صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







كيف تخطط الدول؟!!

محمد حسن يوسف

 
تضع الدول التي تريد لشعوبها تحقيق التقدم خططا طويلة الأجل، وتعمل على حشد طاقات الشعوب نحو تحقيق تلك الخطط. ومن ذلك، توفر الصين الخرائط التي ترسم الشكل الذي ستكون عليه العاصمة بكين في عام 2087. كما أن كازاخستان تتيح لمواطنيها وزائريها خرائط توضح ما الذي سيبقى من العاصمة الحالية بعد 50 عاما من الآن، حيث يتم تنفيذ مخطط شامل لتغيير العاصمة هيكليا.

في أعقاب أزمة البترول الأولى التي حدثت في على إثر حرب أكتوبر 1973، بدأت الدول المستوردة للبترول تفكر في كيفية مواجهة تلك الأزمة والعمل على عدم تكرارها. ولكن بعد أن تكررت الأزمة بعد أقل من سبع سنوات عقب اندلاع الثورة الإيرانية، أخذت الخطط والاستراتيجيات الغربية طويلة الأمد طريقها إلى النور.
ومن ذلك ما تخطط له الولايات المتحدة من تخفيض استيرادها من البترول في غضون عام 2030، حيث يتوقع أن يقل اعتمادها على البترول المستورد من 60% حاليا إلى 50% في عام 2015، قبل أن يرتفع قليلا مرة أخرى ليصبح 54% في عام 2030. هذا التخفيض في الاستهلاك من البترول يأتي بصفة أساسية بسبب الزيادة في إنتاج الوقود الحيوي، من 8 مليار جالون هذا العام إلى 32 مليار جالون على الأقل بحلول عام 2030. ويصاحب ذلك أيضا وفر في استهلاك الطاقة بنسبة 40% بسبب إدخال التحسينات على إنتاج السيارات الجديدة التي ستظهر في الأسواق اعتبارا من عام 2020.

إذا أردت أن تعرف الفرق بين الدول المتقدمة والدول المتخلفة ( أو تخفيفا النامية ) فلنقارن بين ما قرأناه أعلاه وبين ما يلي:
في المكسيك، عقب العمل باتفاقية التجارة الحرة لدول أمريكا الشمالية " النافتا "، غمرت إعانات الحكومة الأمريكية زراعة الذرة المكسيكية. وترتب على ذلك انخفاض أسعار الذرة المكسيكية بنسبة 70% في الأسواق. وكان من نتيجة ذلك عزوف الدول النامية المنتجة للذرة عن زراعة هذا المحصول، اعتمادا على حصولها على الذرة الرخيصة من المكسيك، مما أضعف من إنتاجية تلك الدول. ومع الارتفاع السريع في أسعار الحبوب الذي بدأت تشهده الأسواق اعتبارا من الشتاء الماضي، لم يكن بمقدور تلك الدول النامية زيادة إنتاجها من الذرة مرة أخرى وبالسرعة الكافية، لتقع شعوب تلك الدول على حافة المجاعات!!
هذا الفرق في نمط التفكير بين صانعي السياسات في الدول المتقدمة والمتخلفة هو جوهر المشكلة التي تعاني منها الدول النامية. فالدول المتقدمة، أو التي وضعت نفسها على طريق التقدم، تخطط استراتيجيا لمعرفة شكل المستقبل المنظور والبعيد لبلادها. أما الدول النامية فقد اكتفت بالنظر إلى ما أسفل الأقدام، ولم تحرك ساكنا بشأن المستقبل، الأمر الذي يجعل مهمتها في غاية الصعوبة، في ظل مستقبل لا يعرف المجاملات ولا يحابي أحدا!!

6 من جمادى الآخرة عام 1429 من الهجرة ( الموافق 10 من يونيو عام 2008 ).

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
محمد حسن يوسف
  • كتب وبحوث
  • مقالات دعوية
  • مقالات اقتصادية
  • كيف تترجم
  • دورة في الترجمة
  • قرأت لك
  • لطائف الكتاب العزيز
  • الصفحة الرئيسية