اطبع هذه الصفحة

http://www.saaid.net/Doat/hamza/152.htm?print_it=1

قراءة نقدية لكتاب (ما بعد الصحوة ) للأستاذ الغذامي...!
النقد الذاتي الصحوي.(١٩)

د.حمزة بن فايع الفتحي
@hamzahf10000


قراءة نقدية لكتاب (ما بعد الصحوة ) للأستاذ الغذامي...! وقفات أولية ....[١]
قراءة نقدية لكتاب (ما بعد الصحوة ) للأستاذ الغذامي...! أفكار الصحوة...! [2]
قراءة نقدية لكتاب (ما بعد الصحوة ) للأستاذ الغذامي...! التدين وصحوة التدين...! [3]
قراءة نقدية لكتاب (ما بعد الصحوة ) للأستاذ الغذامي...! أثر الصحوة الاسلامية.. [4]
قراءة نقدية لكتاب (ما بعد الصحوة ) للأستاذ الغذامي...! الرموز شكلا ومضمونا...! [5]
القراءة النقدية لكتاب الاستاذ الغذامي (٦) فضاء تويتر أم النت،،،؟!
قراءة نقدية لكتاب (ما بعد الصحوة ) للأستاذ الغذامي...! الموقف من الحداثة..!(٧)
قراءة نقدية لكتاب (ما بعد الصحوة ) للأستاذ الغذامي...! الصحوة الفكرية...!(٨)
قراءة نقدية لكتاب (ما بعد الصحوة ) للأستاذ الغذامي...! مزايا الصحوة المحلية (٩)
قراءة نقدية لكتاب (ما بعد الصحوة ) للأستاذ الغذامي...! اللحية التجديدية أو الثقافية (١٠)
قراءة نقدية لكتاب (ما بعد الصحوة ) للأستاذ الغذامي...! حلم الناصرية العروبية..(١١)
قراءة نقدية لكتاب (ما بعد الصحوة ) للأستاذ الغذامي...! المفتاح المنهجي النقدي.(١٢)
قراءة نقدية لكتاب (ما بعد الصحوة ) للأستاذ الغذامي...! الصحوة ظرف ثقافي (١٣)
قراءة نقدية لكتاب (ما بعد الصحوة ) للأستاذ الغذامي...! خطاب الشريط الإسلامي (١٤)
قراءة نقدية لكتاب (ما بعد الصحوة ) للأستاذ الغذامي...! حكاية الصحوة (١٥)
قراءة نقدية لكتاب (ما بعد الصحوة ) للأستاذ الغذامي...! الحراك النسوي عام ٩٠م (١٦)
قراءة نقدية لكتاب (ما بعد الصحوة ) للأستاذ الغذامي...! الحجاب شريعة وهوية ( ١٧)
قراءة نقدية لكتاب (ما بعد الصحوة ) للأستاذ الغذامي...! مفاهيم جديدة للاحتساب (١٨)

دائماً ما ينتقد المؤلف الصحوة بأنها قصرت في( النقد الذاتي ) ولم تمارسه، ويتهمها بالمراهقة الفكرية، وهذا راجع الى تصوره الجزئي والنظر القاصر عن التفكير الصحوي والحَراك الإسلامي المحلي، -رغم أنه مثل- نقديا -في ص ( ١٢٣،١٢٤) بصنيع الشيخ القرضاوي والدكتور محمد الحضيف ومشاركته في برنامج (حراك ) على قناة فور شباب، مع المؤلف - والذي كان من أسبابه كما أشير إلى بعضها سابقا :

١/ عدم اطلاعه على إنتاج رموز الصحوة فالشيخ الفاضل العودة تحدث عن ذلك وأخرج محاضرات سيارة منها : لماذا نخاف من النقد- خلل في التفكير- الصحوة ما لها وما عليها- مراجعات - الحيل النفسية - فقه إنكار المنكر- يا شباب- حوار السيرة الذاتية- والذي أعدته تسجيلات التقوى مشكورة، بريادة د. العشماوي، ( حسان الصحوة )وغيرها مما هو معالجة لقضية النقد الداخلي، وعدم إصباغ هالة القداسة عليها..!
نعم كانت هنالك ممارسات خاطئة استقوت فيه الصحوة بتراثها وقوة مبادئها وحشودها، ودينونة البلاد، ولكنها في النهاية كانت ترجع وتتراجع بسبب المسحة العلمية المتلفعة بها، وهو ما لم يكن لا في الحركة التبليغية ولا الجهيمانية...!
وهذه من أخطاء الكتاب الفادحة، فَلَو استمع لتلكم الأشرطة الدقيقة المركزة، لألغى كثيرا من النتائج التي انتهى إليها،،،! ولكنه اعتمد على رؤيته البعيدة المتباعدة، وكتيبات محدودة التوصيف ، وعدم مماسة ميدانية، كما شُرح سابقا...!

