالحين ربوه على الصلاح والطاعة......
يسر الله له الذهاب إلى الجهاد.....
فكانت أول ارض وطأتها قدماه للجهاد هي ارض طاجكستان .....
واجه المشاكل والصعوبات في الطريق إلى طاجكستان....
وصل إلى هناك وكان صغيرا في السن....
يتميز بروحه المرحة ....
وحركته ونشاطه وطيبة قلبه وقدر لا بأس به من العلم الشرعي....
التحق بمجموعة يعقوب البحر تقبله الله .....
أصيب هناك بإصابة أفقدته النظر .....
ونقل إلى فارياب حسب ما اذكر وكان إخوانه الى جانبه يرافقونه.....
اشار احد الطاجيكيين بعلاج معين يبدأه بشرب اللبن يوميا على الريق في الصباح الباكر....
ومع الدعاء والرقية الشرعية والأخذ بالأسباب .....
يسر الله له وأكرمه برجوع النظر إلى عينيه خلال أيام بسيطة.....
رجع من طاجكستان الى السعودية لرؤية والدته المريضة .....
مكث عندها فترة واذ بالصائح يصيح يا خيل الله اركبي إلى البوسنة....
وفعلا طار إلى هناك وواجه الصعوبات والمشقات حتى دخل إلى البوسنة......
وصل إلينا هناك ولا انسى فرحي بقدومه لسابق معرفة فيه....
تجاذبت معه أطراف الحديث فوجدته اشد حماسة من الأول ......
مشتاقا إلى الشهادة في سبيل الله راجيا لها......
مكث في البوسنة فترة مرابطا وداعية إلى الله بين البوسنويين ....
بعد انتهاء القتال في البوسنة عاد إلى السعودية ....
واحتجز عند امن الدولة هناك فترة من الزمن....
توفيت خلالها والدته رحمها الله وهو صابرا في السجن ......
خرج من السجن واذ به يسمع صيحة أخرى في بلاد الشيشان......
لله دره فوالله لا ارى فيه الا مصداق لحديث الرسول عليه السلام...
..( ...من خير معاش الناس رجل آخذ بعنان فرسه كلما سمع هيعة او صيحة في سبيل الله طار إليها....
لماذا يطير؟؟؟؟؟......
..(...يبتغي القتل والموت مضانه..)........او كما قال عليه السلام ....
ولا نزكي على الله أحدا.....
سافر إلى الشيشان عن طريق اذربيجان......
وكان لابد من ان يهرب الشخص الى الشيشان تهريبا لعدم وجود الطريق.....
وكان طريق التهريب يمر من خلال داغستان.....
رتب له المجاهدون الشيشان دليلا له ولاحد رفاقه لدخول الشيشان عبر داغستان.......
وفعلا بدأوا التحرك صوب داغستان ......
وبينما هم يمشون مع دليلهم الداغستاني اذ به يفقد الطريق......
وأصبح لا يعرف اين يذهب.....
وبينما هم سائرون في الليل وفي ظلام دامس وبرد قارس....
انحدروا من مرتفع بسيط حتى وصلوا إلى جذوع أشجار وأغصان....
وما ان ازاحوها واذ بهم يواجهون جندي روسي في نقطة تفتيش روسيه.....
فهرب الدليل من جهة وابو الشهيد من جهة ومعه صاحبه العربي.....
هاموا على وجوههم لا يعرفون اين هم ولا الى أي طريق سائرون.....
قطعوا الجبال العالية والقرى الكثيرة وهم يمشون.....
أهلكهم الجوع والعطش والتعب.....
حتى يسر الله الرجوع الى باكو.....
ورتبوا أمورهم مرة أخرى ووفقهم الله في الدخول الى الشيشان.....
لم تثنهم الصعاب والعقبات والتيه عن المواصلة الى ارض الجهاد....
الله اكبر تحملوا كل شئ ...
تركوا الراحة والدعة والمال والأمن والأهل والأصحاب وذهبوا إلى الموت والخوف والمجهول....
لا حرم الله اجر كل مجاهد أجره.....
وصل إلى ارض الشيشان وكان بها طالب علم يدرس الشيشانيين أمور دينهم......
أحبه القائد خطاب ويعقوب وابو الوليد وحكيم وكل الاخوة هناك ......
لمن أراد ان ينظر الى صورته تجدها في شريط فيديو عشاق الشهادة......
بداية الشريط مع نشيد الفجر الباسم قادم ...
تجدوا حفلة زفاف أخينا حكيم المدني رحمه الله وهو باللبس العسكري المموه بالأزرق...
وبجانبه اخ على يساره هذا هو ابو الشهيد تقبله الله ....
رجع بعدها إلى السعودية .....
بعدها احتجز عند امن الدولة خمس سنوات طوال عجاف ...
ذاق بها الأمرين من تعذيب وكسر للمعنويات وإرهاق لروحه .....
كتب الله له الخروج من السجن فسافرت إليه من الدوحة وباركت له بالخروج....
فوجدته جبلا شهما وكأنه قادم من جبهة قتال وليس من سجن؟؟؟؟؟
المعنويات مرتفع والثبات على المنهج ومازال يردد كلمته نسأل الله الشهادة....
بدأت أحداث العراق وأنى للشهم الأسد الجلوس في أعطاف المعين......
حزم حقائبه وطار إلى ارض كردستان....
فرح به المجاهدون هناك لما له من شأن عظيم...
وخبرة طويلة في الجهاد وقبول من الله للناس ولا نزكي على الله احدا.....
واختاروه بالإجماع أميرا على الأنصار العرب هناك......
وفي احد المعارك مع الصليبيين والمنافقين من البشمركه......
كان واقفا كالأسد يقتنص الفريسة .....
واذا بطلقة قناصة تصيبه في جبهته المباركة التي طالما سجدت لله والواحد الأحد.....
خر بعدها شهيدا صريعا في سبيل الله ......
وانتشرت رائحة المسك تعبق بالمكان وقد شمها كل من كان عنده هناك......
وبهذا تطوى صفحة من صفحات المجاهد التقي ولا نزكي على الله احدا......
فويل لمن آذوه وعذبوه ....
واخص منهم شخصا كان يكثر من الدعاء عليه ويوصي كل من يقابله بالدعاء عليه.....
وكان يتوعده في الآخرة عند الله ......
فأبلغوا هذا الحقير المدعو مبارك ......... جلاد سجن الرويس .....
بالخسران في الدنيا والآخرة ان شاء الله .....
ووداعا سهيل.....
فقد أديت ما عليك ونشهد الله على صلاحك وحبك للشهادة....
ولنا ملتقى في الجنة بإذن الله ....
سلام عليك يا ابا الشهيد الشرقي.....

قاله وكتبه/ م. حمد القطري
qatari@islam-online.net

الصفحة الرئيسة