صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







مولّدات العبقرية الشبابية...!

د.حمزة بن فايع الفتحي
@hamzahf10000


لازلنا نشيد ونؤكد على ضرورة استثمار الطاقات الشبابية، والجيوب العمرية المتقدة، فكراً ونشاطا، ويخشى من ذوبانها وضياعها في أتون المرح الزائد، أو الشهوة الجامحة،،،!
والمدارس مخازن ومناجم لطاقات عبقرية، ونوابغ جوهرية، ترسم الفكر والتاريخ والإبداع، وتكون مشاعل مضيئة للأمة، ولكن من ينتشلها ويستخرجها؟! كما يقول العلامة الأديب الطنطاوي رحمه الله سواء بحفز أهلها أو بإيقاد دواخلها، ،،!

‏إنَّ السِــلاحَ جَــميعُ النـاسِ تَحمِلُـهُ  --- ‏وَلَـيس كــلَّ ذواتِ المِـخــلَبِ السَـبُعُ


ومن أهم المراحل العمرية لذلك هي (الطفولة والشباب)، لأنها أخلق بالابتكار والانفجار المعرفي والإبداعي والإنتاجي،،،! وإذا أرادت الحكومات النهوض والإبداع فلتتعب على الشاب وتبنيه وتثقفه وترقيه، فهو أنفع لها من مشاريع استهلاكية أو برامج وهمية وشكلية،،،!

أيا هممَ الشبابِ إلى المعالي// وأفعالِ الأكابر بانتحالِ
فشرخُ الشابِ وهاجٌ رطيبٌ// وكم شرخٍ له ضربُ النصالِ!

وقد استشرف مالك رحمه الله نبوغ الشافعي حينما قال له: ( إن الله قد كساك بنور الطاعة فلا تطفئه بظلمة المعصية ) وإسحاق بن راهويه رحمه الله هيجت نصيحته البخاري لتجريد الجامع الصحيح،وابن تيمية تنبأ له الشيخ الحلبي وهو صبي، بعد أن اختبر ذكاءه وحفظه،،،!

وأحسن استثمار للأمم، ويعجل ببروزها، هو في (شبابها ونوابغها)، ومن خلال التأمل في كلام الناس عن العبقريات ومقوماتهم والظروف التي أسهمت في توليد إبداعهم تبين أنها في عوامل عدة، ولكن أبين قبلها شغف الناس بمصطلح (العبقرية) وأنها دلالة على النبوغ والذكاء وقوة الإنتاج، ولكنها أوسع من ذلك، ولابد لها من ذكاء متوسط على أقل تقدير، وهي تتنوع في شتى العلوم، وقد ذكرها صلى الله عليه وسلم في حديث الرؤيا المنامية في أبي بكر وعمر وخلافتهما(( فلم أر عبقريا يفري فَرْيَه)) بالوجهين تخفيفا وتشديدا، كما في المتفق عليه، قال الحافظ : العبقري المراد به كل شيء بلغ النهاية .
وقال أبو عبيدة( العبقري من الرجال الذي ليس فوقه شيء، ويطلق على السيد واللبيب والكبير والقوي )،،!
وتنوعت تعاريف المعاصرين وبعضهم ربطها بالنبوغ، وآخر بالقدرة على العمل والتركيز والإنجاز ، وقال آخرون: هي حصيلة ثلاث خصال: الذكاء والحماسة والقدرة على العمل .
وعرفها أناس : ذكاء مقترن باكتشاف وابتكار .

وهنا سؤال مهم:
س/ هل يقال رسولنا الكريم عبقري،،؟!
نفى كثير من الإسلاميين ذلك لما حصل من ربط ذلك، بنفي النبوة في الطرح الاستشراقي والعَلماني، وقد تجلت عبقريته صلى الله عليه وسلم في الدعوة والتربية والتأثير والفروسية والقيادة، ولا يعني ذلك اتكاؤه عليها وانطماس النبوة عنه، كما توهمه بعضهم، فهو سيد عظيم ونبي كريم موحى إليه بالبينات والهدى المبين .(( وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى ))سورة النجم .
وأما عبقرية الفاروق المعنية هنا، فيقصد طول خلافته واتساع الفتوحات الإسلامية وما نتج عنها من كثرة الداخلين في الإسلام وسقوط دولتي (فارس والروم)، والتفنن الحضاري في تأسيس الدولة الإسلامية . فوصفه بالعبقري إشارة الى قدرته القيادية الفائقة، وعبقريته الادارية والتخطيطية، وهو القائل رضي الله عنه( إني لأجهز الجيش وأنا في الصلاة ) وله ( لست بالخَب ولا الخب يخدعني ) وغيرها من الدرر الكامنة والبارزة في شخصيته ومسيرته الدعوية .