٢/ تطور الصراع الإسلامي الحداثي لا سيما في المناسبات الأدبية ، وبروز جيل الشباب المتحمس والتي اعتقد المؤلف أنها حاكمة على تصرفات الفقيه الصحوي والعالم الرسمي ، وأن تلك الحشود كانت تزم تحركات الرمز الصحوي حقا كان أو باطلا...!

٣/ المقدمات الخاطئة في التصور المبدئي، والقائم على على الخلط بين الدين والتدين، وأن حراك الصحوة العام ما ينبغي جعله مقدسا،وإن ادَّعاه بعض الجهلة، فيفرق بين الدين وحامله، والإسلام ومتبعه، لأن الأفعال يكتنفها الخطأ ولا ينفك منها بشر مهما علا قدره، وتصاعدت مكانته.!!

٤/ أشاد المؤلف بنظرية القرضاوي التعايشية واعتبرها نوعا من الرشد المتأخر والذي وعته الصحوة وكان مفقودا عنها، ص (١٢٥) تحت عنوان (نظرية الآخر مقابل الذات ) : ( إذا كانت اشتراكية معتدلة واشتراكية تؤمن بالحريات وتؤمن بحق الشعوب وتؤمن بحقوق الانسان، نحن نتعاون معها، ونتعاون حتى مع العلمانية المعتدلة...)
وعد هذا نوعا من الارتقاء الفكري والتعددية الثقافية والتي انتهجتها الصحوة بعد مرحلة المراهقة الفكرية اللاهبة...!
وهنا ملحوظات على هذا التقرير :
- أعتقد أن العلامة القرضاوي قصد بالتعاون مع هؤلاء في مسألة البرلمانات المختلفة والتي بالتعاون والتحالف السياسي تدفع شيئا من الظلم وتوقف عجلة الاستبداد عند حدها، فهو بالتالي يقصد الدول العلمانية، كبلده وتونس والمغرب والجزائر والكويت، لأنها قائمة على النظم العلمانية وبعضها الغاية في التطرّف،،،! بينما الوضع في الحالة السعودية معاكسا، لتبني الدولة للنهج الإسلامي ومجاهرتها بذلك، ودفعها لكل القيم الأجنبية،،،،!فيريد المؤلف هنا مخاتلة القارئ بأن كلام القرضاوي قد يصدق على الوضع السعودي وهذا منتفٍ، للمغايرة والاختلاف...!

٥/ قانون الاعتدال في الرؤية والسلوك والعلاقات العامة :
هو ما يختاره المؤلف للصحوة ولكل الحركات الاجتماعية، ونحن نقول إن الصحوة في الجملة مارست الاعتدال ولم تخل من تطرف، ولم تكن متطرفة مطلقا وخلت من الاعتدال...!
ولا أدل على ذلك من إشادة العلامة ابن باز رحمه الله بجهود الوزير القصيبي الصحية، رغم تطرف الوزير ضد رموزها ومحاولة استعداء الدولة عليهم، وكتابة عدة كتب في ذلك، لم يُعرها أقطاب الصحوة أدنى اهتمام، وطار بها خصوم الصحوة ووُلدت ميتة، ولم تأخذ زخما شعبيا...!
وتعاملوا معها بالصمت المطبق وبالبشر الحسن، والتجاهل الذكي، فأسلموا قلوبهن وألسنتهم ،كمنهج الشافعي مع أهل الخصومات:
لما عفوتُ ولم أحقد على أحدٍ//. أرحتُ نفسي من هم العداواتِ
إني أُحيّي عدوي عند رؤيته // لأدفعَ الشر عني بالتحيات
وأظهر البشر للإنسان أُبغضه// كما إن قد حشى قلبي موداتِ
ومن صور اعتدال الصحوة:
- لم تكن تكفيرية غالية، وتعويلها على مشايخ السلفية العلميين .
- رفضها مقاومة الأنظمة بالعنف، فلم تجنح مثلا لفعائل تنظيم القاعدة...!
- مشاركة إسلاميين في بلدانهم وتحالفهم مع أحزاب علمانية، ولابن باز فتاوى مشهورة في ذلك ما دام القصد الإصلاح ودفع شيء من الظلم، والرفض الداخلي للحكم الجاهلي الطاغوتي، والتمكين للحكم الشرعي....!
ومع رفضهم لذلك استثنوا بعض الحالات المشار إليها آنفا ، ففي فتاوى اللجنة الدائمة : ( .....إلا إذا كان من رشح نفسه من المسلمين ومن ينتخبون يرجون بالدخول في ذلك أن يصلوا بذلك إلى تحويل الحكم إلى العمل بشريعة الإسلام ، واتخذوا ذلك وسيلة إلى التغلب على نظام الحكم ، على ألا يعمل من رشح نفسه بعد تمام الدخول إلا في مناصب لا تتنافى مع الشريعة الإسلامية) . انظر " فتاوى اللجنة الدائمة " ( 23 / 406 ، 407 )
- دعمهم الجهاد الأفغاني والبوسني برغم وجود البدع في تلكم المناطق، والتماهي مع السياق بلا تعقيد أو تحريج ، وإدراكهم دخول الأمريكان على الخط للمصلحة من الدب الروسي، والتعجيل بإضعافه أو إسقاطه وهو ما حصل لاحقا، فكان سقوط الاتحاد السوفياتي من نتائح الجهاد الأفغاني، واستبشرت به جميع الفرق...!

