صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







قراءة نقدية لكتاب (ما بعد الصحوة ) للأستاذ الغذامي...!
أثر الصحوة الاسلامية.. [4]

د.حمزة بن فايع الفتحي
@aboyo2025


قراءة نقدية لكتاب (ما بعد الصحوة ) للأستاذ الغذامي...! وقفات أولية ....[١]
قراءة نقدية لكتاب (ما بعد الصحوة ) للأستاذ الغذامي...! أفكار الصحوة...! [2]
قراءة نقدية لكتاب (ما بعد الصحوة ) للأستاذ الغذامي...! التدين وصحوة التدين...! [3]

لم أكن أتصور في عالم المعرفة النقدي، ان أتجرأ في التصدي لمشروع معرفي، يقدمه قامة فكرية مثل الدكتور الغذامي، وهو يؤرخ لمرحلة تاريخية في الوسط الديني السعودي، وقد شغل الناس بطرحه ومصطلحاته، لفارق السن والفكر والقدرة النقدية... ولكن لحبي للصحوة والدفاع عنها، وكثرة الثغرات في كتابه( ما وراء الصحوة )، وملامسته بعض ما أهتم به، جرأني وجرني لمثل ذلك، وأنه لا بأس أن يناقش التلامذة أساتذتهم، ويراجع المتخصصون سواهم، للتصحيح والإبانة والتحقيق...!
وقليل من القوم، من يصف الصحوة بشكل منصف وموضوعي، وغالب من حمل عليها، ممن لديه خصومة معها، أو نحته قليلا، او أفنت مشروعه وبرنامجه، ومن هؤلاء المد العَلماني والعروبي القديم، والذين مع محاولاتهم المستميتة لم يحققوا أدنى الأهداف، وانصرف الناس عنهم بسبب التعويل العرقي العنصري، وتغييب الهوية والعقيدة، ولذلك سقطوا في( ٦٧ م) ،وبدت سوأتهم للناس، وأن الائتلاف العربي، المقصي للإسلام وعقيدته لن يحدث شيئا ذا بال،،،! فوقعت النكسة، وتمت الهزيمة ،..!!
وحينما انتصروا في (٧٣ م ) رفعت الراية الإسلامية، وتغيرت العقيدة..!
ولذلك ولو كنت صحوي الهوى، وأحد أبناء ذلك الجيل، لكني لن أكون المادح المطلق، ولا الهاجي التام.... بل سأتوخى العدل ،وأحاول إبراز المحاسن والمساوئ في نفس الوقت، ولن أحابي أحدا على حساب البراهين المنطقية، او المعطيات التاريخية الواضحة ،،،! وقال تعالى(( وإذا قلتم فاعدلوا )) سورة الانعام .
وكان للصحوة آثار باهرة، ومحاسن منتشرة، لا يمكن اختصارها وتجاهلها، وسأعدها عدا، ثم ألامس الجانب السلبي لها، لأنها في النهاية جهد بشري، وحركة بعث إسلامي رشيد، تستقوي بالنص وقفو السلف، ولا يعني سلامتها من الجنف والتجاوز، او ارتكابها اخطاء ، لا سيما من قبل شبابها المتحمس، او بعض خطبائها المندفع، وذلك طبيعة اي مرحلة دعوية ناشئة وقد ابتدأت بدون تأهيل مسبق، او صناعة مخبرية رصينة..!
فإن يكنِ الفعل الذي ساء واحدا// فأفعاله اللاتي سرَرنَ ألوفُ !

ومن تلك الآثار:

١/ التجديد الديني الشامل، والعودة بالأمة الى منابع الاسلام الحقيقي، حيث الصدق الرشد والسداد.
٢/ بناء الوعي السياسي والاجتماعي، لغالب شرائح المجتمع.
٣/ تأسيس نواة المجتمع المدني المبدئي .
٤/ ابراز المملكة في العمل الخيري والدعوي والثقافي.
٥/ إيجاد حاضنة شبابية، محصّنة من براثن الانحراف، وبالتالي التقليل من سعار الجريمة، الذي بدأ ينتشر هذه الأيام ..!
٦/ إثراء الثقافة الشرعية وانتشار الدروس، وطباعة الكتب وازدهار المكتبات.
٧/ تأكيد شرعية النظام وتثبيت أركانه، لا سيما وأن الحكومة تماهت معها، ومكنت لها أسباب الظهور، واعتقدت أنها بمثابة الدعائم المؤسسة والمساعدة لها، ولذلك لم تصطتدم بها ابتداء، وقد رأت فيها تزكية الشيخين، ونبذ الأفكار المناوئة، والقضاء النهائي على الافكار القومية الناصرية والبعثية الاشتراكية ...!