وسؤال آخر:
س/ هل العبقرية وراثية؟!
ج/ قديما كتب( فرانسيس غالتون) كتابه (العبقرية الوراثية) ليثبت أن العباقرة يرثون صفات كثيرة وراثية من آبائهم ، وأن البيئة ليست بذلك الأثر البالغ عليهم، والبعض قصرها بالأسر الراقية والغنية، مع أن الواقع خلاف ذلك وأثبت أن العبقرية تستجلب جلبا وتعصر عصرا بالعمل والعرق والمعاناة كما قال أديسون المخترع الأمريكي،،،!
وكم من أسر فقيرة أخرجت عباقرة وهو رد واضح على مدعي الوراثية،،،!
فالمؤكد هنا أن منها الفطري، ولكنه قليل، والغالب أنها مكتسبة، مع الاتفاق على قاسم مشترك ذكائي، يتحتم توافره .
والغريب في الموضوع وجود عباقرة بلا انتاج، أو لم يستثمروا مواهبهم، وهولاء خارجون من بحثنا هنا.

س : وسؤال ثالث:

هل ثمة علاقة بينها والجنون؟!
ج: كتب في ذلك بعضهم مناقشا هذه الدعوى والظاهرة، التي وقعت للبعض العباقرة ومشاهدة اضطرابات عقلية لديهم، برغم اكتشافاتهم وإنجازاتهم ، ومن هؤلاء الاستاذ يوسف اسعد في كتابه( العبقرية والجنون )، وفي دراسات موخرة تشير الى ذلك، واخرون ينفون هذا، ويدعي الاولون أن ثمة خيطا رفيعا بين العبقرية والجنون، ودرست شخصيات بغضهم فوجدت تتماشى مع هذا الادعاء ومن ذلك إسحاق نيوتن وانجازاته الفيزيائية في الجاذبية وغيرها، قالوا كان يعاني من الجنون الموقت، وهدد بحرق المنزل، وجان دارك كان يملك عبقرية عسكرية في معاركه، ولم يسلم من المشكلات النفسية، وصاخب النظريةالنسبية الخاصة (آينشتاين) كان مُنَظَّم التفكير إلا أنه فوضوي في بيته وشؤون حياته، كان يصفِّر ويغني بأعلى صوته في الحمام،،،! وبعضهم أدت به الى الانتحار ...!
وقد كتب الشيخ العلامة ابو عبدالرحمن الظاهري مقالا رائعا في هذا الباب، سرد فيه عشرات التراجم ذوات المرارات النفسية والعقلية وبعضهم من العرب،،،! ثم ختم بقوله،،،( ... والجنون بحمد الله نادر في عباد الله المسلمين وعلمائهم الربانيين؛ وإنما يحدث في عامتهم لأسباب منها الحرص على مباهج الدنيا والشعور بالهضم، ومنهاالتورط في الديون المتعذِّر سدادها إلا بمدد من الله سبحانه، ومنها ضعف الإيمان وقلة العبادة والانهماك في المعاصي، ومنها الوحدة المنهيُّ عنها،ومنها إلغاء الأدعية الشرعية،،،،،) انتهى.
وهو كما قال ،فإن الجنون المخلوط بالعبقرية في التصور الغربي والعلماني لا ينظر فيه للجوانب الروحية والأخلاقية المفقودة في الغرب، ويتوقع ذلك من فرط الذكاءفحسب، وتناسوا فساد المعتقد، والإفلاس الوجداني والركض وراء الكحول والشهوات والتي عرف بها كثير من الأذكياء والفلاسفة لديهم، ولا ريب أن من بلاياها الانتحار أو التفكير فيه على أقل تقدير للاضطراب الكيميائي العقلي من جرائها، والاستيلاء الحزني النفسي، اللاهث وراء السعادة والحياة الطيبة، فيسلك طرقا معوجة، وفجاجاً قاتلة..!

وأما العوامل المولدة لذلك فكالتالي:


