اطبع هذه الصفحة

http://www.saaid.net/Doat/huseen/33.htm?print_it=1

القرامطة الجدد

حسين بن سعيد الحسنية
@hos3030


بسم الله الرحمن الرحيم


اللهم عليك بالرافضة، فقد أشركوا بك، وجعلوا لهم إلهاً غيرك، ولَمزوا كتابك بالخطأ والنقصان، وخطّأوا جبريل u بأنه أعطى الوحي محمداً ﷺ ولم يعطه علياً t، وسبُّوا نبيك محمداً ﷺ، واتهموا زوجته عائشة بالخطيئة، وقذفوها بالزنى، ونالوا من أصحابه رضي الله عنهم ، وعلى رأسهم الشيخان: أبو بكر وعمر، وقالوا عنهما أنهما الجبتان الذين في الدرك الأسفل من النار، وسرقوا الخمس، وأباحوا المتعة، وتعدوا على حرماتك، وتمردوا على شعائرك، وآذوا عبادك المؤمنين في كل مكان، أخزاهم الله وأبعدهم، فقد كانوا – ومنذ أن ثارت شرارتهم الأولى وإلى الآن- علامة سوداء، وفتنة في سير التاريخ وكتب المؤرخين، لا يرقبون في مؤمن إلاً ولا ذمة، ما وطأوا أرضاً إلا دمّروها، ونالوا من أهلها، وهدّموا مساجدها.
هم أشد عداءً على المسلمين من اليهود والنصارى، جمعوا كل رديئة فلبسوها، واختاروا كل خطيئة فعملوها، فأخذوا من اليهود الغدر والخيانة، ومن النصارى العمى والضلالة، ومن المجوس الإلحاد والوثنية.
والرافضة فرق وجماعات، وأحزاب وتكتلات، ورايات وقدوات، اختلفوا في أشياء كثيرة، واتفقوا على شيء واحد، هو القضاء على الإسلام والمسلمين، وخابوا وخسروا .
وسأتحدث هنا – وبشكل مختصر- عن إحدى تلك الفرق الخبيثة، وأشدها عداوة للإسلام، والذي نقل التاريخ لنا سيرتها السوداء، وجرائمها النكراء، حتى تبين لكل ذي لب أن الرافضة أخبث الأمم طوية، وأرداهم سجية.

وتلك الفرقة هي "القرامطة".

ففي سنة 317هـ كان المسلمون يطوفون حول الكعبة، فاكتسح الكعبة جيش من الشيعة القرامطة، وبالتحديد من البحرين، ذبحوا في يوم واحد أكثر من ثلاثين ألف حاج من الرجال والنساء والأطفال.
وقف قائدهم ويدعى: "أبو طاهر القرمطي" على باب الكعبة ونادى في الحجيج: لمن الملك اليوم؟ فلم يجبه أحد فقال: أنا الله، أنا أخلق الخلق، وأفنيهم، أنا.
أمر قائد الشيعة القرامطة جيشه بخلع باب الكعبة، ومزق كسوة الكعبة قطعة قطعة، ونادى في الناس: أين الطير الأبابيل، أين الحجارة من سجيل، ولم يجبه أحد.
وهدّم القرامطة بئر زمزم ورموا فيها مئات من الجثث من الذين قتلوهم من الحجيج، حتى امتلأت البئر بالجثث، وجمعوا فوقها بقية الجثث حتى صارت الجثث كالجبل الضخم.
وهرب الحجيج من جيش القرامطة، وتعلق المئات بأستار الكعبة، لعل أستار الكعبة تشفع لهم عند القرامطة، فنادى قائدهم: ابدأوا بهم فاقتلوهم.
جمع القائد القرمطي جمعاً كبيراً من النساء حول الكعبة في حجر إسماعيل ممن حججن إلى بيت الله، وأمر جنوده باغتصابهن علناً، ثم ذٌبحن ورميت جثثهن في بئر زمزم.
أمر القائد القرمطي بهتك باب الكعبة، ثم دخلها الجيش فدنسوها، ونهبوا منها كنوزاً عظيمة، كان الملوك يهدونها للكعبة المشرفة، وساقوها معهم إلى البحرين.
أخذ الجيش القرمطي الحجر الأسود بعدما ضربوه بفأس فانكسر شقين، ثم حملوه معهم إلى البحرين، وظل هناك قرابة 22 سنة.
أضف إلى ذلك أن هذا الجيش القرمطي الغاشم اعترض طرق الحجيج، ومنعهم من الحج إلى بيت الله، وهاجموا بلاداً إسلامية أخرى في ذلكم العهد، كالشام وصنعاء وغيرها.

فتأملوا ما فعلته هذه الفرقة الرافضية الباطنية الخبيثة في بيت الله الحرام، وما صنعته في حجاج البيت وعمّاره من قتل وتعذيب واغتصاب وترويع وطرد وغير ذلك.
وانظروا إلى ما يحملون من العداء البغيض للإسلام وأهله، جعلوا الله أهون الناظرين إليهم، وتجرأوا على بيته وحرمه وجواره، فاللهم اجعل قبورهم ناراً، ومآلهم نارًا، أنت على كل شيء قدير.

ختاماً :

التاريخ يعيد نفسه، وإن كنا نتحدث عن القرامطة الذين اعتدوا على بيت الله، وهتكوا حرمته، وقتلوا حجاجه وعمّاره، في القرن الرابع الهجري، فلابد أن نتحدث عن "القرامطة الجدد" الذين ساروا على سير آبائهم، واقتدوا بخطاهم، وهم "الحوثيون".
الذي ما من خبث إلا وأظهروه، وعداء إلا وبينوه، وحرب للإسلام والمسلمين إلا وأشعلوها.
"الحوثي" هو نبتة خبيثة، أنبتها القرمطي، فكل قول وفعل وخلق وتعامل تصدر من الحوثي إنما هي من أبيه القرمطي، ومن ذاك أن الحوثي ومن زمن يصرخ بأنه يخطط لاحتلال مكة والمدينة، وأنه أحق بها من غيره.
ومما فعله أيضاً هو وأعوانه من أهل الباطل والفجور: استهدافهم للأرض المقدسة وللبيت الحرام بالصواريخ، دون مراعاة لمشاعر المسلمين في أرجاء الأرض، وبتمرد بغيض على أوامر الله جل وعلا، وبتعدٍّ رخيص على بلاد الحرمين، دولة التوحيد، ومهبط الوحي، وأرض الرسالات, ولو أعطي "الحوثي" مجالاً، أو سنحت له فرصة، أو تقدم لنا خطوة، لكرر ما فعله أجداده القرامطة، فهم يتنفسون المكر والخبث والخيانة، ويحملون في صدورهم الكراهية والحقد والبغض للمسلمين في كل مكان, فاللهم دمرهم تدميراً، والعنهم لعناً كبيراً، هم ومن عاونهم وأيدهم من المجوس والصليبين واليهود، يا رب العالمين .

حسين بن سعيد الحسنية
04/02/1438هـ


 

حسين الحسنية
  • مقالات
  • كتب
  • الخطب المنبرية
  • الصفحة الرئيسية