وأما السلبيات فكالتالي :

١/ عدم التأهيل الدعوي لدى بعض منتسبيها، او بمعنى قله الفقه والبصيرة الدعوية.
٢/ الأحادية الفقهية والمحاكمة احيانا بمذهب فقهي وحيد..!
٣/ التشدد في بعض الممارسات من نحو الموقف من المرأة، كما أفاده الدكتور الحضيف، في حلقة ( حراك ) مع الاستاذ عبد العزيز قاسم، واتكأ عليها الغذامي كثيرا، وكانت الحلقة في ٢٠١٣/١٢/٦ ..!
وتوسيع قاعدة سد الذرائع الاصولية، وسياتي نقاش مستقل لذلك.
٤/ تقصيرها في البنية الدعوية المؤسسية، وبرغم انها فتحت الباب، ولكنها كانت تحتاج الى الخطاب التمكيني الدعوي، والذي ينتهي الى المشاريع بعيدة المدى، والراسخة رسوخ الجبال الشوامخ ..،!
٥/ الحدة في النقد واتخاذ المواقف، وتصنيف الناس، وهذا من أشد مزالق الصحوة، وقد خسرت بذلك شرائح مختلفة، وصنعت خصوما، كان بالإمكان ان يكونوا إخوانا مناصرين،،،! ولكن كما قلت سابقا ضعف التأهيل، والحماس المفرط، وقلة الفقه أنتج مثل تلك الممارسات..!

- وبرغم ان كتاب الاستاذ الغذامي أشبه ما يكون بالدراسة النقدية التحليلية، إلا انه أغفل المنهج العلمي في النقد، فكان تحليله مهتما بالجوانب السلبيه، وهي ما يركز عليه خصوم الصحوة غالبا، فيكبرونها ويتجاهلون سواها،،،!
وحينما عقد الاستاذ الغذامي عنوانا عن منجزات الصحوة (ص ٤٢)، تقاعس وتردد عن أن يكتب ولو رؤوس اقلام عن المنجزات، سوى ما أشاد به سابقا، الفتى الجاد القارئ المترقب...!
ونقل المضربَ الى متابعيه على تويتر ، وهو العنوان الوحيد الذي في الكتاب، وخص به محبيه ومتابعيه، ليُدلوا بآرائهم...!
فلا تدري.. هل هو المنظور السلبي من الصحوة، والعقيدة المسبقة المشوهة، أم تقويم جماهيري جاد، يفضّل محاكمتها من خلال المجتمع الذي عايشها.،!
ولا ريب أن الاختيار لن يكون دقيقا، ولو موضوعيا، وسيخص عينة، الله اعلم بحالها، مع استحضار ان المؤلف ليس اتباعه مِن الإسلاميين، بل الغالبية أناس مختلفون مع التيار الاسلامي، او مثقفون مستقلون...!
ومع ذلك كانت العينات المختارة، وقد بلغت(١٢) عينة، وتزيد بخمس عينات لشخص واحد اسمه الاستاذ عبدالله اليابس،،! وكان افتتاحها بالدكتور سعيد السرحاني،،، فمجموعها حينئذ (١٧) تقويما.. وقد حملت الموقف الترحيبي الإيجابي بالصحوة ، سوى موقفين حوى الإيجاب والسلب، وهو موقف نقدي فرزي مطلوب...!
وضن هو بعقليته المتوقدة،أن يكشف شيئا من الحسنات الاجتماعية والثقافية، ولو ما يتصل بالحداثة، مكتفيا بأنها قد خدمت الحداثة... لما وفرت من يقظة وملء للمكان والزمان...!
وهذه حسنة ثقافية، تكشف روعة الوعي الصحوي، واختباره للأفكار..!
ولم يحب الإشادة بها....!
واكتفى بالاشارة الى من كتب في المنجزات، كالأستاذة حصة الاسمري والأستاذ ابراهيم السكران كما في (ص٤٥)
وبما أن العنوان لا يحتمل سوى الجانب الإيجابي الانجازي، لم يترك ان يشير الى إيحاءاته النقدية السلبية، فيقول في نفس الصفحة...( وفي الفصلين الثالث والرابع وقفت على الصحوة من حيث ثقافة الاحتساب، وعلى نقد الصحوة من داخل صفوفها)
فما يعني مثل ذلك..،؟! وما لازمته في هذا السياق...؟!
الا ما بيناه سابقا، وهو الموقف السلبي المسبق، والعقيدة الثقافية المشحونة من كل ما هو صحوي...!!
على إنك اذا عدت الى تلك الفصول، لم تجد الا النفس النقدي السلبي، ولا ريب ان من تداعيات ذاك، تكوين الانطباع الذهني السلبي لدى جماهير القرّاء، وان الصحوة لا تعني سوى الحشد والضغط والمحاكمة والاحتساب...!
وانتهى المشهد،،،.ههههه...!
فضائل الصحوة كثيرة ومتعددة، ولكن الاستاذ وفقه الله نظر من زاوية واحدة، ضاق بها المكان، وخالطتها القتَرة والعجاج، والسلام...!

ومضة : العقائد الثقافية المسبقة، احكام مسبقة، تخفي المحاسن ..!

١٤٣٦/٧/١٥
‏‫

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
د.حمزة الفتحي
  • المقالات
  • رسائل رمضانية
  • الكتب
  • القصائد
  • قراءة نقدية
  • الصفحة الرئيسية