اطبع هذه الصفحة

http://www.saaid.net/Doat/hamza/98.htm?print_it=1

قراءة نقدية لكتاب (ما بعد الصحوة ) للأستاذ الغذامي...!
اللحية التجديدية أو الثقافية (١٠)

د.حمزة بن فايع الفتحي
@hamzahf10000


قراءة نقدية لكتاب (ما بعد الصحوة ) للأستاذ الغذامي...! وقفات أولية ....[١]
قراءة نقدية لكتاب (ما بعد الصحوة ) للأستاذ الغذامي...! أفكار الصحوة...! [2]
قراءة نقدية لكتاب (ما بعد الصحوة ) للأستاذ الغذامي...! التدين وصحوة التدين...! [3]
قراءة نقدية لكتاب (ما بعد الصحوة ) للأستاذ الغذامي...! أثر الصحوة الاسلامية.. [4]
قراءة نقدية لكتاب (ما بعد الصحوة ) للأستاذ الغذامي...! الرموز شكلا ومضمونا...! [5]
القراءة النقدية لكتاب الاستاذ الغذامي (٦) فضاء تويتر أم النت،،،؟!
قراءة نقدية لكتاب (ما بعد الصحوة ) للأستاذ الغذامي...! الموقف من الحداثة..!(٧)
قراءة نقدية لكتاب (ما بعد الصحوة ) للأستاذ الغذامي...! الصحوة الفكرية...!(٨)
قراءة نقدية لكتاب (ما بعد الصحوة ) للأستاذ الغذامي...! مزايا الصحوة المحلية (٩)


شدّني عنوانه (اللحية الثقافية)، ص (٢٩، ٣٠)... وأن اللحية مرت على ثلاث مراحل... جيل القوميين، المجافاة والحلق.... وجيل الصحوة الإعفاء والسيما الصريحة، فكل صحوي هو ملتح بالضرورة !،،،، وجيل المثاقفة الافتراضي ....! ( بتصرف )
فحاولت تأمل مثل ذلك ومغزاه، وذكره أن اللحية مرت في بلادنا على ثلاث مراحل، ولما دخلت فضاء المثاقفة والانفتاح، بدأت تتغير مع الظروف المصاحبة، بشكل تفنني ذواق...
!!
وهي على العموم، تجديد وتنور فقهي عند فئام، وهي لحية انهزامية عند آخرين، واستضعاف سلوكي عند فئة ثالثة، لا تحاكم عليها...!
لا سيما مع قارعة سبتمبر واحتلال العراق، وظهور جماعات العنف السياسي، وهجمات الإعلام على الخطاب الإسلامي، حتى أدى بطوائف، التنكر للمبادئ السالفة، والتخفف من الالتزام الصارم، ومحاولة دفع التهم، وهذا برز بشكل جلي مع طبقة( مثقفي الصحوة )وقد يلتقي ذلك مع ضعف في النفس وقصور ذاتي، يسهم في الانقلاب وحصول النكسة والانقباض المجتمعي أو العكسي، حتى إن بعضهم هجر العمل الدعوي على إثر ذلك،،،! فيبيت ذاك الشاب أو المثقف إلى خصم ، يشن مقالات قاسية مهترئة ، أو روايات مهلهلة، يزعم من خلالها أنه عضو سابق، أو صحوي قديم،،! أو خبير في الحركات الإسلامية ، وهو منقلب قديما، فيقول ويتقول، ويدعي ويجزم ، على صورة شهود العيان، والذي يجب أن تتلقى معلوماته بالقبول الحاسم ،،، ههههه......! وتناسى الدكتور أن من جيل الصحوة من أحرق محال الفيديو، وانقلب بعد مدة رأسا على عقب، وبات خصما لدودا، يسم خطب الجمعة بالتراث المتعفن، ويروج لدين الإنسانية الجامع للأديان السماوية الثلاثة ...! ولم يشر الأستاذ الراصد لتلكم الظاهرة التوحشية الانقلابية،،،،!
وتغافل عن أدواء المرء، وما يخالطه من مشكلات الاستقامة والذات، والمؤثرات المجتمعية، والتي قد تودي به للنكوص،،، فهل يعني ذلك خيبة الصحوة وفجاجة خطابها، وقد صح قوله صلى الله عليه وسلم كما عند أحمد وغيره (( أكثر منافقي أمتي قراؤها )) فقد ينقلب ذاك القارئ، فيكتب رواية يسف فيها على الصحوة، فيوحي للقراء ذهنيا، أن التدين هو المشكلة، والحل الخلاص منه، أو عدم التدين بالكلية، والميل هنا وهنالك،،،!
وقد ناقش ذلك بجودة فائقة الشيخ العودة في محاضرة ( صلاح الظاهر والباطن ) وهي من روائع إنتاجه الدعوي والسلوكي ، وللشيخ العايد مخلصرة( الالتزام الأجوف ) .
وصح حديث (( إن أخوف ما أخاف على أمتي، كل منافق عليم النفاق )). فلسانه حلو جذاب، وقلبه سقيم ذو اضطراب، وقد يوظف أمثال هؤلاء للانتقام من التدين، فهل يسوغ أن نقول ذلك هو الإسلام...؟!
والسؤال الملح : هل تتحمل الصحوة كل تبعات أولئك ..؟!
ولو دقق وأنصف،...! أنه لو اعتقد أن ظاهرة الصحوة بشرية، فسيغفر لها كل تلكم الملحوظات، لأن التعاطي البشري، والسلوك التديني، ليس هو الدين....!
ولكن الإنصاف عزيز، كما قال الإمام مالك بن أنس رحمه الله : ( ما قل شيء في عصرنا كالإنصاف !).
وربما التحول كان عن قناعة فقهية جديدة، شعرت بعدم الإلزام، ولم يتسنَ لها ذلك، إلا بعد الشيخين رحمهما الله، فالقول كان مخبوء في النفس، ولكن لم تتهيأ الظروف التاريخية لإعلانه...!

