صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







المنتقى النفيس من كتاب (حلية الأولياء ، وطبقات الأصفياء) (6)

جهاد حِلِّسْ
‏@jhelles

 
الســابــــق ...

قال كعب الأحبار -رحمه الله-:

تجد الرجل مستكثرا من أنواع أعمال البر ويبلغ صنائع المعروف ويكابد سهر الليل وظمأ الهواجر ولعله لا يساوي في ذلك كله عند ربه جيفة حمار، قيل: وكيف ذلك يا أبا إسحاق؟ قال: لقلة عقله، وسوء رغبته، وتجد الرجل ينام الليل ويفطر النهار ولا يعرف بشيء من البر ولا صنائع المعروف ولعله عند الله من المقربين، قيل: وكيف ذلك يا أبا إسحاق؟ قال: لما قسم الله له من العقل فإن الله تعالى فرض على عباده أن يعرفوه وأن يطيعوه وأن يعبدوه، وإنما عبده وعرفه وأطاعه من خلقه العاقلون، وأما الجهال فهم الذين جهلوه فلم يعرفوه ولم يطيعوه ولم يعبدوه
[6/5]

قال كعب الأحبار -رحمه الله-:

أن لقمان، قال لابنه: يا بني كن أخرس عاقلا، ولا تكن نطوقا جاهلا، ولأن يسيل لعابك على صدرك وأنت كاف اللسان عما لا يعنيك أجمل بك وأحسن من أن تجلس إلى قوم فتنطق بما لا يعنيك، ولكل عمل دليل ودليل العقل التفكر، ودليل التفكر الصمت، ولكل شيء مطية ومطية العقل التواضع وكفى بك جهلا أن تنهى عما تركب، وكفى بك عقلا أن يسلم الناس من شرك
[6/6]

قال كعب الأحبار -رحمه الله-:

من أراد أن يبلغ شرف الآخرة فليكثر التفكر يكن عالما
[6/13]

قال كعب الأحبار -رحمه الله-:

اعمل عمل العبد الذي لا يرى أنه يموت إلا هرما واحذر حذر المرء الذي يرى أنه يموت غدا
[6/31]

قال كعب الأحبار -رحمه الله-:

رب قائم مشكور له، ورب نائم مغفور له، وذلك أن الرجلين يتحابان في الله فقام أحدهما يصلي فرضي الله صلاته ودعاءه فلم يرد عليه من دعائه شيئا، فذكر أخاه ذلك في دعائه من الليل فقال: يا رب أخي فلان اغفر له فغفر الله له وهو نائم
[6/31]

قال كعب الأحبار -رحمه الله-:

من عرف الموت هانت عليه مصائب الدنيا وغمومها
عن ابن أبي مليكة، أن عمر، قال لكعب: أخبرني عن الموت، قال: يا أمير المؤمنين هو مثل شجرة كثيرة الشوك في جوف ابن آدم فليس منه عرق ولا مفصل إلا فيه شوكة ورجل شديد الذراعين فهو يعالجها ينزعها فأرسل عمر رضي الله تعالى عنه دموعه
[6/44]

قال كعب الأحبار -رحمه الله-:

وجدت التسويف جندا من جنود إبليس، قد أهلك خلقا من خلق الله كثيرا
[6/54]

في الحكمة:

من كان له من نفسه واعظ كان له من الله حافظ، ومن أنصف الناس من نفسه زاده الله بذلك عزا والذل في طاعة الله أقرب من التعزز بالمعصية
[6/55]

قال شهر بن حوشب -رحمه الله-:

إذا حدث الرجل القوم فإن حديثه يقع من قلوبهم موقعه من قلبه
[6/62]

قال حسان بن عطية -رحمه الله-:

إن القوم ليكونون في الصلاة الواحدة وإن بينهم كما بين السماء والأرض، وتفسير ذلك: أن الرجل يكون خاشعا مقبلا على صلاته والآخر ساهيا غافلا
[6/71]

قال حسان بن عطية -رحمه الله-:

ما ابتدعت بدعة إلا ازدادت مضيا، ولا تركت سنة إلا ازدادت هربا
[6/72]

قال حسان بن عطية -رحمه الله-:

ما ابتدع قوم بدعة في دينهم إلا نزع الله من سنتهم مثلها ولا يعيدها إليهم إلى يوم القيامة
[6/73]

قال حسان بن عطية -رحمه الله-:

ما ازداد عبد علما إلا ازداد الناس منه قربا رحمة من الله تعالى
[6/74]

قال حسان بن عطية –رحمه الله- :

إنما مثل الشياطين في كثرتهم كمثل رجل دخل زرعا فيه جراد كثير، فكلما وضع رجله تطاير الجراد يمينا وشمالا ولولا أن الله عز وجل غض البصر عنهم ما رئي شيء إلا وعليه شيطان
[6/75]

قال القاسم بن مخيمرة –رحمه الله- :

ما اجتمع على مائدتي لونان من طعام واحد ولا أغلقت بابي ولي خلفه هم
[6/80]

قال القاسم بن مخيمرة –رحمه الله- :

إني لا أغلق بابي فما يجاوزه همي
[6/80]

قال سليمان بن موسى –رحمه الله- :

ثلاثة لا ينتصفون من ثلاثة: حليم من جاهل، وبر من فاجر، وشريف من دنيء
[6/87]

قال علي بن أبي جملة –رحمه الله- :

كان علي بن عبد الله بن عباس يصلي في كل يوم ألف سجدة
[6/91]

قال رجاء بن أبي سلمة –رحمه الله-:

الحلم أرفع من العقل، وذلك أن الله تعالى تسمى به
[6/92]

قَالَ بِشْرٌ الشَّامِيُّ–رحمه الله-:

كَانَ يقَالُ: الْمُطِيعُ مُهَابٌ، وَالْعَاصِي مَرْحُومٌ، وَالْخَائِفُ وَجِلٌ، وَالْوَجِلُ حَزِينٌ، وَالْحُزْنُ دَاعٍ إِلَى طُولِ الْفَرَحِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَلِكُلِّ الْعِبَادِ هِمَّةٌ فَهُمُومُ خَيْرٍ وَهُمُومُ شَرٍّ
[6/94]

قال حبيب بن عبيد–رحمه الله-:

تعلموا العلم واعقلوه وانتفعوا به، ولا تعلموا لتتجملوا به فإنه يوشك إن طال بكم العمر أن يتجمل بالعلم كما يتجمل الرجل ببزته
[6/102]

قال أرطأة –رحمه الله-:

كان ضمرة إذا قام إلى الصلاة قلت: هذا أزهد الناس في الدنيا، فإذا عمل للدنيا قلت: هذا أرغب الناس في الدنيا
[6/103]

قال عمرو بن قيس –رحمه الله-:

ما كدت أن أعمر نفسي حتى أبلي جسمي، وما من عبد أنزل الدنيا حق منزلتها حتى يرضى أن يوطأ فيها بالأقدام من الذلة، ومن أهان نفسه في الله عز وجل أعزه الله يوم القيامة، وإن أبغض الأجساد إلى الله الجسد الناعم "
[6/111]

قال محمد بن زياد–رحمه الله-:

اجتمع رجال من الأخيار - أو قال العلماء والعباد - وذكروا الموت، فقال بعضهم: لولا أنه أتاني آت أو ملك الموت فقال: أيكم سبق إلى هذا العمود فوضع عليه يده مات لرجوت أن لا يسبقني إليه أحد منكم شوقا إلى لقاء الله
[6/112]

قال عبدة بن أبي لبابة –رحمه الله-:

إن أقرب الناس من الرياء آمنهم له
[6/113]

قال عبدة بن أبي لبابة –رحمه الله-:

لوددت أن حظي من أهل هذا الزمان أن لا يسألوني عن شيء ولا أسألهم يتكاثرون بالمسائل كما يتكاثر أهل الدراهم بالدراهم
[6/114]

قال جرير بن عثمان –رحمه الله-:

قيل لراشد بن سعد : ما النعيم؟ قال: طيب النفس، قيل: فما الغنى؟ قال: صحة الجسد
[6/117]

قال هانئ بن كلثوم –رحمه الله-:

مثل المؤمن الفقير كمثل المريض عند الطبيب العالم بدائه تطلع نفسه إلى أشياء يشتهيها لو أصابها أهلكته، كذلك يحمي الله تعالى المؤمن من الدنيا
[6/119]

قال سعيد بن عبد العزيز –رحمه الله-:

الدنيا غنيمة الآخرة
[6/125]

قال أبو مسهر –رحمه الله-:

معت رجلا، قال لسعيد بن عبد العزيز: أطال الله بقاءك فغضب وقال: بل عجل الله بي إلى رحمته
[6/125]

كان سعيد بن عبد العزيز –رحمه الله-:

إذا فاتته الصلاة - يعني في الجماعة - أخذ بلحيته وبكى
[6/125]

قال ابن شوذب –رحمه الله-:

كان مسلم بن يسار إذا دخل في صلاته في مسجد بيته قال لأهله: تحدثوا فإني لست أسمع حديثكم
[6/130]

قال ابن شوذب –رحمه الله-:

اجتمع قوم فتذاكروا أي النعم أفضل؟ فقال رجل: ما ستر الله به بعضنا عن بعض، قال: فيرون أن قول ذلك أرجح
[6/131]

قال عبد الملك بن أبي غنية –رحمه الله-:

كتب الأوزاعي إلى أخ له: أما بعد فإنه قد أحيط بك من كل جانب، واعلم أنه يسار بك في كل يوم وليلة فاحذر الله والمقام بين يديه، وأن يكون آخر عهدك به والسلام
[6/140]

قال الأوزاعي –رحمه الله-:

لهو العلماء خير من حكمة الجهلة
[6/141]

قال الأوزاعي –رحمه الله-:

بلغني أنه ما وعظ رجل قوما لا يريد به وجه الله إلا زلت عنه القلوب كما زل الماء عن الصفا
[6/141]

قال الأوزاعي –رحمه الله-:

ليس ساعة من ساعات الدنيا إلا وهي معروضة على العبد يوم القيامة يوما فيوما وساعة فساعة، ولا تمر به ساعة لم يذكر الله تعالى فيها إلا تقطعت نفسه عليها حسرات، فكيف إذا مرت به ساعة مع ساعة ويوم مع يوم وليلة مع ليلة
[6/142]

قال الأوزاعي –رحمه الله-:

إن المؤمن يقول قليلا ويعمل كثيرا، وإن المنافق يقول كثيرا ويعمل قليلا
[6/142]

قال موسى بن أعين –رحمه الله-:

قال لي الأوزاعي: يا أبا سعيد كنا نمزح ونضحك فأما إذا صرنا يقتدى بنا ما أرى يسعنا التبسم
[6/143]

قال الأوزاعي –رحمه الله-:

من أكثر ذكر الموت كفاه اليسير، ومن علم أن منطقه من عمله قل كلامه، قال أبو حفص: سمعت سعيد بن عبد العزيز يقول: ما جاء الأوزاعي بشيء أعجب إلينا من هذا
[6/143]

قال بشر بن الوليد –رحمه الله- ظك

رأيت الأوزاعي كأنه أعمى من الخشوع
[6/143]

قال محمد بن الأوزاعي –رحمه الله-:

قال لي أبي: لو قبلنا من الناس كلما أعطونا لهُنَّا عليهم
[6/143]

قال محمد بن الأوزاعي –رحمه الله-:

اصبر نفسك على السنة وقف حيث وقف القوم وقل بما قالوا، وكف عما كفوا عنه واسلك سبيل سلفك الصالح فإنه يسعك ما وسعهم، ولا يستقيم الإيمان إلا بالقول ولا يستقيم القول إلا بالعمل ولا يستقيم الإيمان والقول والعمل إلا بالنية موافقة للسنة، وكان من مضى من سلفنا لا يفرقون بين الإيمان والعمل، العمل من الإيمان والإيمان من العمل، وإنما الإيمان اسم جامع كما يجمع هذه الأديان اسمها ويصدقه العمل فمن آمن بلسانه وعرف بقلبه وصدق ذلك بعمله فتلك العروة الوثقى التي لا انفصام لها، ومن قال بلسانه ولم يعرف بقلبه ولم يصدقه بعمله لم يقبل منه وكان في الأخرة من الخاسرين
[6/143]

كان الحسن بن أبي الحسن –رحمه الله-:

يجلس في مجلسه الذي يذكر فيه في كل يوم ، وكان حبيب الفارسي * يجلس في مجلسه الذي يأتيه فيه أهل الدنيا والتجار وهو غافل عما فيه الحسن لا يلتفت إلى شيء من مقالته إلى أن التفت إليه يوما، فقال سائلاً بالفارسية ماذا يفعل الحسن في مجلسه
فقيل: والله يا أبا محمد هو يذكر الجنة ويذكر النار ويرغب في الآخرة ويزهد في الدنيا، فوقر ذلك في قلبه، فقال بالفارسية: اذهبوا بنا إليه. فأتاه فقال جلساء الحسن: يا أبا سعيد، هذا أبو محمد حبيب قد أقبل إليك فعظه وأقبل عليه فوقف عليه فقال: أين همي كومي جكوي؟ فقال الحسن: إيش يقول. قال: يقول: هذا الذي يقول إيش يقول.
قال: فأقبل عليه الحسن فذكره الجنة وخوفه النار ورغبه في الخير وزهده في الشر ورغبه في الآخرة وزهده في الدنيا فوقعت موعظته من قلبه، فخرج عما كان يتصرف فيه ثقة بالله، ومكتفيا بضمانه
فاشترى نفسه من الله عز وجل وتصدق بأربعين ألفا في أربع دفعات، تصدق بعشرة آلاف في أول النهار، فقال: يا رب اشتريت نفسي منك بهذا، ثم أتبعه بعشرة آلاف أخرى فقال: يا رب هذه شكرا لما وفقتني له، ثم أخرج عشرة آلاف أخرى فقال: رب إن لم تقبل مني الأولى والثانية فاقبل هذه، ثم تصدق بعشرة آلاف أخرى فقال: رب إن قبلت مني الثالثة فهذه شكرا لها
[6/149]

قال حبيب أبو محمد –رحمه الله-:

والله إن الشيطان ليلعب بالقراء كما يلعب الصبيان بالجوز ولو أن الله دعاني يوم القيامة، فقال: يا حبيب فقلت: لبيك قال: جئتني بصلاة يوم أو صوم يوم أو ركعة أو تسبيحة اتقيت عليها من إبليس أن لا يكون طعن فيها طعنة فأفسدها ما استطعت أن أقول نعم أي رب،
[6/152]

قال حبيب أبو محمد –رحمه الله-:

إن من سعادة المرء إذا مات ماتت معه ذنوبه
[6/153]

قال جعفر –رحمه الله-:

كان حبيب أبو محمد رقيقا من أكثر الناس بكاء، فبكى ذات ليلة بكاء كثيرا فقالت عمرة بالفارسية: لم تبكي يا أبا محمد؟ قال لها حبيب بالفارسية: دعيني فإني أريد أن أسلك طريقا لم أسلكه قبل
[6/154]

قال عبد الواحد بن زيد –رحمه الله-:

الرضا باب الله الأعظم، وجنة الدنيا ومستراح العابدين
[6/156]

قال عبد الواحد بن زيد –رحمه الله-:

من قوي على بطنه قوي على دينه، ومن قوي على بطنه قوي على الأخلاق الصالحة، ومن لم يعرف مضرته في دينه من قبل بطنه فذاك رجل في العابدين أعمى "
[6/157]

قال عبد الواحد بن زيد –رحمه الله-:

مريضا من إخوانه، فقال: ما تشتهي؟ قال: الجنة، قال: فعلام تأس من الدنيا إذا كانت هذه شهوتك؟ قال: آسى والله على مجالس الذكر ومذاكرة الرجال بتعداد نعم الله، قال عبد الواحد: هذا والله خير الدنيا وبه يدرك خير الآخرة "
[6/157]

قال عبد الواحد بن زيد –رحمه الله-:

ما يسرني أن لي جميع ما حوت عليه البصرة من الأموال والثمرة بفلسين "
قال عبد الواحد بن زيد –رحمه الله-:
جالسوا أهل الدين فإن لم تجدوهم فجالسوا أهل المروءات فإنهم لا يرفثون في مجالسهم "
[6/160]

قال عبد الواحد بن زيد –رحمه الله-:

: قلت لزياد النميري: ما منتهى الخوف. قال: إجلال الله عند مقام السوءات، قلت: فما منتهى الرجاء؟ قال: تأمل الله على كل الحالات "
[6/160]

قال عبد الواحد بن زيد –رحمه الله-:

الإجابة مقرونة بالإخلاص لا فرقة بينهما "
[6/162]

قال عبد الواحد بن زيد –رحمه الله-:

ما أحسب شيئا من الأعمال يتقدم الصبر إلا الرضا ولا أعلم درجة أرفع ولا أشرف من الرضا وهي رأس المحبة "
[6/163]

قال عبد الواحد بن زيد –رحمه الله-:

كان يقال: من عمل بما علم فتح الله له ما لا يعلم "
[6/163]

قال محمد بن عبد الله الخزاعي –رحمه الله-:

صلى عبد الواحد بن زيد الغداة بوضوء العتمة أربعين سنة "
[6/163]

قال الحسن –رحمه الله-:

السهو والأمل نعمتان عظيمتان على بني آدم "
[6/164]

قال صالح المري –رحمه الله-:

يا عجبا لقوم أمروا بالزاد وأذنوا بالرحيل وحبس أولهم على آخرهم وهم يلعبون
[6/165]

قال الحسن بن حسان–رحمه الله-:

كنا يوما عند صالح المري وهو يتكلم ويعظ، فقال لرجل حدث بين يديه: اقرأ يا بني فقرأ الرجل: {وأنذرهم يوم الآزفة إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع} [غافر: 18]
فقطع عليه صالح القراءة فقال: وكيف يكون للظالمين حميم أو شفيع والطالب له رب العالمين، إنك والله لو رأيت الظالمين وأهل المعاصي يساقون في السلاسل والأغلال إلى الجحيم حفاة عراة مسودة وجوههم مزرقة عيونهم ذائبة أجسامهم ينادون يا ويلاه يا ثبوراه ماذا نزل بنا؟ ماذا حل بنا؟ أين يذهب بنا؟ ماذا يراد منا؟ والملائكة تسوقهم بمقامع النيران فمرة يجرون على وجوههم ويسحبون عليها متكئين، ومرة يقادون إليها عنتا مقرنين، من بين باك دما بعد انقطاع الدموع ومن بين صارخ طائر القلب مبهوت، إنك والله لو رأيتهم على ذلك لرأيت منظرا لا يقوم له بصرك ولا يثبت له قلبك ولا يستقر لفظاعة هوله على قرار قدمك. ثم نحب وصاح يا سوء منظراه ويا سوء منقلباه وبكى وبكى الناس، فقام شاب به تأنيث فقال: أكل هذا في القيامة يا أبا بشر قال: نعم والله يا ابن أخي، وما هو أكبر من ذلك لقد بلغني أنهم يصرخون في النار حتى تنقطع أصواتهم فلا يبقى منها إلا كهيئة الأنين من المدنف، فصاح الفتى إنا لله واغفلتاه عن نفسي أيام الحياة، ويا أسفى على تفريطي في طاعتك يا سيداه واأسفاه على تضييع عمري في دار الدنيا ثم بكى واستقبل القبلة، ثم قال: اللهم إني أستقبلك في يومي هذا بتوبة لك لا يخالطها رياء لغيرك، اللهم فاقبلني على ما كان مني واعف عما تقدم من عملي، وأقلني عثرتي، وارحمني ومن حضرني، وتفضل علينا بجودك أجمعين يا أرحم الراحمين لك ألقيت معاقد الآثام من عنقي، وإليك أنبت بجميع جوارحي صادقا بذلك قلبي، فالويل لي إن أنت لم تقبلني، ثم غلب فسقط مغشيا عليه فحمل من بين القوم صريعا يبكون عليه ويدعون له. وكان صالح كثيرا ما يذكره في مجلسه يدعو الله له ويقول: بأبي قتيل القرآن بأبي قتيل المواعظ والأحزان
[6/165]