٦/ العجيب أنه يطالب الصحوة برعاية حقوق الفرد والشعوب وحماية الحريات ولا يطالب الأنظمة والمجتمع بذلك،،،!
ولكأنه بدون الصحوة يرفل في حدائق الحرية ويستنشق أريج التحرر والانطلاق،،،! أو أن خروج الصحوة من المشهد سيوفر ذلك بسهولة،،،،!
ونسي أن القمع الفكري والإقصاء الثقافي كان ضاربا بقوة، وهم حتى في ملاحقهم الأدبية والصحفية أقصوا إخوانهم في المشرب الفكري فضلا عن الاتجاه الإسلامي والذي يعاني من الإقصاء إلى هذه الساعة،،،،؟!
فعن أية حرية يتحدث الدكتور،،،! وعنده الإقصاء، وفيه إخوته وزمرته...!
والإسلاميون المستكتبون الآن في بعض الصحف موجهون لقضايا خاصة، ومقص الرقيب والقمع يطاردهم والأدلة على ذلك كثيرة...!
ولولا ما منّ الله علينا من بزوغ النت وتفجراتها، كنّا لم نستطع إيصال صوتنا وكتابة مثل هذه الردود والتي نُشرت بحمدالله تعالى في (شبكة صيد الفوائد) وموقع (الإسلام اليوم) و(محايل الالكترونية)، وقد أُرسلت لبعض الصحف الالكترونية فترددوا وجبنوا...!!
وصحيفة عسير نيوز نشرت ردين، ثم أحجمت بعد ذلك، ولم تخطرني بشيء...!!
أما الورقية فدونها خرق القتاد، والله المستعان، وعليه التكلان...!

٧/ موضوع سد الذرائع، والذي انتقده ودندن حوله لابد له من تجلية هنا...:
يقول مثلا ص (٢) ( والصحوة ارتكبت أخطاءها.... وصار هذا عبر المبالغة في توظيف مقولة سد الذرائع وتميل إلى أخذ أصعب الخيارات في أي مسألة دينية خلافية، مثل حجاب المرأة وقيادة السيارة، ومسألة النظريات الثقافية العصرية كالحادثة.... وإن فتحها يفتح ثغرات على الإسلام، يدخل منها التغريب والعلمنة......) باختصار .

وهنا تعليقات مهمة :
١/ حقيقة سد الذرائع : لغة هي الوسيلة والسبب إلى شيء ، واصطلاحا هي ( حَسم مَادةِ وسائِلِ الْفَسادِ دَفعا لَهَا، فمتى كَان الفعل السالِم عَن المفسَدَةِ وسيلَة لِلْمفسدَة منعنا من ذلك الفعل). ( أنوار البريق ٣/٤٥)
وقال الإمام القَرافي رحمه الله : (الوسيلة إلى أفضل المقاصد أفضل الوسائل، وإلى أقبح المقاصد أقبح الوسائل، وإلى ما هو متوسط متوسطة )( التنقيح ص ٤٤٩) .
وهي قاعدة شرعية نفيسة وليست مقولة كما يقال..!

