اطبع هذه الصفحة

http://www.saaid.net/Doat/hamza/347.htm?print_it=1

ومضات تربوية من السنة النبوية ..!

د.حمزة بن فايع الفتحي
@hamzahf10000


السنةُ وحيٌ كالقرآن، تقرأ وتسرد، وتُتعلم ويُتفقه فيها، وهي لا تزال فياضة بالدروس التربوية، والمعاني الدعوية الفائقة، والتي تستدعينا لمزيد العناية بها، وتكرارها، وامتثال درسها ووقعها ، وخليقٌ بكل مؤمن ومحب ، لا سيما المعلمون والتربويون والدعاة والمصلحون ، الانتفاع بذلك ، والاغتراف منه بامتلاء، وهنا مختارات وومضات تناهز الثلاثين :

1. أعظمُ مربٍّ في التاريخ :
هو رسولنا عليه الصلاة والسلام.. بهر الناس بتعليمه، وأسرهم بأخلاقه، وشدّهم بحكمه وحكمته ، وهو نبيٌ ، ومَن وظائف النبوة التعليم والتربية( يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة ) فعلّم فكان خيرَ معلّم، نشر الخير والبر والفضائل، وأرسى لنا قواعد تربوية ، سُطرت قبل مناهج التربية الحديثة، ظهر ذلك في تربيته وتعليمه، وأخلاقه التي وسعت الجميع، فهو الذي كتب إلى ملوك الأرض.. وتراه يعلم الجاهل، وتأخذه الجارية ليقضي حاجتها، فلا يتردد ولا يتعلثم .

2. المعلّم المُيسِّر :
علّم رسول الله الناس، وانتهج التيسير، فكان سهلا ميسورا،وطيبا منثورا، وقال :(إِنَّ اللَّهَ لَم يبعَثْنِي مُعَنِّتًا ، وَلَا مُتعَنِّتًا، وَلَكِنْ بعَثَنِي مُعَلِّمًا مُيَسِّرًا ). وقال ( إنما بُعثت بالحنيفية السمحة ). يصلي المسئ في صلاته ثلاثًا ويخطئ فيعلمه بلا تعنيف ولا غلظة، ويقول في الحج: ( إفعل ولا حرج ) .

3. تشجيعُ المجتهد :
كان من منهاجه التربوي ، أن من لحظ نبوغَه شجعه، ومن رأى جده علّمه، مثلما قال لأبي هريرة ( ما ظننت أن سيسألَني أحدٌ سواك لما رأيتُ من حرصك على الحديث، أسعدُ الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال لا إله الله مخلصا بها من قلبه ). وقال لابن مسعود:( إنك غُليّمٌ معلَّم ).

4. الرفقُ وتعليمُ الجاهل:
يدخل الصلاة، فيعطس إنسان فيشمته رجل، فيصيح به الناس فيقول: واثكلى أمّياه.... فيرد: مَا شَأْنُكُمْ تَنْظُرُونَ إِلَيَّ ؟ فَجَعَلُوا يَضْرِبُونَ بِأَيْدِيهِمْ عَلَى أَفْخَاذِهِمْ، فَلَمَّا رَأَيْتُهُمْ يُصَمِّتُونَنِي، لَكِنِّي سَكَتُّ، فَلَمَّا صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَبِأَبِي هُوَ وَأُمِّي، مَا رَأَيْتُ مُعَلِّمًا قَبْلَهُ وَلَا بَعْدَهُ أَحْسَنَ تَعْلِيمًا مِنْهُ، فَوَاللَّهِ مَا كهرني ولا ضَرَبَنِي وَلَا شَتَمَنِي. قَالَ : ( إِنَّ هَذِهِ الصَّلَاةَ لَا يَصْلُحُ فِيهَا شَيْءٌ مِنْ كَلَامِ النَّاسِ، إِنَّمَا هُوَ التَّسْبِيحُ وَالتَّكْبِيرُ وَقِرَاءَةُ الْقُرْآنِ ) ، وهذا الرجل هو معاوية بن الحكم السلمي رضي الله عنه،فتعلم منها الفقه والرفق .

