اطبع هذه الصفحة

http://www.saaid.net/Doat/hamza/51.htm?print_it=1

أربعة آلاف عريس...!

د.حمزة بن فايع الفتحي
@aboyo2025


برغم الآلام ووخزاتها المتلاحقة...
وبرغم الوهن البارز، وأظافره الناشبة..
والبيوت المهدمة، وتعرجاتها الكئيبة ...
والدمار المهول، ورسوماته المحزنة ...!
تنشر فلسطين الحبيبة ومن خلال غزة هاشم ، منائر البسمات، وتفيض عيونا من الآمال، وتنصب قواعد شامخة للصبر والاستبسال..!
أربعة آلاف عريس يقولون نحن هاهنا...!

هاهنا عرسي وجرحي نازفٌ// لن أمل السير والنصر معك..!
عزةُ الله لنا غالبةٌ // لن يجف الدمع حتى أصرعكْ
 

سنفرح مع الأحزان، وسنبني مع الهدم، وسنضئ رغم الظلام ..!
برغم كيد كل كائد، ومكر كل ماكر(( والله مع الصابرين ))
كذا لسان حالهم للعالم أجمع....
وللصهاينة.. لن يجدي كيدكم وحنقكم الدايم،،،
وللمتخاذلين.. نريكم دروس الصبر والتفاؤل والسماحة..!
وللمتآمرين.. سنفك عقد تآمركم بعزة شبابنا، وبأسرنا وأجيالنا القادمة....!
وأن خيار المقاومة والتصدي الباسل أنفع ورقة للتفاوض الحاصل...
ضحكات في خضم ألم..!
وسرور رغم محنة....!
وزغاريد وسط حزن وعذابات....!
جذبني خبر العرس وتعدده وتنوعه وتغازره حتى صار (٤٠٠٠ آلاف عرسا)
في ليلة جماعية إخائية وهاجة، غامرة بالحب والحنو والتعاضد..! ستنشأ من خلاله بيوت وأسر، وتقام مبادئ وأسس، وتُشيد معالم وراسيات..!
هكذا هي فلسطين تجمع من قوتها الزهيد، وتدفع من دمعها ودمها ما تسعد به فلذات أكبادها ...!
فمن يصنع صنيعهم، او يضاهي جلدهم وتحديهم...؟!
فيُشكرون لمثل هذه الليلة الجماعية الأخلاقية الحانية، التي زوجت شابا منبوذا، ورأفت بفتى ضائع، وانتشلت آخر من قهر الشهوات، وحصنت فتيات من ساحات الضياع والتعاسة...!
ويُشكر داعمها وراعيها، لا سيما الرئيس التركي اردوغان، وأياديه البيضاء، لم تجف من أماكن كثيرة، كسوريا وغيرها، والذي بات عربيا قوميا بحمله للقضية الفلسطينية، وإدانته لحصار غزة، ورفضه للظلم في مناطق شتى من العالم...!
في حين غفلة العرب عن قضيتهم ومستقبل أمتهم...!

وهنا دروس :


١- القوة المعنوية الداخلية التي يحملها الشعب الفلسطيني البطل، والتي استدعته تنظيم مثل هذه الفعاليات الاجتماعية .

٢- منظر التعاون الأخاذ بين أهل الاسلام، وأننا باستطاعتنا تزويج مئات الشباب والآلاف إذا توفرت الإرادة والجهد.

٣- الفكرة ليست جديدة، وجدتها في غزارتها، وتوفير مال كان سيضيع، فيما لو انفرد كل شخص بحاله.
وهي رسالة للمؤسسات الدعوية وللقبائل العربية والجمعيات الخيرية في التفكير الجدي في تنظيم مثل ذلك، حفاظا للمال، وتوفيرا للجهد، وصيانة للاوقات.

٤- الحضور التركي الدائم في مآسي الأمة، فشكرا اردوغان الذي برهنت مواقفه على إسلاميته وعروبته، أكثر بكثير من مدعي العروبة...!

٥- ضرورة اتجاه رجالات الأعمال لدعم تلكم المشاريع وتزويج الطلبة الفقراء والشباب المحبط من واقع أمته ومعيشته وحيرته...!

٦- أن الاحزان لا تقاوم بالحزن والانعزال، بل بالعمل والصبر والفرح، والاتجاه التفاؤلي، كما يصنع هؤلاء الأبطال، الذين أخجلونا ونحن في متعتنا وزهراتنا، وقد تقاعسنا دعما، وضيعناهم أملا، وألقيناهم هملا...!

٧/ أن الأعراس على زخات الرصاص، والكيد الصهيوني، مؤذن بالفرج والنصر باْذن الله تعالى، فقد تأبت غزة على الانكسار، برغم طول الحصار، وغدر الجار، وتآمر القريب...!
ولكي تتوج مثل تلك المؤامرة، وتعلن هزيمتها، قلبت ظهر المجن عليهم، واعلنت مثل هذا الحدث الاجتماعي الكبير، مبرهنة على انتصارها وثباتها ، والذي سيغص به الأعداء والمنافقون وأذنابهم...(( وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون )) الشعراء .
نصر الله أهل فلسطين ورد كيد الأعداء في نحورهم.. والسلام .....!

١٤٣٦/٨/١٧

 

د.حمزة الفتحي
  • المقالات
  • رسائل رمضانية
  • الكتب
  • القصائد
  • قراءة نقدية
  • الصفحة الرئيسية