اطبع هذه الصفحة

http://www.saaid.net/Doat/hamza/14.htm?print_it=1

كرسي الوزارة..!

د.حمزة بن فايع الفتحي


تهنئة للسادة الوزراء بالثقة الملكية، ورسالة شاعرية أخوية فاضت بلا ترتيب او تدقيق، اسأل المولى لهم التوفيق والنجاح، وان يحفظ هذا البلد الميمون وقادته، ويديم عليه وحدته وأمنه ....

كرسي يدورُ ودارتِ الأصحابُ// تهفو إليك وأَمّك الأحبابُ
ويباركون وصولَكم ونهوضَكم// فلقد يَطيب الوصلُ والأنسابُ
وارتجّت الآفاقُ من نبأ غدا// انت الحديث وصورةٌ وجوابُ
والتهنئاتُ تكاثرت وتلعثَمت// منها اللسان وزادت الأطيابُ
قد كُنتَ تمشي لا سؤالَ ولا سنَى// والآن إشعاعٌ لكم وحِجابُ!
والمعجَبون جماهرٌ ومعالمٌ // وتمَلينوا وتسابق الكُتابُ
قالوا الوزيرُ ورحلةٌ، ومشارعٌ// مستقبِلٌ ومغادر وإيابُ
فاحذر صديقي ان تكونَ مخدَّرا// او معجباً فتنالك الأوصابُ
وتعيش في كهف التعاسة// لم يقم ذاك المنار وتورق الاعنابُ!
فالمنزل المرموق تاجُ أمانة// لا منظرٌ ومراتب ورِضابُ
والكرسي إن دارت بكم أنسامُه// فلَقد يدور الغمُ والأتعابُ
والمشلحُ المرموق ليس مُذهّبا// إن غادر الانتاجُ والإيجابُ
فاغرِس لهم مغروسةً تحتيةً // كي يُحمدَ الغراسُ والوثابُ
واتركْ نميراً بعدكم وجداولا// كي تنعمَ الوُرادُ والأهدابُ
لا معنى للكرسيْ الوثير اذا غدت// ألحانه سوأى وعمّ خرابُ
لا معنى للكرسيْ الوسيع وظهرُه// متفيهق وخيوطه الأشنابُ
لا يقضي للشعب الكريم حوائجا//ويسوقه التأخيرُ والتصلابُ
عُقدٌ به في رأيهِ وكفاحه// فمتى ترنّ النخل والأعشابُ
ومتى تطير مع الوعود هناءةّ// وتفرّخ الآمالُ والاسبابُ
ويفيئ في الوطن الكبير رواحل// صُبِرت فلا دفء ولا اقتابُ
كلُّ الكلام عجاجةٌ منثورة// الا الفعالَ وجوهر ينساب
حسنُ الوزارة قوةٌ وأمانة // هيا انطلق وتقدّم الجوّابُ
وتقدم الفردُ الفعولُ وأورقت// كلماته والفأل والإطناب
من ذا يصدق عاملا مترددًا// لا يستنير ورأيه الاضراب
وشؤونه في مظهرٍ ووجاهةٍ// او ما يُفيق العاقل الأوابُ ؟!
من يبصرِ الدنيا تدور بمن هوَى// وتهاوت الأوهام والأنيابُ
وتهاوى قاتلً و فكرةٍ وعزيمةٍ// لم يرعوِ والجهل والكذابُ
لم يبصر الكونَ العجيبَ مدارسا// او عبرةً فيفكر الغلابُ
والله غالبُ ظالمٍ ومعطلٍ// لا يهتدي وحداؤه التقلابُ
والله موهنُ كائد متربصٍ// وله من البطش الشديد عقابُ
دنيا الوزارة أنجمٌ وقوارع// هيا اتقد ليسودَنا الإعجابُ
واجعل نضالك قفزةً ذهبية// وتقدماً كي يزهو الأعرابُ
ما زال في العرب الكرام تخلفٌ// فمتى يكون الفتح والإنجابُ؟!
ومتى يطل على الأعارب انفسٌ// وهاجة ومباهج وقبابُ
ومتى نرى الغربيَ في بلداتنا//متعلماً وتحفنا الأغراب؟!
ومتى تكون بلادنا كحدائقٍ //مخضرة والترب والأخشابُ؟!
هذي الحياة تحرك وتسابق// أين الكماة الصُدقُ والأنجابُ
فالغرب ما صنع الحياةَ بلونه// لكنّ عزمهم له أبوابُ
فاكسر متاريس التخلف واهتبل// إن الزمان تسارع وضرابُ
عش يا وزير بعزمةٍ حيوية// فالموت لا مجد له ونصابُ
واذكر مصيرك للإله فإنما// ذاك البلاء وربنا الوهابُ
واجعل وزارتَنا نموذجَ مَعلمٍ// ترنو لها الآنام والاحقابُ

١٤٣٦/٤/١١

 

د.حمزة الفتحي
  • المقالات
  • رسائل رمضانية
  • الكتب
  • القصائد
  • قراءة نقدية
  • الصفحة الرئيسية