5. صناعةُ القادة:
يختاره وهو فتى شاب، ويؤمره على جيش فيه كبار الصحابة، إنه أسامة بن زيد، رضي الله عنه، فيطعن فيه بعض الناس ، فينبري مدافعًا عنه وعن قدراته ( إن تطعنوا في إمارته فقد كنتم تطعنون في إمارة أبيه من قبل، وأيمُ الله إن كان لخليقا بالإمارة ) وكان عمره ثماني(١٨) عشرة سنة ، وهنا درس في صنع القادة، ومنح الفتيان الثقة بالنفس، ووسام تحمل المسؤولية .........

6. تنشيطُ التلاميذ بالأسئلة :
ليكن دأب ألأستاذ أحياناً إشراك من حوله، من التلاميذ، ولا يستأثر بالحديث المطلق، والتلقين المطلق...! بل يسأل ويحرك الأذهان....كقوله في حديث ابن عمر المشهور بحديث النخلة: ( إِنَّ مِنَ الشَّجَرِ شَجَرَةً لَا يَسْقُطُ وَرَقُهَا، وَهِيَ مَثَلُ الْمُسْلِمِ، حَدِّثُونِي مَا هِيَ ؟ " فَوَقَعَ النَّاسُ فِي شَجَرِ الْبَادِيَةِ، وَوَقَعَ فِي نَفْسِي أَنَّهَا النَّخْلَةُ، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ : فَاسْتَحْيَيْتُ، فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَخْبِرْنَا بِهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " هِيَ النَّخْلَةُ "، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ : فَحَدَّثْتُ أَبِي بِمَا وَقَعَ فِي نَفْسِي، فَقَالَ : لَأَنْ تَكُونَ قُلْتَهَا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَكُونَ لِي كَذَا وَكَذَا. وفي رواية( من حُمْر النَّعَم ) ....فحركَ العقول، واختبر المعلومات، وأتاح لهم الكلام ، وهي تنفيس وبديل عن الأسلوب التلقيني المعهود ، والذي قد ينتهي إلى الملل ونوم المتلقين.

7. التعليمُ فكاك الأسير:
وهذا من أعجب الصور الحضارية التي سنها رسول الله في بناء الدولة الجديدة واستنهاض البناء الحضاري ، وذلك في غزوة بدر، في أسراهم، فمن لم يستطع جلب الفدية، يعلّم عشرة فتية من أبناء المسلمين القراءة والكتابة . فأقام التعليم مقام المال، واستفاد نهضة وتنمية، ومعالجة للأمية .

8. مبادرةُ القائد :
وحراكه السريع في الأزمات فقد سمع أهل المدينة ذات ليلة صوتًا فهبوا إلى الصوت فإذا رسول الله أولهم ومقدمهم عند الصوت والخطر ....فقال كما في الصحيحين :( لن تُراعوا لن تراعوا ..- يهون عليهم الحدث- وجدناه بحرا ) يقصد فرس أبي طلحة البطئ، فقد صلح حاله بركوب رسول الله له معجزةً وبركة...!

9. التخول بالموعظة والدرس: لئلا يملهم، قال ابن مسعود رضي الله عنه :" كان رسول الله يتخولهم بالموعظة كراهية السآمة علينا ". فبرغم جمال حديثه، وطيب مواعظه، إلا أنه لا يملهم، ولا يكثر عليهم، حتى لا يقذف فيهم الملل والتعب .

10. التعليم بضرب الأمثلة :
وهذا منهج ثري وعجيب امتثله رسول الله في الدعوة وتعليم الناس، وتحبيبهم إلى خصال الخير... ! وله مثال في العيون مؤثرُ... ومحرك في تلكمُ الأسماعِ ..! كما قال في الصلاة :( أرأيتم لو أن نهرًا جارياً بباب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات....هل يبقى من درنه شيء...؟! الحديث ..