قال عبد الرحمن بن مهدي –رحمه الله-:

جلست مع سفيان الثوري في مسجد صالح المري فتكلم صالح فرأيت سفيان الثوري يبكي وقال: ليس هذا بقاص هذا نذير قوم
[6/167]

قال فان بن مسلم –رحمه الله-:

كنا نأتي مجلس صالح المري نحضره وهو يقص، فكان إذا أخذ في قصصه كأنه رجل مذعور يذعرك أمره من حزنه وكثرة بكائه كأنه ثكلى، وكان شديد الخوف من الله كثير البكاء
[6/167]

قال صالح المري –رحمه الله-:

ألم تر كالغير عواقب فعلهم، أولم تحرك الفكر على التنبيه لمصيرهم، بلى والله لقد بان لك ذلك ولكنك شبت علمك بالغفلة وأنت أولى من غيرك مما صنعت من نفسك، قال: ثم بكى وبكى الناس
[6/167]

قال صالح المري –رحمه الله-:

للبكاء دواع بالفكرة في الذنوب، فإن أجابت على ذلك القلوب وإلا نقلتها إلى الموقف وتلك الشدائد والأهوال فإن أجابت وإلا فاعرض عليها التقلب بين أطباق النيران، قال: ثم بكى وغشي عليه وتصايح الناس
[6/167]

كان صالح المري –رحمه الله-:

يتمثل بهذا البيت في قصصه عند الأخذة:
[البحر البسيط]
وغائب الموت لا ترجون رجعته ... إذا ذووا غيبة من سفرة رجعوا
قال: ثم يبكي ويقول: هو والله السفر البعيد فتزودوا لمراحله {فإن خير الزاد التقوى} [البقرة: 197] واعلموا أنكم في مثل أمنيتهم فبادروا الموت واعملوا له قبل حلوله ثم يبكي
[6/168]

قال صالح المري –رحمه الله-:

«ما بينك وبين أن ترى لله عليك فيما تحب إلا أن تعمل فيما بينك وبين خلقه فيما يحب فحينئذ لا تفقد بره ولا تعدم في كل أمر خيره»
[6/171]

قال الأصمعي –رحمه الله-:

شهدت صالحا المري عزى رجلا على أبيه فقال له: «لئن كانت مصيبتك لم تحدث لك موعظة في نفسك فمصيبتك بأبيك جلل في مصيبتك في نفسك فإياها فابك»
[6/171]

كان عمران القصير -رحمه الله-:

ألا حر كريم يصبر أياما قلائل
[6/171]

قال عمران القصير –رحمه الله-:

ألا صابر كريم لأيام قلائل حرام على قلوبكم أن تجدوا طعم الإيمان حتى تزهدوا في الدنيا
[6/177]

قال عمران القصير –رحمه الله-:

سمعت الحسن، - وسأله رجل - فقال: إني سألت فقيها، فقال: وهل رأيت فقيها لا أبا لك إنما الفقيه الزاهد في الدنيا البصير بذنبه، المداوم على عبادة ربه
[6/178]

قال الحسن البصري –رحمه الله-:

إذا رأيتم الرجل يقتر على عياله فإن عمله بينه وبين الله تعالى أخبث وأخبث
[6/178]

قال بكر بن عبد الله المزني –رحمه الله-:

من يأت الخطيئة وهو يضحك دخل النار وهو يبكي
[6/185]

قال سلام بن أبي مطيع –رحمه الله-:

كن لنعمة الله عليك في دينك أشكر منك لنعمة الله عليك في دنياك
[6/188]

قال سلام بن أبي مطيع –رحمه الله-:

الزاهد على ثلاثة وجوه: واحد أن تخلص العمل لله والقول ولا يراد بشيء منه الدنيا، والثاني ترك ما لا يصلح والعمل بما يصلح، والثالث الحلال وهو أن يزهد فيه وهو تطوع وهو أدناها
[6/188]

قال سلام بن أبي مطيع –رحمه الله-:

دخلت على مريض أعوده فإذا هو يئن، فقلت: اذكر المطرحين في الطريق، واذكر الذين لا مأوى لهم ولا من يخدمهم. قال: ثم دخلت عليه بعد ذلك فلم أسمعه يئن، فجعل يقول: اذكر المطروحين في الطرق، واذكر الذين لا مأوى لهم ولا لهم من يخدمهم
[6/189]

قال سلام بن أبي مطيع –رحمه الله-:

أتى الحسن بكوز من ماء ليفطر عليه، فلما أدناه إلى فيه بكى وقال: ذكرت أمنية أهل النار قولهم {أن أفيضوا علينا من الماء} [الأعراف: 50] وذكرت ما أجيبوا {إن الله حرمهما على الكافرين} [الأعراف: 50]
[6/189]

قال رياح القيسي –رحمه الله-:

إلى كم يا ليل ويا نهار تحطان من أجلي وأنا غافل عما يراد بي، إنا لله، إنا لله، فهو كذلك حتى يغيب عني وجهه
[6/193]

قال رياح القيسي –رحمه الله-:

لا أجعل لبطني على عقلي سبيلا أيام الدنيا فكان لا يشبع إنما كان يأكل بلغه بقدر ما يمسك الرمق
[6/194]

قال رياح القيسي –رحمه الله-:

كما لا تنظر الأبصار إلى شعاع الشمس كذلك لا تنظر قلوب محبي الدنيا إلى نور الحكمة أبدا
[6/194]

قال الحسن –رحمه الله-:

إن هذا الحق جهد الناس وحال بينهم وبين شهواتهم فوالله ما صبر عليه إلا من عرف فضله ورجا عاقبته
[6/197]

قال حوشب بن مسلم –رحمه الله-:

سألت الحسن قلت يا أبا سعيد رجل آتاه الله مالا فهو يحج منه ويصل منه ويتصدق منه أله أن يتنعم فيه فقال الحسن: لا لو كانت الدنيا له ما كان له إلا الكفاف ويقدم فضل ذلك ليوم فقره وفاقته إنما كان المتمسك من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن أخذ عنهم من التابعين كانوا يكرهون أن يتخذوا العقد والأموال في الدنيا ليركنوا إليها ولتشتد ظهورهم فكانوا ما آتاهم الله من رزق أخذوا منه الكفاف وقدموا فضل ذلك ليوم فقرهم وفاقتهم ثم حوائجهم بعد في أمر دينهم ودنياهم وفيما بينهم وبين الله عز وجل
[6/198]

قال الحسن –رحمه الله-:

ابن آدم إنك إن قرأت هذا القرآن ثم آمنت به ليطولن في الدنيا حزنك وليشتدن في الدنيا خوفك وليكثرن في الدنيا بكاؤك
[6/198]

قال سعيد الجريري –رحمه الله-:

كانوا يجعلون أول نهارهم لقضاء حوائجهم وإصلاح معايشهم وآخر النهار لعبادة ربهم وصلاتهم
[6/200]

قال عبيد الله بن أبي المغيرة القرشي –رحمه الله-:

كتب إلي الفضل بن عيسى: أما بعد، فإن الدار التي أصبحنا فيها دار بالبلاء محفوفة وبالفناء موصوفة، كل ما فيها إلى زوال ونفاد بينا أهلها منها في رخاء وسرور إذ صيرتهم في وعثاء ووعور، أحوالها مختلفة وطبقاتها منصرفة، يضربون ببلائها، ويمتحنون برخائها، العيش فيها مذموم، والسرور فيها لا يدوم، وكيف يدوم عيش تغيره الآفات، وتنوبه الفجيعات، وتفجع فيها الرزايا، وتسوق أهلها المنايا، إنما هم بها أعراض مستهدفة، والحتوف لهم مستشرفة ترميهم بسهامها وتغشاهم بحمامها، ولا بد من الورود بمشارعه والمعاينة لفظائعه، أمر سبق من الله في قضائه وعزم عليه في إمضائه، فليس منه مذهب ولا عنه مهرب، ألا فأخبث بدار يقلص ظلها ويفنى أهلها، إنما هم بها سفر نازلون وأهل ظعن شاخصون، كأن قد انقلبت الحال وتنادوا بالارتحال فأصبحت منهم قفارا، قد انهارت دعائمها وتنكرت معالمها واستبدلوا بها القبور الموحشة التي استبطنت بالخراب وأسست بالتراب، فمحلها مقترب وساكنها مغترب بين أهل موحشين وذوي محلة متشاسعين، لا يستأنسون بالعمران، ولا يتواصلون تواصل الإخوان، ولا يتزاورون تزاور الجيران، قد اقتربوا في المنازل وتشاغلوا عن التواصل، فلم أر مثلهم جيران محلة لا يتزاورون على ما بينهم من الجوار وتقارب الديار، وأني ذلك منهم وقد طحنهم بكلكله البلى، وأكلتهم الجنادل والثرى، وصاروا بعد الحياة رفاتا، قد فجع بهم الأحباب وارتهنوا فليس لهم إياب، وكان قد صرنا إلى ما صاروا فنرتهن في ذلك المضجع، ويضمنا ذلك المستودع، يؤخذ بالقهر والاعتسار وليس ينفع منه شفق الحذار، والسلام. قال: قلت له: فأي شيء كتبت إليه؟ قال: لم أقدر له على الجواب
[6/206]