١/ الاطلاع العميق:
لأن من أجَلّ ثمراته سعة العقل، فالمعرفة توسع العقل، وتمنح مدارك التفكير قدرة على الفهم والاستنباط وصناعة الحلول،والتراكيب الجميلة،، ولكنها قراءة كثيرة وعميقة، ونوعية ومتنوعة، وليست هشة ضعيفة ومختصرة، وفي القرآن الكريم (( اقرأ )) وهي أول آية فيه، وقال تعالى (( ولكن كونوا ربانيين بما كُنتُم تعلمون الكتاب وبما كُنتُم تدرسون )) سورة العلق .
ومن أجل ما يقرأ الكتاب والسنة، وفرائد الأعلام، وكنوز الأئمة النابغين من أثروا في حركة التاريخ، ومدوا الفكر الإنساني بذخائر ونفائس وبدائع .
وفي قراءة القرآن، نور وحياة ورسوخ
ومحاسن تلاوته تفوق الحصر فإضافة إلى ما فيه من علم وتحصيل معارف وثواب جزيل، يجني المرء فوائد أخر نحو :
تعلم التدبر والاستنباط
شحذ الهمة
تقوية الإيمان
بناء قيم راسخة لا تهزها رياح الفتن والشهوات .
تملك تصور سليم عن الحياة والإنسان والخلق.وفي الحديث(( اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه )).
وارتبطت حياة العباقرة بالقراءة والتحصيل المعرفي، وكان لكل فرد عادته القرائية اليومية، والتي عرفت بالعمق والجودة والغوص والتكرار المعرفي والاستبياني، فمنهم من التزم الكتب بإطلاق، وآخر عكف عليها حتى مات، وثالث لا يُرى إلا معها أو ينظفها، ورابع يكررها ويديم النظر فيها للحفظ والاستفهام واختصار تجارب الناس ومكنوناتهم، قال الجاحظ عفا الله عنه (إني لا أعلم شجرةً أطولَ عمرا و لا أطيب ثمرا، ولا أقربَ مجتنى من كتاب ).
وقال الأستاذ العقاد رحمه الله:( القراءة تضيف إلى عمر الإنسان أعماراً أخرى ).
ومن الذين عرفوا بالتكرار للكتب:
المزني قرأ الرسالة للشافعي(٥٠٠ ) مَرَّةٍ، ويقول: مَا مِن مَرةٍ إلا واسْتَفدتُ مِنْهَا فَائِدة جَديدة.
وأبو بَكرٍ الأَبْهَريِّ المالكي قال : قَرَأتُ مُخْتَصَرَ ابنِ عبد الحكم خمسمائة مرة (والأَسَديةَ ) خمساً وسبعين مرة ، و( المُوَطَّأَ ) كذلك ، و(المَبْسُوطَ) ثلاثين مرة ومختصرَ ابنِ البرقي سبعين مرة .
- أبَو بكر بنِ عّطِيَّةَ يَذكُرُ أنَّهُ كَرَّرَ صَحِيحَ البُخَاريِّ ٧٠٠ مِائةِ مَرَّة.
ابن هشام قرأ ألفية ابن مالك ألف مرة...!
ومن ذلك التكرار والتدقيق يتكون النبوغ والوعي وتتسع المناحي العقلية للطالب، فيبيت عقله زكيا لقناً متمرسا، لا يتلاعب به ولا يضحك عليه.

٢/ التعلم المستديم: والذي لا يعوقه وقت، أو شهادة، أو مرحلة عمرية .... وهنا نموذج قرآني فريد لموسى كليم الله ورجوعه إلى مقاعد التعليم وهو نبي مكلّم، ورسول معظم في سورة الكهف المتلوة كل جمعة .(( هل أتبعك على أن تُعلمنِ مما عُلمت رشدا ))
واشتهر قول ابن المبارك رحمه الله( لا يزال الرجل عالما ما طلب العلم، فإذا ظن أنه قد علم فقد جهل ).
وقال الإمام أحمد( مع المحبرة إلى المقبرة ) لما حمل المحبرة وهو إمام مشهور .
وقال الناظم :
ولا يزال حامل المحابرِ//مجتهدا دوما إلى المقابرِ
قد جعل العلم له شعارا// يمتثل القرانَ والآثارا
فلذةُ العلم له شفاءُ//ليس له من دونها غذاءُ!

ومن الحِكم العالمية (العبقرية بلا تعليم، كالفضة في المنجم) فأحيانا مكنون النبوغ والعبقرية موجود في ذات الإنسان، ولكنه يحتاج إلى إبراز وانتشار، والتعليم المستديم يثري ذلك .
وقد أنتجت تلك الاستدامة عباقرة مسلمين في مجالات شتى، فأحمد لديه عبقرية في الحديث والعلل، والبخاري عبقرية حديثية متمثلة في صحيحه الذهبي العجيب، والإمام الشافعي في وضع الرسالة، والخليل في النحو والعَروض، والدارقطني في العلل، وابن تيمية في فنون شتى، والحافظ في فتح الباري،والذهبي في التاريخ ومعرفة الرجال،،،!
وفي العلوم التجريبية تلحظ: الخوارزمي في الجبر والرياضيات، والرازي في الطب، والإدريسي في الجغرافيا والفلك وغيرهم ممن يصعب حصرهم..!
وهذا ضريبة العبقرية والجَلد والنباهة في الحياة، والمورثة للعلو والارتقاء...
‏لولا المَشقَة سَادَ الناسُ كُلّهمُ// الجُود يُفقِرُ والإقْدَامُ قتّالُ