ولا شك أن كل ذلك محتمل، ومن تلقفتهم القنوات المشبوهة، كانوا من المنقلبين والمتنكرين، ،،،! ونعترف (بالحدية الفقهية) التي مورست في عصر الصحوة الذهبي، وقد كان من آثارها التشدد في مسائل سلوكية، وربما مسائل أشد، وكان لها مضاعفات سيئة على الدعوة، من نحو غياب الفقه الدعوي، وفقه الخلاف، وعدم تفعيل الفقه المذهبي المقارني، والتهوين من مذاهب فقهية اجتهادية أخرى...!
وهذا نقصان منهجي وتربوي لا نجحده، وقد قال أيوب السختياني رحمه الله ( من لا يعرف الفقه، لم يشِم أنفه الخلاف )!
ولكن للصلابة السنية التطبيقية، تشددت الصحوة في شكل أتباعها وسيماهم، وحملتهم واختبرتهم في مذهب أحادي فريد، حتى بات الشاب في بيته - وقد فرح الأهل بتوبته - مصدر إزعاج بفتاويه وسلطته العلمية الجديدة.....!!
ولكن أكثر ذاك قبله المجتمع للفطرة الدينية، وسطوع الوهج الصحوي، واحتفاؤه بالدليل - لانتهاج الشيخين الدليل- وإدراكهم أن الاستقامة خير حافظٍ للنشء...!
وهذا قد حصل في الأزمنة العلمية الزاهرة وفي الوسط الشرعي، فهذا الإمام أحمد رحمه الله يقول ( كنّا نلعن أصحاب الرأي ويلعنوننا، حتى جاء الشافعي فمزج بيننا )! كما في ترتيب المدارك للقاضي عياض رحمه الله. فهذا في زمان متقدم فكيف بحال عصرنا..؟!
وما اللحية إلا نموذج من نماذج مختلفة حاكمت عليها الصحوة، تمسكا بالسنة، وإبرازا للتدين،- وأحاديثها الصحيحة مشهورة- وربما كانت ردة لفعل التيار القومي من الحلق المستديم- كما ذكر المؤلف- إلى الإعفاء الكامل، فسقطت قوميتهم حين سقطت لحاهم ههههههه،،،،،،!، وصعد -نحن ديننا- حين برزت لحانا، وباتت سيما لنا، والله من وراء القصد..!
ونؤكد هنا أن المكانة الفقهية للعلَمين ابن باز والعثيمين رحمهما الله، حملت الصحوة على عدم مخالفتهم في بعض المسائل الفقهية الاجتهادية ومنها السلوكية المظهرية كاللحية مثلا وتقصير الملابس،، واختيارهم كان هو الإعفاء المطلق، وانسداد أي مساق للتخفيف أو التحسين...! بل إن قادة الصحوة الشعبيين كانوا يتهيبون المخالفة في غير ذلك ، ودونه، من نحو :
- قراءة الفاتحة في الجهرية ، وتغذت الصحوة على فقههم في جل مسائل الفقه العملية،لا لنقص وضعف بحث،،! ولكن احتراما لهم، وهيبة لفقههم واختيارهم .
- وأذكر أن الشيخ العودة في شرحه لمسألة (ما يقطع الصلاة) في البلوغ، رجح مذهب الجماهير أنه لا يقطعها شيء، وبدا عليه التحرج وهو خلاف رأي الشيخين المبجلين، ولكي يقنع جمهوره، تلطف بمقدمة عن فقه الخلاف وقفو الدليل ...!
- وله محاضرات في تأصيل هذا المفهوم وتوصيله، ولكن لم يفطن له إلا قليل...!
- والقول بنقض الوضوء، من لحم الجَزور، وهو من أفراد مذهب الحنابلة، ولم يكن أحد يستطيع المجاهرة بذلك .!
- وزكاة الحلي ووجوبها، تقليدا للشيخين، برغم أن علمين كبيرين تربت الصحوة على تراثهم، لا يقولون بذلك، وهما ابن تيمية وابن القيم رحمهما الله تعالى .
- والرمي قبل الزوال للمتعجل أيام التشريق في الحج، مع أن فيه مندوحة، وله تخريجات فقهية، تسوِّغ الرمي .
- والتوسع في التصوير الفتوغرافي والفيديو، وكيف باتت أداة إعلامية مشعة للعمل الإسلامي بعد الحادي عشر من سبتمبر .