قال فضل الرقاشي –رحمه الله-:

ما تلذذ المتلذذون ولا استطارت قلوبهم بشيء كحسن الصوت بالقرآن، وكل قلب لا يجب على حسن الصوت بالقرآن فهو قلب ميت. قال الفضل: وأي عين لا تهمل على حسن الصوت إلا عين غافل أو لاه
[6/207]

قال فضل الرقاشي –رحمه الله-:

إذا كمد الحزن فتر، وإذا فتر انقطع
[6/208]

قال فضل الرقاشي –رحمه الله-:

يا أبا سلمة أذنبت ذنبا فأنا أبكي، عليه منذ أربعين سنة، قال: وما هو يا أبا عبد الله. قال: زارني أخ لي فاشتريت له سمكا بدانق فلما أكل قمت إلى حائط جار لي فأخذت منه قطعة طين فمسح بها يده فأنا أبكي عليه منذ أربعين سنة
[6/211]

كان كهمس –يرحمه الله - :

يصلي ألف ركعة في اليوم والليلة، فإذا مل قال لنفسه: قومي يا مأوى كل سوء فوالله ما رضيتك لله ساعة قط
[6/211]

قال أبو عبد الرحمن الحنفي - رحمه الله -:

رأى كهمس بن الحسن عقربا في البيت فأراد أن يقتلها أو يأخذها فسبقته إلى جحرها فأدخل يده في الجحر يأخذها وجعلت تضربه فقيل: ما أردت إلى هذا؟ لم أدخلت يدك في جحرها تخرجها قال: إني أحمد خفت أن تخرج من الجحر فتجيء إلى أمي فتلدغها، وكان يمينه الذي يحلف به إني أحمد وأحمد - يعني ربه .
[6/211]

قال عبد الملك بن قريب - رحمه الله -:

كان كهمس يعمل في الجص كل يوم بدانقين فإذا أمسى اشترى به فاكهة فأتى بها إلى أمه
[6/212]

قال عبد الله بن المبارك- رحمه الله -:

كنا مع كهمس فدنا من الماء ليشرب فذاقه فوجده باردا فأمسك فقال: هاك أبا عبد الرحمن تحاسب بفضلها
[6/213]

كان كهمس - رحمه الله -:

يقول في جوف الليل: أراك معذبي وأنت قرة عيني يا حبيب قلباه
[6/213]

قال بشر بن منصور - رحمه الله -:

كنت أوقد بين يدي عطاء العبدي - وهو السليمي - في غداة باردة فقلت له: يا عطاء يسرك الساعة لو أنك أمرت أن تلقي نفسك في هذه النار ولا تبعث إلى الحساب، قال: فقال لي: إي ورب الكعبة، قال: ثم قال: والله مع ذلك لو أمرت بذلك لخشيت أن تخرج نفسي فرحا قبل أن أصل إليها
[6/216].

قال نعيم بن مورع - رحمه الله -:

أتينا عطاء السليمي وكان عابدا فدخلنا عليه فجعل يقول: ويل لعطاء ليت عطاء لم تلده أمه وعليه مدرعة فلم يزل كذلك حتى اصفرت الشمس فذكرنا بعد منازلنا فقمنا وتركناه وكان يقول في دعائه: اللهم ارحم غربتي في الدنيا، وارحم مصرعي عند الموت، وارحم وحدتي في قبري، وارحم قيامي بين يديك
[6/216]

كان عطاء السليمي - رحمه الله - يقول :

التمسوا لي هذه الأحاديث في الرخص عسى الله أن يروح عني ما أنا فيه من الغم
[6/217]

كان عطاء السليمي - رحمه الله -:

إذا فرغ من وضوئه انتفض وارتعد وبكى بكاء شديدا، فيقال له في ذلك فيقول: إني أريد أن أقدم على أمر عظيم أريد أن أقوم بين يدي الله عز وجل
[6/217]

قال العلاء بن محمد - رحمه الله -:

دخلت على عطاء السليمي وقد غشي عليه فقلت لامرأته أم جعفر: ما شأن عطاء فقالت: سجرت جارتنا التنور فنظر إليها فخر مغشيا عليه
[6/218]

قال إبراهيم المحلي - رحمه الله -:

أتيت عطاء السليمي فلم أجده في بيته قال: فنظرت فإذا هو في ناحية الحجرة جالس وإذا حوله بلل، قال فظننت أنه أثر وضوء توضأه فقالت لي عجوز معه في الدار: هذا أثر دموعه
[6/218]

قال سرار أبو عبيدة - رحمه الله -:

انقطع عطاء السلمي قبل موته بثلاثين سنة قال: وما رأيت عطاء إلا وعيناه تفيضان قال: وما كنت أشبه عطاء إذا رأيته إلا بالمرأة الثكلى قال: وكأن عطاء لم يكن من أهل الدنيا
[6/220]

كان عطاء - رحمه الله -:

إذا هبت ريح وبرق ورعد، قال: هذا من أجلي يصيبكم، لو مات عطاء استراح الناس، قال: وكنا ندخل على عطاء، فإذا قلنا له: زاد الطعام، قال: هذا من أجلي يصيبكم غلاء الطعام لو مت أنا لاستراح الناس
[6/221]

قال عطاء - رحمه الله -:

مات حبيب، مات مالك، مات فلان، ليتني مت فكان أهون لعذابي
[6/222]

قال ابراهيم بن أدهم - رحمه الله -:

كان عطاء يمس جسده بالليل خوفا من ذنوبه مخافة أن يكون قد مسخ وكان إذا انتبه يقول: ويحك يا عطاء ويحك
[6/222]

قال صالح المري - رحمه الله -:

قلت لعطاء السليمي ما تشتهي فبكى؟ فقال: أشتهي والله يا أبا بشر أن أكون رمادا لا يجتمع منه سفه أبدا في الدنيا ولا في الآخرة قال صالح: فأبكاني والله وعلمت أنه إنما أراد النجاة من عسر يوم الحساب
[6/224]

كان عطاء السليمي –رحمه الله- يقول:

رب ارحم في الدنيا غربتي وفي القبر وحدتي وطول مقامي غدا بين يديك
[6/224]

قال عبد الواحد بن زيد - رحمه الله -:

دخلنا على عطاء السليمي وهو في الموت فنظر إلي أتنفس فقال: ما لك؟ فقلت: من أجلك، فقال: والله لوددت أن نفسي بقيت بين لهاتي وحنجرتي تتردد إلى يوم القيامة مخافة أن تخرج إلى النار
[6/224]

كان عطاء السليمي –رحمه الله-:

بلغنا أن الشهوة، والهوى يغلبان العلم والعقل والبيان
[6/224]

قال حماد بن زيد –رحمه الله-:

رجعنا من جنازة فدخلنا على عطاء السليمي فلما رآنا كأنه خاف أن يدخله شيء أي لكثرتنا، فقال: اللهم لا تمقتنا - أو اللهم لا تمقتني - ثم قال: سمعت جعفر بن زيد العبدي يقول: مر رجل فجلس فأثنوا عليه خيرا فلما جاوزهم قام وقال: اللهم إن كان هؤلاء لا يعرفوني فأنت تعرفني
[6/224]

قال جعفر بن زيد العبدي –رحمه الله-:

مر رجل بقوم فأثنوا عليه وأسمعوه فلما جاوزهم وقف قال: وأشار عبيد الله برأسه إلى السماء فقال: اللهم إن كانوا لا يعرفوني فأنت تعرفني
[6/226]

قال بكر بن عبد الله –رحمه الله-:

كان عتبة الغلام يأخذ دقيقه فيبله بالماء فيعجنه ويضعه في الشمس حتى يجف، فإذا كان الليل جاء فأخذه وأكل منه لقما قال: ثم يأخذ الكوز فيغرف من حب كان في الشمس نهاره فتقول مولاة له: يا عتبة لو أعطيتني دقيقك فخبزته لك وبردت لك الماء فيقول لها يا أم فلان قد سددت عني كلب الجوع
[6/229]

قال رياح القيسي – رحمه الله-:

قال لي عتبة الغلام : يا رياح إن كنت كلما دعتني نفسي إلى الكلام تكلمت فبئس الناظر أنا، يا رياح إن لها موقفا تغتبط فيه بطول الصمت عن الفضول
[6/232]

قال عتبة الغلام –رحمه الله-:

لولا ما قد نهينا عنه من تمني الموت لتمنيته، قلت: ولم تتمنى الموت؟ قال: لي فيه خلتان حسنتان قلت: وما هما؟ قال: الراحة من معاشرة الفجار ورجاء لمجاورة الأبرار، قال: ثم بكى، وقال: أستغفر الله وما يؤمنني أن يقرن بيني وبين الشيطان في سلسلة من حديد ثم يقذف بي في النار، ثم غشي عليه
[6/224]

قال سليم النحيف–رحمه الله-:

رمقت عتبة ذات ليلة فما زاد ليلته تلك على هذه الكلمات إن تعذبني فإني لك محب، وإن ترحمني فإني لك محب قال: فلم يزل يرددها ويبكي حتى طلع الفجر
[6/224]

.قال أبو عبد الله الشحام –رحمه الله-:

كان عتبة يبيت عندي قال: فكان يبيت في بيت وحده، قال عبد الله: فقلت له: ما كانت عبادته، قال: كان يستقبل القبلة فلا يزال في فكر وبكاء حتى يصبح، قال: وربما جاءني وهو ممس يقول: أخرج إلي شربة من ماء أو تمرات أفطر عليهما فيكون لك مثل أجري
[6/235]