٣/ النظرة الطموحة :
وتجسدها علو الهمة المتصاعدة والتي لا ترضى بالدونية والقليل،، إذا ما علا المرء رام العلا// ويقنع بالدون من كان دونا
والشخص الطامح بعيد ومستشرف في هدفه،،،،،!
ولو أنما أسعى لأدنى معيشةٍ// كفاني ولم أطلب قليل من المالِ
ولكنما أسعى لمجدٍ مؤثلٍ// وقد يدرك المجد المؤثل أمثالي
ومن طموح موسى عليه السلام وتشوفه للمعالي، ما ذكره القرآن في قصة الرؤية
(( قال رب أرني أنظر إليك )) سورة الأعراف .
والطموح العلمي والتطويري يجعل المرء لا يشبع، ولا يزال متطلعا لكل ما لذ وطاب، قال مجاهد رحمه الله:( منهومان لا يشبعان صاحب علم وصاحب مال ).
ومن طموح رسول الله وعلو همته من صغره، أنه كان يستشرف لسرير جده عبد المطلب ، ويحاش عنه من قبل الأكابر، فيقول جده: ( دعوه فإنه سيكون لابني هذا شأن )..!
وعلمنا ذاك بقوله (( إن الله يحب معالي الأمور وأشرافها، ويكره سَفسافها )) قال العلامة المناوي رحمه الله: أي رديئها وفاسدها وحقيرها...! وفي الصحاح للجوهري: السفساف، الردئ من كل شيء، والأمرالحقير.
وقال الخليفة عمر بن عبد العزيز رحمه الله( إنّ لي نفسا تواقة، وما حققت شيئًا إلا تاقت لما هو أعلى منه؛ تاقت نفسي إلى الزواج من ابنة عمي فاطمة بنت عبد الملك فتزوجتها، ثم تاقت نفسي إلى الإمارة فوليتها، وتاقت نفسي إلى الخلافة فنلتها، والآن يا رجاء تاقت نفسي إلى الجنة، فأرجو أن أكون من أهلها).

٤/ الاكتساب المهاري:
لا تخلو مرحلة من مراحلك العمرية من اكتساب مهارات جديدة، وصنائع أنت جاهل بها، وتفرضها الحياة المعاصرة بتطوراتها المختلفة نحو :
كمبيوتر أو برامج نوعية فيه.
لغة جديدة
دورات تنمية بشرية
الكتابة والرسم
التصوير والعلاقات الجيدة.
ولذلك تعرف المهارة: ( التمكن من إنجاز مهمة معينة بكيفية محددة، وبدقة متناهية وسرعة في التنفيذ ) .
والحمد لله أن كثيرا من الجامعات المحلية باتت حديثة البرامج، وتقدم دورات مجانية لأبنائنا الطلاب، وهذا عامل محفز قوي لهم .
وهو مما يسهم في توفير فرص عمل، لأن الأجهزة الحكومية حاليا، لا تهتم بالشهادات فحسب، بل تسأل عن الجانب التدريبي والمهاري لدى المتقدم، والمحروز من خلال تلكم الدورات واللقاءات .
وأعتقد أن موسم الإجازات الصيفية فترة خصيبة للتعلم المهاري والاكتساب الذاتي، والذي يعلي من قيمة الإنسان،أيا كان ذكرا أو أنثى ..!
والمهارات منها ما هو ذاتي تطويري، أو علمي وعقلي، أو اجتماعي ونفسي، ولا أقلها من أن تبدأ من بالوضعية النفسية لك، نحو:
الاستيقاظ مبكرا- ترك السهر والتدخين- ترك تسويف الأعمال- تقليل الكلام والثرثرة- ترك العادات السيئة عموما- طرد الخجل والخوف-تقليل التلفاز والتقنية-رتب غرفتك الخاصة- تكلم مع زملائك بلباقة-اصحب الجادين واترك الكسالى- كن اجتماعيا مختلفا -بحسن الخلق- وروعة المشاعر-وفن التلاقي- ولطف الحديث-والتبسم الدائم-وحسن الخدمة....
وفي الحديث قال صلى الله عليه وسلم(( إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق ))رواه أحمد والترمذي وهو صحيح .
واعتياد مثل ذلك ومجاهدة النفس والسلوك يغيره للأفضل وصح في الحديث(( الخير عادة والشر لجاجة )).