فهذه وأشباهها مما احتدت فيه الصحوة، بسبب الظرف التاريخي، فليست المسالة مختصة باللحية فقط، بل هذه وغيرها مما حكينا، وقد كانت تحتاج إلى منهجية فقهية في التعامل وفهم الخلاف الفقهي المقارن،،!
وأعتقد لو أن وسائل الإعلام ازدهرت كالوضع الراهن وظهور النت، لتغير الوضع ولا تهدهد الجدار الاجتماعي والثقافي، وانفتحت الصحوة بكل وعي وتكيِّف، لا يخل بهويتها وقيمها الشرعية...!
فها هو الشيخ العلامة السعدي رحمه الله، يقول بنقل الأعضاء قبل ظهورها بعقود، ويلمح لجواز المقاطعة الاقتصادية للعدو الحربي ق.
ولو تعمد الإسلاميون رصد حركة وعلامات الحداثة النخبوية، لألفوا
فيها التباين المنهجي، والذي جعل أمثال البازعي والسريحي، يشنان حملات على المؤلف ، وقد لا نعتبر ذلك مواقف علمية يعبر عن جوهر المذهب والتيار، ونعده موقفا شخصيا أو انقلابا على بعض الاجتهادات الفكرية...!
ففي كل ممارسة بشرية أخلاط من الاختلافات والاجتهادات، ما ينبغي حملها على جوهر القضية، فضلا عن التحولات الضبابية أو الحاسمة ،..!
فالمحصل أنه ما ينبغي محاكمة الصحوة بالمظاهر دون الولوج في مضامين الخطاب البنيوي لها، وأن التحولات الفقهية أو السلوكية، لها أسبابها المخصوصة، وليست كلها متمحضة من التشدد الديني،،، والسلام....!
 

د.حمزة الفتحي
  • المقالات
  • رسائل رمضانية
  • الكتب
  • القصائد
  • قراءة نقدية
  • الصفحة الرئيسية