وقال ابن القيم - رحمه الله : ( باب سد الذرائع أحد أرباع التكليف، فإنه أمر ونهي، والأمر نوعان: أحدهما: مقصود لنفسه، والثاني وسيلة إلى المقصود، والنهي نوعان: أحدهما: ما يكون المنهي عنه مفسدة في نفسه، الثاني ما يكون وسيلة إلى المفسدة ، فصار الذرائع المفضية إلى الحرام أحد أرباع الدين ).
وقد أخذ بها غالب الفقهاء واشتهر بها المالكية رحم الله الجميع يقول الامام الشاطبي رحمه الله : ( قاعدة الذرائع متفق على اعتبارها في الجملة ، وإنما الخلاف في أمر آخر ..... ) " قواعد الوسائل " (ص/371-372) .
وقال الشيخ مصطفى مخدوم :
( وبتحرير محل الخلاف يتضح لنا : أن أصل سد الذرائع متفق عليه ، ومعمول به في الجملة ، وإنما وقع الخلاف في بعض أنواعه ، وفي بعض الفروع الفقهية التي تتفاوت فيها قوة وقوع المفسدة ، وظهور القصد إليها).
والأصل فيه قول الله تعالى (( ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عَدوا بغير علم )) سورة الأنعام .
فحرّم سب آلهتهم لئلا يقعوا في المحظور الأعظم وهو سب الله تعالى.
ومن أمثلتها المشهورة :(( ولا يضربن بأرجُلهن ليُعلم ما يُخفين من زينتهن ))سورة النور.
فمنع ضرب القدمين وهو جائز في ذاته لئلا يفضي لسماع ذلك عند الرجال فتقع الفتنة..!
- والنهي عن قتل المنافقين لئلا يفضي إلى تنفير الناس عن الإسلام .
- وكقطع الفاروق عمر شجرة (بيعة الرضوان) لئلا يُتبرك بها فيقع الغلو في الدين .
- وكالنهي عن سفر المرأة بلا محرم.