11. التعليم باستثمار المواقف :
حينما مر هو وصحابته على جدي ميت، وكان أَسَك صغير الأذن ... فَتَنَاوَلَهُ، فَأَخَذَ بِأُذُنِهِ، ثُمَّ قَالَ : ( أَيُّكُمْ يُحِبُّ أَنَّ هَذَا لَهُ بِدِرْهَمٍ ؟ " فَقَالُوا : مَا نُحِبُّ أَنَّهُ لَنَا بِشَيْءٍ، وَمَا نَصْنَعُ بِهِ ؟ قَالَ : " أَتُحِبُّونَ أَنَّهُ لَكُمْ ؟ " قَالُوا : وَاللَّهِ لَوْ كَانَ حَيًّا كَانَ عَيْبًا فِيهِ ؛ لِأَنَّهُ أَسَكُّ، فَكَيْفَ وَهُوَ مَيِّتٌ ؟ فَقَالَ : " فَوَاللَّهِ لَلدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللَّهِ مِنْ هَذَا عَلَيْكُمْ ). فقبح لهم شأن الدنيا وزهراتها، بمنظر الجدي الميت..!

12. مراعاة العلم المناسب لكل شخصية:
مرة قال لرجل: لا تغضب ) وآخر ( قل آمنت بالله) وثالث :( لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله )....... وآخر قال:( اعزل الأذى عن طريق الناس ) افقه شؤون الناس واحتياجاتهم وانصح بعدها... بدراية وعناية ومعان، ولا تعمم النصائح لمن لا تصلح له .

13. استعمال الأسلوب القصصي:
كما قص عليهم خبر الثلاثة (أصحاب الصخرة )، فجذبهم بالصخرة ، والكرب، والإخلاص الذي أزاحاها، ومرة قصة (أصحاب الأخدود ) وثبات الناس على العسف والظلم، وقصة قاتل (المئة نفس ) وما فيها من سعة رحمة الله، وأن الله لا يرد تائبا وأشباهها ....... ومثل ذلك الأسلوب محبب ومطلوب للنفوس، وتنقلك إلى الحدث ...( فاقصص القصص لعلهم يتفكرون ) . وقصصتَ قصة حاذق متفضلٍ...فغدا فؤادي في الزمان الغابرِ...!!

14. التربية بالقدوة :
لما سئلت عائشة رضي الله عنها عن خلقه عليه الصلاة والسلام، قالت: ( كان خلقه القرآن ) يقرأه فينتهجه، ويطالعه فيعمل به ، ويسمع مواعظه فيتعظ بها، فلا يُرى في خلافها، أو يعمل بضدها، وهذا تبصير لنا بموقع القرآن من المؤمن، ......أأخالفُ القرآن وهو مطيتي... في رحلتي وسعادتي وهنائي..؟!

15. إعلاء شأن العلم وإيجابه:
قوله :( من سلك طريقا يلتمس فيه علما.....) وقال:( طلب العلم فريضةٌ على كل مسلم ) وجعل منزلة العلماء في الشريعة عالية، فقال :( يؤم القومَ اقرؤهم لكتاب الله ) .. ما الفخرُ إلا لأهل العلم إنهمُ...على الهدى لمن استهدى أدلاءُ..!

16. تعظيم شأنِ الأخلاق:
لا يستقيم التعليم بلا أخلاق، والتربية إذا تجردت عن الخلق الحسن، فقدت رسالتَها ، ومن ذلك : كقصره البعثة على مكارم الأخلاق، وإشادته بحملتها ( إن العبد ليدركُ بحسن خلقه درجة الصائم والقائم .....) والخلق يكمنُ في بذل الندى، وكف الأذى، وإشاعة السلام....