٥/ الشخصية الملتهبة:
والتي تملأ الوقت جدا وعملا وإحسانا وتفاعلا، (وكان صلى الله عليه وسلم يذكر الله على كل أحيانه ).
ومن صفاتها:
استثمار الوقت وفي الحديث الصحيح:( اغتنم خمساً قبل خمس، وعد منها وشبابك قبل هرمك، وفراغك قبل شغلك ..)
عدم الزهد في الحسنات
مفارقة الكسل والتراخي والتسويف، وقالوا( سوف أخت الشيطان)
واشتهر عن أبي مسلم الخولاني رحمه الله:( اذكر الله حتى يَحسِبك الناس مجنونا )!!
وكان الخطيب البغدادي رحمه الله لا يمشي إلا وفي يده جزء من كتاب يطالع ويستفيد .
وابن عقيل الحنبلي صاحب الفنون يقول( إني لا يحل أن أضيع ساعة من عمري ).
والمجد ابن تيمية جد شيخ الإسلام يأمر قارئا يقرأ عليه وقت قضاء الحاجة...!
وحفيده العلامة الفذ ابن تيمية، يطالع أثناء اعتلال صحته وينهاه الطبيب فلا يلتفت لكلامه.
والجاحظ ما وقعت يده على كتاب إلا قرأه واستكمله..!
وهولاء جديرون بقول القائل :
أولئك قوم شيّد الله فخرهم// فما فوقه فخر ولو عظُم الفخرُ
والنفس الطموحة تكسر الصعب، وتتحدى المستحيل، وتتجاوز العوائق، وتخترق الحُجب، وكما قال سقراط الفيلسوف ( لا شيئ صعب بالنسبة للشباب )!
‏ليس الحظوظُ من الجُسوم وشكلها، السرُّ كلّ السرّ في الأرواح!

لما تملكه تلك المرحلة العمرية من توهج وقوة ونشاط وفتوة، وهو ما نص عليه القرآن الكريم (( الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة، ثم جعل من بعد قوة ضعفاً وشيبة )) سورة الروم.

يقول توملس أديسون ( العبقرية ١٪‏ بالمائة إلهام، و٩٩٪‏ عرق جبين.
فيكتور هوجو يقول: (سر العبقرية هو أن تحمل روح الطفولة إلى الشيخوخة، ما يعني عدم فقدان الحماس أبدا).
وكان الإمام البخاري رحمه الله يستيقظ في الليلة الواحدة قرابة العشرين مرة، يوقد السراج، ويكتب الخاطرة الحديثية، وأنتج ذلك السهر كتابا فذا، وفقها عجيبا، ورسوخا لا نظير له .
تريدين لقيان المعالي رخيصةً// ولابد دون الشَّهد من إبَر النحلِ
ومع ذاك الالتهاب والجد إلا أن المرء قد يتعثر ويصدم في المراحل الأولى، والواجب المحتم عدم اليأس، وأن تكون الصدمة محفّزا وعاملا دافعا للصبر والإصرار، وكما قال بعضهم (سقوط الإنسان ليس فشلاً ، و لكن الفشل أن يبقى حيث سقط)... فقم وانهض واستكمل الطريق، ونوّع وراوح، لا أن تحبط وتترك العمل، فتلك خسارة كبرى تنافي العبقرية والمواصلة وطلب المعالي...!
‏فما هي إلا مدة ومحاولات حتى يُخترق الكسل، ويشق الطريق، وتتذلل المصاعب...
‏إذا اعتادَ الفَتى خوْضَ المَنايا// فأهْوَنُ ما يَمُرّ بهِ الوُحُولُ

٦/ الخيال الفسيح: وهو من ثمرات القراءة المتينة، وحسن التخطيط وبناء الاستراتيجيات وحلقات التفكير والتأمل المركز، وفحص القضايا والمشكلات....
قال الشافعي رحمه الله: ( استعينوا على الكلام بالصمت وعلى الاستنباط بالفكر ).
وقال إبراهيم بن أدهم رحمه الله: ( الفكرة مخ العقل )
ولسقراط ( بالفكر يستطيع الإنسان أن يجعل عالمه من الورد أو من الشوك ).
والانهماك في التدبر القراني يصنع خيالا، ويوسع مناحي الفكر.
ولذا يوصف الخيال بأنه توقع للحاضر واسترجاع للماضي وابتكار للمستقبل، من خلال الذكريات السابقة، والمعارف المستفادة والمستلهمة في الشعور، الغارق في الانهماك العقلي، وهو غالبا مقدمة للتفكير الإبداعي .