قال عتبة الغلام –رحمه الله-:

من عرف الله أحبه، ومن أحب الله أطاعه، ومن أطاع الله أكرمه، ومن أكرمه أسكنه في جواره، ومن أسكنه في جواره فطوباه وطوباه وطوباه وطوباه، فلم يزل يقول وطوباه حتى خر ساقطا مغشيا عليه
[6/236]

قال عبد الواحد بن زيد –رحمه الله-:

ربما سهرت مفكرا في طول حزنه - يعني عتبة - ولقد كلمته ليرفق بنفسه فبكى، وقال: إنما أبكي على تقصيري
[6/236]

قال العباس بن الوليد –رحمه الله-:

أتينا بشر بن منصور بعد العصر فخرج إلينا وكأنه متغير، فقلت له: يا أبا محمد لعلنا شغلناك عن شيء، فرد ردا ضعيفا ثم قال: ما أكتمكم - أو كلمة نحوها - كنت أقرأ في المصحف - أي شغلتموني -
[6/239]

.قال بشر بن منصور –رحمه الله-:

اجعل العلم فضلا - يعني في الساعات التي لا شغل فيها –
[6/239]

قال عمارة بن يحيى –رحمه الله-:

قلت لعبد الرحمن بن مهدي: أيبعث الرجل بالسلام إلى أهل الرجل قال: نعم وقد كان بشر بن منصور - ولم أر مثله قط - إذا أتاني بعث إلى أهلنا بالسلام وإن حفظ الإخاء من الدين، والكرم من الدين قال: وسألت عبد الرحمن عن الرجل يسلم على القوم وهم يأكلون وهو صاحب هوى أو فاسق أيدعونه إلى طعامهم؟ قال: نعم، قال لي بشر بن منصور: إني لأدعو إلى طعامي من لو نبذت إلى الكلب كان أحب إلي من أن يأكله قال عبد الرحمن: وليتق الرجل دناءة الأخلاق كما يتقي الحرام
[6/240]

قال عباس بن الوليد–رحمه الله-:

ربما قبض بشر على لحيته ويقول: أطلب الرياسة بعد سبعين سنة؟ وقال بشر: إن لكل شيء مبدعا فاجعل لنفسك مبدعا، قال عباس: يقول لكل شيء وقاية فاجعل لنفسك وقاية لا تحمل على نفسك حملا تغلب
[6/240]

قال شقيق العصفري لبشر بن منصور –رحمه الله-:

يسرك أن لك مائة ألف فقال: لأن تندرا - وأشار إلى عينيه - أحب إلي من ذاك
[6/240]

قال بشر بن منصور–رحمه الله-:

أقل من معرفة الناس فإنك لا تدري ما يكون، قال: فإن كان كل شيء - يعني فضيحة في القيامة - كان من يعرفك قليلا
[6/241]

قال سهل بن منصور –رحمه الله-:

كان بشر يصلي يوما فأطال الصلاة ورأى رجلا ينظر إليه ففطن له بشر فقال للرجل: لا يعجبك ما رأيت مني فإن إبليس قد عبد الله مع الملائكة كذا وكذا
[6/241]

قال عبد الرحمن بن مهدي –رحمه الله-:

قلت لبشر بن منصور: إنا لنجلس مجلس خير وبركة قال: نعم المجلس، قال: قلت له: إنه ربما لم يجلس إلي فكأني أغتم، قال: إن كنت تشتهي أن يجلس إليك اترك هذا المجلس
[6/241]

قال بشر بن منصور–رحمه الله-:

إني لأذكر الشيء من أمر الدنيا ألهي به نفسي عن ذكر الآخرة أخاف على عقلي
[6/241]

 قال أبو طارق التبان–رحمه الله-:

كان عبد العزيز بن سلمان إذا ذكر القيامة والموت صرخ كما تصرخ الثكلى ويصرخ الخائفون من جوانب المسجد قال: وربما رفع الميت والميتان من جوانب مجلسه
[6/243]

قال محمد بن عبد العزيز بن سلمان –رحمه الله-:

كنت أسمع أبي يقول: عجبت ممن عرف الموت كيف تقر في الدنيا عينه أم كيف تطيب بها نفسه أم كيف لا يتصدع قلبه فيها قال: ثم يصرخ هاه هاه حتى يخر مغشيا عليه
[6/244]

قال عبد الله بن ثعلبة الحنفي –رحمه الله-:

تضحك ولعل أكفانك قد خرجت من عند القصار
[6/246]

قال عبد الله بن غالب الحداني –رحمه الله-: لما برز إلى العدو:

على ما آسى من الدنيا فوالله ما فيها للبيت جذل، ووالله لولا محبتي لمباشرة السهر بصفحة وجهي وافتراش الجبهة لك يا سيدي، والمراوحة بين الأعضاء والكراديس في ظلم الليل رجاء ثوابك وحلول رضوانك لقد كنت متمنيا لفراق الدنيا وأهلها - قال: ثم كسر جفن سيفه ثم تقدم فقاتل حتى قتل فحمل من المعركة وإن له لرمقا فمات دون العسكر
[6/247]

قال صعدي بن أبي الحجر–رحمه الله-:

كنا ندخل على المغيرة فنقول كيف أصبحت؟ قال: أصبحنا مغرقين في النعم موقرين من الشكر يتحبب إلينا ربنا وهو عنا غني، ونتمقت إليه ونحن إليه محتاجون
[6/248]

قال مالك بن دينار–رحمه الله-:

للمغيرة بن حبيب ما لا أحصي من المرات - وكان ختنه -: يا مغيرة كل أخ وجليس وصاحب لا تستفيد منه في دينك خيرا فانبذ عنك صحبته
[6/248]

قال عبد الرحمن بن مهدي –رحمه الله-:

لو قيل لحماد بن سلمة إنك تموت غدا ما قدر أن يزيد في العمل شيئا
[6/250]

قال موسى بن إسماعيل –رحمه الله-:

لو قلت لكم إني ما رأيت حماد بن سلمة ضاحكا قط صدقتكم، كان مشغولا بنفسه إما أن يحدث، وإما أن يقرأ وإما أن يسبح، وإما أن يصلي، كان قد قسم النهار على هذه الأعمال
[6/250]

قال حماد بن زيد –رحمه الله-:

ما كنا نأتي أحدا نتعلم شيئا بنية من ذلك الزمان إلا حماد بن سلمة ونحن نقول اليوم: ما نأتي أحدا تعلم بنية إلا حماد بن سلمة
[6/250]

قال يونس بن محمد - رحمه الله -:

مات حماد بن سلمة في المسجد وهو يصلي
[6/250]

عاد حماد بن سلمة سفيان الثوري - رحمهما الله -:

فقال سفيان: يا أبا سلمة أترى يغفر الله لمثلي؟ فقال حماد: والله لو خيرت بين محاسبة الله إياي وبين محاسبة أبوي لاخترت محاسبة الله على محاسبة أبوي، وذلك أن الله تعالى أرحم بي من أبوي
[6/251]

قال آدم بن إياس - رحمه الله -:

شهدت حماد بن سلمة ودعوه - يعني السلطان - فقال: أحمل لحية حمراء لهؤلاء لا والله لا فعلت
[6/251]

قال حماد بن سلمة - رحمه الله -:

من طلب الحديث لغير الله مكر به
[6/251]

قال محمد بن الحجاج- رحمه الله -:

كان رجل يسمع معنا عند حماد بن سلمة فركب إلى الصين، فلما رجع أهدى إلى حماد بن سلمة هدية فقال له حماد: إني إن قبلتها لم أحدثك بحديث، وإن لم أقبلها حدثتك قال: لا تقبلها وحدثني
[6/251]

قال حماد بن زيد - رحمه الله -:

اجتمع أيوب السختياني، ويونس بن عبيد، وابن عون، وثابت البناني في بيت فقال ثابت: يا هؤلاء كيف يكون العبد إذا دعا الله فاستجاب له دعاءه؟ قال ابن عون: يكون البلاء في نفسه، قال ثابت: فإنه يعرضه العجب مما صنع الله به، فقال يونس بن عبيد: لا يكون العبد يعجب بصنع الله به إلا وهو مستدرج، فقال أيوب: وما علامة المستدرج؟ قال: إن العبد إذا كانت له عند الله منزلة فحفظها وأبقى عليها ثم شكر الله أعطاه الله أشرف من المنزلة الأولى، وإذا هو ضيع الشكر استدرجه الله وكان تضييعه للشكر استدراجا من الله له، وإن العبد المستدرج يكون له فيما بينه وبين الله تيسير وحبس فعليه ينكر العجب عن معرفة الاستدراج، وإن العبد المستدرج إذا ألقي في قلبه شيء من الشكر حمله شكره على التفقد من أين أتي فإذا عرف ذلك خضع وإذا خضع أقال الله عثرته، قال حماد: إن ابن عمر سئل عن الاستدراج فقال: ذاك مكره بالعباد المضيعين، قال: فبكوا جميعا، ثم رفع أيوب يده من بينهم وقال: يا عالم الغيب والشهادة لا توفيق لنا إن لم توفقنا، ولا قوة لنا إن لم تقونا، فقال يونس: به وجدنا طعم القوة من دعائك يا أبا بكر. قال: وكان أيوب يعرفه أصحابه أن له دعوة مستجابة
[6/259]

قال زياد النميري -رحمه الله-:

لو كان لي من الموت أجل أعرف مدته لكنت حريا بطول الحزن والكمد حتى يأتيني وقته فكيف وأنا لا أعلم متى يأتيني الموت صباحا أو مساء؟ ثم خنقته عبرته فقام
[6/267]

قال عبد الواحد بن الخطاب - رحمه الله -:

سمعت زيادا النميري، - ونحن في جنازة وذكروا القيامة - فقال زياد من مات فقد قامت قيامته
[6/267]

قال الحسن - رحمه الله -:

والله لقد أدركت أقواما ما طوي لأحدهم في بيته ثوب قط، وما أمر في أهله بصنعة طعام قط، وما جعل بينه وبين الأرض فراشا قط، وإن كان أحدهم ليقول: لوددت أني أكلت أكلة تصير في جوفي مثل الآجرة قال: ويقول: بلغنا أن الآجرة تبقى في الماء ثلاثمائة سنة
[6/269]

قال الحسن - رحمه الله -:

والله لقد أدركت أقواما إن كان أحدهم ليرث المال العظيم، قال: وإنه والله لمجهود شديد الجهد، قال: فيقول لأخيه: يا أخي إني قد علمت أن ذا ميراث وهو حلال ولكني أخاف أن يفسد علي قلبي وعملي فهو لك لا حاجة لي فيه، قال: فلا يزرأ منه شيئا أبدا، قال: وهو والله مجهود شديد الجهد
[6/270]

قال الحسن - رحمه الله -:

والله لأن ينبذ رجل طعامه للكلب خير له من أن يأكل فوق شبعه
[6/270]

قال الحسن - رحمه الله -:

والله لقد أدركت أقواما كان أحدهم يخلف أخاه في أهله أربعين عاما ينفق عليهم
[6/270]

قال الحسن - رحمه الله -:

أدركت - والذي نفسي بيده - أقواما ما أمر أحدهم أهله بصنعة طعام قط، فإن قرب إليه شيء أكله وإلا سكت لا يبالي حارا كان أو باردا، وما افترش أحدهم بينه وبين الأرض فراشا قط وإنما يتوسد يده فيهجع من الليل ثم يقوم فيبيت ليلته قائما راكعا وساجدا يرغب إلى الله في فك رقبته
[6/270]

قال الحسن - رحمه الله -:

ما الدنيا كلها من أولها إلى آخرها إلا كرجل نام نومة فرأى في منامه ما يحب ثم انتبه
[6/270]

قال الحسن - رحمه الله -:

لباب واحد من العلم أتعلمه أحب إلي من الدنيا وما فيها
[6/271]

قال عبد الله بن مسعود –رحمه الله-:

لو وقفت بين الجنة والنار فخيرت أن أعلم مكاني منهما - أو أكون ترابا - لاخترت أن أكون ترابا
[6/271]

قال الحسن - رحمه الله -:

إنكم أصبحتم في أجل منقوص وعمل محفوظ والموت في رقابكم والنار بين أيديكم، وما ترون والله ذاهب، فتوقعوا قضاء الله كل يوم وليلة ولينظر امرؤ ما قدم لنفسه
[6/271]

كان الحسن - رحمه الله -:

يحلف بالله ما أعز أحد الدرهم إلا أذله الله
[6/272]

قال الحسن - رحمه الله -:

والله ما أحد من الناس بسط له دنيا ولم يخف أن يكون قد مكر به فيها إلا كان قد نقص علمه وعجز رأيه وما أمسكها الله، عن عبد مسلم يظن أنه قد خير له فيها إلا كان قد نقص علمه وعجز رأيه
[6/272]

قال الحسن - رحمه الله -:

لا تخرج نفس ابن آدم من الدنيا إلا بحسرات ثلاثة: أنه لا يتمتع بما جمع، ولم يدرك ما أمل، ولم يحسن الزاد لما قدم عليه
[6/272]

قال شعبة -رحمه الله-:

ما أقول لكم إن أحدا طلب الحديث يريد وجه الله تعالى إلا هشاما الدستوائي وإن كان يقول: ليتنا ننجو من هذا الحديث كفافا لا لنا ولا علينا
[6/278]

قال مسلم بن إبراهيم -رحمه الله-:

كان هشام الدستوائي لا يطفئ السراج إلى الصبح وقال: إذا رأيت الظلمة ذكرت ظلمة القبر
[6/278]

قال عبد الرحمن بن مهدي –رحمه الله-:

سمعت هشاما، - غير مرة - يقول إذا حدث: كم من رجل قد حدث هذا الحديث، قد أكل التراب لسانه
[6/278]

قال هشام الدستوائي –رحمه الله-:

وددت أن هذا الحديث ماء فأسقيكموه
[6/278]

قال هشام الدستوائي –رحمه الله-:

عجب للعالم كيف يضحك
[6/279]

قال مالك بن دينار –رحمه الله-:

اتقوا السحارة اتقوا السحارة - مرتين - فإنها تسحر قلوب العلماء يعني الدنيا
[6/287]

قال مالك بن دينار –رحمه الله-:

إن لله عقوبات في القلوب والأبدان: ضنك في المعيشة، ووهن في العبادة، وما ضرب عبد بعقوبة أعظم من قسوة القلب
[6/287]

قال مالك بن دينار –رحمه الله-:

إن القلب إذا لم يحزن خرب كما أن البيت إذا لم يسكن خرب، قال: وسمعته يقول: لو أن قلبي يصلح على كناسة لذهبت حتى جلست عليها
[6/287]

قال مالك بن دينار –رحمه الله-:

فرح بمدح الباطل فقد استمكن الشيطان من دخول قلبه
[6/287]

قال مالك بن دينار –رحمه الله-:

إن العالم إذا لم يعمل بعلمه زلت موعظته عن القلوب كما تزل القطرة عن الصفا
[6/288]

قال مالك بن دينار –رحمه الله-:

إن صدور المؤمنين تغلي بأعمال البر، وإن صدور الفجار تغلي بالفجور والله يرى همومكم فانظروا ما همومكم رحمكم الله
[6/288]

قال عبد الله الداري –رحمه الله-:

كان أهل العلم بالله والقبول منه يقولون: إن الزهد في الدنيا يريح القلب والبدن وإن الرغبة في الدنيا تكثر الهم والحزن وإن الشبع يقسي القلب ويفتر البدن
[6/288]

قال ثابت البناني –رحمه الله-:

كان رجل من العباد يقول: إذا نمت ثم استيقظت ثم ذهبت أعود إلى النوم فلا أنام الله عيني، قال جعفر: كنا نرى ثابتا يفني نفسه
[6/289]

قال أبو عمران الجوني –رحمه الله-:

لم ينظر الله إلى إنسان قط إلا رحمه، ولو نظر إلى أهل النار لرحمهم، ولكن قضى أن لا ينظر إليهم
[6/290]

قال محمد بن واسع –رحمه الله-:

ما بقي في الدنيا شيء ألذه إلا الصلاة في الجماعة ولقاء الإخوان
[6/291]

قال الربيع بن برة –رحمه الله-:

ابن آدم إنما أنت جيفة منتنة طيب نسيمك ما ركب فيك من روح الحياة، فلو قد نزع منك روحك ألقيت جثة ملقاة وجيفة منتنة وجسدا خاويا قد جيف بعد طيب ريحه واستوحش منه بعد الأنس بقربه فأي الخليقة ابن آدم منك أجهل وأي الخليقة منك أعجب إذا كنت تعلم أن هذا مصيرك وأن التراب مقيلك، ثم أنت بعد هذا لطول جهلك تقر بالدنيا عينا أما سمعته يقول: {فجعلناهم أحاديث ومزقناهم كل ممزق إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور} [سبأ: 19] أما والله ما حداك على الصبر والشكر إلا لعظيم ثوابهما عنده لأوليائه، أما سمعته يقول جل ثناؤه: {لئن شكرتم لأزيدنكم} [إبراهيم: 7] أو ما سمعته يقول عز شأنه: {إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب} [الزمر: 10] فها هما منزلتان عظيمتا الثواب عند الله قد بذلهما لك يا ابن آدم فمن أعظم في الدنيا منك غفلة أو من أطول في القيامة حسرة؟ إن كنت ترغب عما رغب لك فيه مولاك، وأنك تقرأ في الليل والنهار في الصباح والمساء: {نعم المولى ونعم النصير} [الأنفال: 40]
[6/296]

قال الربيع بن برة –رحمه الله-:

عجبت للخلائق كيف ذهلوا، عن أمر حق تراه عيونهم وشهد عليه معاقد قلوبهم إيمانا وتصديقا مما جاء به المرسلون، ثم ها هم في غفلة عنه سكارى يلعبون، ثم يقول: وايم الله ما تلك الغفلة إلا رحمة من الله لهم، ونعمة من الله عليهم، ولولا ذلك لألفي المؤمنون طائشة عقولهم طائرة أفئدتهم محلقة قلوبهم، لا ينتفعون مع ذكر الموت بعيش أبدا حتى يأتيهم الموت وهم على ذلك أكياس مجتهدون قد تعجلوا إلى مليكهم بالاشتياق إليه بما يرضيه عنهم قبل قدومهم عليه، فكأني والله أنظر إلى القوم قد قدموا على ما قدموا من القربة إلى الله تعالى مسرورين والملائكة من حولهم يقدمونهم على الله مستبشرين يقولون: سلام عليكم ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون
[6/297]

قال الربيع بن برة –رحمه الله-:

قطعتنا غفلة الآمال عن مبادرة الآجال، فنحن في الدنيا حيارى لا ننتبه من رقدة إلا أعقبتنا في أثرها غفلة، فيا إخوتاه نشدتكم بالله هل تعلمون مؤمنا بالله أغر ولنقمه أقل حذرا من قوم هجمت بهم الغير على مصارع النادمين فطاشت عقولهم وضلت حلومهم عندما رأوا من العبر والأمثال ثم رجعوا من ذلك إلى غير عقله ولا نقله، فبالله يا إخوتاه هل رأيتم عاقلا رضي من حاله لنفسه بمثل هذه حالا والله عباد الله لتبلغن من طاعة الله تعالى رضاه أو لتنكرن ما تعرفون من حسن بلائه وتواتر نعمائه، إن تحسن أيها المرء يحسن إليك وإن تسئ فعلى نفسك بالعتب فارجع فقد بين وحذر وأنذر فما للناس على الله حجة بعد الرسل: {وكان الله عزيزا حكيما} [النساء: 158]
]
[6/298]