17. الخطاب العقلي :
حينما قال للشاب المتشوف للزنا، والذي قال لا أستطيع تركه، فاستنهض عقلَه وغيرته - لأن بعضهم لا يقنع بالدليل الشرعي- : فقال: ( ادنُه )، فدنا منه قريبًا، قال: فجلس، قال: ( أتحبه لأمك؟ )، قال: لا والله، جعلني الله فداءك، قال: ( ولا الناس يحبونه لأمهاتهم )، قال: ( أفتحبه لابنتك؟ )، قال: لا والله يا رسول الله، جعلني الله فداءك، قال: ( ولا الناس يحبونه لبناتهم...)، ولم يزل يعدد محارمه حتى اقتنع ودعا له بالخير والثبات .

18. الدنو من التلميذ وملامسته:
ليبعث فيه الاهتمام ،ويشعره بالحنو والمحبة كما قال لابن عمر ، وأخذ بمنكبيه:( كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل .....) وفعل بمعاذ رضي الله عنهأن أَخَذَ بِيَدِهِ وَقَالَ : " يَا مُعَاذُ، وَاللَّهِ إِنِّي لَأُحِبُّكَ، وَاللَّهِ إِنِّي لَأُحِبُّكَ ". فَقَالَ : " أُوصِيكَ يَا مُعَاذُ، لَا تَدَعَنَّ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ تَقُولُ : اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ ". وَأَوْصَى بِذَلِكَ مُعَاذٌ الصُّنَابِحِيَّ، وَأَوْصَى بِهِ الصُّنَابِحِيُّ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ.

19. تخصيص بعضهم بنصائح :
نصح ابن عباس بخصوصية عالية: ( احفظِ الله يحفظك ....) وحذيفة رضي الله عنه خصه بأخبار الفتن ، ومعاذ بفضل التوحيد ، وفي ذلك حفاوة بهم، وإبراز لمكانتهم، وإعدادهم لشيء مخصوص .

20. المعلم المهذَّب :
لطيف العبارة، جميل الكلمة، ليّن الجانب، قال أنس رضي الله عنه :( لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم فاحشًا ولا لعانًا ولا سبابًا، كان يقول عند المَعتبة: "ما له تربَ جبينه" ونعتقد أن تعيير التلاميذ أو نبزهم بالألقاب مهين مشين، يدمي طفولتهم ونفوسهم.....

21. الإبانة بالجسد والإشارة :
( المؤمن للمؤمن كالبنيان ...)، وشبك بين أصابعه ... لأن فيها تمثيلًا وجاذبية، فلا يكفي الصوت ورفعه، بل لابد أحياناً من حركات جسد، وإشارات أطراف تقرب المفاهيم، وتجلي التوجيهات وقال:( بُعثت أنا والساعة ُ كهاتين ) وأشار بالوسطى والسبابة ......

22. التعليم بالوسائل :
كحديث خط خطوطًا عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : خَطَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطًّا مُرَبَّعًا، وَخَطَّ خَطًّا فِي الْوَسَطِ خَارِجًا مِنْهُ، وَخَطَّ خُطَطًا صِغَارًا إِلَى هَذَا الَّذِي فِي الْوَسَطِ مِنْ جَانِبِهِ الَّذِي فِي الْوَسَطِ، وَقَالَ : ( هَذَا الْإِنْسَانُ، وَهَذَا أَجَلُهُ مُحِيطٌ بِهِ - أَوْ قَدْ أَحَاطَ بِهِ - وَهَذَا الَّذِي هُوَ خَارِجٌ أَمَلُهُ، وَهَذِهِ الْخُطَطُ الصِّغَارُ الْأَعْرَاضُ، فَإِنْ أَخْطَأَهُ هَذَا نَهَشَهُ هَذَا، وَإِنْ أَخْطَأَهُ هَذَا نَهَشَهُ هَذَا ). وفي ذلك من لفت الانتباه، وتحريك العقول، والتجديد ما لا يخفى .

23. إجابة السائلين ونفعهم :
جاء رجل وهو يخطب فقال: رجلٌ غريب جاء يسأل عن دينه، لا يدري ما دينه، قال: فأقبل عليَّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وترك خطبته حتى انتهى إليَّ، فَأُتِيَ بِكُرْسِيٍّ حَسِبْتُ قَوَائِمَهُ حَدِيدًا، قَالَ : فَقَعَدَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَجَعَلَ يُعَلِّمُنِي مِمَّا عَلَّمَهُ اللَّهُ، ثُمَّ أَتَى خُطْبَتَهُ فَأَتَمَّ آخِرَهَا......