والأمثلة هنا كثيرة، ولكننا نتعجب من محاولة المؤلف تشويهها بالنسبة ( لقضيتي الحجاب والسيارة للمرأة )، وأن المطلوب فقها وواقعا هنا فتح الذرائع لا سدها ،وخفي عليه الآتي :
١/ الحجاب فرض شرعي وليس سنة أو مباحا، فالستر مطلوب وهو غاية الإسلام في حفظ المرأة وصيانتها من الابتزاز ، إلا اذا قصد النقاب فهذا الذي وقع فيه الخلاف والراجح وجوبه لا استحبابه لحديث (( ولا تنتقب المرأة المحرمة )) رواه البخاري في الصحيح . وفي القرآن الكريم (( يُدْنِين عليهن من جلاليبهن )) وفسر الإدناء عند الأكثر بأنه تغطية الوجه، وصوبه القرطبي رحم الله الجميع .
وستر الوجه لم يفوت مصالح للمرأة ، بل تعلمت المرأة وابتاعت وباعت، وتزوجت وأتمت تعليمها ولم تنزع نقابها، وسافرن للخارج ونجحت التجربة إلا ما كان مؤخراً من استعداء كل مظاهر الإسلام .
والعلماء الذين رخصوا في كشف الوجه خصوا ما لم تكن فائقة الجمال، أو حال غلبة الفساق والفساد، كهذه الأزمنة وما حصل من اشتداد فتنة النساء .!
وأي مصلحة أو ذريعة ترجى الآن من كشف المرأة وجهها،؟! يقول بعضهم: لن تتزوج ويضيق نفَسها، ويتصبب العرق من جراء الاختناق،،،! ونقول: ها هي المملكة في اختيار أغلبي عام بوجوب النقاب، ولم تحصل توابع ذاك بحمدالله تعالى . والزواج ماشٍ والنساء يتعلمن منتقبات، ويسافرن، وتخرج لقضاء الحاجة ولم تثبت حالة واحدة في شناعة النقاب عليهن والله الموفق.
وأما سد الذريعة في قيادة السيارة فبالنظر الشرعي والعقلي، ما يفتح من أبواب الشر في مجتمعنا أعظم مما يغلق من المصالح بسببه..! فهي وإن تعطلت مصالحها أو ركبت مع أجنبي، أو شق عليها انعدام المحرم، فإنها تسلم:
- الابتزاز والاستفراد .
- الحفاظ على أنوثتها وعدم التمرد المنزلي .
- خطورة السفر بلا محرم.
- تربية الأبناء والاهتمام بزوجها وعائلها.
- العلاقات المحرمة .
وفي النهاية لا تزال هذه المسالة اجتهادية ولم يقنع المجتمع المحلي لجدواها لسوء نوايا دعاتها، وإن ترخص فيها بعض الشرعيين، فلا يزال البلد غير مطمئن ويخشى عواقب الاتساع في ذلك، مع ما قد يسببه من ازدحام وكثرة السيارات في بلاد تعج بالحوادث المرتفعة سنويا في نطاق الذكور، فكيف بدخول الإناث، وقد نوقشت سابقا، ونقلنا خلاصة رأي الأستاذ السكران، وأنه لامانع تنزلا، إذا توفرت المنظومة الأخلاقية المجتمعية، والله الموفق والمعين .
- أما قضية الحداثة والعلمنة: فدائما يعود لتسطيحها والتخفيف من شرها، ولكأن مصر وبلاد الشام والمغرب ولبنان نعمت بالتطور العلماني وأحرزت خطوات مدنية وعلمية راقية...!
- وهذا شيء عجيب ومدهش..!
ولقد كانت الحداثة والعلمانية خطرين لابد من التصدي لهم،،!
وهل أخطأت الصحوة السبيل، لم يفسر ذاك وعجز عن تقديم تعريف مقنع للحداثة والتي أفحش نقدا للشيخ عوض من أجلها، ولم يقدم تعريفا لائقا منذ نحو أكثر من عقدين من الزمان، واكتفى بعبارة تلفزيونية قالها، أنها ( التجديد الواعي ) كما تقدم بيان ذلك...!
وحداثتهم تبدو في الأمور التالية :
- إباحة كشف الوجه (السفور) والاختلاط بدعوى فتح الذرائع وما خير بين اثنين إلا اختار الأيسر .
- تجويز قيادة السيارة للمرأة، وبالتالي سفرها ونزع قوامة الرجل .
- تمييع كثير من القضايا الشرعية ورد الحلال والحرام للأيسر المخفف .
- التوسع في مفهوم التعددية الثقافية بلا تفصيل، وهل ذاك في الإطار الإسلامي أم يتعداه ؟! .
- توسيع معاني الحرية، والتخلص من رقابة الناصح والداعية ( الهيئة )
- تجاوز شخصية بلاد الحرمين المحافظة وجرها لممارسات غربية وشرعنة قوانين ونظم لا تتناغم والنسق الإسلامي .
- زحزحة العمق السلفي عن المملكة، والذي يتمحور في النص والتراث، ويقفو فهم السلف الصالح .
- تحميل السلفية كل تأخر وجمود، وجعلها أيقونة التحجر والتعويق الحضاري .
- إعمال العقلانية في كل شيء بلا استثناء، بما في ذلك القضايا القطعية وأصول الإسلام، وأنها كلها على مشرحة النقد العلمي بتصورهم .
- تغييب مركزية الدين من الواقع الاجتماعي والسياسي، عند من يسمح به بشكل قشور ومناسبات، ومنهم من يرى ويتمنى تغييبه بالكامل ..!
وكلاهما بكل أسف يستنجد به في الأزمات كما فعل عبد الناصر المصري سنة (٥٦) م، وخطب من الجامع الأزهر لمواجهة العدوان الثلاثي، وكذلك صدام حسين في العراق، في أزمة الخليج، بل غير العلم العراقي إلى ( الله أكبر) ووهم المؤلف هنا وقال كلمة التوحيد، وأتوقع أنه سبق قلم. ص(٥١).
- يعتقدون أن التفاعل مع الغرب بخيره وشره وتقليده المطلق وتذويب الهُوية ليس (تغريبا)، ويسخرون من ذلك كثيرا، حتى قال ليبرالي عاتٍ ومغلق وهو محمد آل الشيخ الكاتب في (صحيفة الجزيرة) والمفتون بالفكر الغربي، والحانق على العلماء والدعاة : (ليت أمريكا ( تبتلعنا ) كما ابتلعت اليابان ونصل إلى ما وصلوا إليه , فالهوية ( ما بطعمي خبز ) ...!
- وليس له ولا المؤلف أي حديث أو تعليق في الحداثة الديمقراطية، وتقديمها في إطار إصلاحي تقدمي وفق نموذج إسلامي مستنير، بل كل همهم تحديث الإسلام وفق الرؤية الغربية والله المستعان .

ومضة/ من مصلحة الحداثيين إبقاء مصطلح الحداثة غامضا فضفاضا مطاطا..،!

 

د.حمزة الفتحي
  • المقالات
  • رسائل رمضانية
  • الكتب
  • القصائد
  • قراءة نقدية
  • الصفحة الرئيسية