٧/ المبادرة الواثقة : العبقري غالبا ما يكون شخصا مبادرا، لا يعرف الخجل أو الخوف والتردد، وفي القرآن (( وسارعوا إلى مغفرة من ربكم )) سورة آل عمران.
وقال تعالى(( وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى)) سورة القصص. انطلق وتحرك وحذر موسى الاغتيال وهو مؤمن آل فرعون ، ولم يقل لا أملك جيشا ولا منَعة..!
وتعرف بأنها( حماس داخلي ينتج عنه مشاركة فعلية أو قولية أو فكرية تسهم في العمل والبناء وحفز الآخرين )
أنشتاين يقول: ( يستطيع أي أحمقٍ جعل الأشياء تبدو أكبر و أعقد ، لكنك تحتاج إلى عبقري شجاع لجعلها تبدو عكس ذلك).
والحديث فيه (( بادروا بالأعمال )). وعندنا مصعب بن عُمير وجهده الدعوي في المدينة وهو نموذج في (العبقرية الدعوية)، وما صنعه نُعيم بن مسعود الغطفاني في الأحزاب، خلخل وأضعف وخذل، وهي مبادرة نتجت عنها (عبقرية عسكرية) أسهمت في الانتصار، ونكوص الأحزاب. ورسولنا الكريم علم أمته المبادرة في مواقف مثيرة، منها: حينما قال في السائل المجهود(( من يُضيف هذا الليلة )) وأضافه الرجل الأنصاري، وفي الصحيحين فزع أهل المدينة من صوتٍ فانطلق قبلهم وقال(( لم تُراعوا لم تراعوا )) أي لا خوف عليكم !!
وتأتيه الجارية من نساء المدينة فيقضي حاجتها.
وهذه المبادرات قد تكلف تحركا و قوة ومخاطر أحيانا، ولكنها محل انشراح وتقبل لدى الجاد العبقري، وتتوق روحه لها،، وكما قيل:
إذا غامرتَ في شرفٍ أمر مَرومِ// فلا تقنع بما دون النجومِ
يرى الجبناءُ أن العجز حزمٌ//وتلك خديعة ُالطبع اللئيمِ!!
ونوع من العقل الاجتماعي لا يكتسب إلا بالممارسة والمبادرة وقالوا( العقل بالتجارب ).( واسأل مجربا ولا تسال طبيبا).

ومن المبادرات المستحسنة الرائعة في السيرة النبوية :

موقف علي في استقبال أبي ذَر الغفاري والحفاوة به حتى أسلم.
دعوة أبي بكر لستة من الصحابة أسلموا بعد أن قذف الله النور في قلبه .
تفطن سعد بن معاذ في غزوة بدر لمراد رسول الله(( أشيروا علي أيها الناس)) ومسارعته في تطوير بنود بيعة العقبة وجعلها تشمل النصرة داخل المدينة وخارجها.
صلاة عمرو بن سلمة الجرمي بقومه وهو ابن ٧ سنوات ولم يخف أو يتردد.
شراء عثمان بئر رومة من اليهود وتجهيز جيش العسرة في موقف سخائي نادر .
إحياء الفاروق لصلاة التراويح في رمضان، وقد قال علي رضي الله عنه( نوّر الله قبرك يا ابن الخطاب كما نورت مساجد المسلمين ).
وأمتنا في الظروف الحالية تحتاج إلى مبادرات وتحركات جادة وموضوعية على شتى المستويات والفئات، فنحن أشبه ما نكون بحالة الحصار، ويطوقنا الهوان من كل جهة، وينادي عليك الاحباط لا تتحرك، لا تتكلم...!!
وتخيلها كحال أصحاب الغار، آواهم المبيت أو المطر كما في الصحيحين، فتدحرجت صخرة عظيمة وأغلقت باب الغار عليهم،،! فماذا حصل،،؟! حضر الموت وضاقت الأنفاس، ولكنهم لم يستسلموا وفكروا بطريقة إيجابية ومارسوا التشاور، فقال بعضهم: إنه لا ينجيكم إلا أن تدعوا الله بصالح أعمالكم، وهنا: تجرد ولجء للواحد الأحد، واستحضار محاسن الأعمال، والتي فُعلت بنفسية عالية وخالصة، وكان منها بر بالوالدين، وإيثارهم على الأبناء، وعفة وتباعد عن الفواحش، ثم أمانة وحفظ لحقوق الناس، وهي عوامل للنجاح والتوفيق من الحي الْقَيُّوم،،،!
فَلَو استسلم هؤلاء لكان مصيرهم الهلكة والضياع، وكذلك أمتنا بحاجة ماسة لكل مبادر ومثابر ومتقدم، وهو العنصر الفعّال اللماح، والراحلة النجيبة المنتجة، مضحيا ومحتملا كل التبعات (( الناس كإبل مائة لا تكاد تجد فيها راحلة )). أخرجاه . وكما قال المتنبي :ولو أن الحياةَ تَبْقَىْ لحيٍ// لعدَدنا أضَلَّنا الشُّجعانا
وإِذا لم يكنْ من الموتِ بدٌ// فمن العجزِ أن تموتَ جبانا.!
وفي المفهوم الدعوي الاسلامي ديننا دين المبادرة والمسابقة(( فاستبقوا الخيرات)) سورة البقرة والمائدة . ويحض على العلم والجد والتعلم والمنفعة خشية الموت والنزول منازل الافلاس، وكما قال أبو العتاهية :
إذَا المرءُ لمْ يلبسْ ثياباً من التُّقَى//‏تقلَّبَ عُرياناً وإنْ كانَ كاسِيَا
والتنظير والمقترحات التي تجود بها العقول رائعة ،وما أحسننا في التنظير ومن الأذكياء خصوصا، ولكن تنقصها العمل والعزيمة، قال تعالى(( فاذا عزمت فتوكل على الله)) سورة ال عمران.
‏إذا كنت ذا رأي فكن ذا عزيمةٍ// ‏فإن فساد الرأي أن تترددا