24. رفض العنف في التربية :
كما ورد في أحاديث كثيرة ( إن الله يحب الرفق في الأمر كله، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف) .... ولذلك أمثلة كثيرة كالرجل البائل في المسجد ، انتهره الصحابة، ورفق به رسول الله وقال:( مَهْ مه لا تُزرموه، وأريقوا على بوله سجلا من ماء ، فانما بُعثتم ميسرين، ولَم تبعثوا معسرين ).

25. التعليم المشوّق العالي:
الذي يجذب الهمم، ويشحذ العزمات ( لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، يفتح الله على يديه)....فاشتاق الناس لها، وعلت رؤوسهم حتى إن عمر الفاروق رضي الله عنه قال:( ما تمنيتُ الإمارة إلا يومئذ ) ثم أعطاها لعلي بعد أن سأل عنه وطلبه، وشرفه ونصحه ....!

26. التحبب إلى الأطفال:
هل فكرت وأنت تمر بهم في الأحياء، أن تسلم عليهم، وتشعرهم بالاهتمام، أو تشاركهم ألعابهم ... سلمَ عليهم أنس، وقال ( رأيتُ رسول الله يفعله)..... وفي ذلك تربية لهم على السلام وحب السنن، ومنحهم الثقة، وأن القادة والأئمة يشعرون بهم، وليسوا متكبرين، وكان يقول لابي عمير ما فعل النغير .....!

27. نبذ العلوم الرديئة:
كالتحذير من علم لا ينفع كقوله( من اقتبس شعبة من النجوم.. واستعاذ بالله من ( علم لا ينفع )....فليس كل العلوم تطلب، ولا كل المعارف تلتمس، بل ما وضح شره، وبان خطره، كان تبذيرا للمال، وتبديدا للوقت، وإرهاقا للقلب ..!

28. التدرج في التعليم :
حتى يحفظوا، وترسخ معلوماتهم، ويسهل حملانهم العلم والدعوة . وعن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: ( كان الرجل منا إذا تعلم عشر آيات لم يجاوزهن؛ حتى يعرف معانيهن، والعمل بهن ). وقد فقهوا ذلك من المنهج القرآني ونزوله منجمًا حسب الوقائع، والمنهج النبوي تدريسا وتخفيفا وتعليما .

29. تخصيص أفراد بالعلم:
كما صنع مع معاذ رضي الله عنه ، قال: ( يا معاذ. قال: لبيك يا رسول الله وسعديك ثلاثا قال: " ما من أحد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صدقاً من قلبه، إلا حرمه الله على النار ) قال يا رسول الله: أفلا أخبر به الناس، فيستبشروا؟ قال:" إذا يتكلوا " وأخبر بها معاذ عند موته تأثما ...

30. رحمة العصاة والمذنبين :
وتحريك الجوانب المضيئة في حياتهم: كقوله في أحد شربة الخمور: فقَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ : أَخْزَاكَ اللَّهُ. قَالَ : ( لَا تَقُولُوا هَكَذَا، لَا تُعِينُوا عَلَيْهِ الشَّيْطَانَ ) . وفي قصة أخرى :( ما علمتُ إلا أنه يحب الله ورسوله ). وفي ذلك احتواء ، وجذب وترغيب للتوبة، بحيث لا ينفرون ولا يتمردون..! ولا تزال السنة النبوية وسيرة المختار ثرية بالنماذج والدروس التربوية ، وتستدعي من يبثها ويستنبطها ، والله الموفق ..

١٤٤١/٦/١٠هـ

hamzah10000@outlook.com


 

د.حمزة الفتحي
  • المقالات
  • رسائل رمضانية
  • الكتب
  • القصائد
  • قراءة نقدية
  • الصفحة الرئيسية