قال الربيع بن برة –رحمه الله-:

كم عاملته تبارك اسمه بما يكره فعاملك بما تحب؟ قلت: ما أحصي ذلك كثرة، قال: فهل قصدت إليه في أمر كربك فخذلك؟ قلت: لا والله ولكنه أحسن إلي وأعانني، قال: فهل سألته شيئا قط فما أعطاك؟ قلت: وهل منعني شيئا سألته؟ ما سألته شيئا قط إلا أعطاني ولا استعنت به إلا أعانني قال: أرأيت لو أن بعض بني آدم فعل بك بعض هذه الخلال ما كان جزاؤه عندك؟ قلت: ما كنت أقدر له على مكافأة ولا جزاء قال: فربك تعالى أحق وأحرى أن تدأب نفسك في أداء شكر نعمه عليك وهو قديما وحديثا يحسن إليك والله لشكره أيسر من مكافأة عباده إنه تبارك وتعالى رضي بالحمد من العباد شكرا
[6/298]

قال أبو عبد الله البراني–رحمه الله-:

سمعت رجلا من العباد يبكي ويقول في بكائه: بكت قلوبنا إلى الذنوب ارتياحا إلى مواقعتها ثم بكت عيوننا حزنا على الذي أتينا منها، فليت شعري أيها المصيب برحمته من يشاء أحد البكائين مستولى علينا غدا في عرصة القيامة عندك، لئن كنت لم تقبل التوبة يا كريم لقد حانت لنا إليك الأوبة يا رحيم، ولئن أعرضت بوجهك الكريم عنا فبحق أعرضت عن المعرضين عنك، ولئن تطولت بمنك ومننت بطولك علينا فلقديما ما كان ذلك منك على المذنبين، قال: وسمعته يقول: أوثقتنا عقد الآثام فنحن في الدنيا حيارى قد ضلت عقولنا عن الله عز وجل
[6/299]

قال الربيع بن عبد الرحمن:
إن لله عبادا أخمصوا له البطون عن مطاعم الحرام، وغضوا له الجفون عن مناظر الآثام وأهملوا له العيون لما اختلط عليهم الظلام رجاء أن ينير ذلك لهم قلوبهم إذا تضمنتهم الأرض بين أطباقها، فهم في الدنيا مكتئبون وإلى الآخرة متطلعون نفذت أبصار قلوبهم بالغيب إلى الملكوت فرأت فيه ما رجت من عظم ثواب الله فازدادوا والله بذلك جدا واجتهادا عند معاينة أبصار قلوبهم ما انطوت عليه آمالهم فهم الذين لا راحة لهم في الدنيا وهم الذين تقر أعينهم غدا بطلعة ملك الموت عليهم، قال: ثم بكى حتى بل لحيته بالدموع
[6/299]

قال الربيع بن برة –رحمه الله-:

سمعت الحسن، تلا: {يا أيتها النفس المطمئنة} [الفجر: 27] وقال الحسن: النفس المؤمنة اطمأنت إلى الله واطمأن إليها وأحبت لقاء الله وأحب الله لقاءها ورضيت عن الله ورضي الله عنها، فأمر بقبض روحها فغفر لها وأدخلها الجنة وجعلها من عباده الصالحين
[6/299]

قال الربيع بن برة –رحمه الله-:

إنما يحب البقاء من كان عمره له غنما وزيادة في عمله، فأما من غبن عمره واستتر له هواه فلا خير له في طول الحياة
[6/300]

قال أبو محمد خزيمة -رحمه الله-:

قال رجل لمحمد بن واسع: أوصني؟ قال: أوصيك أن تكون ملكا في الدنيا والآخرة قال: كيف لي بذلك؟ قال: ازهد في الدنيا
[6/302]

قال الربيع بن صبيح –رحمه الله-:

قلنا للحسن: يا أبا سعيد عظنا، فقال: إنما يتوقع الصحيح منكم داء يصيبه، والشاب منكم هرما يفنيه، والشيخ منكم موتا يرديه، أليس العواقب ما تسمعون؟ أليس غدا تفارق الروح الجسد؟ المسلوب غدا أهله وماله، الملفوف غدا في كفنه، المتروك غدا في حفرته، المنسي غدا من قلوب أحبته الذين كان سعيه وحزنه لهم، ابن آدم نزل بك الموت فلا ترى قادما ولا تجيء زائرا ولا تكلم قريبا ولا تعرف حبيبا، تنادى فلا تجيب، وتسمع فلا تعقل، قد خربت الديار وعطلت العشار وأيتمت الأولاد، قد شخص بصرك وعلا نفسك واصطكت أسنانك وضعفت ركبتاك وصار أولادك غرباء عند غيرك
[6/304]

قال الربيع بن صبيح –رحمه الله-:

قلت للحسن: إن ههنا قوما يتبعون االسقط من كلامك ليجدوا إلى الوقيعة فيك سبيلا فقال: لا يكبر ذلك عليك فلقد أطمعت نفسي في خلود الجنان فطمعت وأطمعتها في مجاورة الرحمن فطمعت، وأطمعتها في السلامة من الناس فلم أجد إلى ذلك سبيلا لأني رأيت الناس لا يرضون عن خالقهم فعلمت أنهم لا يرضون عن مخلوق مثلهم
[6/305]

قال الربيع بن صبيح –رحمه الله-:

وعظ الحسن يوما فانتحب رجل فقال الحسن: أما والله ليسألنك الله ماذا أردت بهذا
[6/305]

قال الحسن –رحمه الله-:

إن العز والغنى يجولان في طلب التوكل، فإذا ظفرا أوطنا وأنشد:
[البحر الطويل]
يجول الغنى والعز في كل موطن ... ليستوطنا قلب امرئ إن توكلا
ومن يتوكل كان مولاه حسبه ... وكان له فيما يحاول معقلا
إذا رضيت نفسي بمقدور حظها ... تعالت وكانت أفضل الناس منزلا
[6/305]

قال معاوية بن عبد الكريم–رحمه الله-:

ذكروا عند الحسن الزهد، فقال بعضهم: اللباس، وقال بعضهم: المطعم، وقال بعضهم: كذا، وقال الحسن: لستم في شيء، الزاهد إذا رأى أحدا قال: هو أفضل مني
[6/314]

قال الفضل بن زياد القطان –رحمه الله-:

سألت أحمد بن حنبل: من ضرب مالك بن أنس، قال: ضربه بعض الولاة لا أدري من هو إنما ضربه في طلاق المكره كان لا يجيزه فضربه لذلك.
[6/316]

قال مالك بن أنس–رحمه الله-:

ما أفتيت حتى شهد لي سبعون أني أهل لذلك
[6/316]

قال مالك بن أنس–رحمه الله-:

ما أجبت في الفتيا حتى سألت من هو أعلم مني: هل يراني موضعا لذلك؟ سألت ربيعة وسألت يحيى بن سعيد فأمراني بذلك، فقلت له: يا أبا عبد الله فلو نهوك، قال: كنت أنتهي لا ينبغي لرجل أن يرى نفسه أهلا لشيء حتى يسأل من هو أعلم منه
[6/316]

قال مالك بن أنس–رحمه الله-:

ما بت ليلة إلا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم.
[6/317]

قال ابن أبي أويس–رحمه الله-:

كان مالك إذا أراد أن يحدث توضأ وجلس على فراشه وسرح لحيته وتمكن في الجلوس بوقار وهيبة، ثم حدث فقيل له في ذلك، فقال: أحب أن أعظم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أحدث به إلا على طهارة متمكنا، وكان يكره أن يحدث في الطريق وهو قائم أو يستعجل، فقال: أحب أن أتفهم ما أحدث به، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
[6/317]

قال معن بن عيسى–رحمه الله-:

كان مالك بن أنس يتقي في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الباء والتاء ونحوهما
318

قال أبو يونس المدني–رحمه الله-:

أنشدني بعض أصحابنا من المدنيين في مالك بن أنس رضي الله تعالى عنه:
[البحر الكامل]
يدع الجواب فلا يراجع هيبة ... والسائلون نواكس الأذقان
أدب الوقار وعز سلطان التقى ... فهو المطاع وليس ذا سلطان
[6/318]

قال خالد بن خداش–رحمه الله-:

ودعت مالك بن أنس فقلت: أوصني يا أبا عبد الله قال: تقوى الله وطلب الحديث من عند أهله
[6/319]

قال مالك بن أنس–رحمه الله-:

العلم نور يجعله الله حيث يشاء ليس بكثرة الرواية.
[6/319]

قال عبد الله بن يوسف–رحمه الله-:

سئل مالك بن أنس، عن الداء العضال، فقال: الخبث في الدين
[6/319]

قال مالك بن أنس–رحمه الله-:

وحق على من طلب العلم أن يكون له وقار وسكينة وخشية، والعلم حسن لمن رزق خيره وهو قسم من الله فلا تمكن الناس من نفسك فإن من سعادة المرء أن يوفق للخير، وإن من شقوة المرء أن لا يزال يخطئ، وذل وإهانة للعلم أن يتكلم الرجل بالعلم عند من لا يطيعه
[6/320]

قال مالك بن أنس–رحمه الله-:

وبلغني أن لقمان قال لابنه: يا بني ليس غناء كصحة، ولا نعيم كطيب نفس
[6/320]

قال مالك بن أنس–رحمه الله-:

كان الرجل يختلف إلى الرجل ثلاثين سنة يتعلم منه
[6/320]

قال مالك بن أنس–رحمه الله-:

إذا لم يكن للإنسان في نفسه خير لم يكن للناس فيه خير
[6/321]

قال مطرف–رحمه الله-:

قال لي مالك: ما يقول الناس في؟ قلت: أما الصديق فيثني وأما العدو فيقع، قال: ما زال الناس كذا لهم صديق وعدو ولكن نعوذ بالله من تتابع الألسنة كلها
[6/321]

قال ابن وهب –رحمه الله-:

لو شئت أن أملأ ألواحي من قول مالك بن أنس: لا أدري فعلت
[6/323]

قال عبد الرحمن بن مهدي–رحمه الله-:

رأيت رجلا جاء إلى مالك بن أنس يسأله عن شيء أياما ما يجيبه فقال: يا أبا عبد الله إني أريد الخروج قال: فأطرق طويلا، ثم رفع رأسه وقال: ما شاء الله يا هذا إني إنما أتكلم فيما أحتسب فيه الخير وليس أحسن مسألتك هذه
[6/323]

قال عبد الرحمن بن مهدي–رحمه الله-:

سأل رجل مالكا عن مسألة، فقال: لا أحسنها، فقال الرجل: إني ضربت إليك من كذا وكذا لأسألك عنها فقال له مالك: فإذا رجعت إلى مكانك وموضعك فأخبرهم أني قد قلت لك إني لا أحسنها.
[6/323]

قال سعيد بن سليمان–رحمه الله-:

قلما سمعت مالكا، يفتي بشيء إلا تلا هذه الآية: {إن نظن إلا ظنا وما نحن بمستيقنين} [الجاثية: 32]
[6/323]

قال عمرو بن يزيد، - شيخ من أهل مصر - صديق لمالك بن أنس -رحمهما الله-:

قلت لمالك: يا أبا عبد الله يأتيك ناس من بلدان شتى قد أنضوا مطاياهم وأنفقوا نفقاتهم يسألونك عما جعل الله عندك من العلم تقول: لا أدري فقال: يا عبد الله يأتيني الشامي من شامه والعراقي من عراقه والمصري من مصره فيسألونني عن الشيء لعلي أن يبدو لي فيه غير ما أجيب به فأين أجدهم؟ قال عمرو: فأخبرت الليث بن سعد بقول مالك
[6/324]

قال الشافعي–رحمه الله-:

كان مالك بن أنس إذا جاءه بعض أهل الأهواء قال: أما إني على بينة من ربي وديني، وأما أنت فشاك إلى شاك مثلك فخاصمه
[6/324]

قال مالك بن أنس–رحمه الله-:

القرآن كلام الله وكلام الله من الله وليس من الله شيء مخلوق
[6/325]

قال جعفر بن عبد الله –رحمه الله-:

كنا عند مالك بن أنس فجاءه رجل فقال: يا أبا عبد الله الرحمن على العرش استوى كيف استوى ، فما وجد مالك من شيء ما وجد من مسألته فنظر إلى الأرض وجعل ينكت بعود في يده حتى علاه الرحضاء - يعني العرق - ثم رفع رأسه ورمى بالعود وقال: الكيف منه غير معقول، والاستواء منه غير مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، وأظنك صاحب بدعة وأمر به فأخرج
[6/325]

قال مالك بن أنس–رحمه الله-:

{وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة} [القيامة: 23] قوم يقولون إلى ثوابه. قال مالك: كذبوا فأين هم عن قول الله تعالى: {كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون} [المطففين: 15]
[6/326]

قال مالك بن أنس–رحمه الله-:

إياكم وأصحاب الرأي فإنهم أعداء أهل السنة
[6/326]

قال مالك بن أنس–رحمه الله-:

من تنقص أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أو كان في قلبه عليهم غل فليس له حق في فيء المسلمين، ثم تلا قوله تعالى: {ما أفاء الله على رسوله} [الحشر: 7] حتى أتى قوله {والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا} الآية، فمن تنقصهم أو كان في قلبه عليهم غل فليس له في الفيء حق
[6/326]

قال مالك بن أنس–رحمه الله-:

أنه بلغه أن عمر بن الخطاب، قال: إني لأحب النظر إلى القارئ أبيض الثياب
[6/328]

قال مالك بن أنس–رحمه الله-:

لفتى من قريش: يا ابن أخي تعلم الأدب قبل أن تتعلم العلم
[6/330]

قال ابن المبارك –رحمه الله-:

ما رأيت رجلا ارتفع مثل مالك بن أنس ليس له كثير صلاة ولا صيام إلا أن تكون له سريرة
[6/330]

قال أبو خليد–رحمه الله-:

أقمت على مالك فقرأت الموطأ في أربعة أيام فقال مالك: علم جمعه شيخ في ستين سنة أخذتموه في أربعة أيام لا فقهتم أبدا
[6/331]

قال مالك بن أنس–رحمه الله-:

لا يبلغ أحد ما يريد من هذا العلم حتى يضر به الفقر ويؤثره على كل حاجة.
[6/331]

قال مبارك بن سعيد –رحمه الله-:

رأيت عاصم بن أبي النجود يجيء إلى سفيان الثوري يستفتيه، ويقول: أتيتنا يا سفيان صغيرا وأتيناك كبيرا
[6/357]

قال سفيان الثوري–رحمه الله-:

كان الرجل إذا أراد أن يكتب الحديث تأدب وتعبد قبل ذلك بعشرين سنة.
[6/361]

قال سفيان الثوري–رحمه الله-:

زينوا العلم بأنفسكم ولا تزينوا بالعلم.
[6/361]

قال سفيان الثوري–رحمه الله-:

العلم طبيب الدين والدرهم داء الدين فإذا جذب الطبيب الداء إلى نفسه فمتى يداوي غيره
[6/361]

قال سفيان الثوري–رحمه الله-:

: إنما فضل العلم على غيره ليتقى الله به.
[6/362]

قال سفيان الثوري–رحمه الله-:

كان يقال حسن الأدب يطفئ غضب الرب عز وجل
[6/362]

قال سفيان الثوري–رحمه الله-:

إنما هو طلبه، ثم حفظه، ثم العمل به، ثم نشره.
[6/362]

قال سفيان الثوري–رحمه الله-:

كان يقال أول العلم الصمت، والثاني الاستماع له وحفظه، والثالث العمل به، والرابع نشره وتعليمه
[6/362]

قال سفيان الثوري–رحمه الله-:

من حدث قبل أن يحتاج إليه ذل.
[6/362]

قال سفيان الثوري–رحمه الله-:

الحديث أكثر من الذهب والفضة وليس يدرك، وفتنة الحديث أشد من فتنة الذهب والفضة.
[6/363]

قال سفيان الثوري–رحمه الله-:

من ازداد علما ازداد وجعا
[6/363]

قال سفيان الثوري–رحمه الله-:

وددت أن أنجو، من هذا الأمر كفافا لا علي ولا لي
[6/363]

قال سفيان الثوري–رحمه الله-:

من رق وجهه رق عمله
[6/364]

قال يحيى بن يمان –رحمه الله-:

ما سمعت سفيان يعيب العلم قط ولا من يطلبه قالوا: ليست لهم نية قال: طلبهم العلم نية
[6/364]

قال سفيان الثوري–رحمه الله-:

لولا أن للشيطان فيه نصيبا ما ازدحمتم عليه - يعني العلم
[6/364]

: سمعت قبيصة، يقول:
ما رأيت الأغنياء أذل منهم في مجلس سفيان الثوري ولا الفقراء أعز منهم في مجلس سفيان الثوري.
[6/365]

قال سفيان الثوري–رحمه الله-:

- وسأله شيخ، عن حديث، فلم يجبه، قال: فجلس الشيخ يبكي فقام إليه سفيان فقال: يا هذا تريد ما أخذته في أربعين سنة أن تأخذه أنت في يوم واحد
[6/365]

قال خلف بن تميم – رحمه الله -:

قال سفيان الثوري، بمكة - وقد كثر الناس عليه -:
ضاعت الأمة حين احتيج إلي
[6/365]

قال سفيان الثوري–رحمه الله-:

ينبغي للرجل أن يكره ولده على طلب الحديث فإنه مسئول عنه
[6/365]

قال سفيان الثوري–رحمه الله-:

إن هذا الحديث عز، من أراد به الدنيا فدنيا، ومن أراد به الآخرة فآخرة
[6/365]

قال سفيان الثوري–رحمه الله-:

ما أخاف على شيء أن يدخلني النار إلا الحديث
[6/366]

قال سفيان الثوري–رحمه الله-:

وددت أني حين قرأت القرآن وقفت عنده فلم أتجاوزه إلى غيره
[6/366]

قال سفيان الثوري–رحمه الله-:

لو لم يأتني أصحاب الحديث لأتيتهم في بيوتهم
[6/366]

قال سفيان الثوري–رحمه الله-:

لو أني أعلم أن أحدا يطلب الحديث بنية لأتيته في منزله حتى أحدثه
[6/366]

قال سفيان الثوري–رحمه الله-:

إنما العلم عندنا الرخص عن الثقة فأما التشديد فكل إنسان يحسنه
[6/367]

قال أبوعيسى الحواري –رحمه الله- :

لما قدم سفيان الثوري الرملة - أو بيت المقدس - أرسل إليه إبراهيم بن أدهم تعال حدثنا، فقيل له: يا أبا إسحاق تبعث إليه بمثل هذا قال: إنما أردت كيف تواضعه قال: فجاء فحدثهم
[6/367]

قال سفيان الثوري–رحمه الله-:

إنما العلم بالآثار
[6/367]
 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
جهاد حِلِّسْ
  • فوائد من كتاب
  • درر وفوائد
  • الصفحة الرئيسية