٨/ البيئة المتفتحة :
ونعني بها المناخ الحاضن لك....أصدقاؤك،، بيتك، خواص الطعام والشراب، مشاهداتك الالكترونية،،،،!
قراءاتك المتنوعة...!
تأثير الأبوين وحسن التعليم والإدارة المنزلية ..!
كل هذه من المحيط الذي يكتنفك، ويؤثر فيك وفي الحديث (( المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل )) ولا أعظم من تأثير الأصدقاء في الحياة الاجتماعية، وقد قال سقراط تقريبا: قل لي مع من تمشي؟! أقل لك من أنت..؟!
وقد ينغص عليك في المسارات الاجتماعية منغصون، ويبدو محطمون، فلا تلتفت لهم، وابتعد عن مقولاتهم، فمثل هؤلاء حجر عثرة، ومأزق اجتماعي وثقافي،،،!
ولروعة العباقرة وافاداتهم يضيق بهم هؤلاء، وربما حسدوهم، أو اتهموهم....! فالحكمة التطنيش وعدم الاكتراث :
‏لا تَلْقَ دَهْرَكَ إلاّ غَيرَ مُكتَرِثٍ
‏ما دامَ يَصْحَبُ فيهِ رُوحَكَ البَدنُ
فما يدومُ سرورٌ ما سُررتَ به// ولا يردُّ عليك الفائتَ الحزنُ

٩/ التفكير الإبداعي:
الذي هو خارج الصندوق ،يتجاوز النمطي
يقول رالف ايميرسون( دائماً ما تجد العبقرية نفسها سابقة أوانها بقرن ).
ولذلك يعرفه بعضهم ( عملية ذهنية يتم فيها توليد الأفكار وتعديل الأفكار من خبرة معرفية سابقة تنتج وتعالج وتفيد..)
وقيل( إنه القدرة على التخيل أو اختراع أشياء جديدة عن طريق التوليف بين الأفكار وتعديلها أو تغييرها) بحيث يصدق عليها عقلا إبداعيا . فالمكررة لا مقام لها هنا، ولو تأملنا صنيعة سليمان عليه السلام في نزاع المرأتين على الطفل، حينما عدا الذئب على طفل إحداهما، قضى والده للكبرى، وهو فكّر بشكل آخر، وهو أن طلب السكين ليشقه بينهما فقالت الصغرى: لا تشقه رحمك الله هو ولدها، فقضى به للصغرى، حيث تحركت عندها عاطفة الأمومة، والقصة في الصحيحين وبوب لها النسائي رحمه الله في السنن(باب السَّعة للحاكم أن يقول للشيء الذي يفعله: افعل ليستبين الحق). وصنائع الإمام البخاري في تراجم صحيحه نوع من التفكير الإبداعي، والذي يجعل المرء يعجب من طريقته وحسن إيراده، حتى اشتهر قولهم( فقه البخاري في تراجمه )، وقال القسطلاني: "وهذا الموضع هو معظم ما يشكل من تراجم البخاري ولذا اشتهر من قول جمع من الفضلاء: (فقه البخاري في تراجه). وقال أيضا: ( وبالجملة فتراجمه حيرت الأفكار وأدهشت العقول والأبصار، ولقد أجاد القائل:
أعيا فحولَ العلم حلُّ رموز... ما أبداه في الأبواب من أسرارِ )
ولذلك يكرر الأحاديث ليستخرج منها فرائد عجيبة، وغوامض مهمة، ويثير الأفهام، ويحرك البصائر، فلقد كرر (حديث عائشة مع بَريرة) نحو عشرين مرة..!

١٠/التجدد اليومي:
لا تجعل اليوم كغبن الأمس، أو تقصير الساعة الفائتة ، حاول دائماً امتطاء صهوة التجديد(( إن الله لا يغير بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم )) سورة الرعد .
وقال علي رضي الله عنه فيما يروى عنه ولا يصح مرفوعا:( من استوى يوماه فهو مغبون ) وهي تربية على التجدد وحسن العمل وتنويع النشاط والفاعلية، في أعمال الدنيا والآخرة، لأن العاقل لايفوت وقته، ولا يفرط بساعاته...!
لا سيما والزمان يتقلب وله وجوه شتى، فمن الوعي والحكمة تغير المرء للأحسن....وكما قيل:

‏وحالاتُ الزّمانِ عَلَيكَ شتى  --- ‏وحالُكَ واحدٌ فـي كلّ حالِ

قال الحسن البصري رحمه الله ( ما من يوم ينشق فيه فجره إلا وينادي : يا ابن آدم أنا خلقٌ جديد ، وعلى عملك شهيد، فتزود مني فإني لا أعود ). ووعي هذا المعنى يحقق الغاية من حكمة الوجود والخلق ويدفع نظرية عبثية الحياة التي يشيعها الإعلام المنحط(( أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا)) سورة المؤمنون . وفي حكمة عالمية (ليس المهم أن تعيش بل أن تعيش جيدا).
وثمرات ذلك :
شرح الصدر
تقوية النفس
التفاعل الآني
الطموح المتصاعد .. ومن التجديد اليومي : التفاعل الذاتي: باستعمال ما أعطاك الله من مواهب وقدرات، وفي ذلك من العمل والخدمة والتعود ما لا يخفى...

ومحاذيرها :

طول العزلة
كثرة الاعتذارات
الحفاوة بالسلبية
التواكل كقولهم : غيري كفاني، ليرفع عن نفسه تبعة العمل والإبداع الدعوي والذاتي... وليعلم أن للنفوس همة ونشاطا إن لم يستثمر في حينه ضاع وتبدد، وكما قيل:
إذا هبت رياحُك فاغتنمها// فإن لكل خافقةٍ سكونا !!
وإذا أحس المرء بأهمية التجديد اليومي، كما يجدد ملابسه ويتعاهد نظافته وصحته، فإن جدته أيضا تكمن وتكمل في افعاله الضافية، ومكتسباته الرائعة، والتي تعكس أثره في الذات والحياة الاجتماعية، وهي قيمة الانسان الحقيقية، وجوهريته الوجودية ...
‏فلستَ الثياب التي ترتدي//ولست الأسامي التي تحملُ ‏ولست البلاد التي أنبتتك//ولكنما أنت ما تفعلُ

نماذج وصور من العبقريات الإسلامية:

عبقرية عمر في الحكم والقيادة
عبقرية علي في القضاء والفروسية، وكان عمر العبقري يستعيذ بالله من معضلة ليس لها أبو الحسن..!
عبقرية خالد في الفروسية(( ثم أخذها سيف من سيوف الله ففتح عليهم ))
عبقرية عمرو بن العاص في القيادة والعسكرية والخطط.
عبقرية البخاري في الصحيح، ومكث فيه ١٦ سنة يحرره ويراجعه وضمنه الفقه الفريد اللذيذ.
عبقرية الخليل في العَروض والنحو جراء خياله وتدقيقه العجيب.
عبقرية الدارقطني في العلل، وقد أملاه من حفظه.
عبقرية مسلم في ترتيب صحيحه وحسن سياقته وكتب فيها د/ المليباري( عبقرية مسلم) في صحيحه .
عبقرية الشافعي في الرسالة، وهو أول مصنف في أصول الفقه والحديث .
عبقرية ابن تيمية في التأليف والرد العلمي والمناظرات.
عبقرية الشاطبي في المقاصد، وكتابه الموافقات.
عبقرية الغزالي في الإحياء، ونقد الفلاسفة حينما تاب منها.
عبقرية النووي في جودة التصنيف وغزارته، وصغر سنه في ذلك.
عبقرية ابن القيم في التدقيق والاستنباط النادر، وكتبه شاهدة بذلك.
عبقرية الحافظ في الفتح وتخريجه ومروياته.
عبقرية ابن رشد في الفقه وجودة التصنيف.
عبقرية السيوطي في الكتابة والجمع المذهل.
عبقرية الجاحظ في البيان.
عبقرية إياس المزني في القضاء والفطنة .
ومن المعاصرين:
عبقرية ابن عاشور في التحرير والتنوير.
عبقرية ابن باديس في الدعوة ومقاومة المستعمر .
عبقرية أحمد شاكر في الحديث والتحقيق العلمي.
عبقرية سيد سابق في فقه السنة.
عبقرية الرافعي والعقاد في في اللغة والبيان.
عبقرية ابن باز في الفتوى والسخاء العلمي.
عبقرية أبو زهرة في التأليف وحسن التقرير .
عبقرية المعلمي في النقد الحديثي .
عبقرية بكر أبو زيد في التصنيف الدقيق.
عبقرية ابن عثيمين في التفنن والتشقيق العلمي.
عبقرية الألباني في العمل الحديثي.
عبقرية محمود شاكر في التحقيق والدفاع عن الهوية الثقافية .
وهذه مجرد أمثلة وإلا فالحصر صعب، المنال لكثرة العباقرة في كل مجال، ولأن أمتنا ولادة متقدة بالإنتاج والإبهاج، والله الموفق....

١٤٣٨/٢/٤‬
 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
د.حمزة الفتحي
  • المقالات
  • رسائل رمضانية
  • الكتب
  • القصائد
  • قراءة نقدية
  • الصفحة الرئيسية