اطبع هذه الصفحة

http://www.saaid.net/Doat/hasn/99.htm?print_it=1

غباء في عصر الفضاء

محمد حسن يوسف

 
نعيش اليوم عصر الفضاء المفتوح أو السماوات المفتوحة، بمعنى عدم إمكانية السيطرة على كتمان الحدث، فإذا ما وقع حادث ما في منطقة معينة، فيمكن نقله في نفس زمن حدوثه إلى جميع أنحاء العالم.

كما جاءت التقنيات الالكترونية بتوفير إمكانات في غاية الجودة لنقل تفاصيل الأحداث إلى العالم، فيمكن عن طريق كاميرا المحمول مثلا تصوير أحداث في غاية الأهمية والسرية ونقلها لملايين المشاهدين في جميع أنحاء العالم عن طريق الانترنت. هذا ما حدث مع عملية إعدام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، وهو نفس السيناريو الذي وقع مع حوادث التعذيب في السجون.

ومن عجب أننا ما زلنا في هذا الوقت نجد من يحاولون الحجر على أحداث معينة، بالتعتيم عليها ومنعها من الظهور! فلا هم يستطيعون ذلك، ولا يمكن حجب الحقيقة إلى ما لا نهاية. لقد أصبح هذا العصر يفرض علينا التعامل مع الأحداث تعاملا مختلفا عن ذي قبل. وأصبح الأمر يتوقف الآن على مجرد محاولة تبرير الحدث. فلم يعد بالقدرة منع الخبر، بل أصبح عليك محاولة تبريره.

في ظل هذا المناخ، يصبح من الصعوبة بمكان التعامل مع الأحداث بنفس منهجية التعامل التي كانت تتم منذ عدة سنوات. فلم يعد بوسع الناس تحمل رؤية ما ينكرونه من أحداث، كما لم يعد من الممكن القبول بنفس منهجية التعتيم على الخبر، أو تعاطيه بطريقة لا تدرأ عنه الشبهات!!

أذكر مثلا مع حدث مع كبار شيوخ الدعوة: الشيخ محمد حسين يعقوب، والشيخ محمد حسان، والشيخ أبو إسحاق الحويني، من تضييق عليهم في إلقاء الخطب والمحاضرات. فكانت النتيجة أن يمن الله عليهم بأن يفتح لهم شاشة تليفزيونية فضائية تنقل خطبهم ومحاضراتهم إلى جميع الناس، بل وفي بيوتهم. وبعد أن كان من يستمع إليهم مجرد بضع آلاف، إذا بجمهورهم يصبح بالملايين، وفي جميع أرجاء العالم شمالا وجنوبا وشرقا وغربا!!!

أقول هذا لبعض الناس من أصحاب الأفق الضيق. إن العصر الذي نعيشه الآن يفرض علينا انتقاء منهجية مختلفة عن ذي قبل، ولا يمكن لنفس العقول الحجرية التعامل الآن مع الأحداث بنفس الطريقة التي كانت متبعة قبل الانفتاح الإعلامي وثورة الفضاء. اللهم هل بلغت؟ اللهم فاشهد!!!

الأحد 19 من ربيع الثاني عام 1428 ( الموافق 6 مايو عام 2007 ).

 

محمد حسن يوسف
  • كتب وبحوث
  • مقالات دعوية
  • مقالات اقتصادية
  • كيف تترجم
  • دورة في الترجمة
  • قرأت لك
  • لطائف الكتاب العزيز
  • الصفحة الرئيسية