من قصص الشهداء العرب في البوسنه والهرسك
أبو عبدالرحمن الكويتي ( خلد العتيبي ) 7


يقول احد السلف والله اننا لنرى رجالا نحبهم في الله فنزداد ثباتا وإيمانا برؤيتهم أيام ، واخونا ابو عبدالرحمن رحمه الله من اولئك الرجال ولا نزكي على الله احدا تعلو محياه ابتسامة عفويه ونور وجه له اشراقة مميزه ولا يختلف في شكل وجهه عن رفيق دربه ابومعاذ الكويتي رحمه الله سمع بالجهاد في ارض البوسنة والهرسك فتتبع الأخبار واخذ يسأل عن الطريق الى نصرة اخوانه البوسنويون في بلدهم وتقديم روحه الزكيه رخيصة في سبيل الله ويبيعها في سوق قال الله عنه {ان الله اشترى من المؤمنين انفسهم واموالهم بأن لهم الجنه} وصل رحمه الله الى  البوسنه والهرسك في بداية شهر شعبان لعام 1415هـ والتحق بكتيبة المجاهدين فكان نعم الرجل بأخلاقه وتعامله وايثاره وذلته لاخوانه ، واذا سألت عن عبادته فهو من اصحاب قيام الليل واذا سألت عن صيامه فلا يترك الاثنين والخميس واشترك رحمه الله في عملية جبل فلاشيج التي قتل فيها ابو عبدالله الشرقي رحمه الله واشترك بما بعدها من معارك حول مدينة ترافنيك
وفي احدى المعارك في ليلة عرفه لعام 1415هـ اصيب رحمه الله في رأسه وكتفه وكان فرحا جدا مسرورا بالاصابه لأنها ختم للشهاده وموعودا لقول النبي عليه السلام {مامن مكلوم يكلم في سبيل الله والله اعلم بمن يكلم في سبيله الا اتى يوم القيامة وكلمه يدمي الريح ريح المسك واللون لون الدم).
واصل رحمه الله مشواره في بلاد البلقان حتى انتهى القتال فرجع الى الكويت وبعدها بفتره سمع عن اخبار الشيشان وطلب اخوانه المسلمين للنصره فأعد نفسه للذود عن اخوانه والدفاع عن حرمات المسلمين في ذلك البلد ثم بعد جهد جهيد استطاع دخول الشيشان قبل الحرب الثانيه بشهرين ، كان القائد المعروف ابن الخطاب مع مجموعته قد توغلوا في ارض داغستان فااستطاع الروس ان يحاصروا الخطاب ومجموعته حتى ان الروس اخذوا ينادون على ابن الخطاب ومن معه ان يسلموا انفسهم وبينما الحصار في اشده تقدم نائب الخطاب حكيم المدني رحمه الله وكان ابو عبدالرحمن نائبه وقاتلوا قتال الأبطال حتى استطاعوا ان يفتحوا ثغره من العدو ليتسلل الخطاب ومجموعته من خلالها الى خارج الحصار وبينما يهم حكيم المدني ومجموعته بالرجوع الى جبال الشيشان اذ كمن الروس لهم في قمة الجبل بإنزال سريع عملوه فدارت معركة قويه بينهما انتهت بفوز جند الرحمن على عدوهم واخذ حكيم المدني بتفقد القتلى من الروس واذ بأحدهم لم يمت وحينما ابتعد حكيم عنه ظانا منه انه قد مات ارتفع الخبيث وسدد رصاص الغدر في الظهر فقتل حكيم رحمه الله ثم قتل الشباب ذلك العلج واستلم الامارة من بعده ابو عبدالرحمن وتقدم باتجاه القمه فإذا برصاص قناصه قد اصابته مع رأسه فقتل رحمه الله على الفور ، وهكذا تقدم الكويت الليوث رحمهم الله وفقدت احد ابنائها البرره فرحم الله ابا عبدالرحمن واسكنه فسيح جناته وأبدل الامه بخير منه فلقد تعب وبحث عن الشهادة حتى ظفر بها ولا نزكي على الله احدا ، والحق برفيق دربك ابو محمد الكويتي رحمه الله..

من قصص الشهداء العرب في البوسنه والهرسك
ابو مصعب الطائفي ( سمير الثبيتي العتيبي ) 8

حمد القطري

الصفحة الرئيسة