صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







مع الشيخ العلوان في خروجه..

إبراهيم بن محمد الحقيل


بسم الله الرحمن الرحيم


خبر مبهج للغاية زف إلينا اليوم بإطلاق سراح حافظ العصر الشيخ العلامة الحافظ سليمان العلوان ثبته الله تعالى ونفع به المسلمين، وحق لأمة الإسلام جمعاء أن تبتهج بهذا الخبر السعيد، وحق للعلماء والدعاة أن يفرحوا به أيما فرح.

وحين زف إلينا محاميه الشيخ المحتسب عاصم المشعلي حفظه الله تعالى وجزاه عنا خيرا صدور الأمر بإطلاقه وددت أنه عندي لأقبل رأسه وأشكره على جهوده المباركة في الترافع عن الشيخ الحافظ.. ومكثت مليا أتأمل تغريدة المشعلي، وأتذكر حين سجن الشيخ أن أحد الدعاة المسندين غضب لما بلغه خبر اعتقاله وقال: أقسم بالله العظيم لو كان الشيخ العلوان عند اليهود والنصارى وهو يحفظ دواوين دينهم عن ظهر قلب لغسلوا رجليه.. فرددت عليه: هو ابتلاء لن يزيد الشيخ إلا رفعة وأجرا.

ولم ألتق الشيخ المحدث العلوان ولا مرة واحدة لكن عرفته من دروسه المسجلة، وظفرت برقم هاتفه، فكنت أتصل به بين فترة وأخرى، أجمع بعض الأسئلة والإشكالات في بعض الأحاديث وألقيها عليه فيجيبني جواب العالم الحافظ المتمكن، وأكون أحيانا قد جمعت روايات الحديث فيسردها كما جمعت، ويزيدني روايات لم أصل إليها، وكانت طريقته هذه تبهرني جدا، فأهلل وأبرك في نفسي، وأسأل الله تعالى أن يحفظه للأمة ذخرا.

كنت أطيل الحديث معه في الهاتف وهو لا يعرفني فلا يتبرم ولا يمل ويستمع إلى أن أنتهي ثم يجيب، وإن كان مشغولا بدرس ونحوه ضرب لي موعدا أتصل عليه فيه، ولا أتذكر أني اتصلت به ولم يجب على اتصالي.

وذات مرة كان لي صديق طلب مني الاتصال بالشيخ وسؤاله عن مخطوط في التفسير التبس عليه فيه اسم مؤلفه بآخر فلم يستطع التمييز بينهما فلما اتصلت بالشيخ رأيت أن أصل بينهما وكان صاحبي مشغولا بمكالمة أخرى، وأحرجت من الشيخ حرجا شديدا، واعتذرت منه، فقال: لا بأس أنتظره، فانتظره قريبا من خمس دقائق وأنا أتصبب عرقا إلى أن أنهى مكالمته وكلمه فيما أراد، فيا لحسن الأخلاق، والصبر على الناس.

سألته مرات عدة عن أحاديث في غير الكتب الستة كمصنف ابن أبي شيبة وصحيح ابن حبان ومستدرك الحاكم، فيبين درجتها لي، وأحيانا يسوق أسانيدها ويبين عللها.
وحدثني صديق لي قرأ على الشيخ وحظي بمجالسه في العلم أنه ذات مرة ذكر أثرا للشيخ أو مسألة فنسبها لشيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى، فأنكر الشيخ العلوان أن تكون في الفتاوى، فأصر صاحبنا على أنها في الفتاوى، فقال له الشيخ: يا أخي قرأت الفتاوى سبع عشرة مرة.. ليس فيها.

وهذا قليل مما سمعته من الشيخ وعنه، وطلابه والملازمون له أكثر دراية مني بذلك، لكن سقت ما سقت بلا ترتيب ولا مراجعة، فالفرحة بخروج الشيخ لم تسعني.. وأمة لا تحتفي بحفاظ دواوينها، وأسانيد أحاديث نبيها ليست أمة جديرة بالاحترام، والحمد لله أن عموم الناس فرحين بهذا الخبر، ولم يغتم به إلا من في قلبه مرض من الليبراليين وإخوانهم أدعياء السلفية، وقد دخلت تويتر فإذا في كل دقيقة ثلاثين تغريدة تقريبا عن خروج الشيخ، ومن المغردين من هم في دول الخليج، وتغريدات عن ابتهاج في الشيشان وداغستان واحتفال في مسجد في البرازيل بخروج الشيخ، وحق الشيخ أكبر من هذه المقالة المتواضعة لكني من شدة الفرح كتبتها على عجل فأعتذر من القراء الكرام، وأختمها بعشر تغريدات التقطتها من تويتر دون ذكر أسماء المغردين:

1- كل أهل الجزيرة في الليل إلا أهل القصيم فإن الشمس قد استقرت الليلة في رحالهم.
2- زحام في استقبال العلامه العلوان في مسجده منظر مبكي يوم ان رأى والده فقبل يديه وقدميه
3- ستتعجبون لو أخبرتكم أن الإخوة الشيشان والداغستان يتبادلون التهاني بخروج الشيخ سليمان العلوان الآن أمام عيني.
4- بالأمس الأحمد واليوم العلوان (قال أنا يوسف وهذا أخي قد منّ الله علينا إنه من يتق ويصبرفإن الله لا يضيع أجر المحسنين)
5- سأل أحد الحضور الشيخ المحدث سليمان العلوان: إفراج مؤقت يا شيخ ؟!
فأجاب: الدنيا كلها مؤقته ..
6- شيخنا العلوان خروجه من سجن الحديد الى سجن العبيد فرحة للمؤمن كأنها عيد، جعله الله تعالى نبراس الحق ما حيي وجعله من المخلصين الصابرين.
7- الله أكبر أكتبها والعين تدمع وقد سجدت شكراً لله لك الحمد يارب العلامة العلوان في بيته، الآن علمت ،لأني في الخرخير غداً إلى القصيم بإذن ربي .
8- دخل الشيخ سليمان العلوان السجن ولا يعرفه كلّ أحد، وخرج اليوم ولا يجهله أحد. اللهم لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد إذا رضيت ولك الحمد بعد الرضا.
9- قدموا من مناطق عديدة وفود طلبة العلم تتوافد على القصيم للسلام على الشيخ سليمان العلوان والذي افرج عنه ظهر اليوم.
10- لله الحمد والمنه دبت الحياة بيريده وتلألئت الانوار بخروج شيخها سليمان العلوان حفظه الله ورعاه وثبته وشفاه مرحباً مليون بك ياشيخنا.

21/1/1434هـ

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
إبراهيم الحقيل
  • مقالات
  • كتب
  • خطب
  • الصفحة الرئيسية